359ـ تنقيط وتشكيل القرأن
الجمعة 19/10/2018م
(تقديم: صباح)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (359) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيف: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا:
كنت أتكلم عن: الاخطاء الاملائية [الهجائية] في القرأن.
(4) المضيف: ففيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا:
سأتكلم عن: تنقيط وتشكيل القرأن.
(5) المضيف: ماذا قال رجال الأزهر بخصوص تنقيط القرآن؟
أبونا:
- قالوا في كتابهم (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين ص 26): "المراد بالتَّنقْيط هو وضع النُّقط فوق الحروف أو تحتها مثل نقطة النون ونقطة الباء"
- [وأضافوا] (في نفس الصفحة ص 26) "فالنُقَط أضيفت إلى رسم المصحف للتمييز بين الحروف المتماثلة كالجيم والحاء والخاء، والباء والتاء والثاء والنون، والسين والشين، والطاء والظاء، والفاء والقاف، والعين والغين، والصاد والضاد".
- وقالوا في (ص 27) نَقْط الحروف وقاية من الوقوع فى أخطاء لا حصر لها،
- [وأضافوا]: لنأخذ لذلك مثالاً واحدًا هو قوله تعالى: (سورة البقرة 265) (كَمَثَلِ جَنَّة برَبْوَة). لو تركت "جنة" بغير نقط ولا ضبط [أي بدون تشكيل] لوقع القارئ فى أخطاء كثيرة؛ لأنها تصلح أن تنطق على عدة احتمالات، مثل: جُنة جبَّة جيَّة، حَبَّة حِتة حِنَّة حَية، خَبَّة خيَّة. ولكن لما نُقطت حروفها، وضُبطت كلماتها [بالتشكيل] اتضح المراد منها وتحدد تحديدًا دقيقًا، طاردًا كل الاحتمالات غير المرادة.
- وأضافوا في (ص 27) وأول من نَقَّط حروف المصحف جماعة من التابعين كان أشهرهم أبوالأسود الدؤلى، ونصر بن عاصم الليثى، ويحيى بن يَعْمُر، والخليل ابن أحمد، وكلهم من كبار التابعين.
(6) المضيف: وماذا قالوا بخصوص تشكيل القرآن؟
أبونا:
- قالوا: في (ص 26) أما الضبط [أي التشكيل] فهو وضع الحركات الأربع: الضمة والفتحة والكسرة والسكون فوق الحروف أو تحتها حسب النطق الصوتى للكلمة. حسبما تقتضيه قواعد النحو والصرف.
(7) المضيف: هل من تاريخ محدد لعملية التنقيط والتشكيل؟
أبونا:
توالت عملية تنقيط القرآن وتشكيله عبر ثلاث مراحل هي:
- أبو الأسود الدؤلي.
- الخليل بن أحمد الفراهيدي.
- الحجاج بن يوسف الثقفي.
(8) المضيف: حدثنا عما فعل أبو الأسود الدؤلي؟
أبونا:
- أول من وضع النقط في المصحف هو التابعي أبو الأسود الدؤلي (توفي سنة 69 هـ) فشكل المصحف بالنقط بأمر من على بن أبي طالب.
- فجعل النقطة أمام الحرف علامة على الضمة، وفوق الحرف علامة على الفتحة، وتحت الحرف للكسرة،
(9) المضيف: وماذا فعل الخليل بن أحمد الفراهيدي؟
أبونا:
- استمرت الكتابة على هذا إلى أن جاء الخليل بن أحمد الفراهيدي (توفي سنة 100 هـ) فوضع ضبطاً أدق من ضبط أبي الأسود،
- فجعل النقط لإعجام الحروف، وجعل ألفاً مبطوحة فوق الحرف علامة على الفتح، وتحته علامة على الكسر، وجعل رأس واو صغيرة علامة على الضمة.
(10) المضيف: حدثنا عما فعل الحجاج بن يوسف الثقفي؟
أبونا:
- كان الحجاج بن يوسف الثقفي والياً على العراق في العصر الأموي فأمر نصر بن عاصم ويحيى بن يعمر بتنقيط القرآن.
- وتقول (الموسوعة العربية الميسرة ص 690) "لما كثر الخطأ في قراءة القرآن عهد إلى نصر بن عاصم ضبطه"
- وجاء في (كتاب المصاحف للسجستاني ج 1 ص 272) باب ما كتب الحجاج بن يوسف في المصحف" قال: أن الحجاج بن يوسف غير في مصحف عثمان أحد عشر حرفا منها:
1ـ في (البقرة259) "لم يتسن" (فغيرها) "لم يتسنه" (بالهاء)
2ـ وفي (سورة المائدة 48) "شريعة ومنهاجا" (فغيرها) "شرعة ومنهاجا"
3ـ وفي (سورة يونس 22) "هو الذي ينشركم" (فغيره) "يسيركم"
4ـ وفي (سورة يوسف 45) "آتيكم بتأويله" (فغيرها) "أنا أنبئكم بتأويله"
5ـ وفي (سورة الشعراء 116) في قصة نوح "من المخرجين" فغيرها "من المرجومين"
7ـ وفي (سورة الزخرف 32) "نحن قسمنا بينهم معايشهم" (فغيرها) "معيشتهم"
8ـ وفي (سورة محمد 15) "من ماء غير ياسن" (فغيرها) "من ماء غير آسن"
9ـ وفي (سورة الحديد 7) "فالذين آمنوا منكم واتقوا" (فغيرها) "وأنفقوا"
10ـ وفي (سورة التكوير24) "وما هو على الغيب بظنين" [أي قليل الخير] (فغيرها) "بضنين" [أي بخيل].
