123ـ قرار التكريس للملك المسيح
حلقة الثلاثاء 13/5/2014م
(تقديم: ريتا)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (123) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) كما أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب نمو لنا جميعا. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح
2ـ والثبات في الرب
3ـ النمو الروحي
4ـ النضوج الروحي
5ـ خدمة النفوس
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: سيادة المسيح والتكريس له.
(5) المضيفة: وفيم ستكلمنا اليوم؟
أبونا: قرار التكريس للملك المسيح:
وسأركز الحديث حول:
1ـ مقدمات قرار التكريس.
2ـ اتخـاذ قرار التكريس.
3ـ ممارسة حياة التكريس.
(6) المضيفة: ما هي مقدمات قرار التكريس؟
أبونا: مقدمات قرار التكريس تشمل:
1ـ رؤية التكريس.
2ـ الرغبة فى التكريس.
3ـ حساب نفقة التكريس.
أولا: رؤية التكريس:
(1) تتضح رؤية التكريس: من خلال هدف موت المسيح وقيامته، كما قال الكتاب: "وهو مات لأجل الجميع كى يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم، بل للذى مـات لأجـلهم وقام" (2كو5: 15)
(2) ومن قول الرسول بولس: "ما كان لى ربح فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة، بل إنى أحسب كل شئٍ أيضاً خسارة، من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربى الذى من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية، لكى أربـح المسـيح، وأُوجـد فيه" (فى3: 7 ـ 9)
(7) المضيفة: وماذا عن الرغبة في التكريس؟
أبونا: (1) يقول داود النبى: "من لى فى السماء ومعك لا أريد شيئاً فى الأرض" (مز73: 25)
هكذا كل مؤمن مخلص إذ يدرك دعوة التكريس، ويترك للروح القدس مجالاً لتحريك أشواقه، يرغب من عمقه فى حياة التكريس للملك المسيح.
(2) وعقب هذه الرغبة يبدأ في حساب النفقة: لأن بعض المؤمنين يلقون بأنفسهم فى تيار التكريس قبل أن ينضجوا للقرار. ودون أن يحسبوا حساب النفقة، فينتهى بهم الأمر إلى الفشل الذريع.
(8) وماذا عن قرار التكريس؟
أبونا: الواقع أن هناك ثلاثة أنواع من قرارات التكريس:
(1) القرار غير الناضج: مثل قرار لوط فى تبعية ابراهيم، فبينما كان قرار أبينا ابراهيم قراراً ناضجاً، وحسب حساب النفقة فترك كل شئٍ، نرى أن قرار لوط كان قراراً غير ناضج. بل سار فى التيار بلا رؤية حقيقية، إذ يسميه الكتاب: "لوط السائر مع ابراهيم" (تك13: 5). لذا نراه سريعاً ما ينكشف، ويبحث عن القنية والأرض التى تفيض لبناً وعسلاً بغض النظر عن شر أهلها، وانتهى به الأمر إلى الفشل.
(2) القرار المتسرع: مثل الشاب الذى ركض إلى المسيح وجثا على ركبتيه ملتمساً أن يعّرفه طريق الحياة الأبدية، لكن قراره كان متسرعاً، فلم يحسب حساب النفقة، إذ عندما قال له المسيح: "يعوزك شيئاً واحداً. اذهب بع كل ما كان لك، واعط الفقراء فيكون لك كنز فى السماء وتعال اتبعنى حاملاً الصليب" "فاغتم على القول، ومضى حزيناً، لأنه كان ذا أموال كثيرة" (مر10: 21 ، 22)
(3) القرار الناضج: مثل قرار معلمنا بولس الرسول الذى حسب النفقة، ووجد الخسارة من أجل المسيح ربحاً، فقال: "ما كان ربحاً فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة" (فى3: 7)
وعلى ذلك، كان قرار القديس الأنبا أنطونيوس مخالفاً لقرار الشاب الغنى المتسرع، إذ ترك الأنبا أنطونيوس كل شئ وتبع المسيح حاملاً الصليب.
(9) المضيفة: وماذا تريد أن تقول عن نفقة التكريس؟
أبونا: تتضح نفقة التكريس من قول المسيح لتلاميذه: "إن أراد أحد أن يأتى ورائى فلينكر نفسه، ويحمل صليبه، ويتبعنى" (مت16: 24)
فحساب النفقة يشمل :
1) إنكار النفس : أى إماتة الذات، والإتضاع .
2) حمل الصليب: أى الاستعداد للتألم، والعار، والظلم.
3) اتباع المسيح: أى السلوك المقدس بحسب قيم المسيح الروحية، من أمانة، وطهارة، ومحبة، وتجرد عن العالم بكل ما فيه.
