363ـ تعدد قراءات القرآن [1]
الجمعة 16/11/2018م
(تقديم: حسين)
(مأخوذة من برنامجنا حوار الحق حلقة 112، يوم الجمعة 10 إبريل 2009م)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (363) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها ... آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيف: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا:
تكلمنا في الحلقة الماضية عن: (1) الاختلافات بين المصاحف ورش، وقالون، وحفص.
(4) المضيف: وعن ماذا سوف تكلمنا اليوم؟
أبونا:
موضوع حديثنا اليوم هو عن تعدد قراءات القرآن.
(5) المضيف: وماذا تريد أن تقول لنا عن تعدد قراءات القرآن؟
أبونا:
- سأعلق على بعض العبارات بخصوص القراءات والتي جاءت في كتاب (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين ص 41)
- العبارة الأولى: هي: "قد وضع العلماء تعريفًا للقراءات القرآنية وهو: اختلاف ألفاظ الوحى فى الحروف أو كيفيتها.
(6) المضيف: وما هو تعليقك على هذه العبارة؟
أبونا:
تعليقي:
- في البداية هل لازال حضرات الشيوخ يعتقدون أن القرآن أساسا وحي من عند الله" بعد البراهين التي أوردناها في حلقاتنا؟ أرجو أن يكونوا قد غيروا رأيهم.
- في قولهم هذا، عن "تعريف القراءات القرآنية أنها اختلاف ألفاظ الوحى فى الحروف"، هو اعتراف خطير بوقوع التحريف في ألفاظ القرآن.
- ولذلك أقول: ما حاجتنا بعد إلى شهود، فكبار علماء الأزهر في غفلة من وعيهم، لانشغالهم بتبرير اختلافات القرآن، ونفي أن تكون هذه الاختلاف بفعل بشر، نسبوا هذه الاختلافات إلى الوحي نفسه.
(7) المضيف: تقول "نسبوها إلى الوحي" ياريت تذكِّر المشاهدين بما قالوه بهذا الخصوص؟
أبونا:
- هذا ما جاء في: (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين ص41) "قالوا فى تعريف القراءات القرآنية أنها: اختلاف ألفاظ الوحى فى الحروف أو كيفيتها"
- وكتبوا عبارة ثانية في نفس الصفحة قائلين: "ومما تجب ملاحظته أن القراءات القرآنية هي وحى من عند الله عزَّ وجل،
- [وأكملوا قائلين] فهى إذن قرآنٌ"
- وبهذا قد زادوا الطين بِلَّة.
- هل القراءات القرآنية وحى من عند الله، يا حضرات الشيوخ الأفاضل؟
(8) المضيف: وما هي المشكلة في قولهم أن القراءات القرآنية هي وحي من عند الله؟
أبونا:
هناك أكثر من مشكلة:
- لقد قالوا أن القراءات القرآنية تعني إختلاف ألفاظ الوحي في الحروف أو كيفيتها، فهل هذا كلام يليق بالوحي؟ أن يكون فيه إختلاف؟
- معنى هذا بمنتهى الوضوح هو وجود مصحف ناقص عن الآخر حروفا أو ألفاظا أو كلمات.
- ثم إنهم بهذا قد وقعوا في خطأ لا يقع فيه إلا العوام والجلهة، ولا يليق بعلماء الأزهر الكبار أن يقعوا فيه. وهو الخلط بين الأحرف السبعة التي يؤمنون أنها أوحيت إلى محمد،
- وبين القراءات السبع التي هي من وضع الأئمة من الجيل الثاني أي التابعين كما يتضح من المراجع التالية:
- http://www.dar-alhejrah.com/t7188-topic
- حيث يقول: "لا علاقة بين الأحرف السبعة والقراءات السبعة، حيث أن القراءات نُسبت إلى أئمة من أئمة التابعين، ولا علاقة لهم بهذه الأحرف السبعة، حيث أن هؤلاء التابعين لم يكونوا قد وُجدوا بعد، أيام الأحرف السبعة" (حوار الحق حلقة 112 ق 10:55 – 11:10)
- [ملاحظة: التابعين أي الجيل الثاني بعد الصحابة]
- وقد جاء تأكيد ذلك أيضا في (كتاب الاتقان في علوم القرآن للسيوطي ج1 ص141) قائلا: "قد ظن كثير من العوام أن المراد بالأحرف السبعة هى القراءات السبع لمصحف عثمان ابن عفان، وهذا جهل قبيح".
