209ـ إعداد كارزين للمسلمين (4)
حلقة الاثنين 4/4/2016م
الإتهام بعدم صلب المسيح
(تقديم: حنان)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (209) برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] سيدي ... آمين [3] كما أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل.
أبونا: المراحل:
1ـ قبول المسيح.
2ـ والثبات في الرب.
3ـ النمو الروحي.
4ـ النضوج الروحي.
5ـ خدمة النفوس.
6ـ قيادة العمل الروحي.
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: (1) نحن في مرحلة خدمة النفوس.
(2) وبالتحديد خدمة الكرازة لأحبائنا المسلمين.
(3) وكنا نتكلم عن الرد على اتهامات ضد عقائد المسيحية.
(4) وقمت في الحلقة السابقة بالرد على الإتهام بعبادة إنسان أو تجسد الله في المسيح.
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) اليوم سأتكلم عن: الإتهام بعدم صلب المسيح والرد عليه.
(2) لهذا سأبدأ بشرح:
1ـ الإتهامات الموجهة للصلب.
2ـ ثم موضوع الفداء في المسيحية والإسلام.
(6) المضيفة: حدثنا عن النقطة الأولى الإتهامات الموجهة للصلب.
أبونا:
(1) الواقع أن اعتراض المسلمين في قضية الصلب يتركز حول ما ذكر في آية قرآنية واحدة هي: (سورة النساء آية 157) "وقولهم (أي اليهود) إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله. وما صلبوه ولكن شبه لهم…. وما قتلوه يقينا بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ"
(7) المضيفة: وما هو ردك على ذلك؟
أبونا: الواقع أنه رغم هذه الآية لكننا نرى أن المسلمين يؤمنون أن المسيح قد توفي وأنه مات، وهذه هي الأدلة من القرآن وكتب التراث:
(1) جاء في (سورة آل عمران 55): "مكروا (أي اليهود) ومكر الله والله خير الماكرين. إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلى ومطهرك من الذين كفروا".
(2) ويؤمنون ايضا أنه مات: في (سورة مريم 33): "والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا"
(3) وقد أقر علماء المسلمين بموت المسيح:
1ـ (تفسير الرازي جزء 2 ص 457) قال وهب: "توفي المسيح ثلاث ساعات" [وأضاف]: وقال ابن اسحق: "توفي سبع ساعات"
2- وجاء في (تاريخ مدينة دمشق لإبن هبة الله ج 47 ص 470) "قال وهب: فأماته الله ثلاثة أيام ثم بعثه الله ورفعه"
3ـ وفي (تفسير البيضاوي جزء 2 صفحة 128): "صلب الناسوت وصعد اللاهوت [طبيعة الله الظاهر فيه]"
(8) المضيفة: الواقع أن إعتراض المسلمين ليس على موت المسيح، بل عن الصلب قائلين أنه "شبه لهم". فما رأيك؟
أبونا: سوف يشمل الرد على ذلك جانبين:
1ـ تفسير "شبه لهم"
2ـ مهزلة رفعه في الخفاء.
(9) المضيفة: ماذا تريد أن تقول عن: تفسير "شبه لهم"؟
أبونا: لقد تضاربت أقوال علماء المسلمين في تفسير "شبه لهم"، حيث جاء في (تفسير الطبري ص12ـ16) ذِكْرُ عدة افتراضات، حيث قيل أن الله ألقى شبه المسيح على:
1) أحد الحواريين ويدعى سرجس.
2) أو على يهوذا الذي أسلمه لليهود.
3) أو على أحد جنود الرومان.
4) وقال الإمام البيضاوي: أنه طيطاوس اليهودي.
** ونحن نعلم جيدا القاعدة القانونية التي تقول أنه إذا تضاربت أقوال الشهود بَطُلَ الادعاء أساساً. وعلاوة على ذلك فهذه ليست أقوال شهود، وإنما هي تكهنات إفتراضية غير مؤكدة، لذا فهي باطلة.
(10) المضيفة: وماذا تريد أن تقول عن رفع المسيح في الخفاء؟
أبونا: هنا نجد سؤالا يفرض نفسه: هل الله لكي يخلص المسيح من الصلب:
(1) كان محتاجا أن يقوم بهذه التمثيلية، وهذا الكذب والخداع؟
(2) ألم يكن الله قادرا أن يخلص المسيح ويرفعه بدون بديل؟
(3) وهل لم يكن الله قادرا أن يرفعه أمام أعين الناس وليس في الخفاء كما يزعمون؟
(4) إذن فالقول بأن الله أوقع شبه المسيح عاى شخص آخر في الخفاء، هو قول باطل من أساسه.
