228ـ حروب المؤمن: الجسد 3
حلقة الاثنين 22/8/2016م
(تقديم: مريم)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (228) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] سيدي ... آمين [3] كما أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: تكلمت سابقا عن: حروب المؤمن ضد: حيل الشيطان. ثم ضد: مغريات العالم.
(4) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) اليوم سأتكلم عن: حروب المؤمن مع شهوات الجسد.
(2) وللحديث عن ذلك سوف أناقش المواضيع التالية:
1- مكونات الإنسان.
2- معركة الجسد والروح.
(5) المضيفة: أولا: ما هي مكنونات الإنسان؟
أبونا:
(1) يتكون الإنسان من ثلاثة عناصر هي: الجسد، والنفس، والروح.
(2) جاء في الكتاب المقدس: (1تس5: 23) "واله السلام نفسه يقدسكم بالتمام ولتُحفظروحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح".
(3) هذه المكونات الثلاثة مذكورة في قصة خلق الله للانسان التي دونت في: (تك2: 7) "وجبل الرب الاله ادم ترابا من الارض ونفخ في انفه نسمة حياة فصار ادم نفسا حية".
1- فالجسد: هو ما أشير إليه هنا "بالتراب".
2ـ والنفس: هي ما أشير إليها بالقول: "فصار ادم نفسا حية".
3ـ والروح: هي ما أشير إليها بالقول: "ونفخ في انفه نسمة حياة"
(6) المضيفة: ما هي مكنونات الجسد؟
أبونا: يتكون الجسد من أجهزة صممها الله للحياة، منها:
(1) الجهاز العظمي.
(2) والجهاز العضلي.
(3) الجهاز والدموي،
(4) الجهاز الهضمي،
(7) المضيفة: وما هي مكونات النفس؟
أبونا: تتكون النفس من:
(1) العقل.
(2) العاطفة.
(3) الغرائز.
(4) الإرادة.
(5) الضمير.
(8) المضيفة: وما هي مكونات الروح؟
أبونا: * سئل محمد نبي الإسلام عن الروح، فلم يستطع أن يجيب، وبعد أن انقطع الوحي فترة من الزمن قال لهم: "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ، قُلِ: الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي، وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً" (سورة الإسراء85)
* أما كتابنا المقدس فيقول عن الروح أنها:
(1) نسمة الله التي تعطي الحياة للإنسان: (تك2: 7) "وجبل الرب الاله ادم ترابا من الارض ونفخ في انفه نسمة حياة فصار ادم نفسا حية"
(2) وهي التي تشغِّل العقل وكل قوى الإنسان: (أي 32: 8) "ولكن في الناس روحا ونسمة القدير تعقلهم".
(3) وهي روح خالدة: (جا12: 7) "فيرجع التراب الى الارض كما كان وترجع الروح الى الله الذي اعطاها"
(4) وهي الرباط الذي يربط الإنسان بالله: (يو4: 24) "الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا"
(9) المضيفة: في معركة الجسد والروح، ما هو المقصود بالجسد؟
أبونا: المقصود هو:
1- الإنسان العتيق الفاسد: (رو6: 6) "عالمين هذا ان انساننا العتيق قد صلب معه".
2- جسد الخطية: (رو6: 6) "قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد ايضا للخطية"
3- الجسد المائت: (رو6: 12) "اذا لا تملكن الخطية في جسدكم المائت لكي تطيعوها في شهواتها"
(10) المضيفة: أتينا إلى معركة الجسد والروح، فماذا تريد أن تقول؟
أبونا: (1) نقرأ عن هذه المعركة في: (رو7: 15 ـ 25) "لاني لست اعرف ما انا افعله اذ لست افعل ما اريده بل ما ابغضه فاياه افعل. فالان لست بعد افعل ذلك انا بل الخطية الساكنة في. فاني اعلم انه ليس ساكن في اي في جسدي شيء صالح لان الارادة حاضرة عندي واما ان افعل الحسنى فلست اجد. لاني لست افعل الصالح الذي اريده بل الشر الذي لست اريده فاياه افعل. فان كنت ما لست اريده اياه افعل فلست بعد افعله انا بل الخطية الساكنة في .. حينما اريد ان افعل الحسنى ان الشر حاضر عندي. فاني اسر بناموس الله بحسب الانسان الباطن. ولكني ارى ناموسا اخر في اعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني الى ناموس الخطية الكائن في اعضائي. ويحي انا الانسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت".
