622ـ موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي [59]
(صلب المسيح)
التناقض بين (سورة النساء 157) وغيرها من آيات القرآن
الجمعة 2/2/2024م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (622) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
******
(3) أحبائي: سوف أواصل حديثي من: موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي.
(4) تحدثت في الحلقات الماضية عن اعتراضات المسلمين وتشتمل على ما يلي:
1- وما صلبوه.
2- ولكن شبه لهم.
3- بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ
4- وقولهم: ألا تكفي التوبة للغفران دون ضرورة للصلب؟
5- وأيضا: ما ذنب إنسان برئ ليصلب عن الناس؟
6- وكذلك قولهم: هل تعبدون إلها مصلوبا؟
7- فمن كان يحكم الكون عندما صلب المسيح؟
*******
(5) وقد ناقشنا في الحلقات الماضية الاعتراض من (سورة النساء آية 157) "وقولهم [أي اليهود] إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله. وما صلبوه ولكن شبه لهم…. وما قتلوه يقينا ولكن شبـه لهـم"
(6) وأوردنا بعض تفسيرات أكثر حكمة لعلماء الإسلام لهذه الآية
(7) واليوم أقدم التناقض بين (سورة النساء 157) وغيرها من آيات القرآن:
تقول (سورة النساء 157) "وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله. وما صلبوه ولكن شبه لهم". ولكن هذه تتعارض مع بقية الآيات التي تشهد لموت المسيح مثل:
- (سورة آل عمران 55) "مكروا ومكر الله والله خير الماكرين، إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا، وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة.
- وفي (سورة المائدة 117) "فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم، وأنت على كل شيء شهيد"
- وفي (سورة مريم آية 33) "وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا"
- فهذه الآيات تذكر صراحة وفاة المسيح وموته قبل أن يرفع وقبل أن يبعث حيا، مما يتناقض مع (سورة النساء 157) أنه لم يصلب ولم يقتل.
- ولكن الفقهاء يبررون هذا التناقض بقولهم أن هذه الآية (النساء 157) نسخت [أي ألغت] آيات وفاة المسيح وموته في (سورة آل عمران، والمائدة، ومريم).
- وقد سبق أن ناقشت هذه العقيدة وقلت: إن عقيدة الناسخ والمنسوخ في الإسلام لا تقع إلا في الأحكام الشرعية فقط أي في أحكام الشريعة التي يمكن أن تتغير بحسب الأحوال، ولكن لا يمكن أن يقع النسخ في الأخبار التاريخية، إذ لا يمكن تغيير أحداث التاريخ. فالآيات التي تتكلم عن موت المسيح ووفاته قبل ارتفاعه إلى السماء أو بعثه، لا يمكن أن تنسخ لأنها حقيقة تاريخية.
7- إن عقيدة الناسخ والمنسوخ في القرآن تقرر أن الآيات التالية زمنيا تنسخ ما قبلها من آيات وليس العكس. فسورة النساء التي تقول "وما قتلوه وما صلبوه" قد كتبت سنة 3 هجرية، أي قبل (سورة المائدة) التي تقول "ولما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم .." فقد كتبت سنة 10 هجرية (تفسير القرآن للشيخ عبد الله يوسف علي ص 125و 242)
8-إذن فسورة المائدة أصدق مما جاء في سورة النساء بخصوص موت المسيح، وبهذا يكون المسيح قد توفي فعلا كما تقول الآية في (سورة المائدة 117) "ولما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم"
*******
(8) دراسة تحليلية لنص هذه الآية (النساء 157):
إتماما لبحث هذه الآية التي تتحدث عن شبهة عدم صلب المسيح نقدم هذه الدراسة التحليلية للنص من الجوانب التالية:
الجانب الأول: هو الجانب اللغوي.
الجانب الثاني: الجانب الموضوعي
الجانب الثالث: جانب علم البلاغة والبيان
الجانب الرابع: الجانب المنطقي في التفسير
*******
(9) الجانب الأول: هو الجانب اللغوي:
من الناحية اللغوية يفهم معنى شبه لهم الواردة بآية النساء (157) بمفهوم أنه قد ظنوا أنهم قتلوه وصلبوه وتخلصوا منه ومن رسالته إلى الأبد. وليس بمعنى أن الله قد ألقى شبهه على إنسان آخر كما سبق أن أوضحنا، هذا ما أكده كل من:
[1] الإمام الزمخشري في (الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل ج 1 ص ، 620): تكلم عن معنى قول القرآن "شبِّه لهم"؟ قائلا: "مسند إلى ماذا؟ [أي يرجع إلى ماذا؟]
- ووضح كلامه قائلا: إن جعلته مسند إلى المسيح؟ [أي إن رجعت الكلمة على المسيح؟] فالمسيح مشبه به وليس مشبه"
3-(بمعنى إن كانت الكلمة "شبِّه" تعود على المسيح فيكون السؤال هنا: بمن شبه المسيح؟ أي شبَهُ من وقع على المسيح؟ وبالتأكيد القرآن لا يريد أن يقول ذلك، بل يريد المفسرون الآخرون أن يقولوا عكس هذا المعنى وهو أن شبه المسيح هو الذي وقع على شخص آخر. فهل هذا صحيح في التركيب اللغوي لعبارة "شبه لهم" دعنا نصغي إلى ما قاله الزمخشري بخصوص ذلك) قال:
4- وإن أسندته إلى المقتول. [أي إن جعلت عبارة "شُبِّه لهم" تعود على الشخص الذي قُتل بدل المسيح وهو ما ذهب إليه بعض المفسرين لهذا قال الزمخشري] : لقد زعموا [أي زعــمَ بعضُ المفسرين] أن اليهود قتلوا رجلا آخر شبيها بعيسى. [ويكمل الزمخشري قائلا:] فالمقتول لم يجر له ذكر [أي لم يسبق ذكره في الآية].
5- وخلص الإمام الزمخشري من ذلك إلى حقيقة هامة جدا أوضحت المعنى الحقيقي من الآية، ونفت أن يكون في القرآن اختلاف أو تناقض إذ قال: عبارة "شبه" مسند إلى الجار والمجرور أي مسند إلى "لهم" كقولك "خيل لهم" )
6-هذا هو التركيب اللغوي للآية. ونعرض أيضا قول:
(2) الإمام الرازي:
ولكن اسمحوا لي أن أرجئ ذلك للحلقة القادمة بمشيئة الله.
*****
(11) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
إختبارات العابرين والعابرات
(12) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
******
المداخلات
(13) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
الختام
(14) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(15) البركة الختامية:
والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.
