434ـ حلقة خاصة [3]
أسئلة روحية
الأربعاء 10/2/2021م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (434) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) هذه حلقة خاصة أيها الأحباء عن: (أسئلة عن حياتنا الروحية)
(4) لقد وصلتني بعض الأسئلة المتعلقة بالحياة الروحية، ويسعدني أن أجيب على هذه الأسئلة بما أعرفه من كلمة الله وإرشاد الروح القدس.
******
(5)السؤال الأول: أنا مسيحي أصوم وأصلي ولكن لا أستطيع أن أنتصر على الخطية وأشعر أنني مهزوم أمام إغراءات الخطية. تعبت ودون جدوى، هل من حل؟
الإجابة:
ينبغي أن نتأكد أولا إن كنت مؤمنا حقيقيا؟ أم أنك مجرد مسيحي متدين؟
أولا: الفرق بين التدين وبين الإيمان الاختباري:
- التدين يركز على مايفعله الإنسان لإرضاء الله.
- الايمان الاختباري يركز على ما فعله المسيح ليجعلني مقبولا أمام الله.
- على سبيل المثال، إختباري الشخصي: عظة القديس كيرلس الأورشليمي من القرن الرابع الميلادي [The writings of the early Church Fathers, N & P.N Fathers]
- قالها يوم الجمعة العظيمة عن خلاص المسيح.
- قال: "هناك نساك كثيرون حاولوا إرضاء الرب بأعمال نسكهم وتقشفهم دون فائدة".
- وأضاف "أن هذا الذي فشلوا فيه قد أتمه المسيح في ساعة واحدة على الصليب، فبموته جلب الرضا الإلهي على كل من يؤمن تائبا ويقبل كفارة المسيح عنه".
- وختم عظته بقوله: "الآن إن طلبت من المسيح سوف يغطيك بتوب بره".
- وكان عمل الروح القدس في داخلي وقتها فركعت وطلبت أن يدخل المسيح قلبي ويغير حياتي ويلبسني ثوب الخلاص ورداء البر.
ثانيا: عمل المسيح عندما يدخل القلب إضافة إلى الغفران والتبرير:
- يعطي قلبا جديدا: (حز36: 26) "واعطيكم قلبا جديدا وانزع قلب الحجر من لحمكم واعطيكم قلب لحم"
- وروحا جديدة: (حز36: 26) "واجعل روحا جديدة في داخلكم"
- وفكرا جديدا: (اف4: 23) "وتتجددوا بروح ذهنكم"
- ورؤية جديدة: (ار1: 12) "فقال الرب لي احسنت الرؤية لاني انا ساهر على كلمتي لاجريها"
- وضميرا جديدا: (1بط3: 21) "بل سؤال ضمير صالح عن الله بقيامة يسوع المسيح"
- وطبيعة جديدة: (2كو5: 17) "اذا ان كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة الاشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا"
- وسلوكا جديدا: (كو2: 6) "فكما قبلتم المسيح يسوع الرب اسلكوا فيه"
ثالثا: هل انتم في الايمان:
- يقول بولس الرسول في: (2كو13: 5) "جربوا انفسكم هل انتم في الايمان امتحنوا انفسكم ام لستم تعرفون انفسكم ان يسوع المسيح هو فيكم"
- ونقرأ في: (رؤ3: 14 – 20) "واكتب الى ملاك كنيسة اللاودكيين هذا يقوله الامين ... انا عارف اعمالك انك لست باردا ولا حارا، ليتك كنت باردا او حارا، هكذا لانك فاتر .. انا مزمع ان اتقياك من فمي، لانك تقول اني انا غني وقد استغنيت ولا حاجة لي الى شيء ولست تعلم انك انت الشقي والبئس وفقير واعمى وعريان، اشير عليك ان تشتري مني ذهبا مصفى بالنار لكي تستغني وثيابا بيضا لكي تلبس فلا يظهر خزي عريتك وكحل عينيك بكحل لكي تبصر، اني كل من احبه اوبخه وأؤدبه فكن غيورا وتب، هنذا واقف على الباب واقرع ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي"
- لمن قيل هذا الكلام؟ [لملاك الكنيسة: خادمها، كاهنها، أسقفها]
- هل كان مؤمنا؟
- كيف يقف المسيح على باب هذه القامة من خارج ويريد الدخول؟
- امتحن نفسك.
(6) السؤال الثاني: هل القلب الجديد يعطيه المسيح عند المعمودية، ام عند قبول شخصه القدوس. وما الفرق بين القلبين؟
الإجابة:
دعني أعطي تشبيها تمثيليا ثم أطبقه على حياتنا.
- نحن نعلم أن هناك فرق بين تحميل البرامج المختلفة على الكمبيوتر: [Down Loading]
- وبين تشغيل هذه البرامج: [Launch/ operate]
- ولو طبقنا ذلك على حياتنا الروحية، أقول إن قلبنا يشبه جهاز الكمبيوتر.
- ويحتاج إلى تحميل: [Down Loading] لبرامج أسرار الكنيسة حتى نحصل على حياة روحية سليمة.
- ولكن لا يكفي تحميل البرنامج، بل لابد من تشغيله: [Launch/ operate]
- ونحن في سر المعمودية نحصل على: موت، ودفن وقيامة مع المسيح.
- وحيث أننا حصلنا على المعمودية في الصغر فإننا نحتاج عندما كبرنا أن نشغل البرنامج لنتمتع ببركات المعمودية في حياتنا العملية.
- وللتشغيل يلزم:
- توصيل الجهاز بمصدر القوة الكهربائية: وهكذا نحتاج في حياتنا الروحية لتفعيل بركات سر المعمودية أن نتصل بالروح القدس ليهبنا تيار الحياة الروحية.
