103ـ الله أب وسط إجتماعات الصلاة
(كيف أثبت في المسيح الجزء الثاني)
حلقة الثلاثاء 19/11/2013م
(تقديم: نتالي)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (103) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) إلهي يامن قلت: حيثما اجتمع إثنان أو ثلاثة بإسمي فهناك أكون في وسطهم. أسألك أن تبارك جلستنا الآن وكل اجتماعاتنا، وتشرف بصفة خاصة إجتماعات الصلاة بحضورك المملوء مجدا. آمين (3) وأسألك يارب أن تبارك حلقة هذا اليوم لخير الجميع آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح
2ـ والثبات في الرب
3ـ النمو الروحي
4ـ النضوج الروحي
5ـ خدمة النفوس
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي
(4) المضيفةة: هل يمكن أن تلخص موضوع الحلقة السابقة من مرحلة الثبات في المسيح؟
أبونا: تكلمت عن الله أبٌ لجماعة اخوانك
وتركز الحديث فى ثلاثة نقاط:
1ـ نظرة الله للمؤمنين كجماعة متحدة .
2ـ أهمية الشـــركة بين المؤمنين .
3ـ توطيد الشـــركة مع المؤمنين .
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) اليوم نرى جانباً جديداً من جوانب أبوة الله التى تجمع أعضاء الجسد الواحد فى إجتماعات صلاة فيها يتمتعون بحضور الله كأب لهذه العائلة، فيجمعهم كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها.
(2) فلا يمكن أن يكتفى المؤمن بأن يصلى بمفرده فى مخدعه، بل يجب أن يشترك مع بقية المؤمنين فى صلوات جماعية.
(3) فسوف أتكلم عن: الله أبٌ وسط إجتماعات الصلاة وأركز حديثي حول:
1ـ أنـواع الصـلاة .
2ـ أهمية إجتماعات الصلاة .
3ـ أساليب الصـلاة .
4ـ تعـــميق الصــلاة .
(6) المضيفةة: لنبدأ بالحديث عن النقطة الأولى وهي أنــــواع الصـــلاة. فماذا تريد أن تقول؟
أبونا: هناك ثلاثة أنواع للصلاة، هى:
(1) الصلاة الفردية: وهى فرصة إختلاء المؤمن مع الله فى مخدعه فى الخلوة اليومية التى تكلمنا عنها قبلاً، أو فى حديثه القلبى خلال اليوم، وهى حديث شخصى يدور بين الفرد والله، كما قال الرب فى الموعظة على الجبل: "وأما أنت فمتى صليت فادخل إلى مخدعك واغلق بابك وصلِّ إلى أبيك الذي في الخفاء فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية" (مت6: 6)
(2) الصلاة العائلية: وهى فرصة يأتى فيها الله ويزورنا كعائلة، من خلال الكتاب المقدس، سيرة قديس، كتاب روحى، ترانيم، وهى التى تسمى بالمذبح العائلى، ولو حتى مرة فى الاسبوع، كما قال يشوع: "وأما أنا وبيتى فنعبد الرب" (يش24: 15)
وعن هذا النوع من الصلاة يقول الكاهن فى أوشية الإجتماعات: "بيوت صلاة، بيوت طهارة، بيوت بركة، انعم بها يا رب علينا"
(3) الصلاة الجمهورية: وهى تجمع المؤمنين فى حضرة الرب فى الكنيسة التى هى بيت الملائكة وذلك من خلال:
القداسات: للإشتراك فى التناول من جسد الرب ودمه.
العشيات وإجتماعات الصلاة: التى هى موضوع حديثنا اليوم وفيها قال الكتاب: "ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معاً بنفس واحدة" (أع2: 1) فآبائنا الرسل القديسين كانوا يواظبون على الذهاب للهيكل ليتمتعوا معاً بالإيمان المشترك.
