104ـ حلقة منهج خدمة المسلمين
إستراتيجية الكرازة: إزالة المعوقات: التجسد
الجمعة 9/8/2013م
(تقديم: يوسف)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (104) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. أسألك يارب أن تبارك هذه الحلقة لتكون سبب خلاص للكثيرين. في إسم يسوع المسيح. آمين.
(3) بدأت معنا سلسلة منهج الكرازة للمسلمين، فهل تعرض لنا مواد هذا المنهج؟
أبونا: (جدول منهج خدمة المسلمين)
1ـ أساسيات الكرازة
2ـ إستراتيجية الكرازة
3ـ تلمذة العابرين
(4) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بما قلته في الحلقة السابقة،
أبونا: كنت أتكلم عن تخوفات المسلمين من التنصير.
(5) المضيف: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) الواقع أنه من معطلات قبول المسلم للمسيح شبهة أن النصارى يؤلهون إنسانا [أي المسيح] ويعبدونه. ويستخدمون آيات قرآنية كثيرة مثل: (سورة المائدة 17) "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم"
(2) والواقع أننا لا نؤمن بتأليه الإنسان، (3) بل إيماننا هو تجسد الله في المسيح الإنسان.
(4) وقد تكلمت في هذا الموضوع بإستفاضة عدة مرات في برامجي السابقة: "أسئلة عن الإيمان، وحوار الحق" وغيرها، فمن يريد الإستذادة فليرجع لموقعنا على الإنترنيت:
www.fatherzakaria,com
(5) لهذا سوف يكون حديثي اليوم في شئ من الإيجاز لشرح ظهور أو تجلي الله في المسيح:
1ـ بحسب العقيدة المسيحية.
2ـ شهادة الإسلام لهذه العقيدة.
3ـ الاعتراضات والرد عليها.
(6) المضيف: لنبدأ بظهور أو تجلي الله في المسيح بحسب العقيدة المسيحية.
أبونا: العقيدة المسيحية:
(1) تؤمن المسيحية أن المسيح من الناحية الجسدية [أو الناسوت] هو إنسان كامل بلا خطية، لهذا كان يأكل ويشرب وينام، تماما كالبشر ولكنه بلا خطية.
(2) وتؤمن المسيحية أيضا أن الله [أو اللاهوت] قد حل أو ظهر أو تجلى في هذا الجسد البشري بدون اختلاط الطبيعتين أو امتزاجهما أو تغييرهما.
(7) المضيف: ما هي الشواهد من الكتاب المقدس التي توضح هذه العقيدة؟
أبونا: سأوضح من الكتاب المقدس ثلاثة تجليات لله في أشياء مادية هي:
1ـ تجلي الله في شجرة لموسى النبي
2ـ تجلي الله في الجبل لموسى النبي
3ـ تجلي الله في صورة بشرية أي إنسان.
أولا: تجلى الله لموسى في شجرة: جاء في (سفر الخروج 3: 1ـ 6): "واما موسى فكان يرعى غنم .. وجاء الى جبل الله حوريب. وظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليقة، فنظر واذا العليقة تتوقد بالنار والعليقة لم تكن تحترق. فقال موسى أميل الان لانظر هذا المنظر العظيم، لماذا لا تحترق العليقة. فلما راى الرب انه مال لينظر، ناداه الله من وسط العليقة، وقال: موسى موسى. فقال هانذا. فقال لا تقترب الى ههنا اخلع حذاءك من رجليك لان الموضع الذي انت واقف عليه ارض مقدسة".
* إذن فالله تجلى في شيء مادي وهو شجرة.
(2) ومرة أخرى يتجلى الله لموسى في الجبل: 1ـ في (سفر الخروج 33: 18 ـ 23) "قال موسى ارني مجدك .. قال لا تقدر ان ترى وجهي، لأن الانسان لا يراني ويعيش. وقال الرب: هوذا عندي مكان فتقف على الصخرة. ويكون متى اجتاز مجدي اني اضعك في نقرة من الصخرة واسترك بيدي حتى اجتاز. ثم ارفع يدي فتنظر ورائي واما وجهي فلا يرى"
2ـ وقيل في وصف تجلي الله على الجبل في (سفر الخروج 19: 18) "وكان جبل سيناء كله يدخن من اجل ان الرب نزل عليه بالنار .. وارتجف كل الجبل جدا.
