95ـ الله أب كلامه لبنائك
(كيف أثبت في المسيح الجزء الثاني)
حلقة الثلاثاء 24/9/2013م
(تقديم: هدى)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (95) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) بارك يارب حلقة هذا اليوم لتبني حياتنا بكلامك المقدس آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح
2ـ والثبات في الرب
3ـ النمو الروحي
4ـ النضوج الروحي
5ـ خدمة النفوس
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي
(4) المضيفة: هل يمكن أن تلخص موضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: تكلمت عن أهمية الثبات في الرب.
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) سأبدأ الحديث عن أول موضوع من الجزء الثاني من مرحلة الثبات في الرب وهو عن:
الله أبٌ كلامه لبنائك
(2) والواقع أن أهم شئ فى حياة المؤمن هو الارتباط بكلمة الله حتى تُبنى حياته على أساس هذه الوصية الإلهية، فيسلك بمقتضاها.
وسأركز حديثي بخصوص كلمة الله عن:
1ـ تأثيــراتها الإيجابية.
2ـ إلتزاماتنا الحتمية.
3ـ بركاتها الغـنـيـة.
(6) المضيفة: هل يمكن أن توضح لنا ماذا تقصد بالتأثيرات الإيجابية؟
أبونا: يوضح الكتاب المقدس تأثيرات كلمة الله في حياة المؤمن ومنها أنها:
1ـ مصدر حياة
2ـ سيف الروح
3ـ ترد النفس
4ـ تجدد الذهن
أولا: كلمة الله مصدر حياة:
(1) قال الرب يسوع: "مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (مت 4 : 4)، لذا فكما يحتاج الانسان للخبز ليحيا به، كذلك يحتاج المؤمن لكلمة الله كمصدر حياة، فمن يهمل كلمة الله فى حياته يعرض نفسه لخطر الموت الروحي.
(2) وعنـدما أقام المسيح له المجد إبنة يايرس من الموت، أمر أن يعطوها لتأكل، كذلك نحن إذ كنا أمواتاً بالذنوب والخطايا، جاء المسيح لقلوبنا وأعطانا حياة، وهو الآن يأمرنا أن نتغذى على كلمته لنحيا بها فنستمر فى الحياة التى وهبها لنا.
(7) المضيفة: وماذا عن كلمة الله كسيف الروح؟
أبونا: قال معلمنا بولس الرسول: "وخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله" (أف 6 : 17)، والسيف هو أداة الهجوم على العدو، كذلك كلمة الله هى السيف الذى به نطعن إبليس ونقضي على أفكاره الشريرة، تماماً كما عمل الرب يسوع فى حربه ضد إبليس على الجبل إذ طعنه بالمكتوب، ونحن بدون كلمة الله ننهزم أمام إبليس، أما بسيف الروح فإننا فننتصر عليه.
(8) المضيفة: وماذا عن عمل كلمة الله في رد النفس؟
أبونا: (1) قال داود النبى: " ناموس الرب كامل يرد النفس شهادات الرب صادقة تصير الجاهل حكيماً" (مز 19 : 7)، فالنفس التى ضلت الطريق تعود عن ضلالها بواسطة كلمة الله، والجاهل الذى يحتاج للحكمة، يجد فى كلمة الله نبعاً متدفقاً من حكمة الله التى تفوق كل عقل.
(2) كان القديس أغسطينوس ضالاً، وعندما قرأ (رو13: 11 ، 12) "إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم .. فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور"، على الفور حدثت فى قلبه استنارة نتيجة تأثير كلمة الله، فرجع عن طريق الشر، وبدأ في طريق التوبة، فاتحا قلبه للمسيح.
(9) المضيفة: وماذا عن عمل كلمة الله في تجدد الذهن؟
أبونا: (1) قال معلمنا بولس الرسول: "ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة" (رو 12 : 2)، فذهن الإنسان كالكمبيوتر، فكما تسجل عليه ستستخرج منه ما قمت بتسجيله، فعندما يتبرمج ذهن الإنسان على مبادئ العالم، فستخرج منه نفس هذه المبادئ، لكن الرسول بولس يحدثنا عن تجديد الذهن الذى تستطيع كلمة الله أن تعمله من خلال تخزين كلمة الله فى عقولنا فنتذكرها فى المواقف التي تواجهنا فنسلك بمقتضاها.
(2) ويقول القديس يوحنا القصير: "داوم على قراءة كتب الانبياء (أي العهد القديـم)، لأنك فيها تعلم عظمة الله، وأفعاله، وعدله، وقوته. وادرس كتب البشيرين (أي العهد الجديد) لأنك منها تعلم رحمة المسيح وصلاحه ونعمته"
عزيزي المشاهد، ما هو الدور الذى لمع أمام عينيك الآن من هذه الأدوار التى تعملها كلمة الله؟
(10) المضيفة: كان هذا عن تأثيرات كلمة الله فى حياة المؤمن، فما هو الدور الذى يجب أن يقوم به المؤمن تجاه كلمة الله؟
أبونا: هذا يأتي بنا إلى النقطة الثانية وهي: إلتزاماتنا الحتمية. فالواقع إن علينا عدة واجبات تجاه كلمة الله منها:
1ـ قراءتها وسماعها وحفظها
2ـ الاحتفاظ بها فى القلب
3ـ العمل بها.
