665- نشيد الأناشيد عظة (62)

(22/10/2025م)

"كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبي بين البنين تحت ظله اشتهيت أن أجلس وثمرته حلوة لحلقي" (نشيد2: 3)

ثانياً: راحة سعيدة

*******

 (1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (665) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.

(2) دعونا ندخول إلى حضرة الرب بجزء من ترنيمة:

1- سيدى نفسى لديك ، عند موطئ قد ميك

وحياتى بيديك ، فهي منك وإليك

(ق) سيدى ماذا تريد ، إهدني حيث تريد

إننى لست أريد ، غير فعل ما تزيد

٢- يا يسوع أنت لى، منيتى وبهجتى

ها أنا بجملتى ، كرسنى سيدى

(ق) سيدى ماذا تريد ، إهدني حيث تريد

إننى لست أريد ، غير فعل ما تزيد

٤- ربي هبنى أن أراك ، كى أسير فى خطاك

أنت ربي لاسواك ، بغيتى نيل رضاك

(ق) سيدى ماذا تريد ، إهدني حيث تريد

إننى لست أريد ، غير فعل ما تزيد

٤- بالتقى وبالخشوع ، باتضياع وخضوع

وبقلب لا يروع ، أعبد الرب يسوع

(ق) سيدى ماذا تريد ، إهدني حيث تريد

إننى لست أريد ، غير فعل ما تزيد

********

(3) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين: .....

(4) أحبائي المشاهدين تأملاتنا اليوم مكملة للحلقة الماضية عن: (نش2: 3) "كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبي بين البنين تحت ظله اشتهيت أن أجلس وثمرته حلوة لحلقي"

(5) وقد قلت: أن العروس ترى أن حبيبها متميّز وسط الجميع، فكما أن شجرة التفاح فريدة بين أشجار الغابة الكثيفة، كذلك المسيح متميّز بين كل البشر،

(6) وستشتمل تأملاتنا عن الرب يسوع المسيح المشبه بالتفاح على الجوانب التالية:

1- شخصية فريدة.

2- راحة سعيدة.

3- مذاقة مجيدة.

*******

(7) وقد تكلمت الحلقة الماضية عن: شخصية المسيح الفريدة:

(8) واليوم نتكلم عن: تحت ظله راحة سعيدة:

(9) ظِــلُّ المسيح هو موضع راحة وحب للنفس المؤمنة.

• العروس هنا تمثل النفس المؤمنة التي وجدت راحتها وسعادتها في ظل المسيح،
• فتشتاق إلى الاتحاد به والسكون في حضرته.

(10) المعنى الروحي لظل المسيح:

الظل في الكتاب المقدس:

[1] يرمز إلى والأمان:

• إن ظل شجرة التفاح الذي ذكرته العروس في (نش2: 3) "تحت ظله اشتهيت أن أجلس" يرمز إلى ظل المسيح الحاني
• هذا الظل الإلهي ليس مجرد ظل شجرة زمنية، بل هو ظل حضور الله، حيث يسكن المؤمن في أمان تحت حماية القدير من حر التجارب ولهيب الخطية
• فكما يحتمي الإنسان بظل الشجرة من الشمس المحرقة، هكذا النفس المؤمنة تلجأ إلى المسيح لتجد أمانًا من كل خوف.
  ويقول القديس أغسطينوس في تفسير المزمور (91): "الظل هو نعمة المسيح التي تغطي ضعفنا، فلا تؤذينا شمس التجربة، لأننا في ظل نعمته نحيا بطمأنينة."
  كما يعلق القديس غريغوريوس النيسي على فكرة الظل قائلاً: "الظل هو صورة اللطف الإلهي الذي يحمي النفس من لهيب الأهواء، ويقودها إلى نسيم الراحة الإلهية."
  4- إذن، ظل شجرة التفاح هو ظل الصليب الذي بسطه المسيح علينا، فصار ظل الخلاص والأمان لكل من يجلس تحته بالإيمان. وفي ظل هذا الحب الإلهي، تتذوق النفس ثمر الروح الحلو، فتقول مع العروس: "تحت ظله اشتهيت أن أجلس، وثمرته حلوة لحلقي"  (نش2: 3)

