147ـ وجود المسيح فينا (7)
حلقة الثلاثاء 18/11/2014م
(تقديم: سوزي)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (147) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية هي:
1ـ قبول المسيح.
2ـ والثبات في الرب.
3ـ النمو الروحي.
4ـ النضوج الروحي:
5ـ خدمة النفوس
6ـ قيادة العمل الروحي.
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: (1) نحن نتكلم أساسا عن مرحلة النضوج الروحي وامتلاء المؤمن بالروح القدس، وقد تكلمت عننتائج وجود المسيح فينا ومواجهة المشاكل:
1ـ نشأة المشاكل.
2ـ سبب المشاكل.
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) اليوم أكمل الحديث عن بقية امتياز الوجود فى المسيح ومواجهة المشاكل
1ـ نتائج المشاكل.
2ـ علاج المشاكل
(6) المضيفة:
ثالثاً: نتائج المشاكل
أبونا: ينتج عن إخفاق الإنسان فى إشباع إحتياجاته مشاعر أليمة وأحاسيس حزينة تسود على حياته. وتتركز هذه المشاعر فيما يلى:
(1) الشعور بالكآبة وصغر النفس: مثل شعب بنى إسرائيل الذين كانوا عبيداً فى مصر، وبسبب قصور الإمكانيات أُصيبوا بصغر النفس، (خر6: 9) "فكلم موسى هكذا بني إسرائيل ولكن لم يسمعوا لموسى منصغر النفس ومن العبودية القاسية"، ويحدث هذا مثلاً مع الخادم الذى يريد أن يربح الآلاف للمسيح، وعندما يفشل فى ذلك يصاب بالاحباط والكآبة.
(2) الشعور بالمرارة والسخط على الآخرين: ويحدث هذا مع الانسان الذى تقف الظروف ضد تحقيق أهدافه، فيلقى اللوم على الآخرين، وقد إمتلأت نفسه مرارة وسخطاً. مثلما حدث مع شاول الملك الذى رفضه الله ومسح داود عوضاً عنه، فانتاب شاول شعور بالمرارة والسخط والغيظ على داود، وأراد أن يقتله مراراً كثيرة.
(3) الشعور بالقلق والاضطراب: كما قال معلمنا يعقوب (يع1: 8) "رجل ذو رأيين متقلقل فى جميع طرقه". وهذا الشعور يحدث للطالب فى إستذكاره لدروسه أيام الامتحانات، وللموظف الجديد عند استلام عمله، وللخادم عندما تُعطى له مسئولية جديدة.
(4) الشعور بالأمراض والأوهام: فعندما يفشل الإنسان فى تحقيق أهدافه التى تحقق له الأمان والتقدير، يسقط فى دوامة الأمراض والوهم. كالصداع وآلام المعدة والقرحة أو الهزال، وبقـية ما يسمى بـPsychosomatics، ويكون الهدف منها جلب إهتمام الناس وتقديرهم له.
(5) الشعور بالفشل واليأس: وهو ناتج من الإحباط التام فى تحقيق الأهداف التى يظن أنها تجلب له المزيد من الأمان والتقدير. وعندما ييأس الإنسان، ينقاد لا شعورياً إلى الهوة الأخيرة، وهى:
(6) الشعور بالرغبة فى الانتحار: ليهرب هروباً أبدياً من مواجهة الحياة. مثلما حدث مع شاول الملك ويهوذا الإسخريوطى.
أخى الحبيب. تُرى إلى أى من هذه النتائج المريرة قد وصلت يوماً من الأيام؟ اسمح لى ان أذكِّرك بأن هذه النتائج تحدث فى تلقائية دون شعور، بل تحدث كنتيجة طبيعية لاحتياجات لم تُشبع فى المسيح.
(7) المضيفة: كانت هذه نتائج المشاكل ولكن ما هو العلاج؟
أبونا: العلاج يكمن فى إدراك المؤمن الناضج بأن هناك إحتياجات يجب إشباعها بطريقة سليمة لأنها إحتياجات طبيعية. ويتركز علاج المشاكل فى ثلاثة أبعاد هى:
(1) إدراك أن الشبع الحقيقى هو في الرب نفسه: ومن أروع المواقف الدالة على هذا، موقف أبينا إبراهيم مع ملك سدوم، بعد إنتصاره بقوة الرب: (تك14: 22 و23) "فقال ابرام لملك سدوم رفعـت يدى إلى الـرب الإله العلـي مالك السـماء والارض لا آخذن لا خيطاً ولا شراك نعل ولا من كل ما هو لك فلا تقول أنا أغنيت إبرام" فكان شبع إبراهيم هو بالرب.