(1) فبخصوص 1ـ قراءتها وسماعها وحفظها: يقول معلمنا يوحنا الرائى: "طوبى للذي يقرأ وللذين يسمعون أقوال النبوة ويحفظون ما هو مكتوب فيها لأن الوقت قريب" (رؤ1: 3) فكيف يمكن للمؤمن أن يثبت فى المسيح ما لم يقرأ الكلمة ويحفظها؟ لذا فيحسن بنا فى مرحلة الثبات أن نهتم بقراءة الأناجيل الأربعة متى ومرقس ولوقا ويوحنا. بالإضافة لحفظ آية كل أسبوع.
(11) المضيفة: وماذا عن الاحتفاظ بالكلمة فى القلب؟
أبونا: (1) يقول داود النبي في (مز 119 : 11): "خبأت كلامك في قلبي لكيلا أخطئ إليك" فلا نكتفي فقط بسماع الكلمة وحفظها، بل ينبغي أن تجد الكلمة فى القلب التربة الصالحة لتأتى بالثمر المطلوب.
(2) وعن هذا قال المتنيح البابا الأنبا شنوده الثالث: "احفظوا الآيات تحفظكم"
(3) وبخصوص العمل بالكلمة: فهذا هو الهدف الأساسى لكلمة الله في حياتنا، فبعد أن نسمع ونقرأ ونحفظ، يأتى دور العمل والتطبيق والممارسة لما سمعناه وحفظناه. يقول معلمنا يعقوب الرسول: "كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم، لأنه إن كان أحد سامعاً للكلمة وليس عاملاً، فذاك يشبه رجلاً ناظراً وجه خلقته في مرآة فإنه نظر ذاته ومضى وللوقت نسي ما هو" (يع 1 : 22 ـ 24)
(4) لذلك يقول الأب الكاهن فى أوشية الانجيل: "فلنستحق أن نسمع وأن نعمل بأناجيلك المقدسة بطلبات قديسيك"
** عزيزي المشاهد، تُرى ما هو الدور الذى تحتاج أن تقوم به تجاه كلمة الله حتى تصبح هي الدستور السماوى الذى تسلك بمقتضاه فى حياتك؟
(12) المضيفة: كلمتنا في النقطة الأولى عن: تأثيــرات كلمة الله الإيجابية، وفي النقطة الثانية كلمتنا عن: إلتزاماتنا الحتمية، فماذا تقول لنا عن النقطة الثالثة: البركات الغنية؟
أبونا: الواقع أن كلمة الله لها ثمار عظيمة فى حياة كل ابن من ابناء الله الذين يسلكون بمقتضاها، ومن هذه الثمار:
1ـ الفرح وبهجة القلب
2ـ الثبات فى المسيح
3ـ محبة المسيح وإعلان ذاته
(2) فبخصوص الفرح وبهجة القلب: يقول إرميا النبى: "وُجِدَ كلامك فأكلته فكان كلامك لى للفرح ولبهجة قلبى لأنى دُعيت بإسمك يارب إله الجنود" (إر 15 : 16)، فكلمة الله تجلب السرور والفرح الحقيقى للقلب، وهذا الفرح سببه لقاء المسيح من خلال كلمته.
(13) المضيفة: وماذا عن بركة الثبات فى المسيح بكلمة الله؟
أبونا: (1) قال يوحنا الرسول في (1يو 3 : 24): "من يحفظ وصاياه يثبت فيه وهو فيه وبهذا نعرف أنه يثبت فينا من الروح الذي أعطانا"
(3) وبخصوص البركة الثالثة محبة المسيح وإعلان ذاته قال السيد المسيح: "الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني والذي يحبني يحبه أبي وأنا أحــبه وأُظهر له ذاتي" (يو 14 : 21) ، فالمؤمن الذى يحفظ الكلمة، ويسلك بحسب إرشادها، فهو الذى تنفتح عيناه على محبة المسيح، وتُرسم فى أعماقه صورة شخص المسيح، وصفاته وجماله وروعته.
(4) يقول المتنيح الأنبا يوأنس أسقف طنطا:"لكلام الله بركات لا تُحصى، لم نقرأ عن إنسان عاش عيشة القداسة إلا وكان للكتاب المقدس النصيب الأكبر فى تكوين حياته الروحية، ولقد أمر الله قديماً أن يوضع لوحا العهد المدون عليهما الوصايا العشر المكتوبة بإصبع الله فى تابوت العهد حيث يُحفظ أيضاً قسط المن، ولاشك أن هذا كان إشارة لطيفة إلى أن قلب المؤمن المحفوظ فيه كلمة الله هو الذى يسكنه الرب يسـوع المن الحقيـقى النازل من السماء حياة لكل العالم"
(14) المضيفة هل لك تعليق أخير عن هذا الموضوع؟
أبونا: أريد أن أسأل كل مشاهد: 1ـ ما هو موقع كلمة الله فى حياتك؟ 2ـ هل تكتفى بسماعها أحيانا، 3ـ أم أنك تواظب على قراءتها، 4ـ وهل تقوم بدراستها والتأمل فيها وحفظها؟ 5ـ وتحرص على تطبيقها حتى تُبنى حياتك فى المسيح؟ 6ـ أرجو أن يكون قرارك اليوم هو الإرتباط بكلمة الرب لتثبت من خلالها في المسيح.
(15) المضيفة: ما هو تدريب هذا الأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية (مز119: 11) "خبأت كلامك فى قلبى لكى لا أخطئ إليك" (مز119: 11)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية في (يو13)
(16) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الإصحاح الثاني عشر من إنجيل يوحنا. وبخصوص حفظ كلمة الله يسعدني سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(17) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) باسم الآب والابن والروح القدس: 1ـ صلاة 2ـ ومن أجل الذين طلبوا أن نذكرهم (3) محبة الله الآب ... مع جميعكم، (4) وإلى اللقاء أيها الأحباء. سلام.