- ونزيد الموضوع تأكيدا بشهادة أحد كبار الشيوخ في هذا الفيديو: (فيديو الشيخ حسان الفرق بينها ق12:16 – 12:50).
(9) المضيف: هل لك تعليق على ذلك؟
أبونا: نعم، لي تعليق على هذه المهزلة:
(1) فالمعروف أن عثمان حرق الحروف الستة، وأبقى على حرف واحد، ليجْمع شمل الأمة، ويوحِّدها حول قرآن واحد،
(2) وهذا ما قيل في كتب التراث، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: (مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني ج1 ص 183) قال: "كان الغرض من حرق المصاحف الأخرى هو إطفاء الفتنة التي اشتعلت بين المسلمين، حين اختلفوا في قراءة القرآن، وجمْع شملهم، وتوْحيد كلمتهم، والمحافظة على كتاب الله من التغيير والتبديل"
(3) وهذا ما أكده أيضا الشيخ حسان. (فيديو الشيخ حسان وحرق المصاحف ق 13:59- 14:52)
(4) واليوم نرى أن المشكلة تتجدد في اختلاف قراءات القرآن بتغيير ألفاظه وحروفه،
(5) فهل يحتاج المسلمون اليوم إلى بعث عثمان آخر ليوحد الأمة على قراءة واحدة، بحرق كل القراءات، ويبقي على قراءة واحدة؟
(7) أم أصبحت الحاجة حتمية إلى اتخاذ قرار آخر، وهو أن يحرق كل واحد من ذهنه كل هذه القراءات ولا يبقي على شيء منها ليبحث عن خلاص نفسه، ومعرفة طريق الحق إلى الله؟
(10) المضيف: هل يمكن أن تعطي لنا فكرة عن القراءات القرآنية أساسا؟
أبونا:
- الواقع أن الأئمة سموا إختلافات القرآن بأنها مجرد قراءات مختلفة للقرآن، وتكلموا عن هذه القراءات المختلفة، كما جاء في الموقع الإسلامي، (Quran Way ق 16:44- 16:56): "القراءات التي وصلت إلينا بطريق متواتر عشر قراءات، نقلها إلينا مجموعة من القراء منهم: (نافع، وعاصم)
1ـ قراءة نافع: برواية قالون (في تونس، وليبيا) ورواية ورش (في الجزائر، والمغرب والسودان).
2ـ قراءة عاصم: وأشهرها برواية حفص (ويقرأ بها في جميع المشرق، وغالب البلاد المصرية، والهند، وباكستان، وتركيا، والأفغان).
- وجاء في (كتاب معجم القراءات القرآنية تأليف د. عبد العال سالم ود. احمد مختار) [صدر عن جامعة الكويت سنة 1982م] يقول: عن القراءات القرآنية أن هناك:
1ـ سبعة طرق تسمى بالسبعة المثالى. 2ـ وثلاث طرق أخرى تسمى بالمكتمل. 3ـ وأربعة أخرى تسمى بالشاذة .
(4) وأضاف هذا الكتاب أن هذه القراءات تختلف فيما بينها ففيها: 1ـ اختلافات فى الإملاء. 2ـ اختلافات فى الحركات 3ـ اختلافات فى الإعراب 4ـ الاستبدال بكلمات مشابهة. 5ـ تغيير مواضع كلمات 6ـ إضافة كلمات أو حذفها. [تعليق]: أليس هذا تحريف؟
(11) المضيف: ألم يؤثر هذا الاختلاف على المعنى؟
أبونا: الواقع أن (دائرة المعارف الإسلامية ج 26 ص8188) قد أكدت تأثير ذلك على الاختلاف في المعنى إذ قالت: "في معظم الحالات كان المعنى يتأثر"
(12) المضيف: هل تطورت مشكلة اختلافات القراءات القرآنية عبر التاريخ الإسلامي؟
أبونا: بالتأكيد. قالت (دائرة المعارف الإسلامية ج26 ص8188)
(1) "في الفترة الأموية: 1ـ "زادت الاختلافات في القراءات في مصحف عثمان شيئاً فشيئاً. [تعليق: معنى هذا أنها لم تكن وحيا] 2ـ وظهرت قراءات جديدة تشتمل على مزاوجة بين مصحف عثمان، ومصحف ابن مسعود ومصحف أُبيّ.