[2] والظل يرمز إلى الحماية

• الظل في الفكر الكتابي يشير إلى الستر والحماية، كما يقول (مز91: 1): "الساكن في ستر العلي في ظل القدير يبيت"
• وفي (مز121: 5) "الرب حافظك، الرب ظل لك عن يدك اليمنى"
• يربط القديس كيرلس الإسكندري (في تفسيره لإنجيل يوحنا) بين ظل المسيح المصلوب وبين الحماية الإلهية التي أشار إليها المزمور "الرَّبُّ ظِلٌّ لَكَ عَنْ يَدِكَ الْيُمْنَى" (مز 121: 5): فيقول: "ظل الصليب الإلهي هو حماية للمؤمنين، لأنه به يُغطِّي الرب شعبه من لهيب الشرير، كما يستظل الجالس تحت الشجرة من حرّ الشمس. فالذين احتموا بظل الصليب لا يؤذيهم سهم العدو، لأنهم محفوظون بدم الفادي."
• وكذلك يضيف القديس أمبروسيوس في تأملاته عن المزمور نفسه: "الرب ظلٌّ للمؤمن، لأن مَنْ احتمى في ظل نعمته لا تقدر حرارة التجارب أن تضره. الصليب هو الظل الذي يقي من نار الشر، والنعمة هي الغمام الذي يبرد حرّ النهار."
• وهذا ما يؤكده أيضًا القديس أغسطينوس (تفسير المزمور 121): "الظل الذي عن اليد اليمنى هو حماية المسيح نفسه، الذي في يمين الآب، يحرسنا من كل شر، لأننا نُظلّل بظل جناحيه."

[3] ويرمز إلى الغفران:

• في ظل الصليب تُستر الخطايا.
• قال القديس يوحنا ذهبي الفم: «الظل الذي نحتمي فيه هو ظل الصليب، لأن فيه ننجو من لهيب الدينونة" (عظة على غل3: 13).

[4] ويرمز إلى الشركة مع الله: قال غريغوريوس النيسي: «إن ظل المسيح هو حضور الروح القدس الذي يظلل على النفس فتدخل إلى أسرار الحب الإلهي) "العظة الخامسة على نشيد الأنشاد(

[5] ويرمز إلى الراحة: قال المسيح:

• إن ظل شجرة التفاح الذي ذكرته العروس في (نش2: 3) "تحت ظله اشتهيت أن أجلس" يرمز إلى ظل المسيح الحاني، الذي يجد فيه المؤمن راحة النفس وسلام القلب "
• تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (مت 11: 28)
• يقول القديس أغسطينوس: "في ظل المسيح استرحت من حر الخطية، لأنه هو ستر لي من غضب الله العادل، وهو ظل الشجرة التي غُرست على مجرى المياه" (تفسير المزمور91)

[6] ويرمز إلى الصمت المقدس: وقال القديس برنارد دي كليرفو: "في ظل المسيح تعلمت الصمت المقدس، وفي طعمه تعلمت أن محبته أحلى من العسل" (العظة السابعة على نشيد الأنشاد)

[7] ويرمز إلى الحكمة: من يجلس تحت ظل المسيح يتذوق حلاوة النعمة. قال أوريجانوس: "من يجلس تحت ظل الكلمة الإلهي يقطف ثمار الحكمة، لأن المسيح هو التفاح الذي يفرح القلب" (تفسير نشيد الأنشاد، العظة الثالثة(

(11) خاتمة

تحت ظله اشتهيت أن أجلس — إنها أنشودة الحب والراحة والاتحاد بالمسيح. فلنقترب من ظل المسيح بالصلاة والتوبة، قائلين: "وجدت من تحبه نفسي فأمسكته ولم أرخه) "نش3: 4)

# وسوف نستكمل النقط الباقية في الحلقة القادمة بمشيئة الرب.

إختبارات عابرين

(12) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.

• (تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
• المداخلات

(13) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.

(14) ما هو الأمر الذي تكلم به الروح القدس إليك من خلال هذه الحقائق؟

• الختام

(15) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.

(16) البركة الختامية:

محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.