435ـ مفاهيم إيمانية (28)
حلقة الأربعاء 17/2/2021م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (435) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) تكلمنا في الحلقة الماضية عن:
1- مفهوم الخلاص.
2- مفهوم التبرير.
3- مفهوم التجديد.
(4) واليوم سنتكلم عن:
- مفهوم التبنى.
- ومفهوم التقديس.
******
(5) بخصوص مفهوم التبني:
- التبنى هو أن يصبح الإنسان إبناً لله، هذا ما وضحه الرسول يوحنا كنتيجة مباركة لمحبة الله الفائقة إذ قال: (1يو3: 1) "أنظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله"
- والواقع أن الإنسان كان عبداً للشيطان والخطية، ولكن المسيح أفتداه ليهبة التبنى فقد قال معلمنا بولس الرسول: (غل4: 4 ـ 7) "لما جاء ملء الزمان أرسل الله أبنه ... ليفتدى الذين تحت الناموس لننال التبنى ... إذاً لست بعذد عبداً بل إبناً"
- ومن أقوال القديس يوحنا ذهبى الفم عن هذه النعمة ما يلى: "العطية إذن التى هى أعظم ما يمكن، والتى وهبها الله لنا، ليست سموات، أو أرضاً، أو بحاراً، ولكن ما هو أثمن من ذلك بكثير، فقد صيرنا ملائكة لا بشر، بل أبناء الله وأخوة المسيح"
(N.P. F 1est ser vol. Xll, P. 398)
- وفى هذا الصدد قال المتنيح الأنبا يوأنس أسقف الغربية السابق: "قبل مجئ المسيح كان البشر كلهم فى نظر أنفسهم هم مجرد عبيد، ولكننا فى المسيح صرنا أبناء، وورثة بل وارثين مع المسيح" (غل4: 7)
- ثم أستطرد قائلاً: "إن هذه البنوة لله ليست مسألة أدبية، أو شرفية فقط ولكنها بنوة على مستوى الواقع". (بستان الروح جزء 1 ص 21)
- وقال القديس كيرلس الأورشليمى: "لقد أعلنت موهبة البنوية بأكثر وضوح، أننا ندعوه أباً ليس حسب الطبيعة بل بحسب نعمة الله والتبنى" (كتاب كيرلس الأورشليمى ص 174)
(6) وسائل التبنى:
** كيف يحصل الإنسان على هذا الشرف العظيم أن يصبج أبناً لله؟
** لقد وضح الكتاب المقدس الوسائل التى عينها الرب للتمتع بهذا النسب المقدس، ومنها:
[1] الإيمان:
- فلقد قال معلمنا بولس الرسول: "لأنكم جميعاً أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع" (غل3: 26).
- والإيمان هو قبول الرب يسوع نفسه، وقبول هذا الشرف من الرب، كما هو واضح من بشارة يوحنا الحبيب "وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أى المؤمنون بإسمه" (يو1: 12)
- وقد علق على هذه الآية القديس كيرلس الأورشليمى قائلاً: "التنبي فى مقدرتنا إذ يقول يوحنا إن كثيرين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أى المؤمنون بإسمه. أى لم يكونوا قبل الإيمان أولاد الله، وإنما بإختيارهم بالإيمان تأهلوا لذلك" (نفس المرجع السابق ص 177)
[2] المعمودية:
- فمن الماء والروح مع الإيمان الواعى وإستعداد القلب المخلص، يولد الإنسان من الله "الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لايقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو3: 5)
- ولقد وضح هذا المفهوم أيضاً نيافة الأنبا يوأنس أسقف الغربية السابق، قائلاً: "إن هذه البنوة لله ليست مسألة أدبية، أو شرفية فقط ، لكنها بنوة على مستوى الواقع، ينالها الإنسان بالميلاد الثانى الذى هو المعمودية المقدسة" (بستان الروح ج 1 ص 21)
- هذه هى نعمة التبنى، وأمتياز هذا النسب أن ندعى أولاد الله، وما أجمل ما كتب المتنيح البابا الانبا شنودة الثالث معلم الأجيال عن أهمية هذا الشرف العظيم بقوله: صدقونى أن جواز المرور الوحيد الذى تدخلون به الملكوت هو هذه الشهادة الألهية: "أنت أبنى" (مجلة الكرازة بتاريخ: 17/1/1978م).
صلاة:
يارب نشكرك من أجل تنازلك العجيب حتى ترتضى أن ندعى لك أبناء. يالها من محبة يا إلهى حتى تتغاضى عن عدم إستحقاقى كعبد وترفعنى إلى شرف البنوية. لك حمدى وتسبيحى. آمين.
