428ـ مفاهيم إيمانية (26)
أسس جوهرية
حلقة الأربعاء 23/12/2020م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (428) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) نحن نتكلم في سلسلة متصلة عن: "مفاهيم إيمانية".
وقد تكلمنا عن:
1- مدلول الخطية.
2- مدلول التوبة.
3- مدلول الإيمان.
4- مدلول المعمودية.
(4) والواقع أننا تكلمنا عن معمودية الكبار فقط، وأرجأنا الحديث عن معمودية الأطفال إلي هذه الحلقة.
(5) ولكن دعوني أن أستعيد معكم بعض الأمور الهامة التي قلتها عن معمودية الكبار في الحلقة السابقة:
- المعمودية أمر لازم وحتمي للمؤمن لأن السيد المسيح قال: "من امن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن" (مر 16: 16).
- يشترط فى معمودية الكبار شروط أربعة هي: الإيمان، الاعتراف بهذا الإيمان أمام الكنيسة، التوبة، جحد [أي رفض] الشيطان وكل أعماله النجسة.
(6) وتكلمت أيضا عن: قيمة المعمودية وقلت:
- ينبغي أن ندرك قيمة المعمودية وأن ننتبه إلى خطورتها أيضاً، حتى لا تكون فى نظرنا كصك من صكوك الغفران، أو تعويذة سحرية، أو عملاً من أعمال الشعوذة، حتى يُكتفى بمجرد ممارستها طقسياً دون وعى أو توعية.
- حاشا يا أحبائى أن يكون هذا هو حال الأسرار المقدسة.
- إن الأسرار فى الواقع سلاح ذو حدين، فإما أن تعطى بركة وخلاصاً لمن يتقبلها بوعى وإيمان توبة، وإما أن تعطى لعنة أو دينونة لمن يتقبلها بغير إستحقاق وبدون توبة، أو بجهل وعدم معرفة كما يقول الكتاب: "قد هلك شعبى من عدم المعرفة" (هو 4 : 6)
- لذلك قال الرب يسوع نفسه بخصوص المعمودية: "من آمن وأعتمد خلص، ومن لم يؤمن "اى لم يكن مستحقاً" يدن" (مر 16 : 16)
- وعن خطورة الأسرار أيضاً قال معلمنا بولس الرسول "أى من أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون إستحقاق يكون مجرماً فى جسد الرب ودمه ... لأن الذي يأكل ويشرب بدون إستحقاق، يأكل ويشرب دينونة لنفسه" (1كو 11 : 27 ، 29)
- وما يقال عن سر التناول هذا يصدق أيضاً على سر المعمودية وبقية الأسرار،
- كما وضح القديس حبيب جرجس بقوله: "بولس الرسول يشير إلى الذين يقتربون إلى الأسرار" - وقد عمم حبيب جرجس الحكم على جميع الأسرار - "بدون إستحقاق، بأنهم يأكلون ويشربون دينونة لأنفسهم"
- [وأضاف]: "وهذا دليل على ان السر فى ذاته له قوته الخاصة ولكن المقترب إليه بدون إستحقاق لا يستحقه" (المرجع السابق ص 22)
- وهو لم يقصر القول عن سر التناول فقط، بل يتكلم عن الأسرار كلها.
(7) وقلت بخصوص معمودية الأطفال:
أنه كان هناك جدال بين فريقين:
- فريق يرفض معمودية الأطفال على اعتبار أنهم صغار لا يفهمون معنى الإيمان، ولا مدلول المعمودية. ويفضلون أن يعمد الأطفال عندما يكبرون.
- وفريق آخر يوافقون على قبول معمودية الأطفال رغم صغر سنهم.
- ويطول الجدال بينهما، لذلك أرجأنا الحديث عن معمودية الأطفال لهذه الحلقة.
(8) فبخصوص معمودية الأطفال يجب أن نلاحظ الآتي:
- فإنهم يعتمدون فى طفولتهم على إيمان والديهم.
- ولكن يلزم أن يتابعوا بالتعليم حتى سن النضج.
- فيطالبوا بالإيمان والتوبة لصفة شخصية.
- فقد جاء فى كتاب الأنوار فى الأسرار لجراسيموس مسرة اللاذقى الذى أعتمد عليه المتنيح حبيب جرجس فى كتابه أسرار الكنيسة السبعة ما يلى: "إن المطلوب من المعتمدين حين يبلغون سن الرشد هو الإيمان والتوبة " (الأنوار فى الأسرار ص 55)
- ولهذا قال القديس كيرلس الأورشليمى: "كما أن القلم أو الرمح لامنفعة له بدون من يستعمله، كذلك نعمة "سر" العماد، تظل عاطلة منتظرة إيمان الإنسان" (مجلة مرقس نوفمبر 1969).
(9) أهمية متابعة الأطفال المعمدين حتى يبلغوا سن النضج:
ولقد كانت تتم هذه المتابعة بطرقتين:
- الأشابين: وهم الذين يتعهدون الأطفال بالتعليم والتربية الروحية ويقودونهم إلى حياة التوبة والنعمة والإيمان، وفى ذلك قال المتنيح حبيب جرجس: "لما كان الأطفال لا يدركون ماهية الإيمان، ولايستطيعون إعلان إيمانهم، ولا يفقهون معنى المعمودية، ولا يمكن تلمذتهم، فلذلك رأت الكنيسة منذ القديم أن تعمدهم على إيمان والديهم، وتتعهد أشابينهم الذين يتكفلون بتربيتهم التربية المسيحية وتعليمهم حقائق الإيمان، ويتعهدون بذلك أمام الكنيسة" (أسرار الكنيسة السبعة ص 57 ، 58)
- فصول الموعوظين: وكانت هذه الفصول تشتمل على ثلاث فئات، كما جاء فى كتاب القديس كيرلس الأورشليمى حيث قيل: "أما عناصر الموعوظين فثلاث:
- موعوظين من أصل يهودى.
