400ـ مفاهيم إيمانية (2)
حلقة الأربعاء 10/6/2020م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (400) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) نحن نتكلم في سلسلة متصلة عن: "مفاهيم إيمانية".
(4) وقلنا في الحلقة الماضية أنها سوف تشمل هذه النقاط:
- مفهوم الإيمان.
- مفهوم التوبة.
- مفهوم الخلاص.
- مفهوم التجديد.
- مفهوم التقديس.
- مفهوم الملء.
- مفهوم الجهاد.
- مفهوم اتكريس.
- مفهوم الصلاة.
- مفهوم الخدمة.
(5) وبدأنا بالحديث عن مفهوم الإيمان:
- تعريف الإيمان.
- أنواع الإيمان.
- صفات الإيمان.
(6) ولم يتسع الوقت إلا للحديث عن: تعريف الإيمان، وأنواع الإيمان.
(7) واليوم سنتكلم عن: صفات الإيمان، وهي نوعان:
1- صفات إيجابية.
2- وصفات سلبية.
(8) الصفات الإيجابية:
- الإيمان العملي.
- الإيمان السليم.
- الإيمان الثابت.
- الإيمان القوي.
- الإيمان الدائم.
*****
(8) الصفات الإيجابية: الإيمان العملي:
(مقتطفات من كتاب حياة الإيمان للمتنيح البابا شنودة الثالث)
"هو الإيمان الذي تظهر علاماته في الحياة العملية، حياة إنسان يؤمن أن الله كائن أمامه، يراه ويحسه، ويتصرف بما يليق بهذا الإيمان. وهو يحب هذا الإله الذي يؤمن بوجوده وبعنايته ورعايته وحفظه، ويكلم هذا الإله المحبوب في صلواته وتضرعاته، ويخشى أن يفعل شيئًا يجرح قلبه المحب.. وفي اطمئنانه لعمله لا يخاف ولا يضطرب، بل يحيا في سلام دائم، مسلمًا حياته كلها لتدبيره الحكيم.. وهكذا يقوده الإيمان إلى عديد من الفضائل التي لا تحصي".
- الصفة الثانية الإيجابية: الإيمان السليم:
(مقتطفات من كتاب حياة الإيمان للمتنيح البابا شنودة الثالث)
"الإيمان السليم، الذي يكون له طابع روحي وصلة وطيدة بالله "الإيمان العديم الرياء" (1تي 2: 5)، "الإيمان المسلم مرة للقديسين" (يه3).. هذا الإيمان الطاهر النقي فكرًا وسلوكًا. وهذا يجعلنا نقول: إن الإيمان، ليس هو مجرد عقيدة، إنما هو حياة.. أو هو حياة مؤسسة على عقيدة. أو هو عقيدة اختبارية عاشها الناس، وليست مجرد أفكار في الكتب".
(10) الصفة الثالثة الإيجابية: الإيمان الثابت الذي لا يتزعزع:
(مقتطفات من كتاب حياة الإيمان للمتنيح البابا شنودة الثالث)
"إنه إيمان ثابت، لا يتأثر مطلقًا بالعوامل الخارجية: فهو يؤمن بمحبة الله سواء كان على جبل التجلي أو على جبل الجلجثة. يؤمن بمحبة الله الذي يعطيه من سارة نسلًا في ظروف تدعو إلى اليأس، تمامًا تمامًا كما يؤمن بمحبة الله وهو يقول له: خذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحق، وأصعده هناك محرقة على الجبل الذي أريك إياه (تك 22: 2)
إن إبراهيم وهو يرفع بيده السكين على ابنه اسحق، ما كان يشك مطلقًا في محبة الله، ولا في صدق مواعيده.. لم يتزعزع إيمانه مطلقًا في هذا الإله، ولا في أنه سيكون له من اسحق نسلًا مثل نجوم السماء ورمل البحر في الكثيرة.. إن الإيمان الثابت لا يتغير بالظروف الخارجية المحيطة به، لأن ثقته ثابتة في الله، وسلامه القلبي لا يستمده من الظروف الخارجية، إنما من الله نفسه ومحبته وصدق مواعيده".
(11) الصفة الرابعة الإيجابية: الإيمان القوي:
(مقتطفات من كتاب حياة الإيمان للمتنيح البابا شنودة الثالث)
"وهو الإيمان الذي يستطيع كل شيء (مر9: 23). ويمكنه أن ينتصر على كل عقبة. ولا يرى أمامه شيئًا مستحيلًا . بل كما قيل عن زر بابل "من أنت أيها الجبل العظيم؟! أمام زر بابل تصير سهلًا" (زك 4: 7). إنه الإيمان الذي يستطيع أن يضع قدمه في الماء، لكي يعبر البحر الأحمر في أيام موسى النبي (خر 14: 22)، وأن يعبر نهر الأردن في أيام يشوع (يش 3). ويستطيع أن يمشي في داخل الغمر العظيم، والمياه تحيط به مثل سور، عن يمين وعن شمال، دون أن يخاف.. إنه الإيمان الذي يستطيع أن يضرب الصخرة فيتفجر منها الماء (خر 17: 6). وهو الإيمان الذي يسير في الصحراء بلا زاد وبلا مرشد، يجمع طعامه من المن النازل من السماء يومًا بيوم (خر 16: 15-23)
إنه الإيمان القوى الذي استطاع أن ينقل الجبل المقطم على يد سمعان الدباغ، أيام البابا ابرآم بن زرعه. وهو الإيمان القوى الذي استطاع به إيليا النبي أن يقول "لا يكون طل ولا مطر في هذه السنين إلا عند قولي" (1مل 17: 1). وهكذا "لم تمطر على الأرض ثلاث سنين وستة أشهر. ثم صلي فأعطت السماء مطرًا" (يع 5: 17، 18). وهكذا استطاع أن يغلق السماء ويفتحها".
