223ـ المؤمن والمتدين [1]
حلقة الاثنين 18/7/2016م
(تقديم: مريم)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (223) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] سيدي ... آمين [3] كما أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيفة: فيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) اليوم سأتكلم في سلسلة هامة جدا عن: الفرق بين المسيحي المؤمن، وبين المسيحي المتدين.
(2) وأريد أن أضع أمام الكل هذه القضية المنطقية وهي: "ليس كلُّ متدين مؤمنا، ولكن كلَّ مؤمن متدين".
(4) المضيفة: هل يمكن أن تشرح هذه المقولة؟
أبونا: (1) سامحوني في أن أسوق لذلك مثلا لمجرد التوضيح من القرآن (سورة الحجرات14): "قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا. قُل: لَّمْ تُؤْمِنُوا، وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا، لم يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ"
(2) فهنا فرق بين التدين في القول: "أسلمنا"، بمعنى دخلوا الدين الإسلامي، وبين الإيمان في القول: "لم تؤمنوا ولكن لم يدخل الإيمان قلوبكم".
(3) هكذا الأمر بالنسبة للمسيحيين، هناك من دخلوا الدين المسيحي أو ولدوا مسيحيين، ولكن لم يختبروا دخول المسيح إلى قلوبهم.
(4) لهذا أقول: "كل مسيحي مؤمن هو متدين بالضرورة أي متمسك بالدين، ولكن ليس كل مسيحي متدين هو مؤمن أي أنه لم يدخل المسيح قلبه.
(5) المضيفة: هل يمكن أن توضح لنا الفرق بين المسيحي المتدين، وبين المسيحي المؤمن؟
أبونا: المسيحي المتدين، هو الشخص الذي يرتبط بالدين سواء إرتباطا شديدا أو إرتباطا سطحيا.
والواقع توجد أنواع مختلفه للمسيحيين المتدينين منها:
(1) المسيحي المتدين السطحي.
(2) المسيحي المتدين المتعمق.
(3) المسيحي المتدين المتشدد.
(4) المسيحي المتدين المستبيح.
(6) المضيفة: من هو المسيحي المتدين السطحي؟
أبونا: (1) هو المسيحي الذي لا يعرف من الدين سوى الأمور البسيطة ومجرد الذهاب للكنيسة.
(2) مثال لذلك: المسيحيون الذين وجدهم بولس الرسول في مدينة أفسس (أع19: 2) "وقال لهم هل قبلتم الروح القدس لما امنتم؟ قالوا له ولا سمعنا انه يوجد الروح القدس".
(7) المضيفة: ومن هو المسيحي المتدين المتعمق؟
أبونا: (1) هو المسيحي الذي يعرف بعمق معلومات كثيرة عن الدين وعن المسيح وعن الكنيسة والطقوس والعقائد والتاريخ الكنسي والكتاب المقدس.
(2) ومعرفته هي مجرد معلومات دون أن يتلامس مع المسيح بقلبه أو أن يقبله في حياته مخلصا وسيدا يملك عليه.
(3) ومن أمثلتهم: أبلوس السكندري: نقرأ عنه في (أع18: 24- 26) "ثم اقبل الى افسس يهودي اسمه ابلوس اسكندري الجنس رجل فصيح مقتدر في الكتب. كان هذا خبيرا في طريق الرب و كان و هو حار بالروح يتكلم و يعلم بتدقيق ما يختص بالرب عارفا معمودية يوحنا فقط. وابتدا هذا يجاهر في المجمع فلما سمعه اكيلا وبريسكلا اخذاه اليهما وشرحا له طريق الرب باكثر تدقيق".
(8) المضيفة: ومن هو المسيحي المتدين المتشدد؟
أبونا: (1) وهو المسيحي المتعصب في الدين الذي يريد أن يقتل كل من يخالفه في العقيدة.
(2) مثل شاول الطرسوسي الذي لما كان في الدين اليهودي، كان راضيا برجم إسطفانوس، وذهب إلى دمشق ليأتي بالذين هناك الى اورشليم مقيدين لكي يعاقبوا (أع22: 5)
(3) وفي المسيحية يوجد متدينين مثل شاول، فنقرأ عن يعقوب ويوحنا أخيه وهما من تلاميذ المسيح قبل أن يمتلئوا بالروح القدس في: (لو9: 54- 56) "فلما راى ذلك تلميذاه يعقوب ويوحنا قالا يا رب اتريد ان نقول ان تنزل نار من السماء فتفنيهم كما فعل ايليا ايضا. فالتفت وانتهرهما وقال لستما تعلمان من اي روح انتما. لان ابن الانسان لم يات ليهلك انفس الناس بل ليخلص فمضوا الى قرية اخرى".
(4) ولا زلنا نرى في الكنيسة إلى الآن مسيحيين متدينين بهذه الروح تحت إسم الدفاع عن العقيدة.
(5) والحقيقة أنه لا مانع من الدفاع عن العقيدة ولكن بروح المسيح في محبة وسلام وحوار بنَّاء.
