81ـ حياة الأب متى المسكين
11/6/2013م
(تقديم: هدى)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (81) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل أرجاء العالم.
(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) أيها الرب العامل في قديسيك، وتمجدت من خلالهم أسألك أن تعطنا نعمة اليوم لنراك متجليا في أحبائك الأمناء الذين عاشوا معك وتمتعوا بعشرتك وساهموا في امتداد ملكوتك، فاستحقوا أن يدخلوا في مجدك الأبدي. آمين. (3) وأسألك أيضا أن تبارك حلقة هذا اليوم من أجل خلاص وبركة الكثيرين. آمين.
(3) المضيف: ماذا أعددت لنا في حلقة هذا اليوم؟
أبونا: (1) هذه حلقة مخصصة للتأمل في حياة الأب متى المسكين. الذي تشرفت بأخذ بركة التلمذة على يدية شخصيا فترة طويلة، بعد أن تتلمذت على كتاباته منذ صدور كتابه الأول "حياة الصلاة الأرثوذكسية"، ثم قادني من خلال كتابه "الباركليت الروح القدس في حياة الناس" إلى اختبار الملء بالروح القدس. فإني مدين له ولتعاليمه الروحانية الخالصة.
(2) ولكني أعتقد أن الكثير من المشاهدين لا يعرفون الأب متى المسكين معرفة حقيقية فقد عاش بعيدا عن الأضواء. وليس مثل المتنيح البابا شنودة الثالث الذي سلطت علية كل الأضواء.
(3) ولكن سطوع شمس في مجرة لا يلغي باقي شموسها، ففي كل مجرة توجد آلاف بل ملايين الشموس الأخرى، (4) وليس في وجودها إنتقاص من نور إحداها.
(4) المضيف: هل يمكن أن تذكر لنا بعض أسماء تلك الشموس؟
أبونا: (1) كان البابا شنودة شمسا في مجرة كنيستنا، وكان هناك شموس أخرى في أيامه تضفي مزيدا من النور في عصره، وتشهد لنهضة هذا العصر (2) كان هناك: المتنيح الأنبا إغريغوريوس اسقف الدراسات العليا، والمتنيح الأنبا صموئيل أسقف الخدمات، والمتنيح الأنبا أثناسيوس أسقف بني سويف السابق، والمتنيح الأنبا يؤنس اسقف طنطا السابق، والحبر الجليل أنبا باخوميوس مطران البحيرة والقائمقام البابوي السابق، اطال الرب لنا حياته (3) ومن الكهنة المتنيح أبونا ميخائيل إبراهيم أب اعتراف المتنيح البابا شنودة الثالث، والمتنيح أبونا صليب سوريال كاهن كنيسة مار مرقس بالجيزة، والمتنيح أبونا بيشوي كامل بالإسكندرية، والمتنيح ابونا بولس بولس بدمنهور، وكثيرون آخرون (4) وكان في البرية كوكب مضيء هو الأب متى المسكين باعث النهضة الديرية الحديثة، ورائد الحركة الروحية الاختبارية في الكنيسة، الذي خصصت هذه الحلقة لأتكلم عن عمل الله فيه وبه، بمناسبة تذكار نياحته السابع الذي وافق يوم السبت الماضي 8 يونيو، إذ قد تنيح في مثل ذلك اليوم من عام 2006م.
(5) المضيف: لنأت إلى موضوع حلقتنا عن الأب متى المسكين ففيم تكلمنا عنه؟
أبونا: (1) وسأركز الحديث على المحاور التالية:
1ـ بطاقته الشخصية
2ـ حياته قبل الرهبنة
3ـ حياته الرهبانية
4ـ مؤلفاته الموسوعية
(6) المضيف: هل يمكن أن تكلمنا عن بطاقته الشخصية؟
أبونا: (1) الإسم": القمص متى المسكين (صورة غلاف السيرة التفصيلية) (2) وبالميلاد يوسف إسكندر يوسف (3) ولد في المنصورة سنة 1919م (4) له سبعة إخوة (5) تربى في الاسكندرية والقاهرة (6) تخرج في كلية الصيدله في سنة 1944م (صورته عام 1937 بعد ص 24) (7) ترهب في دير الأنبا صموئيل المعترف ببرية مغاغة سنة 1948 م (صورته عند الرهبنة بعد ص 24) (8) تنيح في 8/6/2006م (الجثمان بعد ص 384) (9) ودفن في دير القديس مقاريوس الكبير (10) أي عاش ما يقرب من 87 سنة.
