287ـ صنعت خلاصا (13)
حلقة الاثنين 30/10/2017م
(تقديم: بيتي)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (287) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] سيدي ... آمين [3] كما أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: موضوع الحلقة السابقة كان عن: استكمالا لأول نقطة في موضوع قضية الخلاص وهو فلسفة الخلقة، وكانت الحلقة الماضية بالتحديد عن الموقف من الله واشتمل على:
1- التمتع بعشرته.
2- الشكر على نعمته.
3- تمجيد عظمته.
(4) المضيف: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) اليوم سأتكلم عن: مشكلة الخطية، وسوف تشمل:
1- مفهوم الخطية
2- مظهر الخطية
3- عوامل الخطية
4- ثمار الخطية
(5) المضيف: هل يمكن أن نبدأ أولاً بالحديث عن: مفهوم الخطية؟
أبونا:
(1) الخطية في أبسط معانيها هي "الانفصال عن الله" فالخطاة "يقولون لله ابعد عنا وبمعرفة طرقك لا نسر" (أيوب14:12).
(2) ونتيجة للانفصال عن الله تصبح حياة الخاطئ:
1- ظلمــة:
· فالله نور كما قال رب المجد نفسه: "أنا هو نور العالم" (يو12:8).
· ولهذا فكل من هو في صلة مع الله يصبح هو الآخر نوراً، كما قال السيد المسيح "أنتم نور العالم" (مت14:5)
· ولكن إذ ينفصل الإنسان عن الله يبتعد عن النور فيصبح ظلمة، ولهذا فالكتاب المقدس يقول في يوضح بكل جلاء أن حياة الخطية هي ظلمة فيقول في (أف 5: 8 و11) "لأنكم كنتم قبلا ظلمة .. ولا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحرى وبخوها"
(6) المضيف: ماهي النتيجة الثانية للانفصال عن الله؟
أبونا:
هي التـعـدى:
1- فالحياة مع الله هي حياة طاعة لوصاياه،
2- الطاعة الناتجة عن المحبة وقد وضح ذلك السيد يسوع المسيح في قوله (يو23:14) "إنأحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبى وإليه نأتي وعنده نصنع منزلا."
3- وإذا انفصل الإنسان عن الله، كان ذلك دليل عدم محبته ونتيجة لذلك لا يطيع وصاياه بل يتعدها، وفي هذا قال السيد المسيح "الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي" (يو24:14).
4- وقال أيضا في (يو4:3): "كل من يفعل الخطية يفعل التعدي، والخطية هي التعدي".
5- هل تحب الله وتحفظ وصاياه، أم أنك تحب الالخطية أكثر من محبة الله فتتعدى وصاياه.
(7) المضيف: وما هي النتيجة الثالثة للخطية؟
أبونا:
هي المــوت:
1- فالله هو الحياة كما قال عن نفسه "أنا هو الطريق والحق والحياة." (يو9:14)
2- ويقول الكتاب في (يو4:1) "فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس".
3- ومجيء المسيح إلينا هو لكي يعطينا حياة (يو10:10) "أما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل".
4- ولكن إذ ينفصل الإنسان عن الله ينفصل عن مصدر الحياة فيصبح ميتاً،
5- هذا ما وضحه السيد المسيح في مثل الابن الضال في قول الأب لعبيده: "ابني هذا كان ميتافعاش" (لو24:15).
6- فكان ميتا بانفصاله عن أبيه، وعندما عاد إلى أحضانه نال الحياة مرة أخرى.
7- وهذا هو عين ما قاله بولس الرسول عن الخاطئ "ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح. بالنعمة أنتم مخلصون." (أف5:2).
8- هل أنت متصل بمصدر الحياة لتستمد الحياة منه؟ أم أنك منفصل عنه وليس فيك الحياة؟
(8) المضيف: كان هذا عن مفهوم الخطية فماذا عن مظهر الخطية؟
أبونا:
1- عندما ينفصل الإنسان عن الله يتغير موقفه تماما من الله.
2- فبعد أن كان يتمتع بعشرته تصبح لذته في شهواته،
3- وبدلا من شكر الله على نعمته يجحد بركاته،
4- وعوض أن يمجد الله في محبته يمجد ذاته.
(9) المضيف: حدثنا إذن عن المظهر الأول للخطية وهو التمتع بالشهوات؟
أبونا:
1- يقول سليمان الحكيم "نفس الشرير تشتهى الشر" (أم10:31).
2- ويضيف بطرس الرسول فيقول "يذهبون وراء الجسد في شهوة النجاسة. يحسبون تنعم يوم لذة. لهم عيون مملوءة فسقاً لا تكف عن الخطية." (2بط10:2).
3- ويقول يوحنا الرسول: "لان كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة ليس من الاب بل من العالم" (1يو2: 16)
4- وهذه هي نتيجة الشهوة: "ثم الشهوة اذا حبلت تلد خطية والخطية اذا كملت تنتج موتا" (يع1: 15)
5- ولهذا يوصينا الرب في كلمته على لسان بولس الرسول في (غل5: 16): "وانما اقول اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد"
6- فانظر يا أخي وكن صريحاً مع نفسك، هل تتمتع بعشرة الرب حقيقة؟ أم أن متعتك هي في شهواتك؟
(10) المضيف: حدثنا أيضا عن المظهر الثاني للخطية وهو جحد البركات.
