142ـ وجود المسيح فينا 2
حلقة الثلاثاء 14/10/2014م
(تقديم: سوزي)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (142) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) يا أبانا السماوي يامن وهبتنا الحياة أساسا، وعندما سقطنا في الخطية وانفصلنا عنك باختيارنا، تحننت علينا ولم تتركنا للهلاك بل دبرت لنا خطة الفداء، وأعدتنا ثانية إلى أحضان محبتك، وأعطيت لكل الذين قبلوا مبادرتك الحبية خلاصا وشركة مقدسة معك، وثبتنا فيك، وتنمينا في النعمة وفي معرفتك، بل وتنضج حياتنا وتكملها لتميت ذواتنا وتحيا أنت فينا بروحك القدوس. وتجعل حياتنا مشابهة لصورة إبنك (3) أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية هي:
1ـ قبول المسيح.
2ـ والثبات في الرب.
3ـ النمو الروحي.
4ـ النضوج الروحي:
5ـ خدمة النفوس
6ـ قيادة العمل الروحي.
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: (1) تكلمت عن سر النضوج الروحى وهو وجود المسيح فينا.
وركزت الحديث حول:
1ـ أبعــاد إمتياز وجود المسيح فينا.
2ـ فعاليات وجود المسيح فينا.
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: اليوم أتكلم عن وسائل تحقيق وجود المسيح فينا، ويشمل:
1ـ الوعى والإدراك لهذا الإمـتياز.
2ـ الإيــــــــــــــــمان القلــــــــــــــبى.
3ـ وسائط النعمة.
4ـ إماتة الـــذات وصَــــــلب النفـــس.
5ـ إفساح المجال للمسيح ليحيا فىَّ.
6ـ الحــــــــــياة فى روح الصــــــــلاة.
7ـ الخضوع لقـــــــيادة الروح القدس.
وسوف أركز الحديث فى هذه الجلسة حول الأربعة وسائل الأولى فقط، وأرجئ البقية للجلسة القادمة بمشيئة الله.
(6) المضيفة: حدثنا عن الوسيلة الأولى وهي الوعى والإدراك.
أبونا: (1) في (أع 19 : 2) تقابل الرسول بولس مع تلاميذ فى أفسس وسألهم قائلا: "هل قبلتم الروح القدس لما آمنتم؟ فقالوا ولا سمعنا أنه يوجد الروح القدس"
(2) أى أن سر حرمانهم من هذا الامتياز كان يكمن فى عدم إداراكهم لإمكانية حلول الروح القدس فيهم.
(3) ونحن كم نفقد من بركات بسبب نقص الإدراك وعدم الوعي بإمتيزاتنا في المسيح يسوع.
(7) المضيفة: هل يمكن أن توضح لنا بأمثلة من كلمة الله أن عدم الوعي يحرم من البركة؟
أبونا: هناك أمثلة كثيرة منها: (1) مريم المجدلية فى البستان عند قبر المسيح: جاء في (يو20: 15) "أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجا تبكي وفيما هي تبكي انحنت الى القبر. فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدا عند الراس والاخر عند الرجلين حيث كان جسد يسوع موضوعا. فقالا لها يا امراة لماذا تبكين قالت لهما انهم اخذوا سيدي ولست اعلم اين وضعوه. ولما قالت هذا التفتت الى الوراء فنظرت يسوع واقفا ولم تعلم انه يسوع. قال لها يسوع يا امراة لماذا تبكين من تطلبين فظنت تلك انه البستاني فقالت له يا سيد ان كنت انت قد حملته فقل لي اين وضعته وانا اخذه. قال لها يسوع يا مريم فالتفتت تلك وقالت له ربوني الذي تفسيره يا معلم"
فلعدم إدراكها لشخص المسيح تعاملت معه كشخص غريب إذ "ظنت أنه البستاني" ولكن عندما ناداها بإسمها عرفت أنه المسيح فسجدت له.
(2) مثل ثاني: تلميذا عمواس: (لو24: 31) كان المسيح سائراً معهما في الطريق من أورشليم إلى قرية عمواس صباح قيامته من الأموات، ولم يعرفاه، رغم أن قلبيهما كانا ملتهبين وهو يكلمهما عن المكتوب في كتب العهد القديم من نبوات عن قيامته في اليوم الثالث، وذلك لعدم إدراكهما لشخصه، ولكن حينما "انفتحت أعينهما عرفاه".
(3) مثل آخر: تلاميذ يوحنا المعمدان: في (يو1: 26) قال لهم يوحنا: "في وسطكم قائم الذى لستم تعرفونه"، لقد كان حمل الله فى وسطهم، ولم يكونوا يعرفونه لنقص الوعى والإدراك.
