قناة الفادى الفضائية

490- تفسير سفر الرؤيا [6]

الأربعاء 23/3/2022م

(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (490) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.

(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين

إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.

أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.

(3) تكلمت في الحلقة السابقة عن: تفسير سفر الرؤيا الكلمة الثالثة من الإصحاح الأول وهي: "المسيح".

(4) واليوم نتأمل في المقطع الرابع من بقية الآية الأولى: "اعلان/ يسوع/ المسيح/ الذي اعطاه اياه الله/ ليري عبيده ما لا بد ان يكون عن قريب وبينه مرسلا بيد ملاكه لعبده يوحنا".

(5) عبارة "الذي اعطاه اياه الله"

• تعنى أن الله أعطى المسيح هذا الإعلان.
• وهنا نجد مشكلاً، خاصةً من أحبائنا المسلمين.
• المشكل: أنتم تقولون أن المسيح هو الله، ولكن هنا في هذا المقطع: أن الله أعطى للمسيح هذا الإعلان.
• بهذا يكون المسيح ليس هو الله.
• فما هو الحل؟

(6) الحل:

• الحل هو الفهم الصحيح لطبيعة السيد المسيح.
• ما معنى ذلك؟
• المعنى هو أن طبيعة المسيح هي اتحاد بين طبيعتين.
• وطبيعتا المسيح هما: طبيعة بشرية كاملة، وطبيعة إلهية كاملة، متحدتين في طبيعة واحدة.

(7) طبيعة المسيح البشرية:

• هي أن المسيح إنسان كامل.
• أي أن للمسيح طبيعة بشرية مثلي ومثلك ولكنه بلا خطية.
• جاء في: (عب4: 15) "مثلنا بلا خطية"
• وفي رسالة: (في2: 8) "واذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه واطاع حتى الموت موت الصليب"
• وفي: (1تي2: 5) "لانه يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الانسان يسوع المسيح"
• إذن فالمسيح بحسب ناسوته هو إنسان بشر.
• فحين يقول في هذا الإصحاح: الله أعطى الإعلان ليسوع المسيح، فإن هذا هو بحسب ناسوته أي طبيعته البشرية.
• لهذا يقول في: (يو5: 27) "واعطاه سلطانا ان يدين ايضا لانه ابن الانسان"

(8) طبيعة المسيح اللاهوتية:

• المسيح ليس ناسوتا بشريا فحسب، ولكنه في الأساس هو الله ظاهر في هذا الناسوت.
• فالكتاب المقدس يقول في: (1تي3: 16) "عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد"
• وأيضا في (كو2: 9) "فانه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديا".
• فالسيد المسيح له طبيعتان متحدتان بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير.

(9) وقد يسأل سائل: كيف يكون ذلك؟

• الإجابة يوضحها أحد الآباء القديسين بإعطاء تشبيه باتحاد النار بالحديد.
• فلا النار اختلطت بالحديد، ولا امتزجت به، ولا تغيرت إليه.
• وهكذا اللاهوت في اتحاده بالناسوت: لم يختلط بالناسوت، ولا امتزج به، ولا تغير إليه.
• فبقي اللاهوت لاهوتا كما هو، وظل الناسوت ناسوتا كما هو.
• ولكنهما متحدين كاتحاد النار بالحديد.

(10) تشبيه آخر وهو تجلي الله في شجرة:

• جاء في (خر3: 2-5) "وظهر له -لموسى- الرب بلهيب نار من وسط عليقة فنظر واذا العليقة تتوقد بالنار والعليقة لم تكن تحترق. فقال موسى اميل الان لانظر هذا المنظر العظيم لماذا لا تحترق العليقة. فلما راى الرب انه مال لينظر ناداه الله من وسط العليقة وقال: موسى موسى. فقال: هانذا. فقال: لا تقترب الى ههنا. اخلع حذاءك من رجليك لان الموضع الذي انت واقف عليه ارض مقدسة".
• وقد نقلها محمد في قرآنه في (سورة القصص29 و30) "فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَاراً. قَالَ لِأَهْلِهِ: امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ. فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ"
• وفي (سورة طه9-14) "هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ رَأَى نَاراً فَقَالَ: لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى. فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي: يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى، وَأَنَا اخْتَرْتُكَ، فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى، إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي"

