211ـ إعداد كارزين للمسلمين (6)
حلقة الاثنين 18/4/2016م
الرد على الادعاء بإنجيل برنابا ونبوة المسيح فيه عن محمد
(تقديم: بيتي)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (211) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] سيدي ... آمين [3] كما أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: (1) نحن نتكلم عن مدرسة الكرازة للمسلمين، وكان الدرس الأول عن الرد على شبهة عبادة ثلاثة آلهة، والدرس الثاني الرد علي عبادة إنسان، والدرس الثالث عن الرد على شبهة الصلب،
والدرس الرابع: الرد على الادعاء بتحريف الكتاب المقدس.
(4) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) اليوم سأتكلم عن الدرس الخامس: الرد على الادعاء بإنجيل برنابا ونبوة المسيح فيه عن محمد.
وسيشمل الرد على:
1ـ التعريف بإنجيل برنابا
2ـ بطلان هذا الكتاب المزيف
3ـ بطلان النبوة بمجيء محمد
(5) المضيفة: من هو كاتب هذا الإنجيل المزور؟
1ـ يدعي الكاتب أنه من تلاميذ المسيح، ولكن تدل محتويات هذا الكتاب المزيف على أن كاتبه لم يعش في فلسطين موطن المسيح لجهله بطبيعة هذه البلاد، وجهله بالحياة الاجتماعية الخاصة بها.
2ـ وتدل كتاباته على أنه عاش في أسبانيا إذ يصف طبيعة فلسطين بأوصاف الطبيعة المحيطة به في أسبانيا.
(6) المضيفة: ما هي قصة هذا الإنجيل المزور؟
أبونا: يمكن تلخيص قصة هذا الإنجيل المزور في النقاط التالية:
1ـ ظهور النسخة الأصلية منه سنة 1709م باللغة الإيطالية أي اللاتينية،
2ـ وهذه النسخة الأصلية موجودة الآن بمكتبة فينا.
3ـ وجدت نسخة منه ترجمها شخص يدعى مصطفى العرندي إلى الأسبانية.
4ـ تَرْجَم هذا الكتاب المزيف إلى العربية السيد خليل سعادة سنة 1908م.
(7) المضيفة: لماذا تمسك بعض المسلمين بهذا الكتاب المزور؟
أبونا: لأنهم يقولون أنه جاء فيه أن المسيح بشر بمجيء محمد الذي سيكون هو المسيح [ص77 و161 و85 و110 270]
(8) المضيفة: ما هي الأدلة والبراهين على أنه كتاب مزيف؟
أبونا: هناك أدلة كثيرة منها:
1ـ أن به أخطاء كثيرة منها: (تاريخية، وجغرافية واجتماعية)
2ـ التجاديف والخرافات التي فيه،
3ـ شهادة علماء المسلمين
أولا: مما يبرهن على بطلان إنجيل برنابا المزعوم هو وجود:
1ـ أخطاء تاريخية
2ـ وأخطاء جغرافية
3ـ وأخطاء اجتماعية
(9) المضيفة: ما هي الأخطاء الناريخية في كتاب برنابا المزعوم؟
أبونا: الأخطاء التاريخية:
(1) جاء في (ص 30) أنه في وقت ولادة المسيح كان بيلاطس واليا على اليهودية.
وهذا خطأ تاريخي فادح، فقد جاء في (الموسوعة العربية الميسرة ص470) أن "بيلاطس هو الذي صلب المسيح" فبيلاطس لم يكن واليا في زمن ولادة المسيح، بل في زمن صلب المسيح،
(2) وفي (ص30 أيضا) يذكر أنه في زمن ولادة المسيح كان حنان وقيافا رئيسي كهنة اليهود.
وهذا أيضا خطأ تاريخي مشين، فهذان الرئيسان كانا في زمن صلب المسيح وليس في زمن ولادته، وهناك الكثير من الأخطاء التاريخية في ذلك الكتاب المزور، ولكن لضيق المجال نكتفي بهذين المثلين. (ونحيلك على موقعنا فقد ذكرت الكثير عن ذلك.)
(10) المضيفة: وما هي الأخطاء الجغرافية والاجتماعية في ذلك الكتاب المزور؟
أبونا: الأخطاء الجغرافية منها:
(1) في (ص19و20و157و166) يذكر أن الناصرة وأورشليم هما ميناءان على البحر.
وهذا خطأ جغرافي واضح، فالناصرة تقع في السهول الشمالية وليست ميناء على البحر. وأورشليم [وهي مدينة القدس] تقع على الجبل في وسط فلسطين وليست على البحر.
(2) أما عن الأخطاء الاجتماعية:
1ـ ففي (ص105) وصف للمبارزات التي تقوم بين العشاق.
والواقع أن مثل هذه المبارزات لم تكن معروفة في فلسطين في زمن المسيح، ولم يكن لها وجود إلا في غرب أوربا، ما قبل الثورة الفرنسية، وكانت هذه المبارزات تعرف هناك بالفروسية. وهذا يدل على موطن الكاتب وزمن كتابة هذا الإنجيل المزور.
(11) المضيفة: هل يمكن أن توضح لنا أيضا التجاديف والخرافات في ذلك الكتاب المزعوم؟
أبونا: (1) التجاديف التي فيه: 1ـ جاء في (ص54) يقول أن الله قال لملائكة الشيطان: توبوا واعترفوا بأني خالقكم. فأجابوه قائلين: إننا نتوب عن السجود لك، لأنك غير عادل. أما الشيطان فهو عادل وبريء.
