82ـ كيف أثبت في المسيح ـ 3
(أساسيات الثبات) (3)
حلقة الثلاثاء 18/6/2013م
(تقديم: نور الدين)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (82) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل أرجاء العالم.
(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) . آمين. (3) وأسألك أيضا أن تبارك حلقة هذا اليوم من أجل خلاص وبركة الكثيرين. آمين.
(3) المضيف: بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح
2ـ والثبات في الرب
3ـ النمو الروحي
4ـ النضوج الروحي
5ـ خدمة النفوس
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي
(4) المضيف: هل يمكن أن تلخص موضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: (1) تكلمت عن الخلوة الروحية اليومية.
(2) وركزت الحديث حول:
1ـ أهمــــية الخلوة الروحية .
2ـ كيفية ممارسة الخلوة الروحية .
3ـ المشاركة فى الخلوة الروحية .
(5) المضيف: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) سأتكلم عن "الله أب يحلو لنا أن نحفظ كلامه"
(2) فسأواصل حديثي بنعمة الله عن الثبات فى المسيح، وسبق أن عرَفْنا وسيلة هامة للثبات فى المسيح، ألا وهى الخلوة الروحية اليومية (3) أصلى من قلبى أن تكون قد أصبحت عادة مقدسة نواظب عليها ونحرص ألا نفقدها أو نهملها فنفقد بركتها
(4) واليوم نتعرف على وسيلة أخرى هامة للثبات، ألا وهى حفظ الآيات 1ـ وهى التى إعتاد المتنيح البابا الأنبا شنوده الثالث أن يـركز عليـها بقوله: [احفظوا الآيات تحفظكم الآيات] أى حينما نحفظ كلمة الله، فإن الكلمة تحفظنا ضد سهام إبليس الملتهبة ناراً.
2ـ على أن يكون الحفظ ليس كواجب أو كروتين، بل يكون نابعاً من قلب يحلو له أن يحفظ كلام أبيه السماوى 3ـ والواقع أن الشيطان يعرف جيداً مدى فائدة حفظ كلمة الله لمحاربته والإنتصار عليه، لذا فهو يشكك المؤمنين فى إمكانية الحفظ، وعدم قدرتهم على التذكر.
(6) المضيف: ولكن كيف نستطيع أن نحفظ الآيات خاصة لأناس ليسوا في مرحلة المدارس؟
أبونا: نستطيع أن نحفظ الآيات إذا علمنا الحقائق التالية:
1) أن الروح القدس سيذكِّرك بكل ما قاله لك المسيح وسيساعدك على الحفظ،
2) إقتناعك الشديد بأهمية الحفظ سيدفعك للأمام وسيعطيك تصميماً شديداً للحفظ،
3) الطريقة السليمة ستساعدك أيضاً أن تحفظ.
4) لا تنسى أنك بالفعل تحفظ الكثير من أسماء أحبائك، وعناوينهم وربما أرقام تليفوناتهم،
5) وبالتأكيد فإن كلمة الله ستكون لها الأولوية فى الحفظ إعتماداً على عمل روح الله ومعونته.
6) ولهذا فسوف أتكلم اليوم عن:
1ـ أهمية حفظ الآيات
2ـ كيفية حفظ الآيات.