3ـ وقيل عن موسى في هذا المشهد في (عب12: 21): "وكان المنظر هكذا مخيفا حتى قال موسى انا مرتعب ومرتعد"
* هذا عن ظهور الله لموسى في الجبل.
(3) ثم يوضح الكتاب المقدس ظهور الله أيضا في جسد بشري: فقد جاء في (1تي 3: 16):"عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد" [أي جسد المسيح].
* من هذه الآيات نرى أن الله تجلى في شجرة، وتجلى في الجبل، وظهر في بشر.
(8) المضيف: قلت أن الإسلام يشهد لهذه العقيدة التي وضحها الكتاب المقدس، فكيف تثبت ذلك؟
أبونا: نعم لقد شهد القرآن لنفس هذه التجليات الثلاثة التي ذكرت في الكتاب المقدس وهي:
1ـ تجلي الله في شجرة لموسى النبي
2ـ تجلي الله في الجبل لموسى النبي
3ـ تجلي الله في صورة بشرية أي إنسان.
أولا: عن تجلي الله لموسى النبي في شجرة:
(1) جاء في (سـورة القصص 29 و30) "فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ، آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا. قَالَ لِأَهْلِهِ: امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ. فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ، فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ، أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ العَالَمِين".
(4) وفي (سـورة طه 9-13) يضيف لهذه القصة: "إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى .. إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا".
(5) وفي) سورة النمل 7ـ9) يضيف للقصة أيضا: "بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا"
(6) وفي (كتاب الشفا للقاضي عياض ج 1 ص 62) "عن أبي هريرة، عن النبي، قال: لما تجلى الله لموسى كان يبصر النملة على الصفا في الليلة الظلماء"
(7) وفي (كتاب قوت القلوب في معاملة المحبوب ج 1 ص 88، لابن عطية الحارثي) "قال جعفر بن محمد الصادق: [وهو الإمام السادس لدى الشيعة الإمامية] "واللّهِ لقد تجلّى اللّه عزّ وجلّ لخلقه في كلامه"
* من هذا يتضح أن الله قد تجلى أو ظهر لموسى في شجرة وخاطبه منها تماما كما ذكر الكتاب المقدس.
(9) المضيف: هذا عن تجلي الله لموسى في شجرة، فماذا قال القرآن عن تجلي الله للجبل ولموسى؟
أبونا: ثانيا: تجلي الله للجبل ولموسى:
(1) جاء في (سورة الأعراف 142 و143): "وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ: رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ. قَالَ: لَن تَرَانِي، وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ، فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ، فَسَوْفَ تَرَانِي. فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ، جَعَلَهُ دَكًّا، وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًاَ"
(2) وفي (تفسير القرآن لابن أبي حاتم ج 5 ص 1561) "تجلى الله لموسى على الطور فصار الطور دكا وتفطرت الجبال"
(3) ويعلق الشيخ متولي الشعراوي على هذه الآية القرآنية قائلا: "إن الله يمكن أن يتجلى في بعض خلقه". (فيديو الشيخ الشعراوي)
* وهكذا أيضا يأخذ القرآن هذه القصة من الكتاب المقدس.
(10) المضيف: بهذا تكون قد كلمتنا عن شهادة الإسلام لتجلي الله لموسى في الجبل وفي الشجرة، بقي أن تكلمنا عن شهادته عن تجلي أو ظهور الله في صورة بشر.
أبونا: لكي أوضح هذه النقطة الجوهرية سأورد الأدلة والبراهين على ذلك من:
1ـ القرآن
2ـ والأحاديث
3ـ وشهادة علماء الإسلام
أولا: شهادة القرآن لرؤية الله في صورة جسمية:
(1) جاء في (سورة القلم 42) "يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ"
(2) وجاء تفسير ذلك في (صحيح مسلم بشرح النووي حديث 269): "أن ناسا فيزمن رسول الله قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يومالقيامة؟ قال رسول الله: نعم. فيقول أناربكم فيقولون نعوذ بالله منك لا نشرك بالله شيئا، حتى إن بعضهم ليكادأن ينقلب. فيقول هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها؟ فيقولون نعم. فيكشف الله عن ساق. ثم يرفعون رءوسهم وقد تحول في صورته التي رأوه فيها أول مرة. فقالأنا ربكم فيقولون أنت ربنا"
ثانيا: شهادة الأحاديث لرؤية الله في صورة جسمية:
(1) جاء في كتاب (الأسماء والصفات لأبي بكر البيهقي ج 2 ص 261) "قال رسول الله: «رأيت ربي جعدا [شعره أكرت] أمرد [فارع الطول] عليه حلة"خضراء»
(2) وفي (كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل ج 1 ص 208، لابن إسحاق بن خزيمة نشر مكتبة الرشد بالرياض في السعودية الطبعة الخامسة) "وأما النار فيلقون فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع الجبار فيها قدمه هناك تمتلئ ويدنو بعضها إلى بعض وتقول قط قط) أخرجه البخاري.
