427ـ مفاهيم إيمانية (25)
أسس جوهرية
حلقة الأربعاء 16/12/2020م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (427) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) نحن نتكلم في سلسلة متصلة عن: "مفاهيم إيمانية".
وقد تكلمنا في الحلقة الماضية عن:
1- مدلول الخطية.
2- ومدلول التوبة.
(5) واليوم سنتكلم عن:
1- مدلول الإيمان.
2- ومدلول المعمودية.
(6) لنتكلم أولا عن مدلول الإيمان:
- الواقع أن مفهوم الإيمان لا يقتصر على مجرد الإعتقاد بالحقائق الدينية من وجود الله والتثليث وتجسد المسيح وصلبه وقيامته والكنيسة وعقائدها وطقوسها، والحياة الأخرى.
- وإنما مفهوم الإيمان فوق كل شئ هو أن يضع الإنسان ثقته المطلقة فى شخص يسوع المسيح وسيط العهد الجديد، المخلص الوحيد الذى يستطيع أن يعيد العلاقة بين الإنسان وبين الله الآب.
- كما قال بطرس الرسول "ليس بأحد غيره الخلاص لأن ليس أسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغى أن نخلص" (أع 4: 12)
- وكان السيد يسوع المسيح قد وضح هذا المفهوم بقوله "ليس أحد يأتى إلى الآب إلا بى" (يو14: 6)
- ولهذا قال معلمنا بولس الرسول "إن الله كان فى المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم" (2كو5: 19).
- فالبشرية الساقطة منذ آدم وحواء قد انفصلت عن الله بخروجها من حضرته، وصار مقرها في هذه الأرض الملعونة بسبب خطاياهم: (تك3: 17) "وقال – الرب - لادم لانك سمعت لقول امراتك واكلت من الشجرة التي اوصيتك قائلا لا تاكل منها ملعونة الارض بسببك بالتعب تاكل منها كل ايام حياتك".
- ولكن الله في محبته التي لا تسقط أبدا، ترأف بحال البشرية، ودبر لها خطة الفداء العظيم، بأن أرسل المسيح ليكون بإرادته كفارة وفداء، فعندما صلب ومات عوضا عن البشرية غفر خطايا البشر بقوله: (لو23: 34) "يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون".
- فالسيد المسيح مات عن البشرية كلها ولكن لن ينتفع من فدائه إلا الذين يقبلوه مخلصا وفاديا بإيمان واثق وتوبة صادقة.
- وبهذا يعودون إلى حضرة الرب ويتمتعون معه في الأبدية بعد الموت.
- فهل قبلت المسيح فاديا ومخلصا لحياتك؟
(7) ونأتي إلى مدلول المعمودية:
- ليست المعمودية مجرد طقس يؤدى.
- وإنما المعمودية هي إتحاد عملى بوعى إيمانى،
- ومن خلالها ينتقل المؤمن وهو متحد مع المسيح بشبه موته عبر بحر الموت من شاطئ الخطية إلى شاطئ القيامة والحياة.
- وقد وضح هذا المفهوم بولس الرسول بقوله "فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الأب هكذا نسلك نحن أيضاً فى جدة الحياة، لأنه أن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضاً بقيامته" (رو6: 4 و5).
- رُبما يوجد من يسأل إن كانت المعمودية شئ ضروري للمؤمن؟
- أقول إنها أمر لازم وحتمي للمؤمن لأن السيد المسيح قال: "من امن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن" (مر 16: 16).
- فالمسيح ربط بين الإيمان والمعمودية.
- فالذي يؤمن بالمسيح وهو كبير راشد عليه أن يطلب المعمودية.
- ففي يوم الخمسين بعد عظة بطرس الرسول يقول الكتاب: (أع2: 37 و38) "فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم وقالوا لبطرس ولسائر الرسل ماذا نصنع ايها الرجال الاخوة؟ فقال لهم بطرس: توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس".
- فدعونا نتكلم عن:
- معمودية الكبار.
- ومعمودية الصغار.
(8) بخصوص معمودية الكبار:
- يشترط فى معمودية الكبار شروط أربعة وضحها القديس حبيب جرجس بقوله: "الواجبات المطلوبة فى المتعمدين هى:
أولاً: الإيمان بالرب يسوع (مر16: 16).
ثانياً: الإعتراف بهذا الإيمان علناً.
ثالثاً: التوبة "توبوا وليعتمد كل واحد منكم على إسم يسوع المسيح لغفران الخطايا" (أع2: 38).
رابعاً: يجب على المعتمد قبل كل شئ أن يجحد الشيطان ويرفض أعماله". (أسرار الكنيسة السبعة - حبيب جرجس – ص 56)
- وقال أيضاً القديس حبيب جرجس: "كانت الكنيسة تلاحظ الذين يعتمدون وتراقبهم بكل حذر، وتتلمذهم أولاً زمناً تحت التعليم، حتى تتحقق من ثباتهم فى الإيمان. ولما كانوا يمكثون مدة تحت الإرشاد والوعظ فقد سمَّتهم "الموعوظين" وكانت الكنيسة ولا تزال تصلى لأجلهم مستمدة لهم من الرب نعمة الأستنارة". (نفس المرجع ص 57).
