128ـ الأسرة تحت سيادة المسيح
حلقة الثلاثاء 24/6/2014م
(تقديم: ناتالى)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (128) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب نمو لنا جميعا. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح
2ـ والثبات في الرب
3ـ النمو الروحي
4ـ النضوج الروحي
5ـ خدمة النفوس
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: تكلمت في مرحلة النمو الثاينة عن: تكريس الزواج للمسيح، بدءا باختيار شريك الحياة.
(5) المضيفة: وفيم ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) سأتكلم عن: الأسرة تحت سيادة المسيح:
(6) المضيفة: ما مفهوم ألأسرة تحت سيادة المسيح؟
أبونا: (1) الأسرة المكرسة للمسيح، هي أن يصبح المسيح سيد ورب هذا البيت الذى يخضع له الجميع كبيراً كان أو صغيراً.
(2) وبداية أقول: أنك لن تستفيد من هذا الموضوع إن إلتفت إلى واجبات شريك حياتك ولم تركز على صوت الرب لكَ أنت شخصياً لتعرف ماذا يريد الرب منك.
(3) وفي حديثي عن الأسرة سوف أتكلم عن خطة الله للزوج. ثم خطة الله للزوجة.
(7) المضيفة: ما هي خطة الله للزوج؟
أبونا: لكي أوضح خطة الله للزوج سوف أتكلم عن:
1ـ تفويض السلطة للزوج.
2ـ مواصفات السلطة
(1) من جهة تفويض السلطة للزوج: قال بولس الرسول: "إن رأس كل رجل هو المسيح، وأما رأس المرأة (الزوجة) فهو الرجل (الزوج) "(1كو11: 3). فكما أن للمسيح السلطة على الرجل، هكذا حددت خطة الله أن يكون للرجل سلطة على زوجته.
(8) المضيفة: ما هو مفهوم هذه السلطة؟
أبونا: (1) هى سلطة نيابية لا ذاتية: فقول بولس الرسول: "رأس المرأة هو الرجل: "لا يعنى أن الرجل فى حد ذاته هو صاحب السلطة المطلقة على زوجته، بل على اعتبار أنه يمثل سلطة السيد المسـيح عليها، أى أن خضوعها لزوجها هو التطبيق العملى لخضوعها لسيادة المسيح، لأن زوجها نفسه خاضع للمسيح، "رأس كل رجل هو المسيح" (1كو11: 3) ، لذا فيجب على الزوج أن يسأل نفسه باستمرار: لو كان المسيح مكانى، ماذا كان سيفعل؟
ويوجد بعض الأزواج لا يفهمون هذه الحقيقة، لذلك نراهم يثورون لكرامتهم، ويطالبون بسلطاتهم، ويفرضون دكتاتوريتهم على زوجاتهم، إذ أنهم لا يفهمون سلطة الزوج فى مفهومها الروحى السليم على أنها سلطة نيابية تمثل سلطة المسيح.
(2) وهى سلطة حب لا سلطة إذلال: الواقع أنه بقدر ما يبذل الزوج من أجل زوجته في حب، بقدر ما تخضع هى له أيضاً عن حب. فقـد خلق الله المرأة من جـنب الرجل (تك2: 21) وهذا إشارة إلى "أن الرجل ليس من دون المرأة ولا المرأة من دون الرجل فى الرب" (1كو11: 11)، فهما متساويان من حيث قيمتهما أمام الله، لذلك فسلطة الزوج على الزوجة ليست مبنية على أنه أسمى منها أو أعظم، بل على اعتبار أنه المسئول عنها أمام الله.
(9) المضيفة: وماذا تريد أن تقول عن مواصفات سلطة الزوج؟
أبونا: ما من شك أن كل المسئوليات للرجل نابعة من وصية الله القائلة: "أيها الرجال احبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها" (أف5: 25).
فمن الحب تنبع الأمور التالية:
(1) أولوية الاهتمام بها: قال الكتاب المقدس "لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسداً واحداً" (تك2: 24) من أجل هذا ينبغى أن يعطى الزوج لزوجته الأولوية فى علاقاته واهتماماته، وكذلك أيضاً من جهة الوقت، والأحاديث والمشاركة عموماً.
(2) إكرامها واحترامها: يقول بطرس الرسول "كذلكم أيها الرجال (أى الأزواج) كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الإناء النسائى (الزوجات) كالأضعف، معطين إياهن كرامة كالوارثات أيضا معكم نعمة الحياة الأبدية لكى لا تعاق صلواتكم" (1بط3: 7). والواقـع أن الزواج رابطة مبنية على الاحترام المتبادل بين الزوجين.
(10) المضيفة: ماذا ينبغى على الزوج أن يفعل بخصوص إحترام زوجته؟
أبونا: 1ـ يحترم شخصية زوجته، ولا يقلل من شأنها ولا يتجاهلها.
2ـ لا ينتقدها، ولا يحقر من آرائها ويسفهها.
3ـ لا يعنفها، ولا يجرح إحساسها، خاصة أمام الآخرين.
