294ـ صنعت خلاصا (20)
حلقة الاثنين 18/12/2017م
(تقديم: ريتا)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (294) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] سيدي ... آمين [3] كما أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا:
(1) موضوع حلقة سابقة كان عن: مفهـوم النعمـة وقلنا أنه سيشمل:
1- عـطـيـة مجـانيـة
2- عـطـيـة عموميـة
3- ليست من أعمال بشرية
(2) ولم يسعفنا الوقت لتغطية هذه النقاط. وتوقفنا عند نقطة أن الخلاص من عقوبة الخطية قد تم بموت المسيح الكفاري عنا، ولا يمكن أن نشتريه بأموال العالم كله، وإنما هو محض نعمة مجانية.
(4) المضيف: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا:
1- سأستكمل الحديث عما بقي وهو: الخلاص من سلطان الخطية وقوتها بالنعمة أيضا.
2- فكثيرون يقولون إننا نؤمن أن المسيح غفر خطايانا، وأنه مستعد أن يغفر كل زلاتنا،
3- ولكن ما يحزننا هو عدم استطاعتنا السلوك بالقداسة.
4- فكلما حاولنا أن ننتصر نجد أنفسنا ساقطين تحت سلطان الخطية تماماً كما قال بولس الرسول (رو18:7) "الإرادة حاضرة عندي وأما أن أفعل الحسنى فلست أجد".
5- وهذا هو ما يفشلنا من الحياة مع المسيح.
(5) المضيف: وما هو علاج هذه الحالة؟
أبونا:
1- أقول لك يا عزيزي المشاهد إن محاولة تهذيب نفسك بالوسائل المختلفة، لا يجدي نفعاً مع طبيعتنا الفاسدة الساقطة، إذ سرعان ما تعود النفس إلى قيئها، كما قال بطرس الرسول (2بط2: 22): "قد اصابهم ما في المثل الصادق كلب قد عاد الى قيئه وخنزيرة مغتسلة الى مراغة الحماة"
2- ومهما حاول الإنسان بمجهوداته الشخصية أن يتخلص من سلطان الخطية، يتضح ذلك من القصة الآتية التي قرأتها في كتاب بستان الروح.
القصة تقول:
ذكر عن أب راهب كان ساكناً في دير، مداوماً على الصمت، لكنه كان يغضب في بعض الأحيان أثناء معاملاته مع بعض الاخوة. فقال في نفسه "أمضى واسكن وحدي في مغارة حيث لا يكون هناك أحد ساكناً معي فسوف أهدأ وتخف عني مشكلة الغضب".
فخرج وسكن وحده في مغارة. وفي أحد الأيام ملأ (القلة) ماء ووضعها على قمة التلة، ولوقتها تدحرجت وانسكب ما فيها. فأخذها وملأها ثانية ووضعها. فانسكبت كذلك، وهكذا مرة ثالثة. فغضب وأمسكها وضربها على الأرض فتحطمت.
فلما هدأ ورجع إلى ذاته قال لنفسه "هوذا قد انغلبت وأنا في الوحدة كذلك. فلأذهب إلى الدير لأنه في كل موضع يحتاج الإنسان إلى معونة من الله."
(بستان الروح الجزء الأول ص 368- تأليف الراهب القمص شنوده السرياني).
من هذه القصة يتضح لنا حقيقة النفس البشرية فلقد حاول الراهب أن يهذب نفسه بالصمت والابتعاد عن الناس وعاش في وحدة، ورغم ذلك فلا زالت طبيعته في الداخل كما هي، لم تتغير. فتحقق أخيراً أنه محتاج إلى معونة الله أي إلى النعمة المخلصة.
(6) المضيف: وماذا تفعل النعمة مع طبع الإنسان؟
أبونا:
1- النعمة تقوم بتغيير القلب من الداخل حتى تصدر منه الصالحات، كما قال رب المجد "الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصالحات" (لو 6 :45).
2- ولهذا فقد وضَّح أيضاً الرب حقيقة في غاية الأهمية بخصوص هذا الموضوع إذ قال "لا تقدر شجرة ردية أن تصنع أثمار جيدة" (مت18:7).
3- لهذا فمن العبث أن نطلب من القلب الردئ أن يصنع أثماراً جيدة، إذ يلزم تغييره أولا ومن أجل ذلك قال رب المجد "اجعلوا الشجرة جيدة (لتكون) ثمرها جيداً" (مت22:12).
(7) المضيف: هنا يعترضنا سؤال جوهري: فكيف يمكن تغيير هذا القلب؟
أبونا:
1- حقاً إنها مشكلة عويصة! فلا يمكن أن يتغير القلب إلا بمعجزة إلهية! نعم الأمر يحتاج إلى معجزة ينزع بها الرب القلب القديم ويضع عوضاً عنه قلباً جديداً.
2- هذا العمل هو الذي وضحه الرب بقوله (حز 36: 26) "أعطيكم قلباً جديداً وأجعل روحاً جديدة في داخلكم. وأنزع قلب الحجر من لحمكم وأعطيكم قلب لحم. وأجعل روحي في داخلكم".
3- هذا العمل لازم لكل نفس تريد أن تسلك في وصايا الله وتحيا بالقداسة.
4- وإذ قد عرف هذا الأمر داود النبي نراه يصرخ للرب طالباً إجراء هذه العملية المعجزية فيقول "قلباً نقياً اخلقفي يا الله وروحاً مستقيما جدد في داخلي" (مز10:51).
