إستراتيجية الكرازة: إزالة المعوقات: التثليث
الجمعة 2/7/2013م
(تقديم: عبد الله العراقي)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (103) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. أسألك يارب أن تبارك هذه الحلقة لتكون سبب خلاص للكثيرين. في إسم يسوع المسيح. آمين.
(3) بدأت معنا سلسلة منهج الكرازة للمسلمين، فهل تعرض لنا مواد هذا المنهج؟
أبونا: (جدول منهج خدمة المسلمين)
1ـ أساسيات الكرازة
2ـ إستراتيجية الكرازة
3ـ تلمذة العابرين
(4) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بما قلته في الحلقة السابقة،
أبونا: كنت أتكلم عن تخوفات المسلمين من التنصير.
(5) المضيف: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن: (1) الخطوة الأولى من إستراتيجية الكرازة بالمسيح، وهي إزالة المعوقات التي تصد المسلم عن قبول المسيح مخلصا وفاديا.
(2) ومجمل هذه العوائق:
1ـ شبهة أننا نعبد ثلاثة آلهة
2ـ شبهة أننا نعبد إنسان هو المسيح ابن الله
3ـ شبهة نفي صلب المسيح
4ـ شبهة تحريف الكتاب المقدس
5ـ شبهة نبوة المسيح عن أحمد
(3) وبالتأكيد لن نستطيع الكلام عنها كلها اليوم.
(6) المضيف: لنبدأ بشبهة أننا نعبد ثلاثة آلهة، فهذه عقبة كبيرة في فكر المسلم، فكيف ترد على هذه الشبهة؟
أبونا: (1) للرد على هذه الشبهة سوف أناقش النقاط التالية:
1ـ إيضاح هذه العقيدة من الكتاب المقدس
2ـ شهادة الإسلام لهذه العقيدة المسيحية
3ـ الثالوث المعترض عليه
(2) والواقع أنني تكلمت في هذا الموضوع في حلقات سابقة كثيرة منذ برنامج: "أسئلة عن الإيمان" و "حوار الحق" وغيرهما من البرامج منذ عام 2003م
(3) وبالتأكيد يوجد مشاهدون اليوم كثيرون لم يشهدوا تلك الحلقات، لهذا سوف أناقش هذا الموضوع بشئ من الإيجاز غير المخل، ومن يريد الإستزادة فليعد إلى تلك الحلقات بموقعنا:
www.father zakaria,com
(7) المضيف: كلمنا عن عقيدة الله واحد في ثالوث، من الكتاب المقدس أولا.
أبونا: سيشمل الحديث النقاط التالية:
1ـ عقيدتنا في الله الواحد
2ـ عقيدتنا في الثالوث، وليس ثلاثة آلهة
3ـ حتمية الثالوث في الله الواحد
أولا: بخصوص عقيدتنا في الله الواحد:
(1) جاء في (مر12: 29) "الرب إلهنا رب واحد"
(2) وفي (رو3: 29): "لأن الله واحد"
(3) وهناك آيات أخرى كثيرة وللإيجاز أكتفي بذلك.
ثانيا: شرح عقيدتنا في الثالوث، وليس ثلاثة آلهة:
نحن لا نؤمن بثلاثة آلهة ولكن بالله الواحد: الموجود بذاته، والناطق بالكلمة، والحي بروحه.
(1) فالله موجود بذاتـه: أي أن الله كائن له ذات حقيقية وليس هو مجرد فكرة بلا وجود. وهذا الوجود هو أصل كل الوجود. ومن هنا أعلن الله عن وجوده هذا بلفظة (الآب) لأنه مصدر الوجود. ولا تعنى هذه اللفظة أي معنى مادي أو جسدي أو تناسلي.
(2) والله ناطق بكلمته: أي أن الله الموجود بذاته هو كائن عاقل ناطق بالكلمة وليس هو إله صامت، ولقد أعلن الله عن عقله الناطق هذا بلفظة (الابن)، كما نعبر عن الكلمة الخارجة من فم الإنسان بقولنا: "بنت شفة" ولا تعنى هذه اللفظة أي معنى مادي أو جسدي أو تناسلي.