(2) وجاء عن هذه المعركة أيضا في (غل5: 17) "لان الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد وهذان يقاوم احدهما الاخر حتى تفعلون ما لا تريدون"
(3) وكذلك في (غل5: 24) "الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الاهواء والشهوات"
(4) ولهذا قال بولس الرسول: (غل16:5ـ17) "اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد لأن الجسد يشتهى ضد الروح والروح ضد الجسد وهذان يقاوم أحدهما الآخر حتى تفعلوا ما لا تريدون".
(5) فهذا الجسد (جسد الخطية، الإنسان العتيق) يشتهى ضد الروح وينشب بينهما صراع عنيف حتى يرجح المؤمن كفة أحدهما.
(11) المضيفة: كيف نوفق إذن بين قول الكتاب عن (جسد الخطية) أنه صلب، ثم قوله أنه لا زال حياً وله شهواته ويجب مقاومته؟
أبونا: للتوفيق بينهما أُعطي مثالا:
(1) عندما يصدر حكم بالإعدام على مجرم، فهل يعدم في قاعة المحكمة فور صدور حكم الإعدام؟ (2) كلا، بل يودع السجن في زنزانة داخلية، وتشدد عليه الرقابة حتى ينفذ فيه حكم الإعدام الفعلي (3) وقد يتم تنفيذ حكم الإعدام بعد فترة من الزمن طالت أو قصرت
(4) فالمحكوم عليه بالإعدام خلال فترة الانتظار هذه، يكون ميتا وحيا
(5) يكون ميتا قانونا، ولكنه حي في الواقع.
(6) وأخطر فترة في حياة المسجون هي ما بين صدور حكم الإعدام وتنفيذه، إذ يمكن أنه يرتكب العديد من الجرائم كقتل حرَّاسه، أو قتل مساجين آخرين، لهذا تُشدد الرقابة عليه، وتُعلن حالة الطوارئ في السجن تحسبا لأي شئ.
(12) المضيفة: ما وجه الشبه بين هذا المثل وبين الإنسان العتيق؟
أبونا: (1) الواقع أن المؤمن عندما يقبل المسيح ليحيا في داخله يكون قد صدر حكم الإعدام على الإنسان العتيق، كما قال بولس الرسول في (غل2: 20) "مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا في"
(2) ولكن تنفيذ حكم الإعدام هذا يتم يوم أن يأتي الرب على السحاب في مجيئه الثاني، أو عندما يموت الإنسان، أيهما أقرب.
(3) وفي الفترة ما بين صدور الحكم وتنفيذه، يقوم هذا الجسد بعدة محاولات للإفلات من سجنه وإتمام شهواته التي يجب أن يحتـرس منها المؤمن.
(4) لهذا علينا أن نحذر من هذا العدو المشاغب. فقد احترس منه سابقاً معلمنا بولس الرسول فقال "أقمع جسدي وأستعبده" (1كو27:9) ويحذرنا نحن أيضا قائلا: "لا تصنعوا تدبيرا للجسد لأجل الشهوات" (رو14:13).
(13) المضيفة: هل يمكن أن تحدثنا بلغة القرن الحادي والعشرين عن الإنسان العتيق وشهواته، حتى نستطيع إدراك ذلك واقعيا؟
أبونا: (1) عندما خلق الله الإنسان خلقه كاملا.
(2) وأنعم عليه بنعمة التكاثر في (تك1: 28) "وباركهم الله وقال لهم اثمروا واكثروا واملاوا الارض"
(3) فبلغة العصر الحديث، نقول أن الله زود الإنسان بالغرائز البشرية.
(4) وكانت هذه الغرائز منضبطة تسير بحسب الخطة الإلهية ولا تنحرف عنها.
(5) ولكن عندما دخل ميكروب الخطية إلى الإنسان أحدث إلتهابا في هذه الغرائز، فانفلتت.
(6) ولم يستطع الإنسان بعد السقوط أن يضبطها.
(7) فنراه ينحرف بدافع من غرائزه الملتهبة إلى القتل، والزنا، والنجاسة والعهارة والدعارة، والسرقة .. إلخ
(8) إذن فهذه الغرائز الملتهبة غير المنضبطة هي ما نعبر عنه بالإنسان العتيق.
(9) ولكن الإنسان الجديد قال بولس الرسول عنه في (اف4: 24) أنه مخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق"
(10) فهذا الإنسان الجديد بمعونة الروح القدس الساكن فيه يستطيع ضبط الغرائز فلا يسيطر عليه العتيق، ولشعره ما عبر عنه المرنم:
لن أطيع الإثم بعد * لن يكون الابن عبد
يا عتيقا يكفي كد * ما ضحى كالأمس غد
إن أنا خنتك ربي * أو هوى في الشر قلبي
فاشفقن لا تنسى حبي * وأزل عني كربي
آمين.
المداخلات
(14) المضيفة: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(15) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.