(11) تشبيه ثالث وهو تجلي الله للجبل:

• جاء في (خر33: 18 و20) "فقال -موسى لله- ارني مجدك ... قال -الرب-: لا تقدر ان ترى وجهي لان الانسان لا يراني ويعيش".
• وفي: (خر19: 18) "وكان جبل سيناء كله يدخن من اجل ان الرب نزل عليه بالنار. وصعد دخانه كدخان الاتون وارتجف كل الجبل جدا".
• وفي: (عب12: 21) "كان المنظر هكذا مخيفا حتى قال موسى انا مرتعب و مرتعد"
• وهذا ما ذكره محمد في قرآنه في: (سورة الأعراف 143) " وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ: رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ. قَالَ: لَن تَرَانِي، وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي. فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً"
• ولنسمع ما قاله الشيخ الشعراوي عن إمكانية تجلي الله في خلقه: يقول الشعراوي: "إحنا عايزين نشوف: ولما تجلى ربه للجبل". يبقي الله تجلى على خلق من خلقه، واللا ما تجلاش؟ يبقى ثبت أن الله يتجلى على خلقه. ولكن المتجلى عليه أيقدر على هذا التجلي؟ أو لا يقدر؟ فإن أقدره الله يتجلى. الجبل اللي هو خلقه، فلما تجلى ربه للجبل، جعله دكا، يبقى إذن يمكن أن يتجلى الله على بعض خلقه" (فيديو ق - )
• [ويضيف في فيديو آخر قائلا]: "أن الله من الممكن أن يُــرى، ولكن تُــعدَّل طبيعتنا على إنها تقوى على رؤيته، والدليل على ذلك أن الله تجلى على الجبل، ومادام تجلى على الجبل والجبل خلق، إذن من الممكن أن يتجلى الله على بعض خلقه". (فيديو ق2:12- )

(12) تجلي الله في المسيح:

• قد رأينا تجلي الله في شجرة لموسى، وتجلى الله للجبل ورآه موسى.
• فلماذا ترفضون تجلي الله في المسيح.
• والمسيح بشر. والبشر أرقى من الشجر والحجر.

(13) بقيت مشكلة أخرى تشغل بال أحبائنا المسلمين:

يعترضون: أنتم تقولون أن المسيح إله، والآب إله والروح القدس إله، فكيف تؤمنون بثلاثة آلهة؟

الإجابة:

• نحن لا نقول: المسيح إله، والآب إله، والروح القدس إله.
• لكننا نقول: أن المسيح من جهة لاهوته هو الله [معرَّف بألف واللام]، والآب هو نفس الله، والروح القدس هو ذات الله.
• فالثالوث هو: إلله الواحد، وليس ثلاثة آلهة.

(14) وقد يتساءل أحدهم: كيف يكون الثلاثة هم ألله الواحد؟

الإجابة:

• لتبسيط ذلك نذكر قول الرب في خِـلْـقة الإنسان: (تك1: 26 و27) "وقال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا" ... "فخلق الله الانسان على صورته، على صورة الله خلقه"
• والإنسان كائن حيُّ ذو ثلاث خواص أساسية هي: الروح، والعقل، والقلب.
• وحيث أن الإنسان على صورة الله، إذن:
• فالله كائن حي، ذو ثلاث خواص أساسية هي: الروح والعقل والقلب.
• فالله له روح، هو: خاصية الحياة. أي أن الله حي بروحه. أي الروح القدس.
• والله له عقل، هو: خاصية النطق. أي أن الله الحي بروحه هو عاقل ناطق بالكلمة.
• والله له قلب هو: خاصية الحب، أي أن الله الحي بروحه والناطق بعقله، محب بقلبه.

