قناة الفادى الفضائية

سمات النضوج الروحى

174ـ الخدمة بروح فريق

حلقة الاثنين 6/7/2015م

(تقديم: نتالي)

(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (174) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.

أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.

(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.          

أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] سيدي. [3] وأسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.

(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل.

أبونا: المراحل:                        

1ـ قبول المسيح.                

2ـ والثبات في الرب.            

3ـ النمو الروحي.

4ـ النضوج الروحي.

5ـ خدمة النفوس.

6ـ قيادة العمل الروحي.

(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟

أبونا: (1) عرضت: موضوع المؤمن الناضج ومجئ المسيح الثاني. وأهمية الاستعداد لهذا المجئ المبارك.

(5) المضيفة: وماذا ستقدم لنا اليوم؟

أبونا: (1) واليوم سأتكلم عن: الخدمة بروح الفريق. فمن سمات النضوج الروحى أن تعمل جـماعة المؤمنين معا بروح الفريق، أى أن أعضاء الجماعة بتنوع وزناتهم ومواهبهم يكملون بعضهم بعضاً لإتـمام عمل الله وتحقيق أهدافه، إذ يتخلى كل خادم عن الذات والأغراض الشخصية، ويظهر المسيح وحده فى الجماعة مستخدما كل واحد بحسب مواهبه.

وسوف نناقش موضوع العمل بروح فريق من عدة جوانب هى:

1ـ مفهوم العمل بروح الفريق

2ـ رؤية الخدمة بروح الفريق.

3ـ حتمية العمل بروح الفريق

4ـ اسلوب العمل بروح الفريق

(6) المضيفة: حدثنا أولا عن مفهوم العمل بروح الفريق.

أبونا: (1) ينبغي أولا أن نحدد مفهوم تعبير فريق، فهو مجموعة من الناس يربطهم هدف واحد ويعملون وفق خطة متفق عليها، مع تحديد عمل لكل واحد في المجموعة.

(2) ولكي ندرك ذلك علينا أن نفرق بين: الفريق وبين مجموعة من الناس؟

(3) فلو ضربنا مثلا بمجموعة من الناس يركبون أتوبيسا، فإنه برغم أن للأتوبيس قائدا واحدا، ويسيرون فى إتجاه واحد، إلا أنه لكلٍ منهم هدفه الخاص وغايته الخاصة، فواحد ذاهب إلى عمله وآخر للنزهة، وثال لزيارة ... وهكذا.

(4) أما إذا نظرنا إلى فريق الكـرة مثلاً، فنجد أعضاءه وإن بدوا متباعدين في مواقعهم على أرض الملعب، فهذا جناح أيمن، وذاك جناح أيسر، وآخر حارس مرمى، وهكذاـ إلا أن لهم هدف واحد يبغون تحقيقه، ويتعاونون جميعا لتحقيقه. فالفريق على قلب رجل واحد، وبينهم تفاهم كامل، وإتفاق تام على الوسـائل والأنشـطة التى تساعد على بلوغ الهدف.

(4) هذا هو مفهوم الفريق، والفرق بينه وبين مجموعة من الناس.

(7) المضيفة: لنطبق ذلك على الخدمة فهل يمكن أن توضح لنا رؤية الخدمة بروح الفريق؟

أبونا: لذلك دعنا نتعرف على رؤية العمل بروح الفريق من خلال الكتاب المقدس بالحديث عن:

1) عمل موسى وشيوخ إسرائيل.

2) أعضاء جسم الإنسان كفريق.

3) أعضاء جسد المسيح كفريق.

(8) المضيفة: حدثنا أولا عن الخدمة بروح الفريق من خلال عمل موسى وشيوخ إسرائيل؟

أبونا: إنه نموذج رائع للعمل بروح الفريق:

(1) فعندما خرج شعب الله من مصر بقيادة موسى النبى، جاءه يثرون حماه، ورأى مدى المعاناة التى يعانيها موسى من الخدمة بمفرده، ونصح موسى بأن يختار له معاونين يعاونونه فى حمل ثقل خدمة هذا الشعب (خر 18 : 18)

(2) "فقال الرب لموسى إجمع إليَّ سبعين رجلاً من شيوخ اسرائيل الذين تعلم أنهم شيوخ الشعب وعرفاؤه واقبل بهم إلى خيمة الإجتماع فيقفوا هناك معك، فانزل أنا وأتكلم معك هناك وآخذ من الروحالذي عليك وأضع عليهم فيحملون معك ثقل الشعب فلا تحمل أنت وحدك" (عدد11: 16 و17)

(3) لاحظ القول: آخذ من الروح الذى عليك وأضع عليهم. فرؤية الرب لخدمة موسى أن يكون للفريق الذى يخدم معه نفس الروح التى على موسى، فلا يخدم بإنفرادية أو مركزية، بل فى فريق متناسق فى روحٍ واحدةٍ.