(11) المضيف: بعد هذا العرض نأتي الآن إلى التعليق، فما هو تعليقك على ذلك؟
أبونا:
أولا: إني أسأل أحبائي الشيوخ الذين كتبوا هذا الكتاب: هل هذا التنقيط والتشكيل موجودة في ما يسمى باللوح المحفوظ؟
- فإذا كانت الإجابة بنعم. فإني أقول: لماذا لم يشر محمد على كتبة الوحي بكتابتها فيما أملاه عليهم؟
- وإذا كانت الإجابة: بلا. فإني أقول: إذن القرآن مغاير لما في اللوح المحفوظ،
- فلماذا يحرف القرآن بالزياد على ما في اللوح المحفوظ؟
ثانيا: إني أسأل أحبائي الشيوخ: ألم يقل جبريل لمحمد "اقرأ"، فقال له: ما أنا بقارئ، وبعد أن خنقه ثلاث مرات قرأ؟ فماذا قرأ؟ هل قرأ نصا خال من التنقيط والتشكيل؟ أم قرأ نصا كاملا مستوف التنقيط والتشكيل وخلافه؟
- إن قالوا: قرأ نصا كاملا، أقول لهم: فلماذا يحرف القرآن بإنقاص هذه العلامات؟
- وإن قالوا: كان النص خاليا منها، أقول لهم: وكيف يكون النص الإلهي ناقصا، فيحتاج إلى ذكاء البشر ليكملوا نقصه؟
(12) المضيف: هل يعترف الشيوخ أن هذه العلامات هي إضافات بشرية؟
أبونا:
نعم يعترفون بذلك:
- ففي كتابهم (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين ص 27) يقولون الخلاصة: أن نقْط حروف الكلمات القرآنية، وضبط كلمات آياته ليس من التنزيل، وأنه حدث فى عصر كبار التابعين.
- وقالوا في (ص 26) "هذه الأنواع (النقط والضبط [التشكيل]) يُلاحظ فيها أنها زيادة إضافية خارجة عن "متون" (أي أصول) الكلمات.
- وقالوا في (ص 33) هذه الأعمال إجراءات بشرية خالصة، أُلْحِق بعضها بسطور المصحف.
- وقالوا في (ص 27) "هو من البِدَع الحسنة"
(13) المضيف: هل يمكن أن نرى صورة للمصحف القديم الذي كان بغير تنقيط أو تشكيل؟
أبونا:
- مخطوطة سمرقند في تركيا، وتوجد نسخة أخرى في [طشقند في أوزباكستان]
- انظر موقع:
- وهذه صفحة أخرى من الصحف المنسوب للإمام علي والموجود في خزانة الإمام رضا في مدينة مشهد شمال شرقي إيران، وهي الآيات من (سورة الحجر من 17-27) التي تقول: "وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ ... إلأخ" [الحجر: 16 - 28].
* الخط الكوفي ، من ورقة المصحف المنسوب إلى الإمام محفوظات خزانة الرضا (سورة الحجر من الآية 17-28).
(14) المضيف: وما هو تعليقك على ذلك؟
أبونا:
أولا: على رأي المثل: "ما حاجتنا بعد إلى شهود" وأن "الاعتراف هو سيد الأدلة". فها هم يعترفون أن (النقط والضبط) هي زيادة إضافية خارجة عن أصول الكلمات، وهي إجراءات بشرية خالصة، كما أنها من البدع الحسنة.
ثانيا: أليست هذه الزيادات هي تحريف للقرآن الموجود في اللوح المحفوظ المزعوم؟ فأين قولكم يا حضرات الشيوخ الأفاضل في كتابكم: (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين ص24) "أما المتون (أي النصوص) التى نزل بها الوحى الأمين فظلت على صورتها الأولى، التى حررت بها فى حياة النبى عليه الصلاة والسلام"؟
ثالثا: لي تعليق على تعبير حضرات الشيوخ: "أنه من البِدَع الحسنة"
- فقد جاء في (المعجم الوسيط ج1 ص 43) "البدع جمع بدعة: وهي ما استحدث في الدين" أي أنها خروج عن الدين.
- أم قولهم "أن هذه البدع حسنة" فهي على غرار الكذب الأبيض الذي سمح به محمد في ثلاث حالات: الحرب [أي على الأعداء]، وعلى الأصدقاء، وعلى الزوجة؟
- وأحب أن أعلق على قول حضرات الشيوخ الأفاضل: "اجتُلِبت من أجل خدمة النص القرآنى. 1ـ أقول: هو ربنا ما كانش عارف احتياج النص القرآني إلى هذه الزيادات؟
- فلماذا لم يعط محمدا قرآنا مكتوبا به الكتابة المنقطة والمشكَّلة من الأساس لتفادي تدخلات البشر، مثلما فعل مع موسى عندما أعطاه الناموس مكتوبا في لوحين؟"
- إني أسأل أحبائي المسلمين: أبعد كل هذا لا زلتم تؤمنون بأن القرآن هو وحي من عند الله؟
- إني أصلي إلى الله كي يشرق بنور المعرفة في عقولهم وقلوبهم ليعرفوا الحق فيقبلوه لخلاص نفوسهم التي يحبها الرب. آمين.
المداخلات
(15) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. خاصة العابرين ليشاركونا باختباراتهم.
الختام
(16) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.