94ـ أهمية الثبات في المسيح
(كيف أثبت في المسيحالجزء الثاني)
حلقة الثلاثاء 17/9/2013م
(تقديم: بتي)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (94) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) ... (3) وبارك يارب حلقة هذا اليوم من أجل خلاص وبركة الكثيرين. آمين.
(3) المضيفة: نأتي إلى موضوعاتنا المعتادة، فقد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح
2ـ والثبات في الرب
3ـ النمو الروحي
4ـ النضوج الروحي
5ـ خدمة النفوس
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي
(4) المضيفة: هل يمكن أن تلخص موضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: تكلمت عن مراجعة عامة للمقرر الأول من منهج مرحلة الثبات في الرب.
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) سأتكلم عن أهمية الثبات في الرب. وسأبدأ بقراءة (يو15: 4ـ 12) لنرى من خلاله تركيز المسيح على أهمية الثبات فيه:
"4- اثبتوا في وانا فيكم كما ان الغصن لا يقدر ان ياتي بثمر من ذاته ان لم يثبت في الكرمة كذلك انتم ايضا ان لم تثبتوا في.
5- انا الكرمة وانتم الاغصان الذي يثبت في وانا فيه هذا ياتي بثمر كثير لانكم بدوني لا تقدرون ان تفعلوا شيئا.
6- ان كان احد لا يثبت في يطرح خارجا كالغصن فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق.
7- ان ثبتم في وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم.
9- كما احبني الاب كذلك احببتكم انا اثبتوا في محبتي.
10- ان حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي كما اني انا قد حفظت وصايا ابي واثبت في محبته.
11- كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم"
(في 7 آيات، تكررت كلمة الثبات 10 مرات)
(2) لذا فالثبات فى المسيح هو:
1ـ ضرورة حتميـة .
2ـ غايــة جليـة .
3ـ حقيقة جوهريـة .
(6) المضيفة: حدثنا عن الثبات فى المسيح ضرورة حتميـة؟
أبونا: (1) الإنسان الذى بدأ فى طريق التوبة يجب أن يحفظ نفسه ثابتاً فى حياته الجديدة مع المسيح، فهذه ضرورة حتمية لأن الثبات هو:
1ـ وصية إلهية
2ـ علامة أساسية
3ـ له خطورة حقيقية
(7) المضيفة: هل يمكن أن تذكر لنا الوصية الإلهية بحتمية الثبات في الرب؟
أبونا: (1) علاوة على ما بدأنا به الحلقة وهو حديث السيد المسيح عن حتمية الثبات فيه من خلال (يو15: 4ـ 11) والذي بدأه بالقول: اثبتوا في وانا فيكم كما ان الغصن لا يقدر ان ياتي بثمر من ذاته ان لم يثبت في الكرمة كذلك انتم ايضا ان لم تثبتوا في"
(2) نرى معلمنا بولس الرسول يوصينا في (فيلبى4 : 1) قائلاً: "إذاً يا اخوتي الأحباء والمشتاق إليهم يا سروري وإكليلي اثبتوا هكذا في الرب أيها الأحباء"
(3) وهناك العديد من الآيات التي توضح حتمية الثبات في الرب، منها:
1ـ (يو6: 56) "من ياكل جسدي و يشرب دمي يثبت في و انا فيه"
2ـ (1يو2: 24) "اما انتم فما سمعتموه من البدء فليثبت اذا فيكم ان ثبت فيكم ما سمعتموه من البدء فانتم ايضا تثبتون في الابن و في الاب"
3ـ (1يو3: 6) "كل من يثبت فيه لا يخطئ كل من يخطئ لم يبصره و لا عرفه
4ـ (1يو3: 24) "ومن يحفظ وصاياه يثبت فيه وهو فيه وبهذا نعرف انه يثبت فينا من الروح الذي اعطانا
5ـ (1يو4: 13) "بهذا نعرف اننا نثبت فيه و هو فينا انه قد اعطانا من روحه
6ـ (1يو4: 15) "من اعترف ان يسوع هو ابن الله فالله يثبت فيه و هو في الله
7ـ (1يو4: 16) "ونحن قد عرفنا و صدقنا المحبة التي لله فينا الله محبة و من يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه"
8ـ (2يو1: 9) "كل من تعدى و لم يثبت في تعليم المسيح فليس له الله و من يثبت في تعليم المسيح فهذا له الاب و الابن جميعا"
(8) المضيفة: قلت أن الثبات علامة أساسية، فماذا تقصد بذلك؟
أبونا: (1) هو علامـة التلمـذة الأساسية للمسيح: إذ نقرأ في (يو8: 31): "قال يسوع لليهود الذين آمنوا به إنكم إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي"
(2) وعندما نثبت في كلام الله سوف نعيش بحسب مقتضيات الوصية التي تجعل منا مشابهين لشخص المسيح فمن يرانا كأنه يراه فينا وبهذا نكون بحق تلاميذه الذين يتبعون خطواته.
(9) المضيفة: وماذا تريد أن تقول عن الخطورة الحقيقية؟
أبونا: (1) إن الخطورة الحقيقة لعدم الثبات في الرب هي الهلاك.