(9) المضيفة: وماذا عن أعضاء جسم الإنسان وعملها كفريق؟

أبونا: (1) هذا مثل آخر يوضح لنا رؤية العمل بروح الفريق، وهو جسم الإنسان الذى قال عنه الكتاب المقدس (1كو12: 14 - 26): "إن الجسد أيضاً ليس عضواً واحداً بل أعضاء كثيرة، ان قالت الرجل لاني لست يدا لست من الجسد افلم تكن لذلك من الجسد. وان قالت الاذن لاني لست عينا لست منالجسد افلم تكن لذلك من الجسد. لو كان كل الجسد عينا فاين السمع لو كان الكل سمعا فاين الشم. واما الان فقد وضع الله الاعضاء كل واحد منها في الجسد كما اراد. ولكن لو كان جميعها عضوا واحدا اينالجسد. فالان اعضاء كثيرة و لكن جسد واحد. لا تقدر العين ان تقول لليد لا حاجة لي اليك او الراس ايضا للرجلين لا حاجة لي اليكما. بل بالاولى اعضاء الجسد التي تظهر اضعف هي ضرورية. واعضاءالجسد التي نحسب انها بلا كرامة نعطيها كرامة افضل والاعضاء القبيحة فينا لها جمال افضل. واما الجميلة فينا فليس لها احتياج لكن الله مزج الجسد معطيا الناقص كرامة افضل. لكي لا يكون انشقاقفي الجسد بل تهتم الاعضاء اهتماما واحدا بعضها لبعض. فان كان عضو واحد يتالم فجميع الاعضاء تتالم معه وان كان عضو واحد يكرم فجميع الاعضاء تفرح معه".

(2) فبرغم أن الجسد واحد، لكن له أعضاء كثيرة تختلف فى شكلها وفى وظيفتها لتحقق العمل معاً كفريق، لذا قال الكتاب المقدس:  "كل الجسد مركباً معاً ومقترناً بمؤازرة كل مفصل حسب عمل على قياس كل جزء يحصل نمو الجسد لبنيانه في المحبة" (أف4: 16)

(3) يقول القديس يوحنا ذهبى الفم: [كما أن الجسد واحد رغم كثرة أعضائه، هكذا فإن الكنيسة رغم أنها تتكون من أعضاء كثيرين، إلا أنها جسد واحد. [وأضاف]: بل إن التعدد والاختلاف بين الأعضاء هو سر الغرابة، وهو السمة التى يتميز بها الجسد، فلولا التعدد والتباين ما تكوَّن الجسد. كما أن فقدان أى عضو ولو كان صغيراً من الجسد يسبب عاهة وتشوهاً وجوده سليماً يعطى للجسد جمالاً، فالروموش مثلاً رغم ضآلتها لها أهمية عظمى للعين إذ تُكسبها جمالاً]

(10) المضيفة: بقي أن نطبق هذا المثال لجسم الإنسان علي أعضاء جسد المسيح.

أبونا: (1) هذا المثال يوضح لنا بأكثر جلاء إستحالة أن يعمل المؤمن الناضج بمفرده، لكن عليه أن يعمل مع اخوته المؤمنين فى فريق عملٍ كأعضاء لجسد واحد رأسه المسيح، ولكل عضو من أعضاء الجسد قيمته الفريدة فى نظر الرأس المسيح.

(2) ولقد قال معلمنا بولس الرسول: "واما انتم فجسد المسيح واعضاؤه افرادا. فوضـع الله أناساً في الكنيسة أولاً رسلا ثانياً أنبياء ثالثاً معلمين ثم قوات وبعد ذلك مواهب شفاء أعوانا تدابير وأنواع ألسنة، ألعل الجميع رسل ألعل الجميع أنبياء ألعل الجميع معلمون ألعل الجميع أصحاب قوات" (1كو12: 27 و29)

(3) لاحظ القول: "وضــع الله". إنها خطة الله ورؤيته لأعضاء الجسد أن يتنوعون فى مواهبهم ووزناتهم ، فيكملون بعضهم البعض ، كفريق متكامل ...

(4) وفي هذا يقول القديس يوحنا ذهبى الفم: [إن كنت تشعر بالضيق من أجل وضعك البسيط (فى جسد المسيح)، فاعتبر أن دورك هو أن تقوم بالعمل الذى لايستطيع أخوك أن يفعله، فبرغم أنك أقل منه، إلا انك فى هذا العمل أصبحت لك أهمية فى العمل. وبالرغم من أنه هو أعظم منك فهو من جهة هذا الأمر الذى قمت به هو محتاج  إليك. وبهذا ترى أن جميع الإعضاء متساوون، ويكملون بعضهم بعضاً].

(11) المضيفة: شكرا جزيلا، والآن ما هو تدريب هذا الأسبوع؟

أبونا: تدريبات الأسبوع: (1) حفظ آية: (أف 4 : 11 ، 12) "وهو أعطى البعض أن يكونوا رسلاً والبعض أنبياء والبعض مبشرين والبعض رعاة ومعلمين، لأجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح" (أف4: 11 و12)

(2) المواظبة على الخلوة اليومية (1يو 1).

(12) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.

المداخلات

أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.

ختام

(13) المضيفةة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟

أبونا: (1) آمين (2) باسم الآب والروح القدس ....... (3) امضوا بسلام.