5- ولابد أن داود قد سمع بما حدث مع شاول الملك عندما دعاه الرب إذ قال له على لسان صموئيل النبي "يحل عليك روح الرب … وتتحول إلى رجل آخر" (1صم6:10).
(8) المضيف: ماذا حدث لشاول الملك؟
أبونا:
1- ويسجل الكتاب إجراء هذه العملية له فيقول "وكان عندما أدار كتفه لكي يذهب من عند صموئيل أن الله أعطاه قلباً آخر" (صم9:10)
(9) المضيف: ولكن كيف تُجْرى هذه العملية؟
أبونا:
1- يوضح الكتاب الطريقة التي بها تتم في معرض حديثه عن الجماعة التي تبعت شاول الملك فيقول "وذهب معه الجماعة التي مس الله قلبها" (1صم26:10).
2- تتم هذه العملية الصعبة بلمسة يد الله المعجزية.
3- آه يا أخي ليت الله يمس قلبك الآن فتتحول إلى رجل آخر!!
4- قل له إلمسني يارب وغير فلبي وروحي وفكري وضميري وكياني كله. آمين.
(10) المضيف: أنت دائما تبسط لنا الأمور العويصة بالتشبيهات البسيطة، فهل يمكن أن تحكي لنا قصة توضح لنا هذا الأمر؟
أبونا:
1- هناك أسطورة تقول إن أحد الملوك اصطحب وزيره في نزهة خلوية فمرا على بركة بها خنازير تتمرغ في الوحل وتأكل الرمم.
2- فقال الوزير للملك هل تستطيع يا جلالة الملك أن تغير طبع الخنزيرة حتى تبغض الوحل وتكره الرمم.
3- فأجاب الملك بأن ذلك أمر هين، فإذا تعودت الخنزيرة على النظافة تهذب طبعها وأبغضت القاذورات.
4- فطلب الوزير من الملك أن يجرى هذه التجربة.
5- فأرسل الملك واستحضر خنزيره، وأمر بأن تطعم من أطايب الملك ومن طيب مشروبه، وأن تغسل بالماء والصابون يومياً، وتكسى بأفخر الثياب.
6- وبعد مدة من الزمن ظن الملك أن الخنزيرة قد تغيرت طبيعتها، وتعودت النظافة، فصحب الوزير وأخذا الخنزيرة إلى البركة،
7- وما أن اقتربت الخنزيرة من البركة حتى اندفعت بكل قوتها لتتمرغ في الطين والوحل الذي حرمت منه هذه المدة الطويلة.
8- فاندهش الملك وطلب من الوزير أن يجرى تجربة على الخنزيرة نفسها
9- وفي اليوم المعين توجه الملك مع الوزير وأخذا الخنزيرة بعد أن قضت في بيت الوزير أياماً قليلة.
10- اقتربوا من البركة وأبت الخنزيرة النزول.
11- أمر الملك بدفعها إلى الوحل فقاومت الخنزيرة وأسرعت إلى الشاطئ لتنفض عن جسمها ما لحق بها من الطين.
12- فتعجب الملك وسأل من الوزير عن سر ذلك.
13- فأجاب الوزير بأنه قد أجرى عملية جراحية للخنزيرة واستأصل قلبها الفاسد ووضع محله قلب حمل وديع. وبهذا تغيرت الخنزيرة وأبغضت القذارة.
(11) المضيف: ما هو تعليقك على هذا التشبيه؟
أبونا:
1- لعلنا من هذا ندرك أنه لا فائدة من تهذيب القلب القديم الفاسد.
2- بل الحاجة ماسة إلى إجراء عملية لاستئصاله وزرع قلب جديد.
3- لهذا حرص آباء الكنيسة على وضع هذه الطلبة في بداية كل صلاة من صلوات النهار السبعة عندما يصلى المؤمن من المزمور: "قلباً نقياً اخلق في يا الله وروحاً مستقيماً جدد في داخلي".
4- فليتك تطلب من الرب إجراء هذه العملية لقلبك وهو مستعد أن يعطيك كل ما تطلب.
5- ومتى حصلت على هذا القلب الجديد ستتغير ميولك وأهدافك، وتصرفاتك ستحب المسيح بكل قلبك. وستبغض الخطية وتتجنبها وتبتعد عنها.
6- هذا القلب الجديد سيحب الله والمسيح ويتعلق به، ولن يشبع من الحديث معه وسماع صوته ومجالسته. هذا القلب الجديد سيحب الناس ويشتاق إلى خلاص نفوسهم، لن توجد بين هذا القلب وبين الناس خصومات، بل يسعى إلى خلاصهم والتفاني في خدمتهم.
7- آه يا أخي ليتك تختبر هذا الأمر العجيب.
(12) المضيف: هل معنى هذا أن الإنسان سيكون معصوما من الخطأ؟
أبونا:
1- لا توجد عصمة إلا للسيد المسيح الذي لم يعرف خطية (2كو5: 21)
2- ولكن المؤمن الذي أخذ طبيعة جديدة ويسكن فيه الروح القدس، فهو في حالة صراع من الشيطان والعالم والإنسان العتيق. (غل5: 17) "لان الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد وهذان يقاوم احدهما الاخر حتى تفعلون ما لا تريدون"
3- ستقاوم إبليس وتغلبه بقوة المسيح.
4- وإن تعثرت قم في الحال ولا تستسلم للسقوط بل ليكن شعارك "لا تشمتي بي يا عدوتي (الخطية) إذا سقط أقوم" (مى8:7).
المداخلات
(13) المضيف: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(14) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.