143ـ وجود المسيح فينا 3
حلقة الثلاثاء 21/10/2014م
(تقديم: بيتي)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (143) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية هي:
1ـ قبول المسيح.
2ـ والثبات في الرب.
3ـ النمو الروحي.
4ـ النضوج الروحي:
5ـ خدمة النفوس
6ـ قيادة العمل الروحي.
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: (1) تكلمت عن وسائل تحقيق وجود المسيح فينا، وشمل:
1ـ الوعى والإدراك لهذا الإمـتياز.
2ـ الإيــــــــــــــــمان القلــــــــــــــبى.
3ـ وسائط النعمة.
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: اليوم أتكلم عن بقية وسائل تحقيق وجود المسيح فينا، ويشمل:
4ـ إماتة الـــذات وصَــــــلب النفـــس.
5ـ إفساح المجال للمسيح ليحيا فىَّ.
6ـ الحــــــــــياة فى روح الصــــــــلاة.
7ـ الخضوع لقـــــــيادة الروح القدس.
(6) المضيفة: كلمنا أولا عن إماتة الـــذات وصَــــــلب النفـــس.
أبونا: (1) الواقع أن الشخص الذِى يعيش فى طفولة الحياة الروحية، هو شخص يدور فى فلك ذاته، ويتمركز حول أنانيته.
(2) أما المؤمن الناضج، فهو المؤمن الذى ماتت ذاته مع المسيح، وصُلبت أهواؤه وشهواته، فلا يمكن أن يحيا المسيح فى قلب تتـربع الذات على عرشـه.
(3) فالنضـوج الروحى هو أن تموت [الأنا]، ليحيا المسيح. فتصير شخصيتى هى شخصية المسيح.
(4) لذا قال المسيح له المجد: "الحق الحق أقول لكم إن لم تقع حبة الحنطة في الارض وتمت فهى تبقى وحدها ولكن إن ماتت تأتى بثمرٍ كثيرٍ" (يو12: 24)
(5) وهذا هو عين ما وضحه بولس الرسول بقوله: "فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله، وأما أنتم فلستم في الجسد بل في الروح إن كان روح الله ساكناً فيكم ولكن إن كان أحد ليس له روح المسيح فذلك ليس له، وإن كان المسيح فيكم فالجسد ميت بسبب الخطية وأما الروح فحياة بسبب البر، وإن كان روح الذى أقام يسوع من الاموات ساكناً فيكم فالذى أقام المسيح من الأموات سيحيى أجسادكم المائتة أيضاً بروحه الساكن فيكم" (رو8: 8 ـ 11)
(6) أخى الحبيب، هل تذكر تلك الواقعة الهامة التى حدث مع شمشون، حينما هجم عليه أسد من قلب الكروم، وتمكن شمشون من قتله، ثم أكل منه عسلاً فى طريق عودته بعد أيام؟ لقد كان مستحيلاً أن يأكل شمشون عسلاً من جوف الأسد إلا بعد موته. كذلك الذات، إن لم تمت: سيصبح من المستحيل أن نأكل منها عسل وجود المسيح فى داخلنا، بل ستصبح الذات مصدر تهديد لحياتنا الروحية بجملتها.
(7) لذا قال معلمنا بولس الرسول: "لأن ليس أحد منا يعيش لذاته ولا أحد يموت لذاته، لأننا إن عشنا فللرب نعيش وإن متنا فللرب نموت فإن عشنا وإن متنا فللرب نحن، لأنه لهذا مات المسـيح وقام وعاش لكى يســود على الأحياء والأموات" (رو14: 7 ـ 9)
(7) المضيفة كان هذا عن إماتة الذات، وماذا عن وسيلة إفساح المجال ليحيا المسيح فينا؟
أبونا: (1) الذات هي معوق سلبي فى طريق وجود المسيح فينا، ولكن الأهم هو أن أفسح المجال للمسيح ليحيا فىَّ بكامـل حريته، كما قال بولس الرسول: "مع المسيح صُلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فىَّ، فما أحياه الآن فى الجسد فإنما أحياه فى الإيمان، إيمان ابن الله الذى احبنى وأسلم نفسه لأجلى" (غل2: 20)
(2) لذا قال القديس يوحنا ذهبى الفم: [لقد أحنى بولس الرسول عنقه ليحمل نير المسيح، ويطرح عنه كل الأمور العالمية، وعاش فى طاعة كاملة لمشــيئة الله، إذ أنه لا يقـــول "فأحيا للمسيح"، بل قال ما هو أسمى من ذلك بكثير، إذ قال: "بل المسيح يحيا فىَّ "]
(3) ويضيف موضحاً ذلك عملياً بقوله: [عندما تأكل، أو تستعد للنوم، أو تقضى أوقات فراغك، اعتبر أن الرب حاضر، لأنه هو بالحقيقة موجود. فتصرف كما لو كنت موجود فى مجلس الملك]
(4) وقال أيضا الرسول بولس: "ولا تقدموا أعضاءكم آلات إثم للخطية بل قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات وأعضاءكم آلات بر لله" (رو6: 13)
(5) أخى، تُرى ما هو المجال الذى يريدك المسيح أن تفسحه ليحيا هو فيه؟ هل هو مجال الأسرة؟ أم العمل؟ أم مجال الخدمة؟ أم غير ذلك من المجالات العديدة التى حاولت كثيراً بذاتك فيها وكان الفشل حليفك. لقد جاء الوقت لتترك له القيادة وتفسح له المجال فتختبر روعة وجوده فيك قائداً ومعلماً.