أبونا:
1- إن الإنسان الذي يشعر بمحبة الرب وبركاته لا يكف عن أن يشكره على إحساناته،
2- ولكن إذ ينفصل عن الرب لا يرى أن الله هو مصدر الخير الذي يعيش فيه.
3- مثل هذا الإنسان المبتعد عن الله يرجع مصدر النعمة التي يرفل فيها إلى مهارته وذكائه ومجهوداته.
4- فنقرأ في (دا4: 30) عن نبوخذ نصر: "واجاب الملك فقال اليست هذه بابل العظيمة التي بنيتها لبيت الملك بقوة اقتداري ولجلال مجدي"
5- ولهذا يقول الرب في (اش10: 12 و13) "اني اعاقب ثمر عظمة قلب ملك اشور وفخر رفعة عينيه. "لانه قال بقدرة يدي صنعت وبحكمتي لاني فهيم ونقلت تخوم شعوب ونهبت ذخائرهم و حططت الملوك كبطل".
6- وفي الترجمة التفسيرية تقول: "سَيُعَاقِبُ مَلِكَ أَشُّورَ عَلَى غُرُورِ قَلْبِهِ وَتَشَامُخِ عَيْنَيْهِ، لأَنَّهُ يَقُولُ:بِقُوَّةِ ذِرَاعِي قَدْ صَنَعْتُ هَذَا، وَبِحِكْمَتِي، لأَنَّنِي فَهِيمٌ! قَدْ نَقَلْتُ تُخُومَ الأُمَمِ، وَنَهَبْتُ كُنُوزَهُمْ، وَعَزَلْتُ الْجَالِسِينَ عَلَى الْعُرُوشِ كَمَا يَفْعَلُ ذُو الْبَطْشِ".
7- عزيزي ألا تشكر الرب من أوْجَدَكَ من العدم؟
8- ألا تذكر فضل من وهبك الصحة والأولاد والمال وسيج حولك إلى هذه الساعة؟
9- إن من أعظم بركات الرب عليك يا أخي أنه تمهل عليك طوال سني جهلك وشرِّك ليتيح لك فرصة للتوبة والرجوع إليه: "أم تستهين بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة ولكنك من اجل فساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضباً في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة" (رو4:2،5).
(11) المضيف: حدثنا كذلك عن المظهر الثالث للخطية وهو تمجيد الذات.
أبونا:
1- عندما ينفصل الإنسان عن الله ينسى بل يتناسى الله نهائيا ويبدأ في تأليه نفسه.
2- فأينما وُجد حاول أن يظهر عظمة ذاته.
3- وإذا تكلم لمست في أحاديثه الكبرياء والانتـفاخ سواء بالعلم والمعرفة، أو المال والثروة، أو الصحة والقوة .. الخ.
4- تذكر يا عزيزي قول الكتاب في (ام16: 18) "قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح"
5- واذكر قول نبوخذ نصر عن تجربة بعد كبريائه قال: "من يسلك بالكبرياء فهو قادر أن يذله" (دا4: 37).
6- وأحب أن أضع أمامك قول بطرس الرسول "تسربلوا بالتواضع لأن الله يقاوم المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة.فتواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه"(1بط5:5،6).
(12) هل لك تعليق في نهاية طرح اليوم؟
أبونا:
(1) كان المفروض أن نتكلم اليوم عن:
1- مفهوم الخطية
2- مظهر الخطية
3- عوامل الخطية
4- ثمار الخطية
(2) ولكننا لم نستطع أن نتكلم إلا عن النقة الأولى والثانية وهما: مفهوم الخطية ومظاهرها.
(3) وسوف نرجئ النقطة الثالثة والرابعة وهما: عوامل الخطية وثمارها للحلقات القادمة بمشيئة الله.
(4) وأرجو من كل مشاهد أن يطبق ما سمعه على حياته الشخصية وإن اكتشف أنه خاطئ وضعيف فليقبل الآن إلى الله المحب القادر أن يعينه ويطلب منه أن يساعده ويقويه.
(5) وأنا واثق بناء على كلمة الله الصادقة أن الرب لن يتخلى عنه، بل سيسرع إلى معونته.
(6) فقل له ما قاله داود النبي في (مز38: 22) "اسرع الى معونتي يا رب يا خلاصي"
(7) وأيضا في (مز71: 12) "يا الله لا تبعد عني يا الهي الى معونتي اسرع"
(8) واسمحوا لي أن أصلي للرب أنا أيضا: "اعطني يارب أن أعرف من أنا. وما هي خطيتي. حتى أتواضع أمامك ولا أتكبر بشيء هو أصلاً من عطاياك التي وهبتها لي فضلاً، فكيف أفتخر بها أمامك. ارحمني واصفح عني. وأنا واثق أنك ستسمع وتستجيب لي لأنك تحب الخطاة الذين أولهم أنا. آمين.
المداخلات
(13) المضيف: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(14) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.