- ويلزم التوقيع على البرنامج بالموافقة [I agree]: فيلزمنا أن نعبر عن قبولنا لعمل المسيح في حياتنا، ونقول له كما علمتنا الكنيسة: "هلم تفضل وحل فيَّ" [صلاة الأجبية في الساعة الثالثة].
- إذن من كل هذا ندرك أننا بالمعمودية نحصل على بركات روحية تظل كامنة [Potential Energy] حتى ننضج فنصلي لنفعِّلها أي تصبح طاقة فعَّالة [Kinetic Energy]، فالصلاة إمتداد للعمل الذي بدأ بالمعمودية.
** وبهذا أقول أنه بالمعمودية ننال الطبيعة الجديدة والقلب الجديد، وبالصلاة لا نحصل على قلب آخر بل نفعِّل هذا القلب الذي نلناه في المعمودية.
******
(7) السؤال الثالث: انا قبلت المسيح كفادي ومخلص لماذا اذا اكرر السقوط في شهوات الفكر والنظر والفعل. برغم الاعتراف والتناول والتعهد بعدم السقوط؟
الإجابة:
يتكون السؤال من ثلاثة مقاطع:
المقطع الأول: انا قبلت المسيح كفادي ومخلص.
- شئ رائع أن نقبل المسيح كفادي ومخلص لتصير بيني وبينه علاقة شخصية حبية لا تنفصم بالرغم من السقوط.
******
المقطع الثاني: لماذا اذن اكرر السقوط في شهوات الفكر والنظر والفعل.
الإجابة:
- هناك فرق بين سقوط المؤمن الناتج عن الضعف أو عدم النضج.
- وبين سقوط الإنسان غير المؤمن الناتج عن قساوة القلب ورفض للحياة مع المسيح.
- فبالنسبة للمؤمن رغم أنه نال طبيعة جديدة لكن لازالت الطبيعة القديمة موجودة فيه لم تستأصل بعد، كما ذكر بولس الرسول في (رومية 7: 14- 25) "لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ .. فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. .. حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى أجد أَنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي. فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ [وصايا الله] بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً [قانونا] آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ [قانون] ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ [قانون] الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟. أَشْكُرُ اللهَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا! إِذاًأَنَا نَفْسِي بِذِهْنِي أَخْدِمُ نَامُوسَ [قانون] اللهِ وَلَكِنْ بِالْجَسَدِ نَامُوسَ [قانون] الْخَطِيَّةِ".
- إذن هناك صراع بين الجسد والروح: وهذا ما أقره بولس الرسول قائلا في: (غل5: 16 و17) "وإنما اقول: اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد. لان الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد وهذان يقاوم احدهما الاخر حتى تفعلون ما لا تريدون".
- ما هو الحل؟ يقول بولس الرسول في (رو8: 13): "لانه ان عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن ان كنتم بالروح تميتون اعمال الجسد فستحيون"
- ويقول أيضا في (رو8: 26): "وكذلك الروح ايضا يعين ضعفاتنا لاننا لسنا نعلم ما نصلي لاجله كما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع فينا بانات لا ينطق بها"
- فالواقع أنه لا توجد عصمة مطلقة للمؤمن، فهو معرض لسقوط.
- ولكنه لا ييأس وشعاره هو: (مي7: 8) "لا تشمتي بي يا عدوتي اذا سقطت اقوم اذا جلست في الظلمة فالرب نور لي"
- لهذا فالمؤمن يعيش حياة الجهاد الدائم حتى الموت ضد:
- الشيطان: (1بط5: 8) "اصحوا واسهروا لان ابليس خصمكم كاسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو"
- والعالم: (1يو2: 15) "لا تحبوا العالم ولا الاشياء التي في العالم ان احب احد العالم فليست فيه محبة الاب"
- والجسد: (غلاطية 5: 16) "الجسد يشتهي ضد الروح"
- أعط تشبيها: الإنسان العادي الذي يتمتع بصحة جيدة، هو في الواقع معرض أن يصاب بأي مرض، وليس معنى هذا نهاية الدنيا. بل عليه أن يأخذ الأدوية المناسبة والطعام المقوي حتى يشفي، ولا زال هو معرض لأمراض أخري، فعليه ألا ييأس بل في كل مرة يواظب على العلاج.
- هكذا المؤمن معرض للسقطات ولكنه لا ييأس بل يقوم ويواصل جهاده بالالتصاق بالرب.
******
(8) السؤال الرابع: كيف اضمن انى سوف ادخل الملكوت وليس النار؟
الإجابة:
- بداية الملكوت هبة وليس مكافأة عن أعمال عظيمة: (رو6: 23) "لان اجرة الخطية هي موت واما هبة الله فهي حياة ابدية بالمسيح يسوع ربنا"
- والسيد المسيح يقول: (لو12: 32) "لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت"
- ويؤمِّن له الدخول بقوله: (يو6: 37) "من يقبل الي لا اخرجه خارجا"
- الله يعالجنا ويقيمنا من سقطاتنا: (مز37: 24) "اذا سقط لا ينطرح لان الرب مسند يده"
- وإذا احتاج الأمر قد يؤدبه حتى لا يدان في الأبدية: (1كو11: 32) "ولكن اذ قد حكم علينا نؤدب من الرب لكي لا ندان مع العالم".
- وبالطبع هذا لا يؤدى إلى الاستباحة لأن المؤمن بمحبته لله يصارع الخطية ولا يستبيحها بل: يقاوم حتى الدم مجاهداً ضد الخطية (عب12: 4).
******
(9) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
إختبارات العابرين والعابرات
(10) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
المداخلات
(11) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
الختام
(12) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(13) البركة الختامية:
1- والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.