522ـ تفسير سفر الرؤيا [29]
(رؤ2: 8 - 11)
الأربعاء 9/11/2022م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (522) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة للدخول في حضرة الرب: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) تكلمت في حلقات سابقة عن: تفسير (رؤ2: 1 -7) وهي الرسالة إلى كنيسة أفسس.
(4) واليوم نتكلم عن تفسير (رؤ2: 8 -11) وهي الرسالة إلى كنيسة سميرنا.
(5) تقول الآيات:
"8- واكتب الى ملاك كنيسة سميرنا، هذا يقوله الاول والاخر، الذي كان ميتا فعاش.
9- انا اعرف اعمالك وضيقتك، وفقرك مع انك غني، وتجديف القائلين انهم يهود وليسوا يهودا بل هم مجمع الشيطان.
10- لا تخف البتة مما انت عتيد ان تتالم به، هوذا ابليس مزمع ان يلقي بعضا منكم في السجن لكي تجربوا، ويكون لكم ضيق عشرة ايام. كن امينا الى الموت فساعطيك اكليل الحياة.
11- من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس: من يغلب فلا يؤذيه الموت الثاني".
******
(6) تحتوي رسالة كل كنيسة على العناصر التالية:
- إسم الكنيسة.
- صفات المسيح التي تناسب حالة هذه كنيسة.
- إيجابيات خادم هذه الكنيسة.
- سلبيات خادم هذه الكنيسة.
- علاج سلبيات خادم هذه الكنيسة.
- تحذيرات لخادم هذه الكنيسة.
- الوعد لخادم هذه الكنيسة.
******
(7) أولا: إسم الكنيسة هنا: سميرنا:
- ومعناها المر.
- وتشير لعصر الاستشهاد.
- والمرار الذي تجرعه المؤمنون من أجل إسم المسيح.
- (مر13: 13) "وتكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي، ولكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص"
(8) ثانيا: صفات المسيح التي تناسب حالة هذه كنيسة:
الأَوَّلُ وَالآخِرُ، والحي الَّذِي كَانَ مَيْتًا فَعَاشَ:
هذه الصورة تناسب هذه الكنيسة المقبلة على الموت.
[1] هذا يقوله الاول والاخِر:
- إن ما يعزيهم هو كون الله الأول والآخر عندما تجسد واجه الموت.
- لكن كان ذلك لحسابهم.
[2] والصفة الثانية هي: الذي كان ميتا فعاش:
- عاش أي قام بعد أن كان ميتًا ليقيمنا معه.
- (اف2: 6) "واقامنا معه واجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع"
- فإن كان قد مات لأجلنا فكيف لا نحتمل الموت لأجله.
(9) ثالثا: إيجابيات خادم هذه الكنيسة:
1- "انا عارف اعمالك": الله يطمئنه بأنه عارف ثمر إيمانه المتكاثر لحساب مجد الله.
2- "وضيقتك": بسبب الاضطهاد.
3- "وفقرك": لأنهم صادروا أموالهم. فالله يطمئنهم أنه مهتم بآلامهم ويعرف كل شيء.
- مع انك غني: في إيمانك وفضائلك.
- (عب34:10) "لانكم ... قبلتم سلب اموالكم بفرح عالمين في انفسكم ان لكم مالا افضل في السماوات وباقيا".
- (يع5:2) "اسمعوا يا اخوتي الاحباء اما اختار الله فقراء هذا العالم اغنياء في الايمان و ورثة الملكوت الذي وعد به الذين يحبونه".
- (2كو10:6) "كفقراء و نحن نغني كثيرين كان لا شيء لنا و نحن نملك كل شيء".
5- وتجديف القائلين انهم يهود وليسوا يهودا: يقال أن يهود سميرنا عبدوا الإمبراطور في الظاهر، ليظهروا ولاءهم له، فيضرب المسيحيين، إذ حرض هؤلاء اليهود الإمبراطور ضد المسيحيين. وهؤلاء ليسوا يهودًا. فاليهود هم أبناء إبراهيم ليس فقط بالجسد بل بحسب الإيمان. وهم لم يفهموا لكبريائهم نبوات كتبهم عن المسيح فصلبوا المسيح، ومازالوا حتى الآن يرفضونه ويجدفون عليه.
6- بل هم مجمع الشيطان. هم لا يستحقون أن يوجد هذا الخادم الأمين في مجمعهم يقودهم ويرشدهم، بل الشيطان هو الذي يقود عقولهم لكبرياء قلوبهم.
******
(10) رابعا: سلبيات خادم هذه الكنيسة:
- لم يذكر له سلبيات.
