286ـ صنعت خلاصا (12)
حلقة الاثنين 23/10/2017م
(تقديم: فايز)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (286) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] سيدي ... آمين [3] كما أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: موضوع الحلقة السابقة كان عن: فلسفة الخلقـة
1- غاية الخلقـة: إسعاد الإنسان.
2- دوافع الخلقـة: الحب الفائق.
(4) المضيف: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) اليوم سأتكلم عن: الموقف من الله ويشتمل على:
1- التمتع بعشرته.
2- الشكر على نعمته.
3- تمجيد عظمته.
(5) المضيف: كيف يتمتع المؤمن بعشرة الرب؟
أبونا:
1- عزيزي لو تلامس قلبك بتيار المحبة السماوي لسرى في جسدك شعاع نوراني يلقى بك في مجال الجاذبية العميق الذي لا تعود عنه تطيق انفصالا، كما يقول المرنم:
سباني بحبه سبيا عميقْ فما عدت عنه أطيق انفصالْ
عزيز على وأغلى صديقْ يشاركني ظـرفي في كـل حــالْ
2- ستختبر بنفسك ما اختبرته العروس من قبلك فأنشدت قائلة (نش3:2-6):"كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبي بين البنين، تحت ظله اشتهيت أن أجلس وثمرته حلوة لحلقي .. اسندوني بأقراص الزبيب أنعشوني بالتفاح فانى مريضة حباً شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني".
3- آه لو انفتحت عيناك لترى، وانفتح قلبك لتشعر بنيران المحبة الإلهية لصرخت في الحال قائلا (نش6:8،7): "اجعلني كخاتم على قلبك. كخاتم على ساعدك لأن المحبة قوية كالموت. الغيرة قاسية كالهاوية. لهيبها لهيب نار لظى الرب. مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة والسيول لا تغمرها".
4- (مز34: 8) "ذوقوا وانظروا ما اطيب الرب طوبى للرجل المتوكل عليه"
(6) المضيف: ما هي الخطوات العملية التي أتبعها لأتمتع بالله؟
أبونا:
1- ضع نفسك في مجال جاذبية الحب الإلهي.
2- مارس اللهج في كلمة الرب.
3- اقرأ كتاب روحي تعبدي.
4- تأمَّلْ في مقدار محبة الله لك.
5- عَبِّرْ عن محبتك له.
(7) المضيف: هل يمكن أـن تكلمنا عن النقطة الأولي: وضع النفس في مجال جاذبية الحب الإلهي؟
أبونا:
1- تعلم معنى الاختلاء بالرب في مكان هادئ لتقضي معه وقتا طيبا. هذا ما اختبره المرنم قائلا:
2- يا طيب ساعات بها أخلو مع الحبيب * يجري حديثي معه سرا ولا رقيب
3- وأيضا قول مرنم آخر:
4- جميلة وحلوة وعذبة الحياة * وأجمل ما فيها لقاء الحبـيـب
5- وعـنــدمــا عـيــني قـلبي تـراه * دموعي تفيض ونفسي تطيب
(8) المضيف: وماذا عن اللهج في كلمة الله؟ وكا معنى اللهج؟
أبونا:
1- اللهج في قواميس اللغة: هو الولع بالشئ، فاللهج بكلمة الله معناه الولع بكلمة الرب.
2- واللهج في لغة الكتاب المقدس: هو التأمل في كلمة الرب.
3- يقول داود النبي في (مز39: 3) "حَمِيَ قلبي في جوفي، عند لهجي اشتعلت النار، تكلمت بلساني"
4- وفي الترجمة التفسيرية تقول: "الْتَهَبَ قَلْبِي فِي دَاخِلِي، وَفِي تَأَمُّلِي اشْتَعَلَتْ فِيَّ النَّارُ، فَأَطْلَقْتُلِسَانِي بِالْكَلاَمِ" (مز39: 3)
(9) المضيف: وماذا تريد أن تقول عن: اقرأ كتاب روحي تعبدي؟ وماذا تقصد بتعبدي؟
أبونا:
1- قراءة كتاب روحي تعبدي: أعني أنه توجد أنواع كثيرة للكتب الروحية منها العقيدي والتاريخي والطقسي.
2- ولكني أقصد كتاب يتكلم عن حياة العبادة والشركة الحبية مع الله.
3- هذا النوع من الكتب يحمس القارئ على العبادة ويفهمة كيفية التمتع بالله.
(10) المضيف: نأتي التأمل في مقدار محبة الله لك؟ ماذا تريد أن تقول لنا عن ذلك؟
أبونا:
1- عندما تتأمل في مقدار محبة الله لك يلتهب قلبك أيضا بحبه.
2- هذا ما قرره يوحنا الحبيب في (1يو4: 19) "نحن نحبه لانه هو احبنا اولا"
3- الواقع أن عدو الخير يحاول أن يشككنا في محبة الله لنا حتى يثبط همتنا. ويبعدنا عن قلب محبته.
4- ولكن تأمل فيما قاله بولس الرسول في (رو5: 8) "ولكن الله بين محبته لنا لانه ونحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا".
5- وقول الرب في (هو14: 4) "احبهم فضلا".
