قناة الفادى الفضائية

373ـ دراسة عن قبول المسيح

في فكر المتنيح البابا شنودة الثالث (6)

حلقة الأربعاء 4/9/2019

(تقديم: حسين)

(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (373) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.

أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.

(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.          

أبونا: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.

إلهنا الحي وأبونا الحنان، يامن بقدرتك خلقت الأكوان، بمليارات المجرات والشموس والأجرام،

ويا من بحكمتك أبدعت الإنسان بكل إتقان، بسر فاق إدراك الأذهان.يا من أنت بذاتك حاضر في كل مكان، وبلاهوتك تملأ الكيان. المستور عن العيان.والفائق عن الأذهان.يا مانح الغفران.

وواهب السلطان لنا بالإيمان. نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.

أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.

(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟

أبونا:

موضوع الحلقة السابقة كان عن: كيف أقبل المسيح،

وتشتمل على الجوانب التالية:

1-  محبة الله للبشرية.

2-  رفض البشر للرب.

3-  عقوبة خطية البشر.

4-  مبادرة المسيح الحبية.

(4) المضيف: وفيما ستكلمنا اليوم؟

أبونا:

اليوم سأتكلم عن: الموقف الشخصي من مبادرة المسيح الحبية.

ويشتمل الحديث على:

1-  توضيح هذا الموقف بحسب الكتاب المقدس.

2-  من أقوال المتنيح البابا شنودة الثالث.

3-  من أقوال القديس يوحنا ذهبي الفم.

4-  من أقوال القديس أمبروسيوس.

5-  من أقوال القديس جيروم.

(5) المضيف: ماذا يقول الكتاب المقدس عن الموقف الشخصي من مبادرة المسيح الحبية؟

أبونا:

1-  يوضح الكتاب المقدس أن المسيح واقف على الباب يقرع وينتظر من الإنسان أن يفتح قلبه له، إذ يقول في (رؤ3: 20) "ها أنذا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي"

2-  وهذا يطابق ما حدث بين المسيح وعروس النشيد (نش5: 2) "انا نائمة وقلبي مستيقظ صوت حبيبي قارعا افتحي لي يا اختي يا حبيبتي يا حمامتي يا كاملتي لان راسي امتلا من الطل وقصصي من ندى الليل".

3-  إنه ينتظر أن نفتح له، ومن يفتح له يتمتع بوجوده في داخله على المستوى الروحي.

4-  ولكن للأسف الشديد هناك من يرفض.

5-  مثل عروس النشيد في هذا المشهد الذي رأيناه تقول للمسيح (نش5: 3) "قد خلعت ثوبي فكيف البسه؟ قد غسلت رجلي فكيف اوسخهما؟"

6-  وكانت النتيجة كما عبرت عنها متأسفة (نش5: 6) "لكن حبيبي تحول وعبر، نفسي خرجت عندما ادبر طلبته فما وجدته دعوته فما اجابني"

7-  وهناك موقف آخر لشعب بأكمله سكان أورشليم عندما وجه إليهم إنذاره قائلا: (مت23: 37 و38) "يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء و راجمة المرسلين اليها كم مرة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا، هوذا بيتكم يترك لكم خرابا".

8-  فما هو موقفك الآن عزيزي المشاهد وعزيزتي المشاهدة؟

9-  هل ترفض أم تقبل؟

(6) المضيف: وماذا قال البابا شنودة عن هذا الوضع؟

أبونا:

1-  وفي هذا قال المتنيح البابا شنوده الثالث: "أنا واقف على أبواب قلوبكم أقرع لكي تفتحوا لي (رؤ3: 20)، إنما المشكلة تأتي من جهتكم أنتم، "فإن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه". لذلك أقول "ارجعوا إلي" أي افتحوا أبواب قلوبكم المغلقة دوني ..."فأرجع إليكم" أي أدخل إلى هذه القلوب التي أخرجتموني منها، برفضكم إياي في خطاياكم". (كتاب الرجوع إلى الله صفحة 45)