(7) المضيف: هل يمكن أن تحدثنا عن أهمية حفظ الآيات أولا؟
أبونا: تتركز أهمية حفظ الآيات فى أنها:
1ـ وصية إلهية
2ـ طعام فى البرية
3ـ من الأسلحة الروحية
4ـ تنير البصيرة القلبية
(8) المضيف: هل يمكن أن تحدثنا عن النقطة الأولى عن أهمية حفظ الآيات وهي أنها وصية إلهية؟
أبونا: حفظ الآيات وصية إلهية: يقول معلمنا بولس الرسول: "لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى وأنتم بكل حكمة معلمون ومنذرون بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغاني روحية بنعمة مترنمين في قلوبكم للرب" (كو 3 : 16) ، تسكن فينا أى تدخل إلى أعماقنا، وذلك من خلال الحفظ، فنصبح أغنياء لا بالمال، بل بكلمة الله التى هى أثمن من كل كنوز العالم
(9) المضيف: هل يمكن أن تحدثنا عن النقطة الثانية عن أهمية حفظ الآيات وهي أنها طعام فى البرية؟
أبونا: (1) من أهمية حفظ الآيات أنها طعام لنا فى البرية: يقول إرميا النبى بعد أن تذوق كلمة الله وحفظها: "وُجِدَ كلامك فأكلته، فكان كلامك لى للفرح ولبهجة قلبى، لأنى دعيت بإسمك يارب إله الجنود" (إر15: 16)، (2) لقد أكل أباؤنا المن فى البرية وماتوا، لكن كلمة الله تعطى حياة إلى الأبد. (3) يقول المتنيح البابا شنوده الثالث: [حاول أن تحفظ بعض آيات تمثل مبادئ معينة أو تأثيرات خاصة، أو وعوداً من الله، تردد هذه الآيات كثيراً فى قلبك بلون من الهذيذ [الاجترار] الذى يلصق هذه الآيات بروحك وأعماقك، ثم تناول هذه الآيات من جهة التطبيق العملى، واجعلها موضوعاً لتدريباتك الروحية، وهكذا تحوِّل الكتاب إلى حياة فيصبح جزءاً منك. [وأضاف] فبحفظك لآيات الكتاب تستطيع أن ترد على كل فكر يأتى إليك وتأخذ إستنارة قلب فى الأمور الإلهية ويصبح الكتاب فى داخلك".
(10) المضيف: هل يمكن أن تحدثنا أيضا عن النقطة الثالثة عن أهمية حفظ الآيات وهي أنها من أهم الأسلحة الروحية؟
أبونا: (1) تتضح أهمية حفظ الآيات أيضاً من أنها: من أهم الأسلحة الروحية: فما أنفع كلمة الله فى الحرب الروحية ضد إبليس وسهامه الملتهبة ناراً، لذا قال معلمنا بولس الرسول: "وخذوا خوذة الخلاص ، وسيف الروح الذى هو كلمة الله" (أف6: 17)، (2) لاحظ أن السيف هو أداة هجوم، وليس أداة دفاع، ولقد أستخدم رب المجد يسوع المسيح هذا السلاح فى حربه ضد إبليس على الجبل إذ قال: "مكتوب .." (3) يقول القديس ثيوفان الناسك: "فتش فى الأسفار المقدسة عن آيات مناسبة تختص بالفضيلة التى تبحث عنها، واحفظها عن ظهر قلب حتى تجدها فى متناول يدك، كررها ذهنياً وبكثرة بقدر ما تستطيع، لاسيما حينما يبدأ الوجع [الفكر الشرير] أن يتحرك فيك". (4) ومن أقوال الآب متى المسكين في كتاب (كيف تقرأ الكتاب المقدس): "ويفضـل ان يكـون لك كتابك المقدس الخاص بك تدون فية ملاحظاتك خلال القـراءة اليومية وأن تضع خطا تحت الآية التى تحفظها .. وتعظم الفائدة جـداً عنـدما تطبق كلمة اللة عمليا فى الحياة اليومية ففـى الكتاب المقـدس الحل الـوحيد لكل مشاكل الحياة"
(11) المضيف: هل يمكن أن تحدثنا أيضا عن النقطة الرابعة عن أهمية حفظ الآيات وهي أنها تنير البصيرة القلبية؟
أبونا: آيات الكتاب المقدس تنير البصيرة القلبية: (1) بمعنى أن كلمة الله تنير الذهن وتبرمجه ليصبح مختزناً وثابتاً فى المسيح (2) لذلك تكلم معلمنا داود النبى فى مزامير عديدة عن كلمة الله، من أهمها مزمور 19 و119 ، فالمزمور الـ 119 هو المزمور الكبير، ويركز على كلمة الله ، فقال: "وصايا الرب مستقيمة تفرِّح القلب، أمر الرب طاهر ينير العينين" (مز19 : 8)
(2) وقد كان لنا فى أبينا البابا المتنيح الأنبا شنوده الثالث مثلاً رائعاً فى حفظ كلمة الله فى داخل القلب، فنراه فى الإجتماعات يفتح الكتاب المقدس ويذكر الشواهد بدقة شديدة. (3) وهذا عين ما يفعله أيضا قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني الذي لا يعظ خارج الكتاب المقدس، فهو أساس عظاته وتأملاته وتعاليمه.
