212ـ إعداد كارزين للمسلمين (7)
حلقة الاثنين 25/4/2016م
الرد على الادعاء بتنبؤ التوراة والإنجيل بمجيء محمد
(تقديم: آزاد)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (212) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيفة: يوافق اليوم إثنين البصخة من أسبوع الآلام ماذا ستقول لنا بمناسبة أسبوع الآلام؟
أبونا: (1) كل سنة وأنتم طيبين بمناسبة أسبوع الآلام بحسب التقويم القبطي.
(2) أرجو أن نحتفل به ليس كمجرد إحتفال تقليدي، مظهري،
(4) بل احتفالا روحيا، لكي تزداد علاقتنا بالله حبا والتصاقا آمين.
(4) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: موضع الحلقة السابقة كان عن: مدرسة الكارزين للمسلمين وكيفية الرد على الادعاء بوجود إنجيل برنابا.
(5) المضيف: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأرد على الادعاء بتنبؤ التوراة والإنجيل بمجيء محمد.
(2) لقد حاول بعض المفسرين المسلمين، ومنهم السيد رشيد رضا في (تفسير المنار ج 9 ص230 إلى ص300) الادعاء بأنه يوجد 18 نبوة في الكتاب المقدس: تتنبأ عن محمد.
(3) أكتفي بالرد على أربعة منها فقط، لشيوعها بين المسلمين، وهي:
1ـ الإدعاء بتنبؤ موسى عن النبي الأمي.
2ـ قول موسى: يقيم لكم الرب نبيا مثلي.
3ـ الادعاء بكلام المسيح عن البارقليط أنه محمد.
4ـ الادعاء بما جاء في (تث33: 2) عن: "جاء الرب من سيناء واشرق لهم من سعير وتلالا من جبال فاران" مدعيين أن فاران في مكة.
(6) المضيف: لنبدأ بالإدعاء بأن موسى تحدث عن النبي الأمي.
أبونا: (1) جاء ذلك في سورة الأعراف (156 و157) "الذين يتبعون النبي الأمي، الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل .. َفآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ"
(2) دعونا نناقش ذلك من خلال ما قاله العلماء المسلمون أنفسُهم. ومنهم الأستاذ محمد عزة دروزة في كتابه (التفسير الحديث ج3 ص 164) يقول: "هاتان الآيايتان [اللتان تتكلمان عن النبي الأمي] تبدوان معترضتين لتسلسل قصص بني إسرائيل" أي لا تتمشى مع سياق الحديث الذي قبلها والذي بعدها. (موقع):
http://www.freewebs.com/islamicworldnews/gospelofbarnabas.html
وهكذا يتشكك علماء المسلمين في هاتين الآيتين مما يبطل هذا الادعاء الغريب.
(3) ثم أنه لا يوجد في التوراة والإنجيل ذكر للنبي الأمي، فهذا إدعاء.
(7) المضيف: نأتي إلى قول موسى يقيم لكم الرب نبيا من اخوتك.
أبونا: (1) يدعي بعض الدعاة المسلمين أن موسى النبي بقوله في سفر (تث 18: 15): "يقيم لك الله إلهك نبيا من بينكم من اخوتك مثلي له تسمعون" يدَّعون أنه كان يتنبأ عن مجيء محمد. ووجهة نظرهم هي أن كلمة "من اخوتك" تعني من العرب، أخوة بني إسرائيل من إسماعيل.
(2) فدعنا نناقش ذلك:
أولا: الواقع أن: 1ـ تعبير "من اخوتك" وتعبير "من بينكم". تعني أن النبي سيكون من سبط يهوذا. 2ـ فهل كان محمد يهوديا من سبط يهوذا؟
ثانيا: ولقد أثبتُّ أن محمد ليس من نسل إسماعيل في 3 حلقات من برنامج معرفة الحق حلقات 13 ـ 15)، ومن ثم فهو ليس من إخوة اليهود.
ثالثا: والواقع أن هذه النبوة التي ذكرها موسى النبي إنما كان يقصد بها السيد المسيح الذي صرح هو نفسه بذلك في إنجيل يوحنا البشير (إصحاح5 آية 46) التي قال فيها: "لأنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني لأنه هو كتب عني".
فهذا الادعاء لا أساس له من الصحة.
(8) المضيف: نأتي إلى الادعاء بأن وعد المسيح عن البارقليط أنه يقصد محمد؟
أبونا: 1ـ أتوا بهذا الادعاء من تفسير (سورة الصف 6) التي تقول أن المسيح جاء "مبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد".
2ـ وجاء في كتاب (السيرة النبوية لابن هشام ج 2 ص 64) تفسيرا لتلك الآية: "لو قد جاء المنْحَمَنَّا هذا الذي يرسله الله إليكم من عند الرب روح القدس هذا الذي من عند الرب خرج فهو شهيد عليَّ" [وأضاف ابن هشام]: "المنْحمَنَّا بالسريانية: محمد، وهو بالرومية [أي باليونانية] البَراقليطيس"
(9) المضيف: وما هو ردك على هذا الادعاء؟
أبونا: أولا: الواقع أن اسم النبي العربي في القرآن هو "محمد" كما يرد في كثير من الآيات القرآنية منها: (سورة الفتح 29) "محمد رسول الله" وليس أحمد كما يدعون.