2-  وقال أيضا قداسته: "خاطب الرب إذن وقل له: أريد يارب أن ألقاك، أريد أن أشعر بك في حياتي، أريد أن أعاشرك وأحبك وتلتهب بك عواطفي، أريد أنك كما دخلت عقلي أن تدخل قلبي أيضا. وكما اقتنعت بك فكرياً أن أختبرك عملياً" (اللقاء مع الله ـ جريدة وطني بتاريخ 16/5/1996)

(7) المضيف: وماذا قال القديس يوحنا ذهبي الفم عن موقف الإنسان من مبادرة المسيح الشخصية؟ ولكن قبل أن تذكر لنا أقواله هل يمكن أن تعرفنا علي شخصه؟

أبونا:

أولا: القديس يوحنا ذهبي الفم باختصار:

1-  كان والده قائد الجيش الروماني بسوريا.

2-  عاش في القرن الرابع الميلادي.

3-  كان محاميا قبل أن يترهبن.

4-  أصبح بطريركا للقسطنطينية.

5-  وكان واعظا قديرا فسمي بذهبي الفم من أجل الدرر الخارجة من فمه.

ثانيا: من أقواله:

قال القديس يوحنا ذهبي الفم عن موقف الإنسان من مبادرة المسيح الشخصية: "إني أريدك أن تستمتع بمتعة حقيقية لا تضمحل. فما هي هذه المتعة الحقيقية دائمة الازدهار؟ إنها دعوة المسيح ليدخل إليك ويتعشى معك (رؤ3: 20) دعه يشاركك فيما تملك أو بالأحرى فيما هو يملك. هذه هي السعادة التي بلا حدود منذ بدايتها وإلى الأبد".

(The Nicene and Post Nicene Fathers First Series, Volume xii P. 163)

(8) المضيف: وماذا قال القديس أمبروزيوس عن موقف الإنسان من مبادرة المسيح الشخصية؟ ولكن قبل أن تذكر لنا أقواله هل يمكن أن تعرفنا علي شخصه؟

أبونا:

أولا: القديس أمبروزيوس باختصار:

1-  كان والده حاكما لبلاد الغال [فرنسا].

2-  عاش القديس أمبروزيوس في القرن الرابع الميلادي.

3-  وأصبح أسقفا لميلان بإيطاليا.

4-  وهو الذي جذب القديس أغسطينوس بعظاته المؤثرة.

ثانيا: من أقواله:

1-          قال القديس أمبروزيوس عن موقف الإنسان من مبادرة المسيح الشخصية: "السيد المسيح واقف على باب نفسك، اسمعه يقول: "هأنذا واقف على الباب أقرع إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي" (رؤ3: 20) والكنيسة تتكلم عنه "صوت حبيبي قارعا افتحي لي يا أختي" (نش5: 2) إنه يقف ليس بمفرده فأمامه تذهب الملائكة قائلة "ارتفعي أيتها الأبواب الدهرية ليدخل ملك المجد" (مز24: 7). أية أبواب؟ إنها الأبواب التي تكلم عنها المرنم في موضع آخر قائلا:"افتحوا لي أبواب البر" (مز118: 19)"

2-  ويعلق على ذلك قائلا: "افتح إذن أبوابك للمسيح ليدخل إليك، افتح أبواب البر، باب البساطة والعفة، أبواب الشجاعة والحكمة ... بابك هو الاعتراف العلني الذي تقدمه بصوت أمين... فليتك تفتح قلبك للمسيح"

(The Nicene and Post Nicene Fathers, Series Two, Volume x P.264)

(9) المضيف: وماذا قال القديس جيروم عن موقف الإنسان من مبادرة المسيح الشخصية؟ ولكن قبل أن تذكر لنا أقواله هل يمكن أن تعرفنا علي شخصه؟

أبونا:

أولا: القديس جيروم باختصار:

1-  يعرف أيضا بإسم القديس إيرينيموس.

2-  من آباء القرن الرابع بإيطاليا.

