165ـ وسائل الطهارة (2)
حلقة الاثنين 20/4/2015م
(تقديم: يوحنا)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (165) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] نسألك يارب أن تطهرنا من كل دنس الجسد والنفس والروح بعمل روحك القدوس فينا. [3] وأسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيف: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل.
أبونا: المراحل:
1ـ قبول المسيح.
2ـ والثبات في الرب.
3ـ النمو الروحي.
4ـ النضوج الروحي:
5ـ خدمة النفوس
6ـ قيادة العمل الروحي.
(4) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: تكلمت عن: "أهمية الطهارة".
(5) المضيف: وماذا ستقدم لنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن: وسائل الطهارة.
وسنرى أن حياة الطهارة تتحقق نتيجة لتفاعل عاملين معاً:
1- الجانب الإلهى.
2- الجانب البشرى.
(6) المضيف: لنبدأ بالحديث عن الجانب الإلهى.
أبونا:
(1) نخطئ كثيراً حين نتصور أن القداسة هي عمل يقع عبئه علي الإنسان وحده، فلو كان ذلك ممكناً لما تطلب الأمر نزول السيد المسيح ليقوم بالعمل الخلاصي لصالحنا.
(2) والكتاب يوضح أن المسيح نفسه هو الذي يقدسنا: "وإله السلام نفسه يقدسكم بالتمام ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح " (1تس5: 23)
(3) بل أن دم المسيح يطهر ضمائرنا كما قال بولس الرسول: "فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي" (عب9: 14)
(7) المضيف: وما هو الجانب البشري في التطهير؟
أبونا: هناك عدة أمور ينبغى أن يعيها المؤمن الناضج ويمارسها عمليا منها:
1ـ الالتحاف بشخص المسيح.
2ـ رؤية الله الذى يرى خفايانا.
3ـ التحفظ من ميل القلب نحو الخطية.
4ـ النظرة المقدسة للجنس الآخر.
5ـ تذكُر قرار الموت عن الخطية.
6ـ الصراع ضد الجسد.
7ـ السلوك الإيجابى.
(8) المضيف: لنبدأ بالنقطة الأولى وهي الالتحاف بشخص المسيح، فماذا تقصد بذلك؟
أبونا: (1) عن ذلك يقول بولس الرسول: "بل ألبسوا الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيرا للجسد لأجلالشهوات" (رو13: 14).
(2) أي ليكن المسيح غطاءك الواقي من التجارب، فاحتمي في شخصه.
(3) ويقول داود النبي في (مز141: 8) "بك احتميت لا تفرغ نفسي" في الترجمة التفسيرية: "فَلاَ تَتْرُكْ نَفْسِي عُرْضَةً لِلْمَوْتِ"
(9) المضيف: هذه هي النقطة الأولى، هل يمكن أن توضح لنا النقطة الثانية وهي: رؤية الله الذى يرى خفايانا كيف أنها تحفظنا في الطهارة؟
أبونا: (1) الواقع أنه من الصعب أن يتمتع المؤمن بحياة الطهارة، ما لم يمارس الحياة فى محضـر اللهبصورة مستمرة، فى الليل والنهار.
(2) فإذا فقدنا الوعي بأن عينى الرب ترقبنا وترانا فإننا ننحدر بعيداً عن طريق القداسة،
(3) وهذا ما حدث مع داود الملك الذي كتب عنه: "وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك، فرأى من على السطح إمرأة تستحم وكانت المرأة جميلة المنظر جداً ... وأما الأمر الذي فعله داود فقبح في عيني الرب" (2صم11: 2 و27)
(4) ولكن على النقيض تماماً كان الشاب العفيف يوسف مثالاً لحياة الطهارة التى تنبع من ممارسة حضور الله، إذ قال: "كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله" (تك39: 9)
(10) المضيف: وماذا عن التحفظ من مَيْلِ القلب نحو الخطية؟
أبونا:
(1) قال سليمان الحكيم: "فوق كل تحفظ احفظ قلبك لان منه مخارج الحياة" (ام4: 23)
(2) وقال الرب يسوع: "وأما أنا فأقول لكم أن كل من ينظر إلى إمرأة ليشتهيها فقد زنى بها فيقلبه" (مت5: 28)
(3) وقديما قرر أيوب الصديق التحذر من الخطوة الأولى للدخول فى مجال الخطية، إذ قال: "عهداًقطعت لعيني فكيف أتطلع في عذراء" (أى31: 5)
(4) ويقول القديس فيلوكسينوس: [احفظ نفسـك من الأسباب التى تجذبك إلى الشهوة وسد المنافذ التى تدخل إليك منها، لأنك إذا ما قطعت الوسائل التى تتولد منها المحاربات، تكون قد حصنت نفسك حسناً. فالشهوة قد تبدأ من الجسد، وتبدأ من حركات الأفكار، أو من أسباب خارجية، لذلك ينبغى أن تميـــز الأسباب وتقطعها وتسعى فى سد مداخلها]
(5) وهناك مثل صينى يقول: [ما لا تريد أكله لا تشمه]
(6) وهناك مرحلة تستطيع أن تقول فيها للخطية لا وألف لا، ولكن حين نتهاون مع النظرة الأولى والإبتسامة غير الطاهرة، نسقط فيما لا يُحمد عقباه، فاحترس.