ثانيا: أما اسم "أحمد". فلا وجود له في كل سور القرآن سوى سورة الصف، مما يثبت ما رجحه الدارسون عن إقحام هذا الاسم من قبل الرواة. والواضح أن رواة القرآن ما كانوا معصومين من الخطأ بدليل حرق عثمان لستة قرآنات. (الموسوعة العربية الميسرة ص1187و1374).
ثالثا: لا يوجد اسم "أحمد" في قراءة أُبَيِّ (انظر مرجع LE CORAN للمستشرق الفرنسيBLACHERE ج2 ص 909) أليس هذا دليل على إقحام الاسم في بعض القراءات دون غيرها؟
(10) المضيف: وما هو ردك بخصوص القول أن "أحمد" هو "البارقليط" الذي تكلم عنه المسيح
أبونا: (1) الواقع أنه في تفسيره كلمة باراقليط بأنها تعني أحمد، فهذا خطأ لغوي وتحريف مفضوح.
(2) فكلمة باراقليط باليونانية تنطق في هجائها PARAKLITOS ومعناها المعزي [الذي يقوم بتعزية المؤمنين] أما تحريف ابن هشام للكلمة اليونانية يأتي من تغييره لبعض الحروف في الكلمة اليونانية لتصبح PERIKLITIS التي تعني الشيء الحميد أو المحمود التي اشتقت منها كلمة أحمد. ألا ترى في ذلك تحريف متعمد؟
(3) والواقع أن ابن هشام يناقض القرآن بقوله أن روح القدس معناه أحمد، فالقرآن يقول أن روح القدس هو الملاك جبريل. كما جاء في (سورة النحل 102) "قل نزله روح القدس من ربك بالحق" فكيف وقع الإمام ابن هشام في هذا الخطأ الفادح؟؟ وهل يقبل ذلك أي مسلم عاقل؟؟
(11) المضيف: ما هي الأدلة على أن البارقليط يعني روح الله القدوس ولا يعني محمد؟
أبونا: مما يثبت أن البارقليط يعني روح الله القدوس ولا يعني مجرد إنسان بشري، هو القرائن التي ذكرها الكتاب المقدس مرتبطة بالروح القدس. فمن تلك القرائن:
(1) قول السيد المسيح عن الباراقليط في (إنجيل يوحنا 14: 16) أنه "يمكث معكم إلى الأبد" فهل مكث محمد مع الناس إلى الأبد؟
(2) ومن القرائن أيضا قول السيد المسيح عن الباراقليط في (إنجيل يوحنا 14: 17) قوله: "لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه" فهل هذا ينطبق على محمد؟
(3) ومن القرائن أيضا قول السيد المسيح عن الباراقليط في (إنجيل يوحنا 14: 17) قوله: "وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم" فهل هذا الكلام ينطبق على محمد؟ كيف يمكن له أن يكون في داخل الناس. إذ يقول المسيح أنه سيكون فيكم؟
(4) ومن القرائن أيضا قول السيد المسيح عن الباراقليط في (إنجيل يوحنا 16: 14) قوله: "ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم" فهل قام محمد بتمجيد المسيح؟ أم أنه جرد المسيح من الألوهية؟
من كل هذا نستطيع أن ندرك أن المسيح لم يتكلم عن "أحمد" بل عن الروح القدس الذي هو روح الله القدوس الذي حل على المؤمنين.
(12) المضيف: نأتي إلى إدعاء أن ما جاء في (تث33: 2) بخصوص جبل فاران المقصود به جبل في مكة كدليل على نبوة محمد؟
أبونا: (1) نقرأ هذه الآية: "جاء الرب من سيناء واشرق لهم من سعير وتلالا من جبال فاران واتى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم"
(2) قالوا عن هذه الآية في موقع:
http://www.ebnmaryam.com/vb/t3389.html
"جبال فاران، هي موضع سكنى بنى اسماعيل.
(3) لقد أثبتُّ في 6 حلقات من برنامج معرفة الحق أن إسماعيل لم يذهب إلى مكة، فقد عاش في زمن قبل أن توجد مكة بآلاف السنين (انظر برنامج معرفة الحق حلقات 7 - 12)
(4) والحقيقة أن فاران كما يقول الكتاب المقدس هي على الطريق بين مصر وفلسطين، شرق سيناء (عدد10: 12) "فَارْتَحَل بَنُو إِسْرَائِيل فِي رِحْلاتِهِمْ مِنْ بَرِّيَّةِ سِينَاءَ فَحَلتِ السَّحَابَةُ فِي بَرِّيَّةِ فَارَان"
(7) وبهذا يبطل إدعاؤهم بأن فاران في مكة وأن المقصود بها نبوة محمد.
المداخلات
(13) المضيف: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(14) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية: (بسم الآب والابن والروح القدس ...)
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخلاص النفوس.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين وكل المشاهدين أن تمتعهم بنعمتك.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: والفريق العامل فيها، أن تعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) واذكر المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتباركهم.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا.
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم [الأسماء المكتوبة] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.
(2) امضوا بسلام، سلام الرب يكون معكم،
(3) ونلتقي يوم الأربعاء بعد شم النسيم، كل سنة وأنتم بخير.