621ـ موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي [58]
(صلب المسيح)
الرد على الإعتراض ـ شُبه لهم
الجمعة 26/1/2024م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (621) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
******
(3) أحبائي: سوف أواصل حديثي من: موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي.
(4) تحدثت في الحلقة الماضية عن اعتراضات المسلمين وتشتمل على ما يلي:
1- وما صلبوه.
2- ولكن شبه لهم.
3- بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ
4- وقولهم: ألا تكفي التوبة للغفران دون ضرورة للصلب؟
5- وأيضا: ما ذنب إنسان برئ ليصلب عن الناس؟
6- وكذلك قولهم: هل تعبدون إلها مصلوبا؟
7- فمن كان يحكم الكون عندما صلب المسيح؟
*******
(5) وقد ناقشنا في الحلقات الماضية الاعتراض من (سورة النساء آية 157) "وقولهم [أي اليهود] إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله. وما صلبوه ولكن شبه لهم…. وما قتلوه يقينا ولكن شبـه لهـم"
(6) وأوردنا بعض الآراء في الرد على هذه الآية، وتضارب أقوال علماء المسلمين بخصوص تفسيرها.
(7) واليوم أقدم تفسيرات أكثر حكمة لعلماء الإسلام لهذه الآية:
(8) الإمام الرازي:
- يقول الفقيه الكبير الإمام الرازي: في كتابه (التفسير الكبير ج 11 ص 79) "إن جاز أن يقال : أن الله تعالى يلقي شبه إنسان على إنسان آخر فهذا يفتح باب السفسطة"
- [وأضاف موضحا]: "فإنا إذا رأينا زيداً، فلعله ليس بزيد، ولكنه ألقى شبه زيد عليه"
- [وبين قائلا]: "وعند ذلك لا يبقى النكاح والطلاق والامتلاك، موثوقاً به"
- [وزاد قائلا]: وأيضاً يؤدي إلى القدح في التواتر"
- "وإذا أجزنا حصول مثل هذه الشبهة .. توجه الطعن في التواتر"
- "والطعن في التواتر يوجب الطعن في نبوّة جميع الأنبياء".
** إذن فالإمام الرازي يستبعد أن يكون المقصود من هذا التعبير "شبه لهم" هو إلقاء شبه المسيح على إنسان آخر.
(9) الإمام البيضاوي:
- ويقول الإمام البيضاوي في (تفسيره ج 2 ص 277): "قال قوم: صلب الناسوت وصعد اللاهوت".
2- فالبيضاوي يورد قول البعض بصلب الناسوت، وإن كان حديثه عن صعود اللاهوت يحتاج إلى مناقشة.
3- لكنهم عموما وضحوا أن عبارة "شبه لهم" لا تعني أن شَـــبَـــهَ المسيحِ وقع على شخص آخر فصلب بدل المسيح.
(10) ودعونا نوضيح مفهوم التعبير "شبه لهم":
1ـ ربما أراد القرآن أن يقول أن معنى "شبه لهم" هو أنهم بصلبهم للمسيح قد شبه لليهود أنهم قد قضوا على المسيح ورسالته، ولكن هيهات أن يقضوا عليه أو علي رسالته، بل شبه لهم ذلك.
2ـ وهناك احتمال آخر هو أنه شبه لليهود أنهم هم الذين قتلوه والواقع أنه بحسب عقيدتهم فإن الله هو الذي سمح بذلك كما يذكر في: (سورة الأنفال آية 17) فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى"
3ـ كما أنه يوجد احتمال آخر بحسب عقيدتهم أن من قتل في سبيل الله ليس ميتا، فيكون معنى الآية أنه شبه لهم أن المسيح قد مات، والواقع أنه حي عند ربه، بحسب قول الآية القرآنية:
أـ (سورة آل عمران آية 169) "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ".
بـ وأيضا (سورة البقرة آية 154) "وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ"
4ـ وقد يكون المقصود هو صلب الناسوت وعدم إمكان صلب اللاهوت، وهذا ما أشار إليه
الأمام البيضاوى بقوله: "… صلب الناسوت وصعد اللاهوت"
# وكما سبق أن ذكرت أن قول البيضاوي هذا صحيح من جهة صلب الناسوت، ولكنه غير صحيح في من جهة ما يقوله عن صعود اللاهوت، لأننا نؤمن أن الصلب حدث للناسوت فعلا، وهو الذي تأثر بعملية الصلب، أما اللاهوت فلم يفارق الناسوت لحظة واحدة ولا طرفة عين، لكن اللاهوت لم يتأثر بعملية الصلب.
# وتتضح هذه الحقيقة عندما ننظر إلى قطعة من الحديد المحماة بالنار، عندما نطرقها بمطرقة نجد أن الحديد فقط هو الذي يتأثر بالطرق، أما النار فلا تتأثر. هكذا الآلام والموت حدث لناسوت المسيح ولكن لم يتأثر اللاهوت ولكنه لم يصعد بل كان متحدا بالناسوت حتى وقت الصلب.
# وفي هذا قال الأنبا شنودة الثالث في كتابه (طبيعة المسيح ص 13): "إن مثل إتحاد الحديد والنار: وقد استخدمه القديس كيرلس الكبير، واستخدمه أيضاً القديس ديسقورس . ففي حالة الحديد المُحمى بالنار، لا نقول هناك طبيعتان: حديد ونار، وإنما نقول حديد محمى بالنار، كما نقول عن طبيعة السيد المسيح أنه إله متأنس، أو اله متجسد، ولا نقول أنه اثنان إله وإنسان.
[وأضاف]: " مثال اتحاد النفس والجسد: وقد استخدم هذا التشبيه القديس كيرلس عامود الدين، والقديس أوغسطينوس، وعدد كبير من علماء اللاهوت القدامى والحديثين .
[وختم قائلا]: وفى هذا المثال تتحد طبيعة النفس الروحانية ، بطبيعة الجسد المادية الترابية ، ويتكون من هذا الاتحاد طبيعة واحدة هي الطبيعة البشرية"
** عموما إن هذا القول الذي ذكره الإمام البيضاوي وإن كان غير صحيح من جهة ما قاله عن صعود اللاهوت، لكننا نرى فيه إشارة جلية بأن المسيح قد صلب فعلاً بالناسوت دون أن يتأثر اللاهوت.
*****
(11) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
إختبارات العابرين والعابرات
(12) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
******
المداخلات
(13) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
الختام
(14) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(15) البركة الختامية:
والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.