(7) المضيف: ماذا عن حياته قبل الرهبنة؟
أبونا: المرحلة الأولى من حياته تشمل فترة الطفولة والشباب حتى ما قبل الرهبنة:
(1) تربى في أسرة متدينة (2) كان يميل إلى الوحدة والاختلاء على شواطئ النيل والبحر بالاسكندرية (3) حضر لأول مرة في حياته إجتماع مدارس الأحد بكنيسة مارمرقس بالجيزة سنة 1939م وهو طالب بكلية الصيدلة (4) وأثرت فيه عظة خادم مدارس الأحد وهيب زكي [القمص صليب سوريال فيما بعد] الذي كان طالبا في كلية الحقوق.
(5) وتأثر بشدة بترنيمة: "إحفظ حياتي ليكن تكريسها يارب لك، واحفظ زماني شاكرا فيه دواما عملك" (6) عاش شبابه في ارتباط بالمسيح وفي طهارة وبذل ومساعدة المساكين (7) خدم كمدرس بمدارس الأحد في قرى الجيزة (8) بعد التخرج كانت له صيدلية بدمنهور البحيرة، التي لي شرف الانتماء إليها (9) أسس كنيسة مار جرجس بدمنهور وشجع المهندس ظريف عبد الله خادم مدارس الأحد بالجيزة على الرسامة كاهنا بدمنهور بإسم القمص بولس بولس، الذي أتشرف بتلمذتي على يديه في بداية حياتي الروحية (10) ومن دمنهور انطلق إلى الدير عام 1948م.
(8) المضيف: هذا يأتي بنا إلى المرحلة الثانية من حياته وهي فترة رهبنته، فما هي ملامحها؟
أبونا: (1) إختار ديرا فقيرا هو دير الأنبا صموئيل المعترف في صحراء مغاغة وانطلق إليه عام 1948م (2) وكان أول جامعي يدخل الرهبنة (3) إختبر نعمة المسيح المخلصة بعد إنحصاره في الصلاة 28 يوما منذ دخوله الدير (4) وبتعبيره في [كتاب أبونا متى المسكين السيرة التفصيلية ص 71] يقول: "فطمأني المسيح على خلاصي" (5) وغمره حب المسيح وفاض فرح الروح القدس في قلبه (6) فكان ذلك زاده مدة عمره (7) ويتكلم كثيرا عن تلمذته لكلمة الله في حب واشتياق.
(8) في عام 1951م ذهب لزيارة دير السريان فرسموه كاهنا على الدير (9) عاش في مغارة قرب دير السريان (10) إنتدب وكيلا لبطريركية الإسكندرية سنة 1954م فأسس كنيسة مارجرجس باسبورتنج (11) وأنشأ الكلية الإكليريكية بالإسكندرية، التي التحقت بها طالبا قبل رسامتي كاهنا.
(12) عاد إلى دير السريان عام 1955م وعين ربيته الدير، والتف حوله الرهبان الجامعيين مما أثار حفيظة بعض الرهبان القدامى.
(13) اضطر للعودة إلى دير الأنبا صموئيل سنة 1956م وقام بتعميره (14) وأسس بيت التكريس بحلوان لخدمة الكرازة سنة 1958م
(15) اضطر مع الرهبان الذين معه للذهاب إلى وادي الريان عام 1960م وعمَّر المغارات التي سكنوها وأقاموا هناك حتى عام 1969م
(16) تمت المصالحة مع البابا كيرلس السادس وسمح لهم بالإقامة في دير أبو مقار سنة 1969م، وقام بعملية تعمير كبيرة للدير فصار لما هو عليه الآن.
