308ـ هل الكتاب المقدس محرف (2)
الجمعة 13/10/2017م
(تقديم: صباح)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (308) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيف: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: تكلمت عن: الكتاب المقدس هل هو محرف؟
(4) ففيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: الواقع أننا في الحلقة السابقة لم ننته من حديثنا إذ دهمنا الوقت.
لذلك سوف أتكلم عن بقية موضوع هل الكتاب المقدس محرف؟ في هذه الحلقة وما يليها من حلقات بحسب مشيئة الرب.
(5) المضيف: هناك آيات قرآنية تتهم الكتاب المقدس بالتحريف فما هى هذه الآيات؟
أبونا: في الواقع هناك أربع آيات على الأقل سنكتفى بها حالياً والباقى سيأتى دوره.
1) في (سورة البقرة 75) "أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ".
2) وفي (سورة النساء 46) "مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً ".
3) وفي (سورة المائدة 13) "يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ"
4) وفي (سورة المائدة 41) "وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ"
فهذه هى الأربعة آيات التى تتحدث عن التحريف في لكتاب المقدس.
(6) المضيف: قدسك تفضلت فى الحلقة السابقة بشرح الآية الأولى فهل تشرح لنا الآية الثانية اليوم؟
أبونا:
(1) الآية الثانية هي من (سورة النساء 46) تقول: "مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً ".
(2) فى القول "من الذين هادوا": نلاحظ أنه لم يقل من النصارىبل من الذين هادوا.
(3) وبالمناسبة أتحدى من يأتي بآية فى القرآن تقول أن النصارى حرفوا الكتاب المقدس أو الإنجيل.
(4) فكل الآيات تَنْسِبُ التحريف إلى اليهود.
(5) وهو التحريف في التفسير وليس في التنزيل وهذا واضح فى الآيات السابقة كلها:
1- (سورة النساء 46) "من الذى هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه"
2- وأيضاً فى (سورة المائدة 41) "من الذين هادوا".
3- وفى (سورة النساء 46): التحريف ينسب إلى جماعة من اليهود، "فريق منهم" وليس جميعهم. فإذن غالبية اليهود يؤمنون بالكتاب المقدس ولكن بعض منهم يحرفون الفهم.
(7) المضيف: ما هو تفسير علماء الفقاء المسلمين لتعبير "يحرفون الكلم عن مواضعه"
1- يقول الإمام البيضاوى فى تفسيره عن مواضعه: (تفسير البيضاوي ج 2 ص 196، دار النشر: دار الفكر بيروت) "من الذين هادوا قوم يحرفون الكلم أي يميلونه عن مواضعه التي وضعه الله فيها ويؤولونه على ما يشتهون فيميلونه عما أنزل الله فيه"
2- وجاء فى (كتاب تفسير القرآن للأستاذ عبد الله يوسف ج 2 ص 200) وهو ترجمة تفسير القرآن إلى اللغة الإنجليزية مطبوع بأمريكا. "وقد سمى القرآن الكريم هذا ليا بألسنتهم ومعناها يغيرون نطق الألفاظ بحسب لغتهم العبرية، أى أن الكتاب المقدس يقول الآية واليهود يصيغوها لياً بألسنتهم فيغيرون لفظ راعنا بدلاً من معناه الحقيقى ارعانا يارب، إلى رعننا أى ياراعن وهذه شتيمة".
3- والأمام الرازى أيضاً يقول فى كتاب (ضحى الإسلام 346 ، 358 للأستاذ أحمد أمين): "الكتاب المنقول بالتواتر أى من جيل إلى جيل بالتسليم لا يتأتى فيه تغيير الألفاظ وهذا ينفى فكرة التحريف أى الألفاظ لم تتغير".
** ونلاحظ هنا أنه لا يوجد تحريف فى نص الكتاب فهذا غير ممكن.
(8) المضيف: وماذا قال الفقهاء في تفسي الآية الثالثة؟
أبونا:
1- الآية الثالثة فى (سورة المائدة 13) تقول "يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ".