(4) أخى الحبيب، هل لمعت أمام عينيك الآن أهمية حفظ كلمة الله كعامل هام وكعنصر أساسى فى الثبات فى حياتى الجديدة مع المسيح فى طريق التوبة؟ هل نعمل كما عمل يوشيا الملك الذى قال عنه الكتاب (2أخ 34: 31): "ووقف الملك على منبره وقطع عهداً أمام الرب للذهاب وراء الرب ولحفظ وصاياه وشهاداته وفرائضه بكل قلبه وكل نفسه ليعمل كلام العهد المكتوب في هذا السفر"؟
(12) المضيف: لقد كلمتنا عن النقطة الأولى في الموضوع وهي: أهمية حفظ الآيات، فنأتي الآن إلى الجزء الثاني وهو كيفية حفظ الآيات.
أبونا: قلت سابقا أن الطريقة السليمة تساعد على الحفظ، فدعنا الآن نتعرف على هذه الطريقة حتى نتقدم للأمام فى طريق حفظ كلمة الله:
1) تعرَّف على قصد الله من الآية، لأن معرفتك لصوت الرب سوف يحبب لك حفظ الآية،
2) ضع عنواناً لها،
3) قسمها إلى مقاطع،
4) احفظ الشاهد كجزء من الآية، في أولها وفي نهايتها،
5) احفظ آية واحدة إسبوعياً فالعبرة بالعمق، وليس بالكم،
6) اكتبها على كارت صغير،
7) راجع آياتك 3 مرات يومياً لتسكن فيك بغنى،
8) ضع آياتك فى محفظة صغيرة، تضعها بإستمرار فى جيبك لتسهل مراجعتها،
9) حوِّل الآية فى كل مرة تراجعها إلى صلاة قصيرة.
10) احترس أن يتحول الموضوع إلى الكبرياء والتفاخر بالقدرة على الحفظ، فالهدف من حفظ الآيات هو التطبيق لا التسميع.
11) مثال: (آية مكتوبة في كارت) (أرميا 15: 16) "وجد كلامك فاكلته فكان كلامك لي للفرح و لبهجة قلبي لاني دعيت باسمك يا رب اله الجنود" (أرميا 15: 16)
++ طلبتى إلى الله أن يعطينا أن تسكن فينا كلمته بغنى لتثبتنا فيه، حتى ننتصر على إبليس بالمكتوب، آمين .
(13) المضيف: هل يمكن تلخيص ما قلناه؟
أبونا: (1) تكلمت عن "الله أب يحلو لنا أن نحفظ كلامه"
1ـ أهمية حفظ الآيات
2ـ كيفية حفظ الآيات.
(2) أهمية حفظ الآيات فى أنها:
1ـ وصية إلهية
2ـ طعام فى البرية
3ـ من الأسلحة الروحية
4ـ تنير البصيرة القلبية.
(3) وعن كيفية حفظ الآيات: قدمت العشرة وسائل لإمكانبية الحفظ والاستفادة منها.
(14) المضيف: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة بالاختبارات الشخصية عامة وبخصوص حفظ كلمة الله.
ختام
(15) المضيف: شكرا جزيلا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) باسم الآب والابن والروح القدس: 1ـ صلاة 2ـ ومن أجل الذين طلبوا أن نذكرهم (3) محبة الله الآب ... مع جميعكم، (4) وإلى اللقاء أيها الأحباء. سلام.