6- وتذكر كلمات الترنيمة:
7- أحبني وأنا خاطي * أحبني وأنا عاتي
أحـبـنـي فـي مـمـاتـي * أحــبــنــي لــذاتي
****
حب سما فوق كل حب * حب دنا مني يصب
هل يا تـرى يــوجــد حــب * أعظم من إله أحب
(11) المضيف: ماذا تريد أن تقول عن: عبر عن محبتك له بالكلام؟
أبونا:
1- الواقع أن المحبة القلبية المدفونة تحتاج أن تعبر عنها بالكلام.
2- لهذا نقرأ في (رو 5 : 8) "الله بين محبته لنا"
3- ولهذا ينبغي لنا نحن أيضا أن نبين محبتنا له بالكلام.
4- قل له مع المرنم في (مز18: 1): "احبك يا رب يا قوتي"
5- أيضا تبنى قول داود النبي في (مز73: 25) "من لي في السماء ومعك لا اريد شيئا في الارض".
6- تذكر قول الترنيمة الرائعة:
7- أحبك يا ربّ من كل قلبي * فمن لسواك أكرّس حبّي
8- فأنّا تَوَجَّهْتُ، أنت ضيائي * إلى كلّ خيرٍ توجّه دربي
9- هل لك عشرة ممتعة مع الحبيب؟ إن لم تكن لك هذه العشرة. فلم لا تتمتع بها الآن؟
10- أخشى وكل ما أخشاه أن تكون متعتك هي في الخطية!
11- إن كنت تريد من قلبك قل له تفضل يارب حل في داخلي ومتعني بعشرة معاك.
12- قل له مع المرنم:
خدنا على جبل عالي * هنينا بجلسة معاك
كل النـفـوس هاتـفـرح * وتــهــلــــل بــرؤيـــاك
(12) المضيف: كان كل هذا عن النقطة الأولى وهي التمتع بعشرته، فماذا عن النقطة الثاني وهي الشكر على نعمته؟
أبونا:
1- متى أدركت أن وجودك هو نعمة قد أسبغها الرب عليك، ليمتعك بخيراته وإحساناته وأمجاده، فسيلهج قلبك حمداً وشكراً معدداً إحسانات الرب إليك.
2- فقد قال بولس الرسول في (2كو15:4) "لأن جميع الأشياء هي من أجلكم لكي تكون النعمة وهي قد كثرت بالا كثرين تزيد الشكر لمجد الله"..
3- فتقول مع داود النبي (مز1:103-5):
"باركي يا نفسي الرب، ولا تنسي كل حسناته،
الذي يغفر جميع ذنوبك،
الذي يشفي كل أمراضــك،
الذي يفدي من الحفرة حياتك،
الذي يكللك بالرحمة والرأفـة،
الذي يشبع بالخير عمــرك،
فيتجدد مثل النسـر شبابــك".
4- إن القلب الذي يدرك محبة الله يجد أن كل ما خُلِقَ إنما خلق من أجله هو.
5- هذا ما شعر به القديس إغريغوريوس فسجَّل في قداسه قائلا:
"أقمت السماء لي سقفــاً،
وثبت لي الأرض لأمشى عليها،
من أجلي ألجمت البحر،
من أجلي أظهرت طبيعة الحيوان،
أخضعت كل شئ تحت قدمي،
لم تدعني معوزاً شيئاً من أعمال كرامتك،
أنت الذي جبلتني ووضعت يدك على،
ورسمت في صورة سلطانك،
ووضعت في موهبة النطق،
وفتحت لي الفردوس لأتنعم".
(13) المضيف: نأتي إلى النقطة الأخيرة في موضوعنا موقفك من الله وهو تمجيد عظمته فماذا تريد أن تقول لنا؟
أبونا:
1- الواقع أنه في اللحظة التي فيها تتلاقى مع الله وترى عجائبه وتلمس يمينه الحافظة وذراعه المخلصة وقلبه المفعم بالمحبة، ينطلق لسانك بأناشيد التمجيد.
2- فتصرخ مع موسى النبي في (خر2:15) قائلا:
"الرب قوتي ونشيدي،
وقد صار لي خلاصي،
هذا إلهي فأمجده،
إله أبى فأرفعه".
3- فيصبح التمجيد إذن ليس واجباً أو فرضاً، وإنما مظهر من مظاهر التمتع بعشرة الرب والإحساس بنعمته.
4- ولا يقتصر تمجيدك على مجرد الترنم له وإنما ستجد نفسك مدفوعاً "لتخبر بين الأمم بمجده".(مز3:96). حتى يصير للجميع شركة معك.
(14) المضيف: هل تعليق في نهاية الطرح؟
أبونا:
(1) في الختام أعود فأذكر بما قلته في هذه الحلقة فقد تكلمت عن:
1- التمتع بعشرته.
2- الشكر على نعمته.
3- تمجيد عظمته.
(2) عزيزي المبارك هل أنت فعلا تتمتع بعشرة الرب؟
(3) وهل تشكره على كل نعمته التي أغدقها عليك في المسيح يسوع؟
(4) وهل بالفعل تمجد الله بالتسبيح، وبجذب النفوس المحتاجة إليه؟
(5) ليتك تطلب منه أن يكمل كل ما ينقصك، وهو في محبته سوف يعطيك بسخاء. آمين.
المداخلات
(15) المضيف: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(16) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.