- موعوظين من أصل وثنى.
- موعوظون هم أطفال المسيحيين المؤمنين"
وأضاف: "إن أطفال المؤمنين إذ ينالون العماد فى الطفولة ينضمون إلى صفوف الموعوظين حالما يستيطعون التعلم" (كيرلس الأورشليمى ص 21 و22)
(10) ضرورة إدراك الأطفال المعمدين لمفهوم الإيمان والتوبة:
- فنتيجة لدور الأشبين وفصل الموعوظين يتأهل الطفل عند سن النضج أن يدرك مفهوم الإيمان ويقدم توبة واعية.
- ولقد مارست الكنيسة تقليداً رائعاً دام فيها حتى القرن الرابع عشر بشهادة مخطوط لأحد علماء الكنيسة فى ذلك القرن ويدعى "يوحنا بن أبى زكريا بن سباع " وأسم المخطوط "الجوهرة النفيسة فى علوم الكنيسة" (مخطوطة دار الكتب المصرية "لاهوت" رقم "2" تحقيق الأب فيكتور منصور القاهرة 1966)
- ومضمون هذا التقليد أن يحضر الأشبين الشخص الذى تعهده منذ الطفولية وكان إبنه الروحى، ويوقفه أمام الهيكل فى الكنيسة عندما يبلغ سن الوعى والإدراك، ليعطى تقريرا عن متابعته له، وليعلن هذا الشخص جحده للشيطان وإيمانه بالمسيح، وليُـخْـلِـى الأشبين مسئوليته أمام الكنيسة.
(11) تقليد إخلاء الإشبين مسئوليته أمام الهيكل:
فجاء في هذه المخطوطة:
- "على الأشبين بعد المعمودية تعهد أبنه الروحى وسقيه ... وأفتقاده فى كل وقت وتعليمه الكتب، وملاحظته بعين الرعاية الأبوية الروحانية حتى يكبر سنه. وإذا كبر وأدرك ونضج عقله، يوقفه على باب الهيكل موضع تسلمه [أى الموضع الذى أستلمه منه عندما كان طفلاً] ويقول له:
- إعلم يا ولدى انما لما كنت طفلاً كنت عبداً للشيطان، وأراد والدك عتقك منه بالمعمودية المقدسة، وسألا مسكنتى أن أضمنك من كاهن الله، وأجحد عنك الشيطان الذى كنت أنت من أجناده قبل المعمودية، وقد جحدت عنك الشيطان وأعترفت عنك بالمسيح له المجد، وقد أكلت من جسد المسيح وشربت من دمه، وصرت هيكلاً للروح القدس وأنت الآن قائم أمام هيكل الله تعالى، الموضع الذى تسلمتك منه.
- وأعلم أن من حجد الشيطان وآمن بالمسيح [وفى هذا القول الدليل على أن الشخص نفسه مارس التوبة وأدرك مفهوم الإيمان بنفسه] وجب عليه ترك العظمة، والبغض، والحقد، والغضب، والقتل، والزنا، والسرقة، والكذب، والإفتراء، لأن هذه كلها أعمال الشيطان التى جحدتها عنك وأنت طفل.
- وأنت قد آمنت بالمسيح [وهذا أيضاً دليل واضح على إيمانه الشخصى] ومن آمن بالمسيح، وجب عليه الحب، الإتضاع والطهارة، التى لا يعاين أحد الله إلا بها.
- ومن هنا تسلمتك، وهنا أسلمك لنفسك، ولا يعود الله يطالبنى من جهتك بشئ، لأنك قد عرفت عقلك، وعلمت الجيد من الردئ.
- سلام المسيح يثبت قلبك فى الإيمان المستقيم إلى النفس الأخير أمين. (المرجع السابق ص 82 ، 83).
(12) تأكيد صحة هذا التقليد:
- ولقد أكد المتنيح حبيب جرجس هذا الطقس بقوله:
- "وهذا الطقس لايزال جاريا فى جميع الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستانتنية.
- فقد جاء فى كتاب الصلاة العامة للكنيسة الأسقفية: "بما أن هذا الوعد من المسيح فينبغى لهذا الطفل أن يُعد بأمانة على يدكم [أيها الأشابين] معشر كفلائه إلى أن يبلغ فيتعين عليه وفاء ذلك بأن يرفض الشيطان وجميع أعماله، ويؤمن بكلمة الله المقدسة راسخاً، ويحافظ على وصاياه مطيعاً" [راجع كتاب الصلاة العامة باب معمودية الأطفال] (أسرار الكنيسة السبعة ص 57).
(13) تمني ورجاء:
- أتمنى وأرجو أن يعود إحياء هذا التقليد الرائع، حتى نحصل على أجيال مختبرة لمعنى الإيمان،
- الإيمان الذي اعتمدوا على أساسه وهم أطفال.
- فيصير عندهم الوعي بموت المسيح من أجلهم كفارة وفداء،
- ويقبلونه في قلوبهم ليُـفَـعِّـل بركات المعمودية بالوعي والإدراك.
******
(14) والآن نستمع لبعض اختبارات العابرين لنرى عمل الله في النفوس. وليكن هذا تشجيعا للكثيرن الذين لم يتخذوا بعد قرار العبور.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
المداخلات
(15) نشكر الله على هذه الاختبارات. أما الآن فنأخذ بعض المداخلات، فإنه يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. خاصة العابرين ليشاركونا باختباراتهم.
الختام
(16) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(17) البركة الختامية:
1- والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
2- وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.