62ـ مراحل الحياة الروحية
(تابع) مفهوم قبول المسيح
حلقة الثلاثاء 15/1/2013م
(تقديم: نتالي)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (62) من برنامج "حياتك الروحية"
من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: (1) مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل أرجاء العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) يارب علمني كيف أحبك، وكيف أسمو، وكيف أنمو في محبتي لك. آمين (3) وأسألك يارب أن تبارك حلقة هذا اليوم من أجل خلاص وبركة الكثيرين. آمين.
(3) هل يمكن تلخيص موضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: (1) قبل ذلك هل يمكن أطلب أن نسمع منك ترنيمة؟
(4) المضيفة: ترنيمة ...
أبونا: شكرا جزيلا: وبخصوص الحلقة الماضية فقد تكلمت عن مراحل الحياة الروحية وهي:
1ـ قبول المسيح
2ـ والثبات في الرب
3ـ النمو الروحي
4ـ النضوج الروحي
5ـ خدمة النفوس
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي
(3) وها هي مبينة في هذا الرسم البياني التالي: (مراحل الحياة الروحية)
(5) المضيفة: ذكرنا بما قلته في المرحلة الأولى وهي قبول المسيح.
أبونا: وضحت عناصر قبول المسيح وهي:
(1) مفهوم قبول المسيح.
(2) كيفية قبول المسيح.
(3) قبول المسيح والقرار المصيري.
(4) المعمودية وقبول المسيح.
(5) قبول المسيح والبنوة لله.
(6) قبول المسيح وجوانب الخلاص.
(7) قبول المسيح وبدعة الخلاص في لحظة.
(8) قبول المسيح والاختبار الشخصي.
(9) قبول المسيح والشهادة له.
(6) المضيفة: كانت الحلقة الماضية غنية في طرحها، فقد بدأت بالحديث عن مفهوم قبول المسيح، فماذا قلت ليتابع المشاهد تسلسل أفكارك؟
أبونا: قلت أنه من مفاهيم عبارة قبول المسيح في القلب ما يلي:
1ـ التوبة.
2ـ الرجوع إلى الله.
3ـ اللقاء مع الله.
4ـ تجديد عهد المعمودية.
5ـ استجابة الإرادة.
6ـ البدء في الحياة الروحية.
7ـ إيقاظ المسيح النائم في السفينة.
8ـ المعرفة الاختبارية.
9ـ تكوين علاقة مع الله واختبار حلاوة العشرة معه.
10ـ سكنى الله في القلب.
11ـ إدراك وجود الله في الداخل.
(7) المضيفة: توقفت في الحلقة الماضية عند مفهوم قبول المسيح وهو إستجابة إرادة الإنسان لدعوة المسيح، فلنبدأ في هذه الحلقة بمفهوم قبول المسيح أنه البدء في الحياة الروحية مع المسيح.
أبونا: نعم، إن مفهوم قبول المسيح يعني: الخطوة الأولى في طريق الحياة الروحية مع المسيح. وفي هذا قال المتنيح البابا شنوده الثالث في (كتاب الله وكفى ص 75):
(1) [اجعل الله هدفا لك، وتقدم نحوه خطوة خطوة ... طبيعي أنك لا تستطيع أن تبدأ حياتك الروحية بالكمال، وأن يكون الله هو الكل بالنسبة إليك. ولكن ابدأ بأن تعرف الله، على أن تنمو في هذه المعرفة، وأن تحب الله، وتنمو في هذا الحب، وتعطي الله من قلبك، وتنمو في الإعطاء، وتفتح داخلك لله ليسكن فيه، وتوسع مكان سكناه]
(2) وقال أيضا في نفس الكتاب (الله وكفى ص75و76) [كن كالبذرة التي تصير شجرة، ثم تنمو وتنمو .. قال السيد الرب "هكذا ملكوت الله، كأن إنسانا يلقي البذار على الأرض، وينام ويقوم ليلا ونهارا، والبذار يطلع وينمو وهو لا يعلم كيف، لأن الأرض من ذاتها تأتي بثمر، أولا نباتا، ثم سنبلا، ثم قمحا ملآن في السنبل" (مر4: 26ـ28). هكذا طبيعة النمو: بذرة، عشب، نبات، سنبل، ثمر ...]