(2) ومن الخرافات التي فيه:
1ـ جاء في (ص54و55 188) أن الله خلق كتلة من التراب لكي يصنع منها آدم، ثم تركها خمسة وعشرين ألف سنة، فبصق الشيطان عليها، فجاء جبريل ورفع هذا البصاق مع شيء من التراب الذي تحته، فكان للإنسان بذلك سرة في بطنه!!
والواقع أن هذه الخرافة لا تتفق وقدرة الله الذي يقول للشيء كن فيكون ولا يحتاج إلى 25000 سنة!
ثم كيف يبصق الشيطان؟ هل عنده بصاق وهو غير مادي؟ والأدهى من ذلك أن سرة الإنسان هي نتيجة بصقة الشيطان، يا للجهل! أليست السرة نتيجة قطع الحبل السري الذي يتغذى به الجنين وهو في بطن أمه.
2ـ وجاء في (ص60) يقول أن الشيطان لما رأى الخيل في الجنة حرضها أن تدمر بأرجلها تلك القطعة التي من التراب التي رفعها جبريل من بطن آدم، فلما جرت الخيل إليها صنع الله من تلك القطعة كلبا أخذ ينبح فخافت الخيول وهربت!!
(12) المضيفة: قلت أنه مما يبرهن كذلك على بطلان كتاب برنابا المزعوم هو شهادة علماء المسلمين فماذا قالوا؟
أبونا: هناك الكثير من علماء المسلمين كتبوا عن بطلان هذا الكتاب المزور منهم:
1ـ عباس العقاد،
2ـ خليل سعادة مترجم إنجيل برنابا للعربية،
3ـ المؤرخون المسلمون جميعهم،
4ـ الموسوعة العربية الميسرة.
(13) المضيفة: وماذا قال الأستاذ عباس العقاد؟
(1) عباس العقاد كتب في (جريدة الأخبار بتاريخ 26/10/1959) قائلا:
- إن الكثير من عبارات إنجيل برنابا المذكور كتبت بصيغة لم تكن معروفة قبل شيوع اللغة العربية في الأندلس وما جاورها.
- وإن وصف الجحيم في إنجيل برنابا يستند إلى معلومات متأخرة لم تكن شائعة بين اليهود في عصر المسيح
- ليس من المألوف أن يكون السيد المسيح قد أعلن البشارة أمام الألوف باسم "محمد رسول الله".
- تتكرر في هذا الإنجيل بعض أخطاء لا يجهلها اليهودي المطلع على كتب قومه، ولا يرددها المسيحي المؤمن بالأناجيل المعتمدة، ولا يتورط فيها المسلم الذي يفهم ما في إنجيل برنابا من المناقضة بينه وبين نصوص القرآن، مثل القول عن محمد أنه المسيا أو المسيح.
(14) المضيفة: وماذا قال الأستاذ خليل سعادة والمؤرخون المسلمون؟
أبونا: (1) الأستاذ خليل سعادة هو الذي ترجم إنجيل برنابا المزور إلى اللغة العربية سنة 1908م، كتب في المقدمة التي وضعها لهذا الكتاب المزور قائلا: "إن الثُّقاة مجمعون على أن إنجيل برنابا كتب في العصور الوسطى"
(2) جميع المؤرخين المسلمين: جاء في (كتاب مروج الذهب لأبي الحسن المسعودي الجزء 1 ص161) وكتاب (البداية والنهاية للإمام عماد الدين الجزء الثاني ص100) وكتاب (القول الإبريزي للعلامة أحمد المقريزي ص18) وكتاب (التاريخ الكامل لأبن الأثير الجزء الأول ص 128) "أن جميع المؤرخين المسلمين حتى آخر القرن الرابع عشر الميلادي سجلوا أن إنجيل المسيحيين هو الإنجيل المكتوب بواسطة متى ومرقس ولوقا ويوحنا" ولم يذكروا أنه كان يوجد ما يسمى بإنجيل برنابا.
(15) المضيفة: وماذا قالت الموسوعة العربية الميسرة؟
أبونا: (1) جاء في الموسوعة العربية الميسرة صفحة (354): "إنجيل برنابا كتاب مزيف وضعه أوربي في القرن (15). وفي وصفه للوسط السياسي والديني في القدس ـ أيـام المسيح ـ أخطاء جسيمة. ويصرح على لسان عيسى أنه ليس المسيح، وإنما جاء مبشرا بمحمد الذي سيكون المسيح"
(16) المضيفة: ما تعليقك على هذه الشهادات القوية؟
أبونا: (1) أعتقد أنه بعد كل هذا الإيضاح والأدلة الدامغة لا يجرؤ عاقل أن يدعي بأن إنجيل برنابا هو الإنجيل الصحيح، اللهم إلا الجهلة وغير العارفين.
(3) إني أصلي إلى الله أن يفتح عيون الباحثين عن الحق ليدركوا الحقيقة ليخلصوا وينالوا حياة أبدية في المسيح يسوع. آمين
المداخلات
(17) المضيفة: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(18) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية: (بسم الآب والابن والروح القدس ...)
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخلاص النفوس.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين وكل المشاهدين أن تمتعهم بنعمتك.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: والفريق العامل فيها، أن تعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) واذكر المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتباركهم.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا.
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم [الأسماء المكتوبة] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.
(2) وإلى اللقاء في برامج قناة الفادي اليومية.
(3) والآن أترككم في سلام الله. آمين.
