601- نشيد الأناشيد عظة (16)
(5/6/2024م)
[عظات سفر النشيد 1 – 62/ العظة 7 المحبة الالهية]
(نش1: 3) "لرائحة أدهانك الطيبة، اسمك دهن مهراق، لذلك أحبتك العذارى"
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (601) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة للدخول في حضرة الرب:
(3) ولنبدأ برفع قلوبنا بطلبة إلى الله ليباركنا ويرشدنا إلى الحياة المرضية والمقبولة أمامه:
بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. أيها الحب الإلهي، يا من تغمر الخليقة كلها بمحبتك، إعطنا أن نبادلك حبا بحب. آمين.
(4) كان موضوع تأملنا في الحلقة الماضية عن (نش1: 2) "حبك أطيب من الخمر"
() وحديثنا اليوم عن (نش1: 3) "لرائحة أدهانك الطيبة، اسمك دهن مهراق، لذلك أحبتك العذارى"
هذا تشبيه آخر بين شخص المسيح والأدهان الطيبة.
- والمقصود بإسمك = يعني شخصك.
- والمقصود بالدهن = هو الطيب أو العطور.
- والمقصود بالمهراق = يعني المسكوب.
- فبحسب ترجمة أخرى للنص يقول النشيد: "رَائِحَةُ عُطُورِكَ شَذِيَّةٌ، وَاسْمُكَ أَرِيجٌ مَسْكُوبٌ؛ لِذَلِكَ أَحَبَّتْكَ الْعَذَارَى"
ولتوضيح أوجه الشبه بين السيد المسيح والطيب المسكوب سوف يشمل حديثنا النقاط التالية:
- سمو قيمته.
- إنعاش نسمته.
- انتشار فيحته.
*******
أولا: سمو قيمته:
تقول الآية "اسمك دهن مهراق" بمعنى أن شخصَه كالطيبِ ذي القيمة الغالية عند عارفيه.
- وتتضح هذه القيمة السامية مما فعلته إمرأة جاء ذكرها في: (مر14: 3ـ9) قصة "إمرأة أتت بقارورة طيب ناردين كثير الثمن وسكبته على رأس المسيح" قدرت قيمته في ذلك الزمان بـ "300 دينار" أي قيمة كبيرة. فالمرأة التي تعرف قدر السيد المسيح لم تبخل أن تسكب أثمن ما تملك على رأس السيد تقديرا لقيمته، وإعزازا لشخصه.
- ومما يؤكد القيمة الغالية لشخص المسيح في نظر عارفيه ما جاء في: (مت13: 45و46) "يشبه ملكوت السموات ... إنسان تاجر يطلب لآلئ فوجد لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن .. مضى وباع كل ما كان له واشتراها" إشارة إلى قيمة المسيح الغالية التي تستحق أن يبيع الإنسان كل ما يملك لكي يقتنيه، في حياته.
- وهذا ما اتضح جليا في تبعية لاوي العشار للسيد المسيح كما جاء في: (لو5: 27و28) "وبعد هذا خرج ـ المسيح ـ فنظر عشارا اسمه لاوي جالسا عند مكان الجباية فقال له اتبعني. فترك كل شيء وقام و تبعه". لقد رأى في المسيح ما هو أثمن وأسمى من كل ما جمع من أموال، فتركها وتبعه.
- في حين أننا نرى أمثلة عكسية فقد جاء في: (مر10: 22) عن ذلك الشاب الغني الذي جاء إلى السيد المسيح قائلا له: "ماذا أفعل لكي أرث الحياة الأبدية؟ قال له يسوع: اذهب بع كل مالك، وتعال اتبعني. مضى حزينا لأنه كان ذا أموال كثيرة".
- الحقيقة أنه ليس كل إنسان يستطيع أن يفرط في أمواله، فهذا شاب جاء ليبحث عن ميراث ثروة جديدة أبدية، لا أن يضحي بما لديه. لم يرقى المسيح في نظره إلى هذه الدرجة من القيمة التي تُفضل عن محبة المال.
- وهناك مثال آخر أخطر من هذا الشاب وهو يهوذا الإسخريوطي الذي لم يتبع المسيح لذاته، بل لأجل التربح من ورائه، كما جاء في: (يو12: 6) فقد "كان ـ يهوذا ـ سارقا وكان الصندوق عنده، وكان يحمل ما يلقى فيه، بل بلغ به الأمر أنه باع سيده بثلاثين من الفضة، فلم يكن المسيح في نظره يساوي أكثر من هذه الدريهمات القليلة.