(11) المضيفة: هل توجد آراء أخري لعلماء مسلمين بخصوص "شبه لهم"؟
أبونا: نعم هناك تفسيرات أكثر حكمة لعلماء المسلمين فالإمام الرازي: يقول في كتابه (تفسير الرازى جزء3 ص 350):
(1) "إن جاز أن يقال إن الله تعالى يلقى شبه إنسان على آخر فهذا يفتح باب السفسطة.
1ـ فلربما إذا رأينا "زيداً" فلعله ليس "بزيد" ولكن ألقى شبه "زيد" علي شخص آخر!
2ـ وإذا تزوج رجل "فاطمة"، فلعله لم يتزوج "فاطمة" ولكن ألقي على "خديجة" شبه "فاطمة" فيتزوج خديجة وهو يظن أنها فاطمة".
(2) ووصل الإمام الرازي إلى حقيقة خطيرة فقال: "لو جاز إلقاء شبه أحد على شخص آخر فعندئذ لا يبقى الزواج ولا الطلاق ولا الملكية موثوقاً بها".
(3) إذن فالإمام الرازي يستبعد أن يكون المقصود من هذا التعبير "شبه لهم" هو إلقاء شبه المسيح على إنسان آخر.
(12) المضيفة: لقد وضحت لنا إتهامات المسلمين ضد الصلب وفندت هذه الإتهامات منطقيا وبالدليل والبرهان. نريدك أن تناقش إذن حكمة الصلب عندنا نحن المسيحيين التي لا يفهمها المسلمون.
أبونا: الواقع أن الصلب هو وسيلة فداء البشرية.
ولتوضيح ذلك يحسن أن أتكلم عن:
1ـ مبدأ الفداء في المسيحية.
2ـ مبدأ الفداء في الإسلام.
(13) المضيفة: ماذا عن الفداء في المسيحية؟
أبونا: أولا: مبدأ الفداء في المسيحية: مأخوذ من: فداء ابن إبراهيم: (تك22: 2) "فذهب ابراهيم واخذ الكبش واصعده محرقة عوضا عن ابنه".
ثانيا: فداء البشرية: جاء في: (2كو5: 14) "إن كان واحد قد مات لأجل الجميع فالجميع إذاً ماتوا"
(14) المضيفة: ماذا عن الفداء في الإسلام؟
أبونا: أولا: مبدأ الفداء في الإسلام: فداء ابن إبراهيم: (سورة الصافات101-107) "وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ".
ثانيا: فداء البشرية: (سورة المائدة 32): "كتبنا على بنى إسرائيل، أنه من قتل نفساً بغير نفس (أي من قتل نفساً بريئة لم تقتل نفسا) أو فساد في الأرض (أي نفسا طاهرة لم تفسد في الأرض) فكأنما قتل الناس جميعاً، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".
(15) المضيفة: ماذا تريد أن تقول من هذه الحقائق التي أوردتها متطابقة بين المسيحية والإسلام؟
أبونا: (1) أريد أن أؤكد أن الفداء هو غاية صلب المسيح الذي فدى البشرية بموته وقيامته من موت الخطية وأعطاها حياة أبدية. (رو4: 25) "الذي اسلم من اجل خطايانا واقيم لاجل تبريرنا"
(1) إن أردت أن تحظى بفداء المسيح والخلاص من خطاياك والتمتع بغفران الله لجميع خطاياك. عبر له عن إيمانك بهذا الفداء، واطلب منه أن يطهرك من خطاياك، وسوف يستجيب لك.
(2) وعلى من يريد الاستزادة فليذهب إلى موقعنا ويكتب في خانة البحث: "صلب المسيح"
www.fatherzakaria,com
المداخلات
(16) المضيفة: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(17) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية: (بسم الآب والابن والروح القدس ...)
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخلاص النفوس.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين وكل المشاهدين أن تمتعهم بنعمتك.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: والفريق العامل فيها، أن تعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) واذكر المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتباركهم.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا.
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم [الأسماء المكتوبة] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.
(2) امضوا بسلام، سلام الرب يكون معكم، وإلى اللقاء في برامج قناة الفادي اليومية.
(3) والآن أترككم في سلام الله. آمين.