*****
(7) مفهوم التقديس:
للتقديس جانبان:
[1] التقديس كنعمة موهوبة للمؤمن:
- يقول القديس بولس الرسول: (عب10: 10) "نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع مرة واحدة"
- وقال أيضاً (1كو1: 30) "المسيح يسوع صار لنا .. براً وقداسة وفداء"
- وقد علق على ذلك القديس يوحنا ذهبى الفم قائلاً: "هذا الشرف لم يكن مصدره الإنسان، بل المسيح الذى صيرنا أبراراً وقديسين، فهذا هو ما يعنيه بقوله صار لنا براً وقداسة فقد صيرنا أبراراً وقديسين بإعطائه لنا الروح القدس، فمن المسيح تصدر كل الأشياء"
(N.P. F 1est ser vol. xll.P. 24)
(8) التقديس كأسلوب حياة:
- المؤمن يكمل حياته فى قداسة عملية، كما يقول بولس الرسول (2كو7: 1) "إذ لنا هذه المواعيد أيها الأحباء لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة فى خوف الله".
(9) وسائل التقديس:
التقديس كنعمة: هو عمل السيد المسيح والروح القدس فى المؤمنين ويبدأ:
[1] بسر المعمودية:
- قال القديس بولس الرسول (1كو6: 11) "قد أغتسلتم [بالمعمودية] بل تقدستم بل تبررتم بإسم الرب يسوع وبروح إلهنا".
- ولقد قال القديس يوحنا ذهبى الفم: "فحالما يدخل مياة المعمودية يخرج من هذه المياة الإلهية أنقى من أشعة الشمس ... وليس نقياً فقط بل قديساً ... لأن الرسول لم يقل "أغتسلتم" فقط بل قال أيضا تقدستم" (I bid p . 93)
- وقال يوستينس الشهيد: "نغتسل بالمعمودية لغفران الخطايا ... وهكذا نبتدئ نعيش بالقداسة" (A nte N. F volp . 217)
[2] وسر الميرون:
- حيث يسكن الروح القدس فى المعمد ليقدسه ويثبته فى المسيح كما قال معلمنا بولس الرسول (2كو1: 21 ، 22) "والذى يثبتنا معكم فى المسيح وقد مسحنا هو الله الذى ختمنا ومنحنا عربون الروح القدس"
- وقال معلمنا يوحنا الرسول (1يو3: 24) "وبهذا نعرف أنه يثبت فينا من الروح الذى أعطانا"
[3] وبسر التناول:
- هكذا يدوم ثبات المؤمنين فى المسيح لتقديسهم، ولذلك قال الرب يسوع (يو6: 56) "من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فى وأنا فيه"
[4] التقديس كأسلوب حياة:
- التقديس العملي هو السلوك فى القداسة مع المسيح الذى يثبت فيه: (1يو 3 : 6) "من قال أنه ثابت فيه فينبغى أنه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضاً"
- وهذا السلوك يتطلب حياة التدقيق: (أف5: 15) "فأنظروا كيف تسلكون بالتدقيق"
- ويتطلب أيضاً الجهاد الروحى المقدس: (عب12 :1، 2) "فالنحاضر بالصبر فى الجهاد الموضوع أمامنا ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع"
- ويتطلب أيضاً المواظبة على ممارسة وسائط النعمة كالصلاة والصوم ودراسة كلمة الله وتنفيذها عملياً فى حياة المؤمن: (أع20: 32) "والآن أستودعكم يا أخوتى لله ولكلمة نعمته القادرة أن تبنيكم وتعطيكم ميراثاً مع جميع القديسين".
- وأيضا: (كو4: 2) "واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر"
- وأيضا: (اف6: 18) "مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة ..."
صلاة:
أى لسان يستطيع أن يشيد لك سبحاً، يا من قدست ذاتك لأجلنا لنكون نحن أيضاً مقدسين فى الحق .أكرس لك نفسى وقلبى وفكرى وحياتى لأتبع خطواتك، فساعدنى فى مسيرتى معك، طهرنى دواماً، وأمسك بيمينى، وأحفظ نفسى فى رضاك، حارب عنى كل قوى الظلمة، وإسحق إبليس تحت أقدامنا. ولك كل مجد آمين.
******
(10) والآن نستمع لبعض اختبارات العابرين لنرى عمل الله في النفوس. وليكن هذا تشجيعا للكثيرن الذين لم يتخذوا بعد قرار العبور.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
المداخلات
(11) نشكر الله على هذه الاختبارات. أما الآن فنأخذ بعض المداخلات، فإنه يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. خاصة العابرين ليشاركونا باختباراتهم.
الختام
(12) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(13) البركة الختامية:
1- والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
2- وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.