(3) وأضاف في (كتاب الله وكفى ص77) [لكن لعلك تسأل: ما حدود هذا النمو؟ [وأجاب]: إن شئت الصراحة لا حدود ... أنت اصطلحت مع الله بالتوبة، وكونت معه علاقة في النقاوة، وسرت في طريقه بالمحبة، فعاشرته وصادقته وأحببته ...]
(8) المضيفة: هذا رائع. وقلت أيضا تعبيرا جميلا عن مفهوم قبول المسيح بأنه إيقاظ المسيح النائم في السفينة، فماذا تعني بذلك؟
أبونا: (1) من مدلولات قبول المسيح كذلك هو هذا المعنى: إيقاظ النائم في سفينة حياتنا.
(2) فقد دوَّن القديس مرقس البشير في (مر 4: 35ـ 40) هذه الحادثة عن السيد المسيح في السفينة: "قال لهم في ذلك اليوم لما كان المساء لنجتز إلى العبر، فصرفوا الجمع وأخذوه كما كان في السفينة. وكان أيضا معه سفن أخرى صغيرة. فحدث نوء ريح عظيم فكانت الأمواج تضرب إلى السفينة حتى صارت تمتلئ، وكان هو في المؤخرة على وسادة نائما. فأيقظوه وقالوا له يا معلم أما يهمك أننا نهلك. فقام وانتهر الريح وقال للبحر اسكت. ابكم. فسكنت الريح وصار هدوء عظيم. وقال لهم ما بالكم خائفين هكذا؟ كيف لا إيمان لكم؟"
(3) هذه الحادثة تشبه حياتنا تماما، فحياتنا كالسفينة التي بها المسيح منذ المعمـودية، ولكننا وضعنا له وسادة في مؤخرة اهتماماتنا لينام، حتى نتصرف نحن في شئوننا كما يعن لنا.
(4) وبالرغم من وجود المسيح في سفينة الرسل إلا أنها كادت تغرق لأنهم اعتمدوا على أنفسهم وكأن المسيح غير موجود. (5) وهكذا أيضا بالنسبة لحياتنا فإننا نتعرض للهلاك رغم وجود المسيح فينا بالمعمودية، إن نحن اعتمدنا على أنفسنا وانفصلنا عن المسيح، وينطبق علينا قول معلمنا بولس الرسول "لأن كثيرين يسيرون ممن كنت أذكرهم لكم مرارا والآن أذكرهم أيضا باكيا وهم أعداء صليب المسيح. الذين نهايتهم الهلاك" (فيلبي3: 18و19)
(6) الحل الوحيد الذي أنقذ سفينة الرسل هو أنهم أيقظوه وسلموه قيادة السفينة،
(7) هكذا نحن عندما نقبل المسيح فهو يقود حياتنا وينقذنا من الهلاك. وهذا هو مفهوم قبول المسيح، أي قبول قيادته لحياتنا.