4ـ يحترم آراءها ويسأل مشورتها، ويشركها فى قراراته خاصة المنزلية.
5ـ يعطيها تفويضا للقيام بمسئولياتها، مع تأكيد ثقته فى كفاءتها.
6ـ لا يتدخل فى كل صغيرة فى تدبير المنزل ظناً منه أنه أقدر منها.
7ـ يعبر لها بالكلام عن تقديره لها واحترامه وإكرامـه لشخصها، ولا يكتفى بالمشاعر الكامنة، فالله نفسه لم يكتف بمحبته الكامنة بل بين محبته لنا.
8ـ إذا حدثت خلافات بينهما، فليحرص أن لا يُدْخل أحداً فى مشاكلهما وإلا ترك ذلك فى نفسها جرحاً غائراً يعسر إلتئامه.
(11) المضيفة: وماذا أيضا عن مراعاة الزوج للزوجة؟
أبونا: ينبغي أن يعاملها باللطف وعدم القسوة عليها: يوصى بولس الرسول الأزواج قائلاً "أيها الرجال احبوا نساءكم ولا تكونوا قساة عليهن" (كو3: 19)
ولكى يكون لطيفا غير قاس ينبغى مراعاة:
(1) أسلوب الكلام معها: فيكون رقيقا، ويتخير الألفاظ غير القاسـية، خاصة عند الرد على كلامها.
(2) ومراعاة الصوت أثناء الحديث من جهة حدته أو ارتفاعه.
(3) مراعاة أن مسئوليته أمام الله من جهتها أن يسر قلبها كل يوم، وهذا ما عبرت عنه الكنيسة فى الإكليل "تسرع إلى ما يسر قلبها".
(4) انتهاز كل فرصة خلال اليوم ليبدى إعجابه بها وبما تفعله.
(5) إذا حدث سوء تفاهم، يحسن إعطاء فرصة للصلاة أولاً، ثم يتم التفاهم بروح المسيح والهدوء على انفراد، وليس أمام أى أحد، ولا حتى الأولاد. ويكون الهدف هو أن يعرف كل إنسان خطأه ليعتذر عنه.
(6) لا يليق على الإطلاق أن يتجرأ الزوج ويمد يده على زوجته ويضربها.
(7) إذا أساء الزوج معاملة زوجته فإن الله لا يستجيب له، قال بطرس الرسول "أيها الرجال كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الإناء النسائى كالأضعف معطين إياهن كرامة .. كى لا تعاق صلواتكم" (1بط3: 7).
(12) المضيفة: هل بقيت أمور على الزوج مراعاتها في تعامله مع زوجته؟
أبونا: التضحية والبذل: فإن السيد المسيح فى محبته للكنيسة بذل نفسه وضحى بحياته من أجلها، وهذا ما يجب أن تكون عليه محبة الزوج لزوجته، لهذا يقول بولس الرسول "أيها الرجال احبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم (أى بذل) نفسه لأجلها" (أف5: 25).
ومن ذلك:
1ـ توفير مطالب المعيشة المالية.
2ـ المساعدة فى الأعباء المنزلية.
3ـ قضاء وقت مخصص معــها.
(13) المضيفة: وماذا عن مسئولية الزوج عن حياة زوجته الروحية؟
أبونا: (1) إن الزوج بحسب خطة الله هو المسئول الحقيقى عن قيادة زوجته ومساعدتها على النمو الروحى إذ يقول بولس الرسول "إن كن يردن أن يتعلمن شيئا، فليسألن رجالهن (أزواجهن) فى البيت" (1كو14: 35).
(2) لذلك لا يصح أن يتهرب الزوج ويلقى مسئولية قيادة زوجته على آخرين. وإن كان يشكى من أنها لا تصغى إليه، ولا تحترم كلامه، فمعنى هذا أن فى حياته الشخصية أموراً ينبغى أن تُصلح، حتى يظهر المسيح فيه، وعندئذ سوف تصغى إليه وتقدر كلامه.
(14) المضيفة: هذا يجعلنا نسأل عن قدوة الزوج لزوجته.
أبونا: يقول داود النبى "أسلك فى كمال قلبى فى وسط بيتى" (مز101: 2)، فمن السهل أن "يرسم الإنسان نفسه" خارج البيت، فيلبس بدلة الأخلاق العالية، ولكنه فى البيت يتجرد من كل هذا ويظهر على حقيقته، وهذا الأمر يصدم الزوجة صدمة عنيفة.
* كان هذا عن خطة الله للزوج، وفي حلقات قادمة نتعرف على خطة الله للزوجة.
(15) المضيف: ما هو التدريب الروحى للأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية: (أف5: 25)"أيها الرجال احبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها"." (أف5: 25)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (2تس 2).
(16) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(17) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) الأسبوع القادم سأكون في رحلة كرازية وستعرض حلقة معادة (2) باسم الآب والابن والروح القدس ... (3) محبة الله الآب ... سلام.