(9) وبخصوص شرط الإيمان بالرب يسوع (مر16: 16): قال القديس كيرلس الأورشليمى:
- "سيمون الساحر جاء يوماً إلى الجرن وأعتمد، دون أن يستنير، فمع أنه غطس بجسده فى الماء، لكن قلبه لم يستنر بالروح، فقد نزل بجسده وصعد، أما نفسه فلم تدفن مع المسيح ولا قامت معه.
- ها أنا أقدم لكم مثالاً لساقط حتى لا تسقطوا أنتم، فإن ما حدث كان عبرة لأجل تعليم المقتربين لهذا اليوم "يوم العماد" (كتاب: كيرلس الأورشليمى، نشر كنيسة مارجرجس بأسبورتنج إسكندرية، ص 52)
- ولذلك وجه الحديث أيضاً إلى طالبى العماد قائلاً: "إذا كنت ههنا بجسدك، دون ذهنك فلن تنتفع شيئاً" (نفس المرجع السابق ص 52).
(10) أما عن شرط التوبة: فقد قال القديس كيرلس الأورشليمى أيضا:
- "لا تتعجل الدخول فى صفوف طالبى العماد وأنت بنية شريرة، وأدخل غداً وانت أكثر إستعداداً ...
- إننى أترك لك زماناً طويلاً مدة أربعين يوماً للتوبة، أنها فرصة كافية لكى تخلع وتغسل وتلبس وتدخل.
- لكنك إن بقيت مقاوماً بنية شريرة فإن المتكلم "الواعظ" لا يكون مسئولاً، بل أنت تحرم نفسك من النعمة إذ تتقبل الماء وبنيتك الشريرة لايقبلك الروح" (المرجع السابق ص 54 ، 55).
- وقال أيضاً: "فإن جئت برياء، حتى وإن عمدك الناس، لايعمدك الروح القدس". 0المرجع السابق ص 354).
(11) معمودية الأطفال:
كان هناك جدال بين فريقين:
- فريق يرفض معمودية الأطفال على اعتبار أنهم صغار لا يفهمون معنى الإيمان، ولا مدلول المعمودية. ويفضلون أن يعمد الأطفال عندما يكبرون.
- وفريق آخر يوافقون على قبول معمودية الأطفال رغم صغر سنهم.
- ويطول الجدال بينهما، لذلك دعونا نرجئ الحديث عن معمودية الأطفال للحلقة القادمة بمشيئة الله.
(12) قيمة المعمودية:
- المهم أيها الأحباء أن ندرك قيمة المعمودية وأن ننتبه إلى خطورتها أيضاً، حتى لا تكون فى نظرنا كصك من صكوك الغفران، أو تعويذة سحرية، أو عملاً من أعمال الشعوذة، حتى يُكتفى بمجرد ممارستها طقسياً دون وعى أو توعية.
- حاشا يا أحبائى أن يكون هذا هو حال الأسرار المقدسة.
- إن الأسرار فى الواقع سلاح ذو حدين، فإما أن تعطى بركة وخلاصاً لمن يتقبلها بوعى وإيمان توبة، وإما أن تعطى لعنة أو دينونة لمن يتقبلها بغير إستحقاق وبدون توبة، أو بجهل وعدم معرفة كما يقول الكتاب: "قد هلك شعبى من عدم المعرفة" (هو 4 : 6)
- لذلك قال الرب يسوع نفسه بخصوص المعمودية: "من آمن وأعتمد خلص، ومن لم يؤمن "اى لم يكن مستحقاً" يدن" (مر 16 : 16)
- وعن خطورة الأسرار أيضاً قال معلمنا بولس الرسول "أى من أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون إستحقاق يكون مجرماً فى جسد الرب ودمه ... لأن الذي يأكل ويشرب بدون إستحقاق، يأكل ويشرب دينونة لنفسه" (1كو 11 : 27 ، 29)
- وما يقال عن سر التناول هذا يصدق أيضاً على سر المعمودية وبقية الأسرار،
- كما وضح القديس حبيب جرجس بقوله: "بولس الرسول يشير إلى الذين يقتربون إلى الأسرار" - وقد عمم حبيب جرجس الحكم على جميع الأسرار - "بدون إستحقاق، بأنهم يأكلون ويشربون دينونة لأنفسهم"
- [وأضاف]: "وهذا دليل على ان السر فى ذاته له قوته الخاصة ولكن المقترب إليه بدون إستحقاق لا يستحقه" (المرجع السابق ص 22)
- وهو لم يقصر القول عن سر التناول فقط، بل يتكلم عن الأسرار كلها.
(13) صلاة :
دعونا أيها الأحباء في ختام هذا الطرح أن نرفع طلبة إلى الرب آمين:
يارب نسألك أن توضح لنا هذه الحقائق حتى تكون حياتنا معك من منطلق الإيمان الواعى والممارسة الصحيحة لوسائط النعمة التى عينتها بحكمتك أمين.
******
(14) والآن نستمع لبعض اختبارات العابرين لنرى عمل الله في النفوس. وليكن هذا تشجيعا للكثيرن الذين لم يتخذوا بعد قرار العبور.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
المداخلات
(15) نشكر الله على هذه الاختبارات. أما الآن فنأخذ بعض المداخلات، فإنه يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. خاصة العابرين ليشاركونا باختباراتهم.
الختام
(16) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(17) البركة الختامية:
1- والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
2- وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.