أخى الحبيب هل تريد ان تتخذ قرار بتكريس قلبك للمسيح؟ هل حسبت حساب النفقة لمثل هذا القرار؟ هل تعتقد أن تكلفة تبعية المسيح باهظة الثمن؟ أم أنه يستحق أن تترك كل شئ من أجله لتقتنيه لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن؟
(10) المضيفة: كلمتنا عن مقدمات قرار التكريس والآن نريد أن تكلمنا عن اتخاذ قرار التكريس؟
أبونا: إتخاذ القرار يشمل:
1ـ التصميم.
2ـ العهد
3ـ التمليك.
أولا: التصميم: وهذا يتضح من قرار معلمنا بولس الرسول الذى قال: "ولكن لما سرَّ الله الذى افرزنى من بطن أمى ودعانى بنعمته أن يعلن أبنه فىَّ لأبشر به بين الأمم للوقت لم أستشر لحماً ودماً" (غل1: 15، 16)
ثانيا: العهد: إذ يتعهد أمام الرب بأن يعطيه قلبه وحياته، ويقول مع حزقيا الملك: "فالآن فى قلبى أن أقطع عهداً مع الرب" (2أخ29: 10)
هذا العهد هو بمثابة وضع الذبيحة موثقة على مذبح التكريس، الذى عبرَّ عنه داود النبى قائلاً: "اوثقوا الذبيحة بربط إلى قرون المذبح" (مز118: 27)
ثالثا: التمليك: وأعنى بالتمليك ترك المجال عملياً للروح القدس أن يملك على الحياة بالكامل: على القلب والعقل والإرادة والجسد، والخضوع الكامل له ولقيادته، فيصبح للرب السيادة المطلقة على الحياة، ويقول المكرس مع معلمنا داود النبى: "قلت للرب أنت سيدى خيرى لا شئ غيرك" (مز16: 2) مع الثقة بأن "الرب قد ملك" (مز93: 1)
(11) المضيفة: نأتي إلى ممارسة حياة التكريس فماذا تريد أن توضح لنا؟
أبونا: الواقع أن السلوك بحسب قرار التكريس أمر فى غاية الأهمية، حتى لا يصبح التكريس مجرد حبر على ورق، أو قراراً مع إيقاف التنفيذ. والسلوك يشمل بعض الجوانب هى:
1ـ مراعاة التدقيق.
2ـ تدريب النفس.
3ـ الجهاد الروحى.
4ـ معايير التكريس.
أولا: مراعاة التدقيق: يقول الكتاب: "فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء" (أف5: 15) معنى هذا أن لا يعود المكرس يتصرف فى أموره كما يرى، أو بحسب تفكيره هو، بل يفكر من خلال نظرة المسيح شخصياً، فيتصور المسيح فى مكانه، وهو فى مواجهة المواقف التى يتعرض لها "وكما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضاً" (1يو2: 6)
ثانيا: تدريب النفس: فالسلوك بالتدقيق يحتاج إلى تدريب النفس على الحياة بحسب الوصية، لذا قال بولس الرسول: "من أجل هذا أدرب أنا نفسى ليكون لى دائماً ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس" (أع24: 16). لذا طلب معلمنا داود النبى من الرب قائلاً: "دربنـى فى حقـك وعلمـنى لأنك أنت إله خلاصى" (مز25: 5)، وفى التدريب يجب أن نتحلى بالصبر وعدم اليأس من السقوط أو الفشل فى التدريب، بل القيام ومعاودة المحاولة.
ثالثا: الجهاد الروحى: الواقع أن المعركة شرسة بين الروح والجسد، لذا فالمؤمن المكرس يجب أن يجاهد، كما قال معلمنا بولس الرسول: "لم تقاموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية" (عب12: 4)
(12) المضيفة: وماذا عن معايير التكريس؟
أبونا: معايير التكريس: هى المقاييس الروحية التى يقيس عليها المكرس مستوى تكريسه القلبى، حتى يعرف إن كان هو يسلك بالروح أم يكمل بالجسد. ومتى اكتشف انحراف خطواته، يقوم بتصحيح المسيرة .. وهى :
أ ـ الأمانة: "مقدمين كل أمانة صالحة" (تى2: 10)
ب ـ الطهارة: "احفظ نفسك طاهراً" (1تى5: 22)
ج ـ التواضع: "تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب" (مت11: 29)
د ـ المحبة: "وأما غاية الوصية فهى المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وإيمان بلا رياء"
(1تى1 : 5)
هـ ـ التجرد: "لا تحـبوا العالم ولا الأشـياء التى فى العالم" (1يو2: 15)
ليعطنا الرب الحياة المكرسة التى تمجد اسمه القدوس فى كل حين. آمين.
(13) المضيفة: ما هو التدريب الروحى للأسبوع:
أبونا: (1) حفظ آية: (2كو5: 15) "وهو مات لأجل الجميع كى يعيش الأحياء فيما بعد للذى مات من أجلهم وقام" (2كو5: 15)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (1تس 2).
(14) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(15) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) باسم الآب والابن والروح القدس ... (2) محبة الله الآب ... سلام.