(9) المضيفة: ومن هو المسيحي المتدين المستبيح؟
أبونا: (1) هذا ما حذر بولس الرسول منه قائلا في: (عب12: 15 و16) "ملاحظين لئلا يخيب احد من نعمة الله لئلا يطلع اصل مرارة ويصنع انزعاجا فيتنجس به كثيرون. لئلا يكون احد زانيا او مستبيحا كعيسو الذي لاجل اكلة واحدة باع بكوريته".
(3) وحجة هذا المستبيح أن المسيح يغفر الخطايا، فيتخذ من ذلك شعارا ويتمادى في خطاياه، معتمدا على أنه سيعترف فتمحى له الخطية.
(4) وهو لا يدري أن المؤمن الحقيقي أخذ طبيعة جديدة تكره الخطية ولا تطيق أن تبقى فيها، من أجل شدة محبته للملك المسيح. والنفس الشبعانة بالمسيح تدوس العسل. (أم27: 7).
(10) المضيفة: وهل كون المسيحي متدينا يعتبر ذلك خطأ؟
أبونا: (1) لأ طبعا، فبالتأكيد الارتباط بالدين ليس خطأ، ولكنه غير كاف.
(2) لأن المسيحي المؤمن هو الشخص الذي لا يكتفي بمجرد الإرتباط بشعائر وفرائض الدين فقط، لكنه يرتبط بعلاقة شخصية حبية بشخص المسيح وقد قبله في قلبه مخلصا وفاديا وسيدا على حياته.
(11) المضيفة: هل يمكن أن توضح لنا هذا الكلام من الكتاب المقدس؟
أبونا: (1) بخصوص التدين يقول الرب في (مت15: 7- 9): "يقترب الي هذا الشعب بفمه ويكرمني بشفتيه واما قلبه فمبتعد عني بعيدا، وباطلا يعبدونني".
(2) ويقول أيضا: (مت7: 21- 23) "ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السماوات. كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب اليس باسمك تنبانا و باسمك اخرجنا شياطين و باسمك صنعنا قوات كثيرة. فحينئذ اصرح لهم اني لم اعرفكم قط اذهبوا عني يا فاعلي الاثم".
(3) وفي (لو18: 9- 14) "قال لقوم واثقين بانفسهم انهم ابرار ويحتقرون الاخرين هذا المثل. انسانان صعدا الى الهيكل ليصليا واحد فريسي والاخر عشار. اما الفريسي فوقف يصلي في نفسه هكذا اللهم انا اشكرك اني لست مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار. اصوم مرتين في الاسبوع واعشر كل ما اقتنيه. واما العشار فوقف من بعيد لا يشاء ان يرفع عينيه نحو السماء بل قرع على صدره قائلا اللهم ارحمني انا الخاطئ. اقول لكم ان هذا نزل الى بيته مبررا دون ذاك لان كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع".
(4) هذه عينات من التدين.
(12) المضيفة: كان هذا بخصوص المسيحي المتدين، وماذا تريد أن تقول عن المسيحي المؤمن؟
أبونا: (1) المسيحي المؤمن هو الشخص الذي يفتح قلبه لقبول المسيح في حياته،
(2) فقد قال الرب لملاك كنيسة اللاودكيين: (رؤ3: 17- 20) "لانك تقول اني انا غني وقد استغنيت ولا حاجة لي الى شيء ولست تعلم انك انت الشقي والبئس وفقير واعمى وعريان. اشير عليك ان تشتري مني ذهبا مصفى بالنار لكي تستغني وثيابا بيضا لكي تلبس فلا يظهر خزي عريتك و كحل عينيك بكحل لكي تبصر. اني كل من احبه اوبخه وأؤدبه فكن غيورا وتب. هنذا واقف على الباب واقرع ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي".
(13) المضيفة: الموضوع مثير وطويل، والوقت مقصر، فهل يمكن إرجاء البقية إلى الحلقات القادمة؟
أبونا: بالتأكيد. ولكني أريد أن أختم حديث اليوم بالآتي:
(1) الواقع إن هدفي من هذه الدراسة هو مساعدة كل مسيحي على فحص نفسه وامتحان إيمانه، كما يقول الكتاب المقدس في (2كو13: 5): "جربوا انفسكم هل انتم في الايمان امتحنوا انفسكم؟
(2) فهناك أناس كثيرون متدينين ويواظبون على ممارسة الفرائض والواجبات الدينية بإخلاص، وليختلط عليهم الأمر أن هذا هو الإيمان.
(3) والواقع أن أهم فارق بين التدين والإيمان، هو أن المتدين متمسك بالفرائض فقط، ولكن المؤمن هو من له علاقة شخصية بالمسيح الذي قبله ربا ومخلصا وقد أجرى تغييرات جوهرية في حياته.
(4) وهذا ما سوف نشرحه بأكثر تدقيق في حلقاتنا القادمة.
(5) وأتمنى أن يرفع كل واحد منا قلبه للرب طالبا أن يفتح له بصيرته ليرى الحق كاملا حتى يختبره. آمين.
المداخلات
(14) المضيفة: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(15) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.