(3) ولنسمع ذلك من أحد الشيوخ: http://www.youtube.com/watch?v=7HQvKXXgvPg
(ق 0:10 ـ 0:15) "يوم نقول لجهنم ... [إلى] هل من مزيد"
(ق 0:22 ـ 1:14) "وأما النار ... [إلى] وعقيدة السلف"
* من هذا نرى أن الله مشبه بإنسان له قدم يضعها في النار.
(11) المضيف: وماذا عن شـهادة علماء الإسلام عن حلول الله في أشخاص:
أبونا: شـهادة علماء الإسلام:
(1) أهل النصيرية والإسحاقية: قالوا في (كتاب الملل والأهواء والنحل جزء 2 ص 25): "إن ظهور الروحاني بالجسد الجسماني (أي المادي) لا ينكره عاقل، كظهور جبريل في صورة أعرابي، وتمثله بصورة البشر، وأن الله تعالى قد ظهر بصورة أشخاص".
(2) الشيخ أبو الفضل القرشي قال في (كتاب هامش الشيخ القرشي على تفسير الإمام البيضاوي ج2 ص 308): "في قولهم أن في المسيح لاهوتاً يمكن أن يكون المراد أن اللاهوت ظهر فيه ظهوراً تاماً، وهذا لا يستلزم الكفر، وأن لا إله إلا واحد"
(3) الإمام أحمد بن الحائط إمام فرقة الحائطية في كتاب (الملل والنحل للشهرستاني ص 54) ينسب أحكاماً إلهية للمسيح ويقول عنه: "أنه تدرع بالجسد الجسمانى وهو الكلمة القديمة كما قالت النصارى".
إذن ظهور الله في جسد إنسان أمر ليس بغريب وليس بكفر. وذلك بشهادة القرآن وشهادة علماء وأئمة الإسلام.
(12) المضيف: هناك بعض الاعتراضات على هذه العقيدة ولكن لضيق الوقت نكتفي باعتراض المسلمين على تسمية المسيح بإبن الله، فهل لله ولد؟
أبونا: (1) هناك بالفعل إعتراضات كثيرة وقد رددت عليها في حلقاتنا السابقة، ويبحث عنها في موقعنا على الإنترنيت:
www.father zakaria,com
(2) ونكتفي هنا بالرد على: شبهة كيف يكون لله إبن:
1ـ أولاً: يجب أن نفهم أن الوحي المقدس لم يقصد المعنى الحرفي لتعبير "إبن" (أي الولادة الجسدية التناسلية)،
2ـ وإنما المعنى الروحي اللاهوتي: وهو أن لاهوت المسيح هو نفس لاهوت الله فدعي ابن الله من جهة لاهوته. كما أن ناسوت المسيح أي جسده هو نفس جسد الإنسان فدعي من هذه الناحية إبن الإنسان.
3ـ والدليل على أن لفظة إبن الله لا تفيد المعنى الحرفي التناسلي، هو ما جاء في (سورة البقرة177) عن لفظة "إبن السبيل" في قول الآية القرآنية: " وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ" أي المسافر لملازمته للسبيل.
* إذن فتعبير إبن لا يفيد التناسل الجسدي، فالمسيح يدعى ابن الله لأنه من طبيعته ولأنه ملازم له متحدا به.
المداخلات
(13) المضيف: نشكر الله، هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) برجاء أن تتركز المداخلات في موضوع الحلقة، (2) ونحب أن نسمع إختبارات الأحباء المسلمين الذين اكتشفوا حقيقة الإسلام. آمين.
الختام
(14) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: (1) أشكرك شكرا جزيلا، (2) صلاة لأجل الطالبين (3) محبة الله الآب .. إمضوا بسلام سلام الرب مع جميعكم. آمين.