- دعني أسألك عزيزي مشاهدي: ما قيمة المسيح في نظرك؟ هل يستحق المسيح أن تترك كل شيء لتحصل على الحياة معه؟
- ربما يعترض أحد المشاهدين قائلا: هل هذا شرط أساسي لقبول المسيح؟
- للرد أقول أنه لا توجد شروط لقبول المسيح سوى التوبة، ولكن إن أراد المؤمن أن يدخل إلى أعماق العشرة مع المسيح، ويتدرج في سلم الرقي الروحي، فعلى قدر ما يترك من ممتلكات العالم الفاني على قدر ما يحصل من نعم وبركات.
- إذن القضية تنحصر في الترك، ولكن ما مفهوم الترك، هل معنى الترك أن يعيش الإنسان فقيرا معدما، أو راهبا أو متصوفا؟ وماذا عن مسئولياتنا الطبيعية وبيوتنا وأولادنا؟
- الواقع أن رسالة السيد المسيح للبشرية ليس أن يكون الناس جميعهم رهبانا يعيشون الفقر الاختياري. ولكن المسيح جاء ليسعد كل إنسان في وضعه الاجتماعي والاقتصادي، ويدعوه إلى مراعاة الأمانة والمحبة والبذل والعطاء، فيختبر السعادة الحقيقية بعيدا عن منغصات الحياة من الأنانية والطمع والجشع ومحبة المال والاستعباد للشهوات الجسدية.
- أما مفهوم الترك للتمتع بحياة روحية أعمق، فهذا يأتي بي إلى ما فعله شخص حضر عظة تتحدث عن: إعطاء النفس وكل شيء للمسيح، ورغب في ذلك، فسأل الواعظ على انفراد، عما عساه أن يفعل لكي يعيش على هذا المستوى الروحي بأن يكرس حياته للمسيح؟ فقال له الراعي ببساطة: اعط كل شيء له، كل ما معك، فقال له: لا مانع عندي أن أعطيه كل ما في جيبي، ولكن اسمح لي أن أحتجز مبلغا لبنزبن السيارة. فقال له الواعظ هل عندك سيارة؟ إذن لابد أن تعطيها أيضا. فوافق الرجل، وطلب أن يمهله إلى أن يذهب إلى بيته ويرسلها، فسأله الواعظ: هل عندك بيت أيضا، إذن عليك أن تعطه كذلك، فوافق الرجل وسأله أن يتأنى عليه حتى يسحب من رصيده مبلغا ليشترى بيتا جديدا، وتوالت الأمور، حتى وجد الرجل نفسه وقد جُرِّد من كل شيء، فتساءل قائلا: كيف إذن أعيش وعندي مسئوليات كثيرة. فقال له الواعظ: إذ قد أعطيت كل شيء للرب، فعليك أن تستعير منه أي شيء بحسب احتياجك على أن ترده إليه. فاستوعب الرجل الدرس أنه مجرد وكيل على أموال الله، فالكل منه والكل له. هذا هو مفهوم الترك الحقيقي.
- إن كنت تريد أن تدخل إلى الأعماق مع المسيح قل له: استلم يارب حياتي وكل مالي. فأنت عندي أسمى وأعظم من كل شيء. أنت هو اللؤلؤة الثمينة وإني مستعد أن أضحي بكل شيء من أجل محبتك.
- أحبائي المشاهدين: تكلمنا عن التشبيه بين المسيح والطيب المسكوب من حيث سمو قيمته، ونأتي إلى النقطة الثانية وهي: "إنعاش نسمته"
اسمحوا لي أن أرجئها للحلقة القادمة لضيق الوقت. بمشيئة الله. آمين.
******
(10) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
- إختبارات العابرين والعابرات
(11) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
- (تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
- المداخلات
(12) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
والفرصة متاحة لمن يريد أن يشارك بالصلاة لأن اليوم موعد إجتماع الصلاة الشهري.
(فرصة للصلوات)
(13) ما هو الأمر الذي تكلم به الروح القدس إليك من خلال هذه الحقائق؟
- الختام
(14) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(15) البركة الختامية:
محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.