(3) والله أيضا حي بروحه: إذ أن الله الذي يعطي حياة لكل بشر لا نتصور أنه هو نفسه بدون روح! ولقد أعلن الله عن روحه هذا بلفظة (الروح القدس)
** ولهذا قال السيد المسيح لتلاميذه "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" (متى 28: 19)
(8) المضيف: وماذا عن حتمية الثالوث في الله الواحد
أبونا: مما سبق يتضح أنه يتحتم أن يكون هناك ثالوثٌ في الله الواحد القدوس إذ أنه:
(1) لا يمكن أن الله الواحد الذي أوجد الموجودات، يكون هو نفسه بلا وجود ذاتي.
(2) ولا يمكن أن الله الذي خلق الإنسان عاقلا ناطقاً، أن يكون هو نفسه غير ناطق بالكلمة.
(3) كما أنه لا يمكن أن الله الذي خلق الحياة في كل كائن حي، أن يكون هو نفسه غير حي بالروح.
لذلك تحتم أن يكون في "الله الواحد" ثالوثا، أي "الله واحد في ثالوث وليس ثلاثة آلهة".
(9) المضيف: هل حقا الإسلام يشهد لهذه العقيدة المسيحية الله واحد في ثالوث؟
أبونا: هذا واقع إذ تتضح شهادة القرآن للعقيدة المسيحية من خلال:
1ـ شهادة الإسلام لتوحيد المسيحيين
2ـ شهادة الإسلام لثالوث المسيحيين
أولا: شهادة القرآن لتوحيد المسيحيين:
يشهد القرآن للمسيحيين بأنهم يؤمنون بالله الواحد ولا يشركون به وأنهم ليسوا كفرة ويتضح ذلك مما يلي:
(1) (سورة العنكبوت أية 46): "وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ .. وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ"
(2) (سورة المائدة آية 82): "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ".
** ويتضح من هذا أن النصارى ليسوا مشركين بالله، فالمشركون واليهود هم أشد الناس عداوة للمسلمين أما النصارى فهم أقرب الناس مودة لهم.
(3) (سورة آل عمران 55): "إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"
** فمن كل ما تقدم تتأكد شهادة القرآن للمسيحيين بأنهم يعبدون الله الواحد ولا يشركون به, وليسوا كفرة.
(10) المضيف: كيف يشهد الإسلام لثالوث المسيحية؟
أبونا: لنرى:
(1) شهادة القرآن: لقد ذكر القرآن ثالوث الله الواحد تماماً كما تؤمن به المسيحية: ذات الله. وكلمته. وروحه.
1) في (سورة النساء آية 171): "إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ".
ففي هذه الآية يتضح أن الله له: ذات، وله (كلمة)، وله (روح).
2) وجاء في (سورة الفاتحة 1) " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "
1.وفي (تفسير القرطبي ج1 ص 138) "هذه الآية تضمنت جميع الشرع لأنها تدل على الذات وعلى الصفات، وهذا صحيح"
(2) شهادة مذاهب الإسلام:
1.الواصلية: وهم أصحاب واصل بن عطاء "إن للذات صفتين ذاتيتين هما العلم والقدرة، وهما اعتباران للذات القديمة، وجميع الصفات الأخرى تُرَد لهاتين الصفتين" (كتاب مطارق النور تبدد أوهام الشيعة لمحمد مال الله ج 1 ص 40)
2.الأشاعرة: [نسبة لأبي حسن الأشعري] قالوا: "إن لله صفات ثابتة .. منها أنه حي متكلم" (د. عمارة، الإسلام وفلسفة الحكم، الخلافة ونشأة الأحزاب الإسلامية ص 273)
(3) شهادة علماء المسلمين:
1. الشهرستاني يشرح إيماننا في كتابه (الملل والنحل ج1 ص220 و221): [يقول النصارى] "لله تعالى أقانيم ثلاثة فالباري تعالى جوهر واحد يعنون به: واحد بالجوهرية، ثالوث بالاقنومية، ويعنون بالاقانيم الصفات الذاتية: كالوجود والحياة والعلم، وسموها الاب والابن وروح القدس"
2.شهادة الأستاذ أحمد عبد المعطي حجازي: في (جريدة الأهرام المصرية بتاريخ 19 يونيو 2002م): قال: "المسيحية دين توحيد، والتثليث فيها لا يعني الكثرة أو التعدد، وإنما يشير إلى الصور المختلفة للحقيقة الواحدة، فهي بهذا المعنى شبيهة بفهم المسلمين لوحدة الذات الإلهية وتعدد صفاتها"
3. قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر: "إن كثرة الصفات لموصوف واحد لا تقدح في وحدة الذات" (موقع الأزهر ـ مفاهيم إسلامية ـ التوحيد)
http://www.alazhr.com/books2/book.jsp?bid=g4b1&id=105
4ـ الأستاذ محمود عباس العقادفى شرحه لإعتقاد النصارى فى ذات الله يقول: "إن الأقانيم جوهر واحد. وإن "الكلمة" و"الآب" وجود واحد. وإنك حين تقول "الآب" لا تدل على ذات منفصلة عن "الإبن" لأنه لا انفصال ولا تركيب فى الذات الإلهية " (كتاب الله لعباس العقاد ص 112)
** هذه هي شهادة القرآن، وعلماء الإسلام لعقيدة الثالوث: وهي أن الله واحد له ذات وله كلمة وله روح. وهذا لا يقتضي الشرك بالله وأن لا إله إلا هو.