(9) المضيف: لماذا لم يرسم أسقفا أو بطريركا مع كل هذه الإنجازات؟
أبونا: أولا: ينبغي أن نعلم أن: (1) الرتب الكنسية مع كل إحترامنا وتقديرنا للجميع، فهي ليست المقياس الأوحد للسمو الروحي في كنيستنا (2) فكم من قديسين في الكنيسة لم يكونوا في أية رتبة كنسية مثل القديس الأنبا بولا أول السواح، والقديس الأنبا أنطونيوس مؤسس الرهبنة، والقديس مقاريوس الكبير والقديس باخوميوس أب الشركة وغيرهم.
ثانيا: إنه بالفعل: (1) قد رُشِّح الأب متى المسكين أسقفا لإنجلترا عام 1970م ورفض (السيرة التفصيلية ص 253). (2) ورشح للبطريركية عام 1971م ورفض (السيرة التفصيلية ص 253). وكتب قائلا: "إنني لن أقبل بأي حال من الأحوال ترشيح نفسي لأي منصب من مناصب الكنيسة، ذاكرا عهدي الأول أن أكون وأبقى وأموت راهبا".
(3) وكانت هذه خطة إلهية حتى يتفرغ أبونا للتأمل والكتابة، فترك لنا تراثا من الموسوعات والمراجع والكتب والكتيبات والمقالات حوالي مائتين كتابا ثمينا و300 مقالا.
(10) المضيف: هل يمكن ذكر بعض مؤلفاته الهامة؟
أبونا: أسماء الكتب موجودة في (موقع دير الأنبا مقار) منها:
http://www.stmacariusmonastery.org/f_matta.htm
1ـ تفاسير الكتاب المقدس: [العهد القديم/ العهد الجديد]
2ـ شخصيات
3ـ موضوعات روحية
4ـ الأعياد الكنسية
5ـ التقليد الكنسي
6ـ قصص مسيحية
7ـ مقالات
(11) المضيف: ما هي تفاسيره للعهد القديم والجديد؟
أبونا: (1) تفاسير العهد القديم: 1ـ سفر المزامير [4 مجلدات]
(2) تفاسير العهد الجديد: [1ـ إنجيل متى 2ـ إنجيل مرقس 3ـ إنجيل لوقا 4ـ إنجيل يوحنا: [مدخل، جزء 1، جزء2] 5ـ أعمال الرسل 6ـ رسالة رومية 7ـ رسالة أفسس 8ـ رسالة غلاطية 9ـ رسالة العبرانيين 10ـ رسالة يوحنا الأولى 11ـ رسالة بطرس الأولى]
(12) المضيف: وما هي الشخصيات التي كتب عنها؟
أبونا: الشخصيات التي كتب عنها: [1ـ المسيح حياته وأعماله 2ـ ألقاب المسيح [19 مقالا] 2ـ العذراء ثيئوتوكس 3ـ بولس الرسول 4ـ أثناسيوس الرسولي 5ـ القديس أنطونيوس ناسك إنجيلي 6ـ سيرة القديس الأنبا مقار 7ـ والرهبنة القبطية في عصر القديس مقاريوس]
(13) المضيف: وما هي الكتب التي كتبها عن موضوعات روحية؟
أبونا: كتب كثيرة منها: [1ـ حياة الصلاة الأرثوذكسية 2ـ توجيهات في الصلاة 3ـ الروح القدس وعمله داخل النفس 4ـ الروح القدس الباركليت في حياة الناس 5ـ العنصرة الروح القدس في حياة الكنيسة 6ـ لقد وجدنا يسوع 7ـ الخدمة 8ـ المسيحي في الأسرة 9ـ المسيحي في المجتمع 10ـ كيف تقرأ الكتاب المقدس 11ـ في التدبير الروحي 12ـ مع المسيح [4 كتب] 13ـ الخلقة الجديد للإنسان في الايمان المسيحي ...]
(14) المضيف: قلت لنا أنه كتب عن الأعياد الكنسية فما هي تلك الكتب؟
أبونا: كتب عن أعياد كثيرة منها: [1ـ الظهور الإلهي 2ـ الصوم الأربعيني 3ـ مع المسيح في آلامه حتى الصليب 4ـ القيامة والصعود 5ـ العنصرة
(15) المضيف: وما هي أسماء الكتب التي كتبها عن التقليد الكنسي؟
أبونا: (1) التقليد وأهميته في الإيمان المسيحي (2) الصليب المقدس (3) المعمودية (4) الأفخارستيا (5) عشاء الرب (6) التسبحة اليومية.