(9) المضيفة: قلت أيضا من مفاهيم قبول المسيح: المعرفة الاختبارية فهل يمكن أن تشرح لنا ذلك؟
أبونا: هذا مدلول آخر لقبول المسيح وهو المعرفة الاختبارية للرب بالقلب، وليس مجرد المعرفة العقلية السطحية. وعن ذلك يقول قداسة البابا شنوده الثالث في كتابه (الله وكفى ص 10و11):
(1) [ هل تعرف الله؟ ما عمق هذه المعرفة؟ [ويستطرد قائلا]: قد يبدو السؤال غريبا. فكل إنسان يظن أنه يعرف الله، وربما يقصد معرفته أنه يوجد إله. ونحن لا نقصد مطلقا هذه المعرفة العقلية السطحية. فالشيطان أيضا يعرف أنه يوجد إله ... فهل أنت تعرف الله هذه المعرفة العقلية وكفى؟ وهل معرفتك مصدرها الكتب، أو مجرد سماع العظات والتعليم؟ دون أية معرفة اختبارية في حياتك، في داخل قلبك؟ ... أسوأ ما في المعرفة العقلية، أن تكون معرفة بلا علاقة! لذلك فهي لا يمكن أن تكفي ... إنها تشير إلى الله من بعيد، ولكن يبقى أن تقترب إلي الله، وتعرفه عن طريق الخلطة والمعاشرة والحياة معه. وهكذا تعرف الله الذي يسكن فيك، وليس مجرد الله الذي في الكتب. فهل تشعر بوجود الله فيك ومعك؟ هل الله له وجود عملي واضح في حياتك؟ هل الله بالنسبة إليك هو مجرد فكرة؟! أم له كيان حقيقي تشعر به، وله وجود في حياتك؟ ما مدى إحساسك بالله ووجوده وفاعليته فيك؟ ... ما هو الله في مفهومك؟ وما نوع العلاقة التي تربطك به؟]
(2) ومن أقاله أيضا في (كتاب الله وكفى ص 52) [كيف أريد شيئا من العالم، بعد أن أشرق على قلبي هذا النور العظيم، وبعد أن تعرفت على الرب، الذي هو أسمى من كل شيء، الذي وهبته قلبي، فصرت أنا كلي له، وصار هو لي].
(3) وكذلك (كتاب الله وكفى ص 21و66): [كثيرون رفضوا عمل النعمة، بل رفضوا ربنا يسوع المسيح نفسه، الذي قيل عنه "... وأما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا" (يو1: 17) هذا الذي قيل عنه "إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله" (يو1: 11) وفيما لم تقبله لم تقبل نعمته أيضا ... ليتنا في حياتنا جميعا نختبر عمل النعمة. كثير من الناس لم يختبروا عمل النعمة بعد!! ... لم يختبروا نعمة الله، ولم يسلموها حياتهم لتعمل فيها... ولعل واحد يسأل: أنا لم أر هذه النعمة التي تعطى! أنت لم ترها لأنك لم تختبرها ... ولم تختبرها لأنك لم تطلبها ... ولم تطلبها لأنك لا تشعر حتى الآن بقيمتها في حياتك من كل ناحية]
(10) المضيفة: هذا كلام رائع. قلت أيضا أن من مدلولات قبول المسيح هو تكوين علاقة مع الله واختبار حلاوة العشرة معه.
أبونا: في هذا الخصوص قال قداسة البابا شنوده الثالث في (كتاب الرجوع إلى الله ص 35و36):
(1) [ ما معنى الرجوع إلى الله؟ [وأجاب]: معناه باختصار: تكوين علاقة حقيقية قلبية معه [ويكمل قائلا]: أقول علاقة، وليس مجرد مظاهر خارجية أو ممارسات ... البعض يظن أن الرجوع إلى الله، معناه برنامج في الصلاة والصوم والتداريب الروحية، والقراءات الروحية والاجتماعات والمطانيات ... كل هذا حسن وجميل، ولكن هل فيه علاقة قلبية مع الله أم لا؟ هل فيه حب لله أم لا؟ بدون هذه العلاقة القلبية، وبدون هذا الحب، لا تكون قد رجعت إلى الله، مهما كانت لك صلاة وأصوام وقراءات ومطانيات ... إنما بالعلاقة مع الله وبالحب، تأخذ كل هذه الوسائط الروحية فاعليتها وقوتها ... فالقلب أولا، ومنه تصدر هذه الممارسات]
(2) وقال أيضا في نفس الكتاب (الرجوع إلى الله ص 50) [ ارجع إلى الرب ... ارجع إلى النور ... ارجع إلى الروح ... ارجع إلى الحياة ... وبهذا يتجدد مثل النسر شبابك ... وتشعر بالعزاء في حياتك الروحية، وتدب الحرارة في حياتك، ويصير لحياتك طعم، ويصير لها هدف، وتشعر أن الله داخلك، وأنه معك، وتذوق ملكوته، وتختبر حلاوة العشرة معه، وتعرف معنى عبارة "الالتصاق بالرب" (مز73: 28)]