** هذه أمثلة من الكتاب المقدس عن أن عدم الوعي والإدراك يفقد الإنسان أمور كثيرة. وهناك مثل علمي: فكلنا يعلم أن المكان الذى تجلس فيه الآن يمتلئ هواؤه بملايين الموجات اللاسلكية، كموجات التليفزيون والراديو والإنترنيت والمحمول والأقمار الصناعية، لكن إدراكها لا يتم إلا إذا إستخدمت الأجهزة الاستقبال المخصصة لإلتقاط كل نوع من هذه الموجات. ولحظتهت ستسمع وتبصر ما تحمله هذه الموجات التى لم تكن مسموعة أو مرئية.
كذلك وجود المسيح فى حياتك يحتاج إلى الوعى به وإدراك حقيقة وجوده بروحه القدوس فى داخلك، وهذا يحتاج إلى الجهاز المخصص لإلتقاء البث الإلهي وما هذا الجهاز إلا القلب الجديد الذي يخلقه فينا الله عندما نقبله في حياتنا.
** لذا صلى بولس الرسول للمؤمنين لكى ينالوا روح الإعلان، فقال: "مستنيرة عيون أذهانكم [مركز الإدراك] لتعـلموا ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين" (أف1: 18).
(8) المضيفة: كان هذا عن الوسيلة الأولي وهي الوعي والإدراك، فماذا عن الوسيلة الثانية لتحقيق وجود المسيح فينا؟
أبونا: (1) هي الإيــــمان القلــــبى: فقد صلى الرسول بولس لمؤمنى أفسس لينالوا حلول الرب يسوع فى قلوبهم بالإيمان فقال: "ليحل المسيح بالإيمان فى قلوبكم" (أف3: 17) ، موضحاً أهمية الإيمان الشخصى القلبى لتحقيق هذا الإمتياز.
(2) فبقدر ما يكون إيماننا بوجود المسيح فى قلوبنا مستمراً، على قدر ما يكون تمتعنا بهذا الحلول مستمراً.
(3) والرب يسوع ينبهنا إلى أهمية الإيمان والثقة بنوال الطلبات التى نرفعها فى صلواتنا، إذ قال: "كل ما تطلبونه حينما تصلون فآمنــوا أن تنـالوه فيكون لكم" (مر11: 24)
(4) والرسول يعقوب يحذرنا من الشك وضعف الإيمان فيقول: "ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب البتة لأن المرتاب يشبه موجاً من البحر تخبطه الريح وتدفعه، فلا يظن ذلك الانسان أنه ينال شيئاً من عند الرب" (يع1: 6 ،7)
(5) فهل لك إيمان قلبى بحلول المسيح فى داخلك، وسكناه فيك بروحه؟
(9) المضيفة: كلمتنا عن وسيلة الوعي وأيضا الإيمان القلبي، فما هي الوسيلة الثالثة؟
أبونا: (1) هي وسائط النعمة مثل سر المسحة المقدسة. فقد قال الرب يسوع: "وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد، روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم." (يو14: 16 ،17)
(2) فالمسحة المقدسة هى القوة الدافعة الروحية التى بواسطتها يتمتع المؤمن بسكنى الروح القدس فى داخله طيلة أيام حياته، كما قال الكتاب: "وأما أنتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم ولا حاجة بكم إلى أن يعلمكم أحد بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شيء وهي حق وليست كذباً كما علمتكم تثبتون فيه" (1يو2: 27)
(3) لذلك نحن نصلي قائلين: [أيها الملك السماوى المعزى روح الحق الحاضر فى كل مكان والمالك الكل. كنز الصلاح ومعطى الحياة، هلم تفضل وحل فينا وطهرنا من كل دنس أيها الصالح وخلص نفوسنا]
(4) يقول القديس يوحنا ذهبى الفم: [حينما يحل الروح القدس كالنار فى نفوسنا يحرق أولاً صورة الترابى ليعطى صورة السمائى فنصير كعملة بهية متلألئة خارجة من أفران الصهر]
(10) المضيفة: نكتفي بهذه الوسائل لضيق الوقت، ونرجئ البقية للأسبوع القادم بمشيئة الرب. هل لك تعليق في النهاية؟
أبونا: طلــبتى إلى الله أن يعطينا الرب أن نتمتع بهذه الوسائل المباركة ليصير لنا إمتياز سكنى المسيح فينا. وله المجد الدائم إلى الأبد. آمين.
(11) المضيفة: ما هو التدريب الروحى للأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية حفظ آية : (أف3: 16 ،17) "لكي يعطيكم بحسب غنى مجده أن تتأيدوا بالقوة بروحه في الإنسان الباطن .. ليحل المسيح بالايمان في قلوبكم" (أف3: 16 ،17)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (2تي 4).
(12) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(13) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) آمين (2) باسم الآب والابن والروح القدس ... (3) محبة الله الآب ... سلام.