(16) المضيف: وما هي القصص المسيحية التي كتبها؟
أبونا: كتب عشرة قصص منها: 1ـ سفراء من العالم الآخر 2ـ في زقاق المسيحيين 3ـ أيقونة جميلة 5ـ أولوجيوس والمقعد الرزيل 6ـ تاييس إمرأة الأساطير ...
** ويعوزنا الوقت لذكر كل ما كتب.
(17) المضيف: بم تميزت كتابات الأب متى المسكين؟
أبونا: أجاب أحد المواقع الإنترنيت على هذا السؤال، موقع:
https://www.facebook.com/media/set/?set=a.10151178866075718.446498.14356755717&type=3
تتميز كتاباته بالآتي:
(1) العمق الروحي واللاهوتي في آن واحد.
(2) الانفتاح على فكر الآباء: ولتحقيق هذا الهدف انفتح أولا على فكر الكنائس الأرثوذكسية غير القبطية مثل منشورات كنيسة الروم الأرثوذكس في لبنان (منشورات النور)، ومؤلفات الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في انجلترا (مؤلفات الأب ليف جيليه وغيره).
(3) الانفتاح على الفكر الغربي: يظهر هذا واضحا في تفسيراته للكتاب المقدس حيث رجع فيها إلى مراجع كبار علماء الكتاب المقدس الأوربيين والأمريكيين.
(4) الاهتمام بدراسة المخطوطات القديمة المحفوظة في الأديرة: ويظهر هذا بوضوح في كتاب حياة الصلاة الأرثوذكسية وكتاب رسائل القديس أنطونيوس وغيرها.
(18) المضيف: هل تحب أن تضيف شيئا آخر؟
أبونا: (1) أرجو من المشاهدين الذين يريدون التمتع بكتابات الأب متى المسكين وروحياته أن يذهبوا إلى موقع دير أنبا مقار على الإنترنيت الذي ذكرته سابقا.
(2) وأحب أن أذكر ما قاله المتنيح البابا شنودة الثالث عن الأب متى المسكين، كما يذكر موقع:
http://www.christian-dogma.com/vb/showthread.php?t=28360
"الأب متى المسكين هو مثال مضيء في تاريخ الرهبنة"... عبارة من المقدمة التي كتبها نظير جيد "البابا شنودة الثالث" لواحد من أهم كتب الأب متى المسكين وهو "حياة الصلاة الأرثوذكسية"، الذي يعتبر في نظر اللاهوتيين من أهم ما كتب عن الصلاة المسيحية".
(3) ثم أنني أتوجه بالشكر والتقدير لحكمة البابا تواضروس الثاني لرسامته أحد أبناء الأب متى المسكين أسقفا على دير أبو مقار وهو الأنبا أبيفانيوس وهي بادرة حب وتصحيح أوضاع.
(4) كما أتوجه أيضا بالشكر الجزيل لقداسة الأنبا نواضروس والمجمع المقدس للخبر المفرح الذي جاء على الإنترنيت في مواقع كثيرة منها موقع أخبار الأقباط:
http://copts-news.net/copts/?p=1900
"سيمنار المجمع المقدس" يناقش فكر البابا شنودة والأب متى المسكين بهدف التطوير"
وقال إن السيمنار سوف يُعقد تحت رعاية البابا تواضروس الثانى؛ بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فى الفترة من 24 إلى 27 يونيو".
(5) ليعط الرب الكنيسة روح الحكمة والوحدانية التي يشيد بها قداسة البابا تواضروس الثاني في عظاته وتتضح أيضا في أفعاله. آمين.
(19) المضيف: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة بالاختبارات الشخصية في كيفية قبولك للمسيح في حياتك مخلصا وفاديا.
ختام
(20) المضيف: شكرا جزيلا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) باسم الآب والابن والروح القدس: 1ـ صلاة 2ـ ومن أجل الذين طلبوا أن نذكرهم (3) محبة الله الآب ... مع جميعكم، (4) وإلى اللقاء أيها الأحباء. سلام.