يقول القديس يوحنا ذهبى الفم: "حقاً يلزمنا أن نصلى بكل الطرق، وإنما يليق بنا أن نسلك بالروح. فإن الله يطلب فى كل الأحوال "القلب" فإنك حتى إن دخلت مخدعك وأغلقت الباب صانعاً هذا من أجل المظهر، فإن الأبواب المغلقة لن تنفعك شيئاً فالله يرغب فى أن تغلق أبواب الذهن أفضل من غلق الأبواب"
(7) المضيفة: وماذا عن أهمية إجتماعات الصلاة؟
أبونا: لإجتماعات الصلاة فوائد عديدة، منها:
(1) الوجود فى محضر الرب: ولقد قالها الرب يسوع صراحة: "لأنه حيثما اجتمع إثنان أو ثلاثة بإسمي فهناك أكون في وسطهم" (مت18: 20) فإجتماع المؤمنين معاً فى روح الصلاة هو بلا شك جلسة فى السماء من حول رب المجد.
(2) نمو كل مؤمن: فإجتماع الصلاة هو مناخ روحى مبارك، فيه يتقوى الضعيف، ويتشدد المرتخى، وينهض الساقط، إذ تنسكب نعمة الله بغنى، ويتقوى بقوة من الأعالى، كما قال الكتاب: "وإمتلأ الجميع بالروح القدس" (أع2: 4)
(3) تعميق روابط الجماعة: فإن من أسرار قوة الكنيسة الأولى أن الرسل: "كانوا يواظبون فى الهيكل بنفس واحدة، وإذ هم يكسرون الخبز في البيوت كانوا يتناولون الطعام بإبتهاج وبساطة قلب" (أع2: 26)
فالصلاة الجماعية تزيد الروابط بين أعضاء جسد المسيح وهى بمثابة البوتقة التى ينصهر فيها المؤمنون، فيصبحوا واحداً فى الرب يسوع.
(8) المضيفة: وماذا عن أسـاليب الصـلاة؟
أبونا: يمكن أن تتخذ الصلاة فى أجتماعات الصلاة أساليب متنوعة، منها:
1) الصلاة المكتوبة:مثل صلاة الأجبية أو الأبصلمودية المقدسة بما فيها من تسبيحات وتماجيد ومزامير وقطع عميقة المعنى، تأتى بعدها الصلوات الصوتية.
والصلاة المكتوبة مثلما جاء فى عنوان (المزمور 102): "صلاة لمسكين إذا أعيا وسكب شكواه قدام الله"
2) أما الصلاة الصوتية الشمولية: وهى صـلوات إرتجالـية، يسـميها الآبـاء القديسون الصلوات المـركبة. وفيها يصلى كل فرد عن أكثر من موضوع، فيصلى من أجل نفسه، وإحتياجاته، ويصلى من أجل عائلته، ومن أجل الآخرين والمرضى والحزانى والفقراء، ومن أجل الكنيسة .. إلخ.
وكل فرد متى جاء دوره يصلى من أجل هذه المواضيع وغيرها. وهى التى قال عنها معلمنا بولس الرسول: "فاطلب أول كل شيء أن تُقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكرات لأجل جميع الناس" (1تى2: 1)
وهذه الطريقة جميلة، إلا أنها قد تثير نوعاً من الملل والروتينية والتشتت.
3) الصلاة الصوتية الموضوعية: وهى صـورة أخـرى من الصـلاة الصوتية .. وفيها يصلى الفرد لا من أجل مواضيع كثيرة فى المرة الواحدة التى يصليها، بل يصلى من أجل موضوع واحد، وكل الموجودين يصلون أيضاً من أجل هذا الموضوع، فمتى صلى كل واحد فى دوره تدور صلاته حول هذا الموضوع عينه مضيفاً إليه بعداً جديداً. ثم يبدأون فى موضوع جديد تدور صلواتهم حوله بنفس الطريقة.
وميزة هذا النوع أنه لا يسمح بالتشتت أو الملل، بل يساعد على روح الشركة والصلاة بنفس واحدة.