(3) ومن عباراته الخالدة في نفس الكتاب (الله وكفى ص 34و35) [الذي يكون الرب نصيبه يجد متعة في الله ولذة. إنه يفرح بالرب ويجد متعة في الجلوس معه، ولذة في محادثته ... وفرح الإنسان بالله، يدفعه إلى أن يخصص لله وقتا أكثر، وأن يدخله في العمق، عمق قلبه، وعمق حبه، وعمق تفكيره واهتماماته [ثم يتساءل]: ما هي علاقتك بالله؟ هذا إن كانت لك علاقة به فعلا ... وأين الله منك؟ ما مدى وجوده فيك؟ [ويجيب]: هل هو على هامش حياتك؟ أم هو في صميم حياتك؟ كن صريحا مع نفسك، ولا تخدع ذاتك ... أقول هذا، لأن البعض قد يصلي، والله على جانب حياته، وليس في العمق. وقد يصوم هذا الإنسان، ويتناول، ويمارس كل الوسائط الروحية، ومع ذلك لا يزال الله على جانب حياته! [ثم يتساءل]: متى يصير الله هو حياتك كلها؟ ومتى تقول مع بولس الرسول: "لي الحياة هي المسيح" (في1: 21)]
(4) وفي هذا المعني يضيف في نفس الكتاب (الله وكفى ص 64) [أنت تريد أن تكون سعيدا في حياتك. وللسعادة أسباب. فهل الله هو سبب سعادتك وهو مصدرها؟ أم أن هناك أسبابا تسعدك بدلا من الله؟]
من كل هذا ندرك أن قبول المسيح هو التمتع بخبرة حلاوة العشرة معه.
(11) المضيفة: قلت أيضا أن قبول المسيح أو اللقاء مع الله هو أن يسكن الله في القلب. فكيف تشرح ذلك؟
أبونا: هذا ما وضحه أيضا المتنيح البابا شنوده الثالث في (مقال اللقاء مع الله بجريدة وطني 16/5/1996) إذ كتب قائلا:
(1) [يارب أنت لي كل شيء، ليس لي سواك، منذ أن التقيت بك لم أعد أعرف أحدا سواك ... بهذا يفرغ الإنسان قلبه من كل شيء ليصير قلبه مسكنا لله. [ثم يتساءل]: هل قلبك أنت أيضا مسكن لله؟ أم أجرته من الباطن لآخرين؟ وهل إذا قال لك الرب: با ابني اعطني قلبك، تقول له: لقد جئت يارب متأخراً سبق آخرون وأخذوه ... لو كان قلبي شاغرا لقدمته لك، ولكن للأسف هو مشغول]
(2) ويقول في (كتاب اليقظة الروحية ص 26) [كل واحد يقول لله: لا أريد محبة أخرى تشغلني عن التفرغ لك، فليس لي سواك، أنت الذي تشغل فكري وقلبي، وتشغل حياتي ووقتي، وتشغل حواسي وعواطفي. أنت شغلي الشاغل، قلبي ملآن بك، ولا يعوزه أحد غيرك. لا يوجد فيه فراغ يتسع لأحد غيرك]
(3) وفي كتاب (كتاب الرجوع إلى الله ص 89) يقول: [هوذا الله ينظر إلى قلبك ويقول: "ها هو موضع راحتي إلى أبد الأبد، ههنا أسكن لأني اشتهيته" (مز132: 14)]
(4) ويضيف في نفس (كتاب الرجوع إلى الله ص 89) [إن الفضيلة ليست هي الهدف. فالهدف هو الله ذاته ... وإن سرت في حياة الفضيلة والبر، فلا يكن ذلك لكي تكبر ذاتك في عينيك، أو في أعين الناس ... وإنما لكي بهذا البر ترتبط بالله أكثر، ويصبح قلبك أهلا لسكناه]
(5) وفي (كتاب الله وكفى ص 34) يقول: [فرح الإنسان يدفعه إلى أن يخصص لله وقتا أكثر، وأن يدخله في العمق، عمق قلبه، وعمق حبه، وعمق تفكيره واهتماماته [ثم يتساءل قائلا]: ما هي علاقتك بالله؟ وأين الله منك؟ ما مدى وجوده فيك؟]
(6) ويواصل حديثه في نفس كتاب (الله وكفى ص 41و42) قائلا: [إن كان الله نصيبك، فإنه يكون داخلك ... هل أنت ثيئوفوروس، أي حامل الله؟ هكذا تلقب القديس أغناطيوس الأنطاكي، وهكذا كل مؤمن حقيقي يسكن الله في قلبه، ويشعر بسكنى الله فيه، حيثما أقام وحيثما ذهب، إنه حامل الله]. ليتك تصلي إذن، وتقول للرب: ... اعطني ذاتك ... أنا أريدك أنت وحدك ... فأحبك أنت الإله الساكن في قلبي، وليس مجرد الله الذي أقرأ عنه في الكتب]
فقبول المسيح في القلب هو أن يسكن الله في داخل قلبك.