(2) فقد حذرنا الرب من ذلك بقوله: (يو15: 6) "إن كان أحد لا يثبت فيَّ يطرح خارجاً كالغصن فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق"
(3) كثيرون يكتفون بمعرفة الرب وقبوله، ولا يعملون على الثبات فيه وفي الحياة الجديدة، فهناك خطورة على مثل هؤلاء.
(4) فإن كان الرب قد وعد الذين يقبلون إليه بأنه لن يخرجهم خارجا (يو6: 37)، فهذا يتضمن أن يثبتوا فيه وإلا أصبح مصيرهم كمصير الذين لم يقبلوه، لأن قبولهم هذا الذي ينقصه الثبات هو مجرد إدعاء وليس حقيقة.
(10) المضيفة: ماذا عن اهتمام الكنيسة والآباء بحتمية الثبات في المسيح؟
أبونا: (1) الواقع أن الثبات هو موضوع إهتمام الكنيسة منذ عهد الرسل.
(2) فيقول سفر أعمال الرسل عن القديس برنابا: "أنه لما أتى ورأى نعمة الله فرح ووعظ الجميع أن يثبتوا في الرب بعزم القلب" (أع 11 : 23)
(3) لذا فإن كان المُعَمَد يقبل المسيح فى سر المعمودية، فإنه يثبت فى سر الميرون بالمسحة المقدسة، أى فى سر التثبيت.
(4) ثم يأتى سر الإفخارستيا أى سر التناول، فيثبت أيضاً فى الرب كما قال: "من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ وأنا فيه" (يو 6 : 56)
(5) ويعلمنا تاريخ الكنيسة عن القديس مقاريوس أب رهبان برية شيهيت أنه كان يقود المبتدئين فى الحياة الروحية بلطف حتى يثبتوا فى الرب ويمسكوا بحبل التلمذة الروحية للمسيح.
(6) فالكنيسة كأم تهتم كل الإهتمام بتثبيت أولادها المؤمنين فى بنوتهم لإبيهم السماوى الرب يسوع
(11) المضيفة: كان هذا عن الضرورة الحتمية للثبات فى الرب، وماذا عن الثبات فى المسيح كغاية جلية؟
أبونا: (1) تُرى ما هى الغاية أو الهدف من الثبات؟
(2) الواقع أن الثبات في الرب هو ثبات فى محبة الله.
(3) حتى تتحرر عقولنا من ترسيبات الخوف من الله فنثبت فى محبته كأب محب لنا.
(4) وهكذا ننتصر على شكوك عدو الخير الذى يشككنا فى قبول الله ومحبته وغفرانه لخطايانا، لذا قال داود النبى: "ثابت قلبي يا الله ثابت قلبي أغني وأرنم" (مز 57 : 7)
(5) لذلك فالهدف من الثبات هو: التمتع بحياة السلام والأمان والإطمئنان مع الله كأب محب
(12) المضيفة: وماذا عن الثبات فى المسيح حقيقة جوهرية؟
أبونا: (1) إن الحقيقة الجوهرية التى تساعدنا على الثبات فى الرب وعدم التزعزع من جهة محبته لنا، هى تركيز نظرنا على هذه الحقيقة الجوهرية: أبــوة الله.
(2) اي التعامل مع الله على أنه أب صالح يعاملنا بمشاعر الأبوة الحانية.
(3) ولقد ركز السيد المسيح على أبوة الله تركيزاً شديداً فعلمنا أن نصلى قائلين: "أبانا الذى فى السموات" (مت 6 : 9)
(4) لذا يقول الكتاب مؤكداَ هذه الحقيقة: "وأما كل الذين قبلـوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنـون بإسمه" (يو 1 : 12)،
(5) فالحقيقة الهامة هى أن الذين يبدأون مع المسيح فى حياة التوبة ويقبلون دخوله إلى قلوبهم وإلى حياتهم يصيرون أولاده ويصير هو أباً لهم، كما قال له المجد: " وأكون لكم أباً وأنتم تكونون لي بنين وبنات يقول الرب القادر على كل شيء" (2كو 6 : 18)
(6) يا لروعة هذه العلاقة المجيدة التى ترفعنا من مزبلة الخطية لتمتعنا بالبنوة الحقيقية لملك الملوك ورب الأرباب.
(7) هل تتعامل مع الله كأب لك بكل ثقة في محبته واهتمامه بك؟
(8) هذا ما سوف ندرسه في بقية منهج الثبات في الرب. فليمتعنا الرب بهذه الشركة الحبية التي تطرد الخوف خارجا. آمين .
(13) وما هي تدريبات هذا الأسبوع؟
أبونا: حفظ آية (يو15: 9) "كما احبني الاب كذلك احببتكم انا اثبتوا في محبتي"
(2) ممارسة الخلوة الروحية من (يوحنا إصحاح 11)
(14) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الإصحاح العاشر من إنجيل يوحنا. وبخصوص حفظ كلمة الله يسعدني سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(15) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) باسم الآب والابن والروح القدس: 1ـ صلاة 2ـ ومن أجل الذين طلبوا أن نذكرهم (3) محبة الله الآب ... مع جميعكم، (4) وإلى اللقاء أيها الأحباء. سلام.