ولقد سجل الكتاب عن آبائنا الرسل أنهم صلوا بهذه الطريقة إذ قال: "فلما سمعوا رفعوا بنفس واحدة صوتاً إلى الله وقالوا أيها السيد أنت هو الإله الصانع السماء والارض والبحر وكل ما فيها" (أع4: 24)
ويقول القديس أمبروسيوس: "إن كان الرب يقول أنه إذا أتفق اثنان معاً على الأرض فى أى شئ يطلبانه يُعطى لهما، فكم بالأكثر إذا اجتمعت كل الجماعة معاً باسم الرب"
** أخى الحبيب، تُرى ما هو النوع والاسلوب الذى تريد أن تطوّره مع أخوتك المؤمنين فى إجتماعات الصلاة؟
(9) المضيفة: بقي أن تحدثنا عن تعمــيق الصــلاة فماذا تقول لنا؟
أبونا: لكى تصبح الصلاة فى هذه الإجتماعات أكثر عمقاً وفعالية، يحسن أن تراعى الأمور التالية:
(1) ركز فكرك فى الله، فالصلاة ليست تمثيلة أمام الناس، بل هى حديث قلبى بينك وبين الله.
(2) لا تنشغل بالتفكير فى الطريقة التى ستصلى بها، بل انشغل بالله نفسه فقط.
(3) وجه كلامك إلى الله، وليس إلى الحاضرين، وكأنك تشاركهم، أو ترضيهم أو حتى تعظهم.
(4) احترس بأن تصلى بهدف التأثير فى الحاضرين، ليُعجبوا بك.
(5) صل بصوت واضح، وليس همساً حتى يسمعك الآخرون.
(6) لا تستخدم لازمة روتينية (أى أكلاشيهات) مثل: أيها الرب سيدنا، أو نباركك من كل القلب.
(7) لا تبحث عن كلمات بديعة فضفاضة بلغة فصحى، بل دع كلامك أن يكون عادياً.
(8) احذر من تقليد الآخرين فى اسلوب صلاتهم.
(9) لا تطيل صلواتك حتى يستطيع أكبر عدد من الحاضرين أن يشاركوا فى الصلاة.
(10) دع الفرصة للروح القدس أن يحرك قلبك للصلاة.
(11) يحسن أن تبدأ الصلاة أولاً بتسبيح الرب على نعمته وأبوته ومعونته ومحبته. ثم قدم صلوات شكر، ثم طلبات عن الاحتياجات الشخصية والجماعية.
(12) أحرص بأن ترفع صلاتك فى إسم الرب يسوع، كما تكلمنا قبلاً.
** طلبتى إلى الله أن يعطينا الحياة المصلية التى تجد لذتها وفرحتها فى الحديث القلبى مع الرب الذى له المجد فى كنيسته إلى الأبد. آمين.
(10) المضيفة: ما هي تداريب الأسبوع الروحية؟
أبونا: (1) تدريب حفظ آية: (مت18: 20) "لأنه حيثما اجتمع إثنان أو ثلاثة بإسمى فهناك أكون فى وسطهم" (مت18: 20)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية: (يو20)
(11) المضيفة: هل يمكن أن تلخص لنا موضوع الله أبٌ وسط إجتماعات الصلاة؟
أبونا: ملخص الموضوع:
أولاً: أنواع الصلاة:
1) الصـــلاة الفرديــة
2) الصـــلاة العائليــة
3) الصـــلاة الجمهورية
ثانياً: أهمية إجتماعات الصلاة :
1) الوجود فى محضر الرب
2) نمـــو كل مــؤمـن
3) تعميق روابــط الجماعة
ثالثاً: أساليب الصلاة:
1) الصلاة المـكـتـــوبـة
2) الصلاة الصوتية الشموليـة
3) الصلاة الصوتية الموضوعية
رابعا: بعض الملاحظات لتعميق الصلاة.
(12) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات (يو14). ويسعدني سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(13) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) باسم الآب والابن والروح القدس (2) محبة الله الآب سلام.