(15) تأكيد هذا المفهوم بآيات الكتاب المقدس:

• الله له روح: يتكلم بولس الرسول في: (2كو3: 3) "روح الله الحي"، وأيضا في: (اف4: 30) "ولا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء"
• الله له عقل ناطق بالكلمة: (يو1: 1) "في البدء كان الكلمة ... وكان الكلمة الله".
• والكلمة باليونانية [لغة الكتاب المقدس] هي: اللوغوس. أي عقل الله الناطق بالكلمة.
• الله له قلب محب: (اع13: 22) "وجدت داود بن يسى رجلا حسب قلبي"
• وفي: (2كو13: 14) "نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس مع جميعكم امين"
• وفي: (1يو2: 15) "ان احب احد العالم فليست فيه محبة الاب"
• إذن تكون صورة الثالوث في الله الواحد كالآتي:
• الله الآب: هو قلب المحبة الإلهية.
• الله الإبن: هو عقل الكلمة الإلهية.
• الله الروح: هو روح الحياة الإلهية.
• فالثلاثة خواص هي في الله الواحد، وليسوا ثلاثة آلهة.

(16) موافقة القرآن لهذه الحقيقة الإلهية [أي الثالوث في الله الواحد]:

• جاء في: (النساء 171) "إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ"
• بمعنى أن الله له كلمة وله روح.
• وهذا ما نقوله نحن المسيحيين، فما العجب في ذلك؟

(17) تشبيه يوضح الثالوث في الله الواحد:

• الشمس تتكون من قرص ملتهب، وشعاع خارج من القرص، وحرارة منبعثة منه.
• فالقرص الملتهب، والشعاع، والحرارة، ليسوا ثلاثة شموس، بل هم شمس واحدة.
• القرص هو الطاقة الشمسية.
• والشعاع هو النور الشمسي.
• والحرارة هي الدفء الشمسي.

(18) حقيقة تعاملنا مع الله الواحد في الثالوث القدوس:

عندما نتعامل مع الله فإننا نتعامل مع الله: الحي المحب الحكيم:

• الله الحي فينا بروح قوته المقتدرة: في: (اف3: 16) "لكي يعطيكم بحسب غنى مجده ان تتايدوا بالقوة بروحه في الانسان الباطن"
• الله المحب لنا بقلب الأبوة الحانية: فقد جاء في: (ار31: 3) "محبة ابدية احببتك من اجل ذلك ادمت لك الرحمة"
• الله العاقل بحكمة مشيئته الفائقة: في: (1كو2: 7) "نتكلم بحكمة الله في سر، الحكمة المكتومة التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا"
• [الترجمة التفسيرية] "بَلْ إِنَّنَا نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةِ اللهِ الْمَطْوِيَّةِ فِي سِرٍّ، تِلْكَ الْحِكْمَةِ الْمَحْجُوبَةِ الَّتِي سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا قَبْلَ الدُّهُورِ لأَجْلِ مَجْدِنَا".

(19) قد عرفنا الآن:

• مفهوم الله الواحد في الثالوث القدوس.
• ومفهوم طبيعة المسيح: الإلهية والطبيعة البشرية.
• وبهذا أصبح مفهوما أن الطبيعة الإلهية أعطت للطبيعة البشرية التي في المسيح هذا الإعلان، الذي تكلم عنه يوحنا الرائي في بداية سفر الرؤيا.
• فإلى اللقاء في الحلقات القادمة إن شاء الرب وعشنا. آمين.

******

(20) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.

• إختبارات العابرين والعابرات

(21) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.

• (تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
• المداخلات

(22) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.

(23) ما هو الأمر الذي تكلم به الروح القدس إليك من خلال هذه الحقائق؟

• الختام

(24) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.

(25) البركة الختامية:

والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.

*******