2- ويشرح الإمام الرازى هذا الكلام: (التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب ج 10 ص 95، المؤلف: فخر الدين الرازي، نشر: دار الكتب العلمية بيروت الطبعة الأولى) "قائلا المراد بالتحريف هو: إلقاء الشبه الباطلة، والتأويلات الفاسدة، وصرف اللفظ عن معناه الحق إلى معنى باطل بوجوه الحيل اللفظية، كما يفعله أهل البدعة في زماننا هذا بالآيات المخالفة لمذاهبهم، وهذا هو الأصح"
3- (تفسير مقاتل بن سليمان ج 1 ص 288، نشر: دار الكتب العلمية بيروت الطبعة الأولى) "يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب: يعني التوراة، أخفوا أمر الرجم"
4- فالقرآن يفسر التحريف فى الآية هو إخفاء أجزاء من الكتاب وهى موجودة، ولكن يخفيها. وهذا تأكيد على عدم تغيير نص الكتاب.
(9) المضيف: وماذا قالوا عن الآية الرابعة التي تتحدث عن التحريف؟
أبونا:
(1) إنها في (سورة المائدة آية 41) وتقول: "من الذين هادوا سماعون للكذب، سماعون لقوم آخرين لم يأتوك، يحرفون الكلام، فإن لم تأتوه فأحذروه. فما معنى هذا الكلام؟
(2) جاء في (تفسير السمرقندي المسمى بحر العلوم ج 1 ص 413، نشر: دار الفكر بيروت) "هم أهل خيبر، وذلك أن رجلا وامرأة من أهل خيبر زنيا فكرهوا رجمهما. فكتبوا إلى يهود بني قريظة أن يذهبوا بهما إلى رسول الله فإن حكم بالجلد رضوا عنه بحكمه، وإن حكم بالرجم لم يقبلوا منه. فجاؤوا إلى رسول الله وذكروا له أن رجلا وامرأة زنيا فقال لهم رسول الله: ما تجدون في التوراة في شأن الرجم؟ فقالوا يحممان ويجلدان يعني تسود وجوههما. فقال عبد الله بن سلام كذبتم،إن فيها آية الرجم فأْتوا بالتوراة، فأتوا بها فنشروها فوضع أحدهم يده على آية الرجم، فقرأ ما قبلها وما بعدها. وقال له عبد الله بن سلام: ارفع يدك فرفع يده. فإذا فيها آية الرجم، فقالوا صدق عبد الله بن سلام يا محمد فيها آية الرجم، فأمر بهما رسول الله فرجما".
(3) وهذا ما يقصده محمد من التحريف وهنا أيضاً التحريف خارج النص الكتابى.
(10) المضيف: هل عندك تعليق في نهاية طرح اليوم؟
أبونا:
(1) تكلمت اليوم عن: الأربعة آيات القرآنية التي يدعون أنها أدلة على تحريف الكتاب المقدس.
(2) وثبت لنا في هذه الحلقة أنها آيات تتهم أحبار اليهود بتفسير آيات التوراة تفسيرا بعيدا عن معناها الأصلي.
(3) وأن هذا التغيير لا يمس آيات التنزيل الذي لا يستطيع أحد أن يغيره بشهادة القرآن وهذه بعض الآيات التي تبرهن على ذلك:
1- في (سورة الأنعام 34) "لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ"
2- وفي (سورة الأنعام 115) "لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ"
3- وفي (سورة الكهف 27) "لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ"
4- وفي (سورة يونس 64) "لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ"
** أليست هذه أدلة دامغة على صحة الكتاب المقدس.
** وللموضوع بقية في حلقاتنا القادمة بمشيئة الرب.
** فقط أريد من كل باحث عن الحق أن يفكر في هذه الأمور ويطلب من الله الخالق أن يرشده إلى الحق من أجل خلاص نفسه. آمين
المداخلات
(11) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. مع ملاحظة أن اليوم هو يوم الجمعة والأولوية في الاتصالات هي لأحبائنا المسلمين.
(1) والفئة الأولى: هي للعابرين ليشاركونا باختباراتهم.
(2) والفئة الثانية: هي للباحثني عن الحق بإخلاص.
(3) الفئة الثالثة: هي المعترضين بشرطين:
1- الاعتراض على ما جاء في موضوع الحلقة.
2- هو الالتزام بأدب الحوار،
الختام
(12) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.