(12) الصفة الخامسة الإيجابية: الإيمان الدائم:
(مقتطفات من كتاب حياة الإيمان للمتنيح البابا شنودة الثالث)
"ونعني به أنه لا يكون إله مناسبات. فلا يظهر إيماننا فقط حينما نكون في الكنيسة أو في اجتماع روحي، أو حينما نصلي، أو نقرأ الكتاب، أو نتقدم للتناول. وإنما يظهر هذا الإيمان في كل وقت، وكل مكان، في خارج الكنيسة كما في داخلها. الله أمامنا باستمرار، وفي فكرنا باستمرار، بالإيمان لا يتغير. إنه ليس فقط إله الكنائس وإله الكتاب، إنما هو إله القلب والفكر جميعًا، وإله الحياة كلها".
+ كانت هذه بعض الصفات الإيجابية للإيمان،
*****
(13) ونأتي إلى بعض الصفات السلبية للإيمان وهي:
- إيمان ضعيف.
- إيمان إلى حين.
- إيمان عدم الإيمان.
- إيمان إسمي أو إيمان ميت.
*****
(14) من الصفات السلبية: الإيمان الضعيف:
(مقتطفات من كتاب حياة الإيمان للمتنيح البابا شنودة الثالث)
"هناك نوع "قليل الإيمان "أو "ضعيف الإيمان". وسنضرب أمثلة من الإنجيل لهذا النوع:
1- الذين يشُكُّون في عناية الرب بهم في المأكل أو الملبس. هؤلاء ضرب الرب لهم مثلًا بزنابق الحقل التي ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها. ثم وبخهم قائلًا "فإن كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويطرح غدًا في التنور، يلبسه الله هكذا، أفليس بالحري يلبسكم أنتم يا قليلي الإيمان؟!" (متى 6: 28-30، لو 12: 28).
2- كذلك وبخ التلاميذ لما فكروا أنهم لم يأخذوا معهم خبزًا، فانتهرهم قائلًا "يا قليلي الإيمان" (متى 16: 8).
3- ووبخ الرب القديس بطرس لما خاف بعدما مشى معه على الماء فبدأ يغرق حينئذ أمسكه الرب قائلًا له "يا قليلي الإيمان ، لماذا شككت؟" (متى 14: 31).
4- وبالمثل وبخ التلاميذ لما خافوا حينما غطت الأمواج السفينة أثناء نومه فيها. حينئذ قال لهم "ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان" (متى 8: 26 ).
إذن الخوف، والشك في معونة الله دليلان على قلة الإيمان.
5- وقد ضرب الرسول مثلًا في ضعف الإيمان بالأخ الذي يعثر من أكل ما ذبح للأوثان. وأمر بأن ضعف الإيمان لا يجوز إدانته ولا الازدراء به، وقال "هو لمولاه: يثبت أو يسقط. ولكنه سيثبت لأن يثبته" (رو 14: 1- 4).
(15) من صفات الإيمان السلبية أيضا: الإيمان إلى حين:
ذكر السيد المسيح في مثل الزارع: (لو8: 13) "والذين على الصخر هم الذين متى سمعوا يقبلون الكلمة بفرح وهؤلاء ليس لهم اصل فيؤمنون الى حين وفي وقت التجربة يرتدون"
(16) وهناك إيمان عدم الإيمان:
(مقتطفات من كتاب حياة الإيمان للمتنيح البابا شنودة الثالث)
"يعجبني والد الطفل المصروع، لما سأله الرب "أتؤمن؟ "لكي يشفيه. حينئذ أجاب "أؤمن يا رب. أعن عدم إيماني" (مر9: 24).
تعليقي:
قد يسأل أحد، كيف يكون هناك إيمان عدم إيمان؟
أي كيف يقول الرجل أؤمن وأعن عدم إيماني في نفس الوقت؟
الإجابة:
الرجل بروحه يؤمن ولكن عقله لا يستطيع أن يؤمن، لهذا يصلي أن الله يقنع عقله بقدرته الإلهية.
(17) وهناك أيضا الإيمان الإسمي أو الإيمان الميت:
+ جاء في (رؤ3: 1) "واكتب الى ملاك الكنيسة التي في ساردس هذا يقوله الذي له سبعة ارواح الله والسبعة الكواكب انا عارف اعمالك ان لك اسما انك حي وانت ميت"
+ (مقتطفات من كتاب حياة الإيمان للمتنيح البابا شنودة الثالث)
"قال القديس يعقوب الرسول "الإيمان بدون أعمال ميت" (يع 2: 20، 17). وقال إن مثل هذا الإيمان لا يقدر أن يخلص صاحبه (يع 2: 14). ورأي أن الإيمان الحي ينبغي أن تكون له أعمال تدل عليه، فقال "أنا أريك بأعمالي إيماني" (يع 2: 18).
++ هذه هي بعض صفات الإيمان الإيجابية والسلبية، فليتنا نراعي حياتنا الروحية بأن نعمل على الحفاظ بالصفات الإيجابية ونتحفظ من الصفات السلبية، ليتمجد الله في حياتنا. آمين.
إختبارات العابرين والعابرات
(18) نستطيع الآن أن نستمع لبعض اختبارات العابرين لنرى عمل الله في النفوس. وليكن هذا تشجيعا للكثيرن الذين لم يتخذوا بعد قرار العبور.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
المداخلات
(19) نشكر الله على هذه الاختبارات. أما الآن فنأخذ بعض المداخلات، فإنه يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. خاصة العابرين ليشاركونا باختباراتهم.
الختام
(20) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(21) البركة الختامية:
1- والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
2- وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.