(8) المضيفة: وماذا عن وسيلة الحياة فى روح الصلاة؟
أبونا: (1) يركز بولس الرسول على الحياة فى روح الصلاة كوسيلة فعالة للتمتع بإمتياز وجود المسيح فينا فيقول: "مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت فى الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة لأجل جميع القديسين" (أف6: 18)
(2) ويضيف قائلاً: "واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر" (كو4: 2)
(3) ففى الصلاة الدائمــة ينفتح الوعـى الروحى على قدر عمق الصلاة ودوامها، ويصير المصلى مستعدا لاستقبال فكر الله ومشيئته واستيعاب أسراره.
(4) الصلاة بالروح هي شركة مع الله حيث يصلى الانسان ولا يدرى بالوقت ولا يحس بالتعب، تأتيه قوة خفية تظل تمده بالفكر والكلام.
(5) يقول القديس مار إسحق السرياني: [اثبت فى الصلاة أكثر من أى خدمة أخرى، لتنال دالة ومعونة من النعمة، وقوة إلهية تحل عليك. لأن الذى يقف أمام الله بالليل والنهار يسأل غفران خطاياه بدموع وحزن، يجود عليه بقوة الروح القدس لكى يكمُل فى محبته ويحفظ وصاياه].
(9) المضيفة: بقي أن تكلمنا عن الخضوع لقيادة الروح القدس.
أبونا: (1) كل الذين يريدون أن يتمتعوا بتحقيق إمتياز وجود المسيح فيهم ينبغى أن يحيوا خاضعين لقيادة الروح القدس، ذلك لأن الخضـوع للروح علامة أساسية مميزة لأبناء الله، إذ يقول الكتاب المقدس: "لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله" (رو8: 14)
(2) لذا فالحياة الخاضعة لقيادة الروح القدس، هى الحياة الناضجة التى يكون فيها الروح عاملا، فيضبط الحواس جميعاً ليتمتع المؤمن الناضج بهذا الإمتياز.
(3) كما قال القديس العظيم الأنبا أنطونيوس فى رسالته الأولى: [القلب الذى إمتلأ بالنعمة يضبط الأعضاء ويحركها حسب إرادة الروح القدس لتخدم الأمور الحسنة، حتى يتكمل الجسد بجميع الحسنات ويرجع تحت سلطان الروح القدس]
(3) لذا يضع بولس الرسول أمامنا مفتاح الإنتصار على الجسد، وذلك بالخضوع لقيادة الروح القدس، إذ قال: "وإنما أقول اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد" (غل5: 16)، وفي اللغة الأصلية هى: فلن تكملوا شهوة الجسد. أى أننا حينما نسلك تحت قيادة الروح، فلن نكمل شهوات الجسد، لأن الروح القدس سيعين ضعف المؤمن إذا سلك تحت قيادته، ويقوى إرادته، فلن يكمل شهوة الجسد.
(4) ولذا أيضا قال القديس أغريغوريوس الناطق بالإلهيات: [وأخيراً أجد أنه من الخير لى أن أعتصم بالمعرفة الرزينة بكل كيانى، مستنداً على الكلمات القليلة، والاستنارة التى تقبلتها من الروح القدس، متوكلاً على قيادته لحياتى، ومحتفظاً به لنفسى رفيقاً حتى النهاية]
(10) المضيفة: هل لك كلمة في ختام هذه الوسائل؟
أبونا: (1) ختاماً لهذه الوسائل الثمانية التى رسمها لنا الروح القدس طريقاً للتمتع بإمتياز وجـود المسـيح فينا. تُرى يا أخى، ما هو إحتياجك الحقيقى الذى ينقصك أويعيق تمتعك بهذه البركة؟
(2) إنها فرصة الآن لتقف مع نفسك لتراجعها وتفسح المجال للروح القدس ليكشف لك عن الجوانب التى يريد أن يطورها فى حياتك حتى تخضع له خضوعاً كاملاً. آمين.
(11) المضيفة: ما هو التدريب الروحى للأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية حفظ آية: (غل5: 16) "وإنما اقول اسلكوا بالروح. فلا تكملوا شهوة الجسد" (غل5: 16)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (تيطس 1).
(12) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(13) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) آمين (2) باسم الآب والابن والروح القدس ... (3) محبة الله الآب ... سلام.