(11) المضيف: بقي أن تكلمنا عن الثالوث المعترض عليه. ما هو؟
أبونا: سأعرض الثالوث الذي اعترض عليه القرآن:
1ـ هو ثالوث المريميين.
2ـ ثم موقف المسيحية منه.
3ـ ثم موقف الإسلام منه.
أولا: ثالوث المريميين
في القرن الخامس الميلادي ظهرت بدعة، وكان أصحاب هذه البدعة من الوثنيين يعبدون "كوكب الزهرة" ويقولون عنها "ملكة السماء"، وعندما اعتنقوا المسيحية، اعتبروا مريم هي ملكة السماء أو إلاهة السماء بدلا من "الزهرة" ولذلك أطلقوا على أنفسهم اسم "المريميين" (انظر كتاب "الله ذاته ونوع وحدانيته" لمؤلفه عوض سمعان صفحة 127) وكتاب "القول الأبريزي" للعلامة أحمد المقريزي ص 26).
وبذلك أصبحت عقيدتهم أن هناك ثلاثة آلهة هم: الله كأب، ومريم كأم، والمسيح كإبن. وهذا طبعا ما لا تؤمن به المسيحية على الإطلاق.
ثانيا: موقف المسيحية من ثالوث المريميين
بمجرد ظهور هذه البدعة حاربتها الكنيسة المسيحية، وقطعت كل من يقول بقولهم. (كتاب تاريخ الكنيسة القبطية للقس منسى يوحنا ص 212)
(12) المضيف: وما هو موقف الإسلام من ثالوث المريميين؟
عندما ظهر الإسلام وجد بعض أتباع هذه البدعة المريمية في الجزيرة قبل أن تختفي تماماً، فحارب عقيدتهم وثالوثهم (وليس ثالوث المسيحية) ويتضح هذا من الآيات الآتية:
1_ (سورة المائدة آية 116): "إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أ أنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله"
2ـ (سورة الأنعام آية 101): "بديع السموات والأرض أنى (كيف) يكون له ولد ولم تكنله صاحبة (أي زوجة)"
3ـ (سورة الإخلاص): "قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد".
4ـ وفى (سورة النساء:171) قوله (وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ): قال الجلالان: يقصد الله وعيسى وأمه. أى التثليث المحتوى على صاحبة .
6ـ وقال ابن كثير: أى: لا تجعلوا عيسى وأمه مع الله شريكين (ابن كثير ص 234)
فمن كل ما تقدم يتضح أن الإسلام لم يحارب إيمان المسيحية الله واحد ناطق بالكلمة حي بالروح.
مداخلات
(13) المضيف: شكرا، هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) برجاء أن تتركز المداخلات في موضوع الحلقة، (2) ونحب أن نسمع إختبارات الأحباء المسلمين الذين اكتشفوا حقيقة الإسلام. آمين.
الختام
(14) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: (1) أشكرك شكرا جزيلا، (2) صلاة لأجل الطالبين (3) محبة الله الآب .. إمضوا بسلام سلام الرب مع جميعكم. آمين.