(12) المضيفة: كلام أكثر من رائع. بقي أن توضح لنا أن مفهوم قبول المسيح هو إدراك لوجود الله في قلبك.
أبونا: في ذلك يقول المتنيح البابا الأنبا شنوده الثالث في (مقال اللقاء مع الله بجريدة وطني 16/5/1996):
(1) [أنت تنادي وتقول: أمين تعالى أيها الرب يسوع (رؤ22: 20) تعالى يارب واسكن فيَّ، سأفتح لك الأبواب كلها، فيجيب الرب في حب: ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك (لو19: 5) إذن اللقاء بالرب هو لقاء في الداخل، وليس في الخارج. كثيرون يبحثون عن الله هنا وهناك، بينما الله في داخلهم وهم لا يشعرون! [ثم يكمل قائلا]: الله موجود في كل مكان حواليك وبداخلك (على المستوى اللاهوتي) وأنت لا تشعر. ولما أدرك أوغسطينوس هذه الحقيقة (ولم يكن قد تعمد بعد) قال عبارته المشهورة: كنت يارب معي ولكنني من فرط شقاوتي لم أكن معك]
(2) ويقول في (كتاب الرجوع إلى الله ص 45) [ارجعوا إليَّ فأنا موجود معكم، ولكنكم لا تشعرون بوجودي ... حقا لقد صدق القديس أوغسطينوس حينما قال: كنت يارب معي ولكنني أنا لم أكن معك ... الله معنا ، يعمل لأجلنا، حتى ونحن في عمق خطايانا. يبحث عنا وقد شردنا من حظيرته، وينادينا: ارجعوا إليَّ. [ويتساءل]: ما معنى إذن رجوعه إلينا إن رجعنا إليه؟ [ويجيب قائلا]: معنى رجوعه إلينا، هو أن نحس نحن بوجوده معنا ... ليس رجوع الله هو الذي نفتقده. إنما الذي يلزمنا هو إحساسنا بوجوده معنا، فإن رجع إلينا هذا الشعور، نشعر أن الله رجع إلينا].
(3) ويقول في (مقال اللقاء مع الله جريدة وطني 16/5/1996) [العلاقة بالله هي علاقة قلب بقلب. تشعر بوجود الله في قلبك. وتشعر بوجودك في قلب الله ... وهذا ما نسميه اللقاء بالله حيث تكون بيننا وبين الله عشرة وعاطفة. وفي هذا اللقاء نعرف الله معرفة حقيقية عملية. ونختبره ونحبه ونلتصق به. ونصير واحدا مع الله في الحب وفي المشيئة]
(4) ويواصل حديثه في نفس المقال قائلا: [إذن الالتقاء بالله معناه: الشعور بالله في حياتك، وكأنك تقول: أنت يارب في داخلي، أنت معي، أما أنا فينقصني الحس والإدراك، تنقصني الحواس المدربة التي أستطيع بها أن أرى الله. وأن أحسه في حياتي. فكثيرون كان الرب معهم ويكلمهم، ولم يشعروا به ولا عرفوه! مثلما حدث مع تلميذي عمواس (لو14: 15و16).