3-  من أشهر آباء الغرب في تفسيره للكتاب المقدس.

4-  ترجم الكتاب المقدس إلى اللاتينية المعروف بالفولجاتا.

5-  زار مصر وأديرتها وكتب كتابا عن "تاريخ الرهبان"

ثانيا: من أقواله:

1-          قال القديس جيروم عن موقف الإنسان من مبادرة المسيح الشخصية: "عندما تصلي إلى أبيك الذي في السموات، سيأتي إليك ويقرع  قائلا "هأنذا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتي وفتح الباب ادخل إليه وأتعشى معه وهو معي" ففي الحال ستجيب بشغف "صوت حبيبي قارعا افتحي لي يا أختي يا حبيبتي يا جميلتي يا كحمامتي يا كاملتي" من المستحيل أنك ترفض وتقول "خلعت ثوبي فكيف ألبسه، غسلت رجلي كيف أوسخهما"

2-  ويكمل قائلا: "قم افتح في الحال وإلا فبينما أنت تتوانى يتحول ويعبر. فتقول في مرارة "فتحت لحبيبي ولكن حبيبي تحول وعبر" لماذا تغلق أبواب قلبك في وجه العريس؟ ليتك تفتحها للمسيح وتغلقها في وجه الشيطان:.

(The Nicene and Post Nicene Fathers, Series Two, Volume vi P.33)

** فما هو موقفك أيها العزيز من هذه المبادرة الحبية؟

** هل أنت مستعد أن تفتح باب قلبك لملك المجد الرب يسوع المسيح ليدخل فيه الآن؟ أو تجدد معه عهد قبولك له؟

(10) المضيف: هل يمكن أن تلخص لنا ما قلته عن كيفية قبول المسيح في القلب؟

أبونا:

لكي تقبل المسيح في قلبك اذكر هذه الحقائق الأربعة:

1-  محبة الله للبشرية: فالله يحب البشرية كلها بما فيهم أنت لأنه مكتوب (يو3: 16) "لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية"

2-  رفض البشر للرب: اذكر أن البشرية في شرها رفضت أن تعيش مع الله بدءاً من آدم، وقالوا بجرأة تقرب إلى الوقاحة (اي21: 14): "يقولون لله ابعد عنا وبمعرفة طرقك لا نسر"

3-  عقوبة خطية البشر: وماذا كانت نتيجة الانفصال عن الله إلا الموت؟ (رو5: 12) "من اجل ذلك كانما بانسان واحد دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس اذ اخطا الجميع"

4-  مبادرة المسيح الحبية:

• مبادرة المسيح العامة أنه مات على الصليب كفارة وفداء لخطايا البشرية كلها بما فيم أنت. (عب2: 9) "لكي يذوق بنعمة الله الموت لاجل كل واحد"
• وفي مبادرته الخاصة جاء لكل واحد منا كما هو مكتوب: (رؤ3: 20) "هنذا واقف على الباب واقرع ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي"

** يا ليت كل إنسان لم يقبل المسيح قبولا إختباريا أن يفتح قلبه ويطلبه الآن قائلا: "تفضل يا رب وحل في قلبي. آمين"

إختبارات العابرين والعابرات

(11) المضيف: هل نستطيع أن نستمع لبعض اختبارات العابرين لنرى عمل الله في النفوس؟

أبونا:

1- بكل سرور.

2- وليكن هذا تشجيعا للكثيرن الذين لم يتخذوا بعد قرار العبور.

 (تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)

المداخلات

(12) المضيف: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟

أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.

ختام

(13) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟

أبونا: أولا: الصلوات الختامية:

(1) شكرا لك يا رب لأجل كل ما كلمتنا عنه.

(2) اذكر كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.

(3) واذكر قناة الفادي لتبارك خدمتها والفريق العامل فيها.

(4) واذكر المعضدين للقناة لتعوضهم بكل بركة روحية.

(5) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.

ثانيا: البركة الختامية:

(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.

(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.