(2) الثقة والإيمان بوعود الله وإمكانياته: فالمؤمن الناضج يبنى حياته على وعود الله فى كلمته المحيية، التى فيها يجد شبعه للأمان والتقدير. فيجد أمانه فى وعود الرب له (إر31: 3) "محبة أبدية أحببتك من أجل ذلك أدمت لك الرحمة"، ويضيف إشعياء النبى قائلاً (إش12: 2) "هوذا الله خلاصى فأطمئن ولا أرتعب لأن ياه يهوه قوتى وترنيمتى وقد صار لى خلاصاً"
(8) المضيفة: وهل هناك أمورا أخرى تشبع إحتياجات المؤمن للتقدير؟
أبونا: يوجد الكثير منها:
(1) تقدير الرب للإنسان بأن خلقه على صورته ومثاله: (تك1: 26) "وقال الله لنعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا"
(2) ويؤكد الرب موقفه من المؤمن وتقديـره وإعزازه له بقوله: (إش43: 4) "إذ صـرت عزيزاً في عينـي مكـرماً وأنا قـد أحببتك"
(3) والقيمة التى رفعه الرب إليها كإبن لملك الملوك ورب الأرباب: (2كو6: 18) "وأكون لكم أباً وأنتم تكونون لي بنين وبنات يقول الرب القادر على كل شيء"
(4) وإلى جوار هذا كله فقد جعل المؤمنين أصحاب شأن رفيع: كما جاء في: (2كو5: 20) "اذا نسعىكسفراء عن المسيح كان الله يعظ بنا"
(5) الخضوع لسيادة الروح القدس الذى يشبع الإحتياجات: فعندما يدور الإنسان فى فلك ذاته، ويتمركز حول كرامته، ليشبع إحتياجه للتقدير، ويسعى للبحث عن أسباب الأمان فى عالم الإضطراب والخوف. يكتشف أخيراً أنه يجرى وراء السراب، ويمسك بقبض الريح. لكن عندما يتخلى عن ذاته، ويفسح المجال للروح القدس لكى يشبع إحتياجاته ويسددها، فهو يبنى حياته على صخرة الأمان فى وسط عالم المخاوف والأشجان.
** وهكذا نجد أن احتياجات المؤمن الأساسية للأمان والتقدير قد أُشبِعَت عن طريق الوجود المتبادل فى المسيح، فيصير شعاره هو (فى1: 21): "لىَّ الحياة هى المسيح".
** طلبتى إلى الله أن يعطينا الحياة التى تجد شبعها فيه وحده لا سواه، فتصير له المكانة الوحيدة فى حياتنا. ونجد فيه أماننا وتقديرنا. له المجد. آمين.
(9) المضيفة: تلخص لنا موضوع الحلقتين بخصوص المشاكل؟
أبونا: تكلمت عن:
أولاً: نشأة المشاكل:
1) الاحتياج للأمان.
2) الاحتياج للتقدير.
ثانياً: سبب المشاكل:
1) الاسلوب الخاطئ لاشباع الاحتياجات.
2) الاصطدام بالعقبات فى تسديد الاحتياجات.
ثالثاً: نتائج المشاكل:
1) الشعور بالكأبة وصغر النفس.
2) الشعور بالمرارة والسخط على الآخرين.
3) الشعور بالقلق والاضطراب.
4) الشعور بالأمراض والأوهام.
5) الشعور بالفشل واليأس.
6) الشعور بالرغبة فى الانتحار.
رابعاً: علاج المشاكل:
1) إدراك أن الشبع الحقيقى هو من خلال الرب يسوع والوجود فيه.
2) الثقة والإيمان فى وعود الله وإمكانياته للشبع.
3) الخضوع لسيادة الروح القدس الذى يشبع الاحتياجات.
(10) المضيفة: ما هو التدريب الروحى للأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية نفس آية الأسبوع الماضي: (إش43: 4) "إذ صرتَ عزيزاً فى عينىَّ مكرماً وأنا قد أحببتك أُعطى أناساً عوضك، وشعوباً عوض نفسك" (إش43: 4)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (فليمون 2).
(11) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(12) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) آمين (2) باسم الآب والروح القدس ....... (3) امضوا بسلام.