الله إذن موجود في حياتك ... وأنت لا تعرف ... وأنت لا تشعر ... وحواسك غير مدربة على الشعور بوجود الله ... ليتك تدرب نفسك على الشعور بيد الله في حياتك ... وفي الأحداث ... حينئذ تقول في أعماقك: قد وجدته، ورأيته، تقابلت معه في كل ما يحدث.]
(5) ويقول في (كتاب الله وكفى ص 19) [أيسألك أحد إذن: ما هو الله بالنسبة إليك؟ [ويجيب قائلا]: لعلك تقول: هو الحبيب الذي "شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني" (نش2: 6) هو العشرة التي لا يمكنني الاستغناء عنها، لأن بها أوجد وأحيا وأتحرك ... وهو ليس فكرة، ولكنه كيان يسري في روحي وفي دمي وفي فكري. هو بالنسبة لي كل شيء]
(6) ويضيف في نفس الكتاب ص 19 قائلا: [نعم أنت يارب العامل فيَّ، وأنا لا أعمل، أنت المحرك لي وأنت الموجه. أنت تعمل معي، وتعمل بي، وتعمل فيَّ ... ربما لا أدركك، ولكني أحسك، بإدراك روحي في داخلي، لا يستطيع لساني أن يعبر عنه، أنا أعرفك. ولكن ألفاظ اللغة أضعف من أن تشرح هذه العلاقة]
إذن قبول الرب يسوع المسيح هو إدراك وجوده في قلبك.
(13) المضيفة: هل يمكن أن تلخص لنا موضوع هذه الحلقة؟
أبونا: (1) تكلمت عن مفهوم قبول المسيح الذي يشمل:
1ـ التوبة.
2ـ الرجوع إلى الله.
3ـ اللقاء مع الله.
4ـ تجديد عهد المعمودية.
5ـ استجابة الإرادة.
6ـ البدء في الحياة الروحية.
7ـ إيقاظ المسيح النائم في السفينة.
8ـ المعرفة الاختبارية.
9ـ تكوين علاقة مع الله واختبار حلاوة العشرة معه.
10ـ سكنى الله في القلب.
11ـ إدراك وجود الله في الداخل.
(14) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نخرج فاصل؟ ونعود لأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
أبونا: إلى اللقاء بعد الفاصل.
فاصل
(15) المضيفة: مرحبا بكم ثانية، وأبونا سوف يذكِّرنا بموضوع الحلقة.
أبونا: (1) يمكن أن نسمع منك ترنيمة أيضا في بداية الجزء الثاني؟
(16) المضيفة: ترنيمة ...
(2) تكلمنا عن مفهوم قبول المسيح ويشمل:
1ـ التوبة.
2ـ الرجوع إلى الله.
3ـ اللقاء مع الله.
4ـ تجديد عهد المعمودية.
5ـ استجابة الإرادة.
6ـ البدء في الحياة الروحية.
7ـ إيقاظ المسيح النائم في السفينة.
8ـ المعرفة الاختبارية.
9ـ تكوين علاقة مع الله واختبار حلاوة العشرة معه.
10ـ سكنى الله في القلب.
11ـ إدراك وجود الله في الداخل.
(17) المضيفة: يسعدنا أن نأخذ بعض المداخلات؟
المداخلات
أبونا: (1) أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة: (2) كما أرجو أن تترك طلبات الصلاة مع الكنترول روم، وسوف نصلي من أجل الجميع في نهاية الحلقة وشكرا.
ختام
(18) المضيفة: شكرا جزيلا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية، وذكر الذين طلبوا الصلاة من أجلهم؟
أبونا: (1) بكل سرور وشكرا لك أيضا (2) باسم الآب والابن والروح القدس: 1ـ صلاة 2ـ ومن أجل الذين طلبوا أن نذكرهم (3) محبة الله الآب ... مع جميعكم، (4) وإلى اللقاء أيها الأحباء. سلام.