(2) وفي العصر العباسي: تقول (دائرة المعارف الإسلامية في ج26 ص 8188) 1ـ "كان هناك مثل هذه الاختلافات في القراءات بحيث أصبح من المحال التمييز بين القراءة المعتمدة لمصحف عثمان والقراءات الأخرى". [وأضافت]
(3) وفي القرن الرابع 1ـ أصبحت الاختلافات في القراءات معلنة وواضحة 2ـ وأدى هذا إلى نزاعات حادة حول أي القراءات أصح؟ [تعليقي هو: أننا بدورنا نتساءل أين هو القرآن الصحيح الأساسي الذي في اللوح المحفوظ الوهمي من بين كل تلك المصاحف والقرآنات؟ إني أتساءل أيها العلماء الأفاضل!
(13) المضيف: هل يمكن أن تعرض لنا بعض الأمثلة من اختلاف القراءات القرآنية؟
أبونا: ذكرت (دائرة المعارف الإسلامية ج26 ص 8188) عدة أمثلة منها:
- قراءة حفص في (سورة يونس 30): "هنالك تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ ما أسْلَفَتْ" [أي تبتلى به]
- قرأها حمزة والكسائي: "هنالك تتلو كل نفس ما أسلفَتَ" [أي تقرأ]
- وجاء في كتاب (حجة القراءات لابن زنجلة ج1 ص331) "قرأ حمزة والكسائي "هنالك تتلو" بالتاء.
- وفي (الدر المنثور لجلال الدين السيوطي ج4 ص362) "عن مجاهد "هنالك تبلو" (أي تختبر) (نسمعها مقروءة بالاختلاف بينهما ق 23:44 – 24:02)
(14) المضيف: هل تذكر لنا مثالا ثانيا؟
أبونا:
- في قراءة حفص: من (سورة آل عمران 195) "وقاتَلوا وقُتلوا"،
- قرأها حمزة والكسائي: "وقتلوا وقاتلوا" [تبديل في الترتيب،
- كيف يَقتلوا بعد أن ُقتلوا؟
- (ولنسمعها مقروءة ق 24:50- 25:14)
(15) المضيف: هل تذكر لنا مثالا ثالثا؟
أبونا:
- قراءة حفص: في (سورة البقرة 259) "وانظر إلى العظام كيف نُنْشِزُها" [أي نرفعها]
- قرأها ورش وقالون عن نافع، وعن ابن كثير: نُنْشِرُها" [أي نوزعها]
- (ولنسمعها مقروءة ق 25:57- 26:22)
(16) المضيف: هل تذكر لنا مثالا رابعا؟
أبونا:
- وفي (سورة النساء94) قراءة حفص: "يا أيها الذين آمنوا إذا ضَربتم في سبيل الله فتبينوا"
- قرئت عن حمزة والكسائي: "يا أيها الذين آمنوا إذا ضَرَبْتُم في سبيل الله فتثبتوا" (ولنسمعها مقروءة ق 27:00- 28:01)
(17) المضيف: هل تذكر لنا مثالا خامسا؟
أبونا:
- وفي (سورة الحجرات 6) قراءة حفص: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا"
- قرئت عن حمزة والكسائي: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتثبتوا" (ولنسمعها مقروءة ق 28:42- 29:18)
(18) المضيف: هل لك تعليق في نهاية هذا الطرح؟
أبونا:
- أرجو أن يفكر كل مسلم باحث عن الحق في هذه الأمور من أجل خلاص نفسه ومصيره الأبدي.
- تأكد من هذه الحقائق بنفسك حتى لا تعيش مخدوعا.
- أنا أعلم أنه صعب على المسلم بعد آلاف السنين أن يكتشف حقيقة الإسلام أنه وهم وأكذوبة كبرى خدعت الملايين، ولا زال الكثيرون يعيشون هذه الخدعة دون أن يفكروا جديا في خلاص أنفسهم .
- عزيزي مابعد خسارة نفسك لا يوجد شيء.
- لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم وخسر نفسه؟
- قل لله الخالق إرشدني إل الحقيقة لأخلص وأحيا في سلام. آمين.
إختبارات العابرين
(19) المضيف: هل يمكن أن نسمع بعض اختبارات العابرين؟
أبونا:
يسعدني حتى يكون محفزا لمن يريد أن يعبر.
المداخلات
(20) المضيف: نشكر الله على هذه الاختبارات. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. خاصة العابرين ليشاركونا باختباراتهم.
الختام
(21) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) شكرا لك يا رب لأجل كل ما كلمتنا عنه.
(2) اذكر كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) واذكر قناة الفادي لتبارك خدمتها والفريق العامل فيها.
(4) واذكر المعضدين للقناة لتعوضهم بكل بركة روحية.
(5) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.