(11) المضيف: من عوامل الطهارة كما قلت: النظرة المقدسة للجنس الآخر فحدثنا عن ذلك.
أبونا:
(1) الواقع أن المؤمن الناضج يرى الرب يسوع فى الآخرين،
(2) وأصبح يرى الناس من خلال عيني المسيح، العين الطاهرة النقية.
(3) فالمؤمن يرى بنات الجنس الآخر أعضاء في عائلة المسيح التي ينتمي إليها.
(4) فيراهن بحق كما قال بولس الرسول: "العجائز كأمهات والحدثات كأخوات بكل طهارة" (1تى5: 2)
(5) المؤمن الذي نال طبيعة روحية جديدة لا ينظر إلى المرأة على أنها شئ لإشباع شهوته الجنسية، بل ينظر إليها على أنها بنت المسيح المقدسة.
(6) وإذا رأى إنسانة لا تسلك بكمال المسيح، يصلي من أجل خلاصها، لا أن يشتهيها فيهلك معها.
(7) وفي هذا يقول القديس اندريانوس: [النفس النقية ترى الله فى كل نفس أخرى. فأنت يا محب الله، قم صلِ لتتعلم نقاوة النفس، لترى كل الناس أطهاراً]
(12) المضيف: قلت لنا ان من عوامل الطهارة ايضا تذكُّر قرار الموت عن الخطية، فهل توضح لنا ذلك؟
أبونا:
(1) يقول بولس الرسول: "مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا في.." (غل2: 20)،
(2) ويضيف: "نحن الذين متنا عن الخطية كيف نعيش بعد فيها" (رو6: 2)
(3) فالواقع إن الميت هو من ماتت شهواته، فلا حرج أن نرى ذكوراً وإناثاً جنبا إلى جنب معاً فى القبور، لأنه لا شهوة عند الموتى، فهل نحسب أنفسنا أمواتاً عن الخطية، وأحياء لله بالبر؟
(13) المضيف: قلت أيضا أن من عوامل الطهارة الصراع ضد الجسد، فماذا تعني بذلك؟
أبونا:
(1) الواقع أنه رغم احتساب أننا متنا عن الخطية، وهذا قرار إرادي نأخذه بأنفسنا، إلا أن طبيعتنا القديمة لازالت حية فينا طالما نحن في الجسد، ولن تفارقنا هذه الطبيعة إلا بالموت الجسدي أو بمجئ المسيح الثاني ليغير أجسادنا هذه، إلى أجساد نورانية شبه جسده الذي قام به من بين الأموات، إذ يقول يوحنا الرسول: "ايها الاحباء الان نحن اولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون ولكن نعلم انه اذا اظهرنكون مثله لاننا سنراه كما هو (1يو3: 2)
(2) إذن طالما نحن في الجسد فلابد أن نصارع شهوات الجسد، هذه معركة المؤمن.
(3) يقول بولس الرسول: "لان الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد وهذان يقاوم احدهما الاخر حتى تفعلون ما لا تريدون (غل5: 17)
(4) ويضيف: "ان كنتم بالروح تميتون اعمال الجسد فستحيون (رو8: 13)
(5) لذلك يضع هذه القاعدة للمؤمن: "جاهد جهاد الايمان الحسن وامسك بالحياة الابدية التي اليها دعيت ايضا" (1تي6: 12)
(14) المضيف: بقي أن تكلمنا عن الوسيلة الأخيرة وهي: السلوك الإيجابى.
أبونا: السلوك الإيجابي الذي ينبغي للمؤمن أن يلتزم به ليقتني الطهارة هو:
(1) عشرة المؤمنين: يقول بولس الرسول: "أما الشهوات الشبابية فاهرب منها واتبع البر والايمان والمحبة والسلام مع الذيـن يدعون الرب من قلب نقي " (2تى 2 : 22)
(2) الأحاديث المقدسة التى تبنى وتدعم حياة الطــهارة: يقول بولس الرسول: "أخيراً أيها الاخوة كل ما هو حق كل ما هو جليل كل ما هو عادل كل ما هو طاهر كل ما هو مُسر كل ما صيته حسن إن كانت فضيلة وإن كان مدح ففي هذه افتكروا" (فى4: 8)
(3) تعميق المحبة مع شريك الحياة: فالواقع يؤكد أن الخلافات العائلية هى المدخل الرئيسى الذى يحارب به الشيطان المؤمنين، فيتناقص قدر شريك الحياة فى نظر المؤمن، ويعلو قدر الآخرين، فى مقارنة غير مقدسة.
(15) المضيف: شكرا جزيلا، والآن ما هو تدريب هذا الأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية: (2كو7: 1) "فإذ لنا هذه المواعيد أيها الأحباء لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروحمكملين القداسة في خوف الله" (2كو7: 1).
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (يع 5).
(16) المضيف: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(17) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) آمين (2) باسم الآب والروح القدس ....... (3) امضوا بسلام.