- فالضيق والاستشهاد ينقيان الكنيسة، وتاريخيًا فعصور الاستشهاد هي أزهى عصور الكنيسة التي امتدت فيها الكنيسة ونمت. وكما يقول بطرس الرسول في رسالته: (1بط4: 1)"مَنْ تَأَلَّمَ فِي الْجَسَدِ، كُفَّ عَنِ الْخَطِيَّةِ"
- لذلك لا عتاب هنا لا للرعية ولا للأسقف.
(11) خامسا: نصائح لخادم هذه الكنيسة:
[1] لا تخف البتة مما انت عتيد ان تتالم به:
- ولم يقل له لن تتألم، بل تألمتَ وستتألم حتى لا يفاجئه الألم الآتي.
- لا تخف فأنا جزت فيه قبلك وأعرفه،
- وأيضا قمت وسأقيمك فأنت ستستمر حيًا فيَّ.
- إن المؤمن الحقيقي لا يخاف الموت أبداً، بل يشتهيه لأنه بداية الحياة الحقيقية في أفراح السماء.
- وحتى إذا جاء عصر استشهاد لا يخاف، فلقد قال السيد المسيح في: (مت10: 28) "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد بل خافوا من الذي له سلطان أن يلقى في جهنم".
- والسيد المسيح بَدَّلَ وَغَيَّرَ مفهوم الموت، فقال عن الموت الجسدي أنه نوم إذ تعقبه قيامة.
- (يو11: 11) "لعازر حبيبنا قد نام".
- وهكذا قال في: (مت9: 24) عن ابنة يايرس أنها "نائمة".
- ولكنه في مثل الابن الضال (لو15: 24) اعتبر أن رجوعه وتوبته هي أنه "كان ميتًا فعاش".
[2] هوذا ابليس مزمع ان يلقي بعضا منكم في السجن لكي تجربوا:
التجربة تعطي للمؤمن تزكية أي تنقية.
[3] ويكون لكم ضيق عشرة ايام:
- هذا الاضطهاد سيمتد لفترة طويلة على يد عشرة أباطرة.
- يرمز لفترة حكم الإمبراطور منهم بيوم.
- بدأ بنيرون وانتهى بدقلديانوس.
[4] كن امينا الى الموت فساعطيك اكليل الحياة:
- كن أمينا: (مز37: 3) "اتكل على الرب وافعل الخير اسكن الارض وارع الامانة"
- إكليل الحياة: (يع1: 12) "طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة لانه اذا تزكى ينال اكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه"
(12) سادسا: الوعد لخادم هذه الكنيسة:
من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس من يغلب فلا يؤذيه الموت الثاني:
[1] من يغلب: أي يغلب تخويف الشيطان له فيهرب من الاستشهاد.
[2] والموت الثاني: يعني الهلاك الأبدي في الانفصال النهائي عن الله.
- وهذا معناه: أن تكون له القيامة الثانية.
- وتعبير القيامة الثانية لا نجده في الكتاب المقدس،
- فهناك قيامة واحدة قال عنها القديس بولس الرسول (رو6: 4 ، 5) "فدفنا معه بالمعمودية للموت، حتى كما أقيم المسيح من الأموات، بمجد الآب، هكذا نسلك نحن أيضًا في جدة الحياة. لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته، نصير أيضًا بقيامته".
- فنحن قمنا مرة واحدة مع المسيح في المعمودية،
- ومن يظل ثابتا في المسيح فهو حي لا يموت ولا يحتاج قيامة ثانية،
- ولكن المقصود بهذا التعبير هو القيامة بالأجساد الممجدة في المجيء الثاني.
[3] تكون له القيامة الثانية:
- إذًا فالوعد هو امتداد للصورة التي ظهر بها السيد المسيح.
- وهذا تنفيذًا لما قاله السيد المسيح في (يو 28:5 و29) "لا تتعجبوا من هذا فانه تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عملوا السيات الى قيامة الدينونة".
** ليعطنا الرب أن نكون مثل خادم كنيسة سميرنا لننال ما ناله من الرب.
*******
(13) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
- إختبارات العابرين والعابرات
(14) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
- (تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
- المداخلات
(15) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
والفرصة متاحة لمن يريد أن يشارك بالصلاة لأن اليوم موعد إجتماع الصلاة الشهري.
(فرصة للصلوات)
(16) ما هو الأمر الذي تكلم به الروح القدس إليك من خلال هذه الحقائق؟
- الختام
(17) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(18) البركة الختامية:
والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.