284ـ الله ثالوث لا ثلاثة (2)
الجمعة 21/4/2017م
(تقديم: هدى)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (284) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيفة: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا:
(1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.
(2) أيها الرب سيدنا نحن لا نستطيع بعقولنا المحدودة أن ندرك طبيعتك غير المحدودة، ولكنك كشفت عن ذاتك لنا في كتابك المقدس، وبروحك القدوس تعلن لنا أسرارك. لهذا أسألك يارب أن تعلمنا وتعلن لنا شخصك وطبيعتك ووجودك وصفاتك الذاتية الخاصة، لنتعرف عليك المعرفة الكاملة غير المنقوصة، حتى ننعم بالحياة معك والتمتع بشخصك وبعشرتك البهية هنا في الأرض وهناك في السماء. آمين.
(3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيفة: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: (1) بدأنا موضوع توضيح إيماننا في "أن الله واحد في ثالوث وليس ثلاثة".
(2) وتكلمت عن:
1- مفهوم الله الواحد في ثالوث.
2- تشبيهات للثالوث في الوحدانية.
(4) ففيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن:
1- ثالوث الله الواحد في المسيحية.
2-حتمية الثالوث في الوحدانية.
3-شهادة القرآن لثالوث المسيحية.
4-شهادة علماء المسلمين لثالوث المسيحية.
(5) المضيفة: لنبدأ بالحديث عن ثالوث الله الواحد من خلال ما جاء في الكتاب المقدس.
أبونا:
(1) قال السيد المسيح لتلاميذه في (متى 28: 19) "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس"
(2) فالوحدانية واضحة من قوله: عمدوهم "باسم" أي باسم الله الواحد. ولم يقل "بأسماء" لأننا لا نؤمن بثلاثة آلهة لها ثلاثة أسماء حاشا.
(3) والثالوث واضح من قوله في نفس الآية: "الآب والابن والروح القدس".
(4) فهذا هو الثالوث الذي شرحناه في الحلقة السابقة وقلنا:
1- الآب هو الذات الإلهية.
2- والابن هو كلمة الله.
3- والروح هو روح الله القدوس.
** وهذا الثالوث هو واحد.
(5) ويؤكد يوحنا الرسول هذا المفهوم بكل وضوح في (1يو5: 7) قائلاً: "فان الذين يشهدون فى السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد"
(6) وبمقارنة الآيتين تجد ألقاب الثالوث الأقدس كالآتي:
1- الآب [ذكر في الآيتين]
2- والابن [ذكر في الآية الثانية: الكلمة]
3- والروح القدس [ذكر في الآيتين].
** هذا هو الثالوث الأقدس في الإله الواحد الذي نؤمن به.
(6) المضيفة: وماذا تريد أن تقول لنا عن حتمية الثالوث في الوحدانية؟
أبونا:
مما سبق يتضح أنه لا بد من أن يكون هناك ثالوث في الله الواحد القدوس إذ أنه:
(1) لا يمكن أن الله الواحد الذي أوجد الموجودات كلها يكون هو نفسه بلا وجود ذاتي.
(2) ولا يمكن أن الله الذي خلق الإنسان ناطقاً أن يكون هو نفسه غير ناطق بالكلمة.
(3) كما أنه لا يمكن أن الله الذي خلق في الإنسان حياة أن يكون هو نفسه غير حي بالروح.
** لذلك تحتم أن يكون في "الله الواحد" "ثالوث قدوس" على نحو ما أوضحنا.
** وهذا هو إيماننا القويم "الله واحد في ثالوث وليس ثلاثة آلهة".
** ومن يقول غير ذلك فهو لا يعرف الله.
(7) المضيفة: كيف شهد القرآن لثالوث المسيحية؟
أبونا: شهادة القرآن لثالوث المسيحية
(1) ربما تتعجب المشاهد أن القرآن يذكر ثالوث الله الواحد تماماً كما تؤمن به المسيحية.
(2) فقد مر بنا ثالوث المسيحية وهو: ذات الله. وكلمته. وروحه.
(3) وهذا هو عين ما ذكره القرآن وفى آية واحدة هي: (سورة النساء آية 171): "إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه".
ففي هذه الآية يتضح أن الله له:
1- ذات: في قوله "رسول (الله)"
2- وله (كلمة): في قوله (وكلمته) فالهاء ضمير مفرد غائب يعود على الله.
3- وله (روح): في قوله "وروح منه" فالهاء في "منه" ضمير مفرد غائب يعود على الله.
** وهكذا نرى القرآن يشهد عن الله وكلمته وروحه.
** ونحن المسيحيين لا نقول بأكثر من هذا.
** أما المسلمون فلا يفهمون ذلك، هم يحفظون القرآن ولا يفهمونه.
(8) المضيفة: وماذا قال علماء المسلمين عن ثالوث المسيحية؟
أبونا: شهادة علماء المسلمين لثالوث المسيحية:
هناك العديد من المستنيرين من المسلمين يشهدون لثالوث المسيحية منهم:
الدكتور محمد الشقنقيري: وهو أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة باريس، وأستاذ الشريعة الإسلامية في كلية حقوق جامعة عين شمس بالقاهرة،
يشهد لعقيد المسحيين إذ قال:
(1) نعرف أن القرآن يقول عن يسوع إنه كلمة الله، وروحه، (كلمة الله وروح الله)
(2) ويضيف: إن ترجمة هذه التسمية لا تنال المسيحي بأية صعوبة،
(3) [وأكمل قائلا]: من ثم كان الاعتراض على المسلمين، لاضطرارهم إلى الاعتراف بألوهية المسيح.
(4) [ويتساءل قائلا]: ما المسيح؟
(5) يجيب المسلم إنه كلمة الله، وأنه روح الله.
(6) [ويتساءل قائلا]: لكن هذه "الكلمة" وهذا "الروح" أمخلوقة؟ أم غير مخلوقة؟
(7) [ويجيب قائلا]: إذا كان روح الله غير مخلوق فلا إشكال: فالمسيح إذن هو الله.
(8) [وأضاف]: وإذا كان كلمة الله وروح الله مخلوقين، فالله إذن كان قبل الخلق بغير كلمة! وبغير روح! وذلك غير متصور!!]
** فهذه شهادة منطقية رائعة تثبت حتمية وجود الثالوث في الله.
** وهذا هو إيماننا المسيحي الأقدس: الله واحد في ثالوث.
** فهل يفهم المسلمون ذلك؟
(9) المضيفة: ما هو مرجع هذه الشهادة؟
أبونا:
(1) قد نشرت في (جريدة الأهرام) القاهرية بتاريخ 26/5/1985م.
(2) وقد ترجمت عن (المجلة التاريخية للقانون الفرنسي والأجنبي) في شهر يونيو 1981م،
(3) وقام بالترجمة الدكتور محمد بدر أستاذ تاريخ القانون في كلية حقوق جامعة عين شمس.
(10) المضيفة: هذه براهين قوية لإثبات عقيدة أن الله واحد في ثالوث وليس ثلاثة آلهة. هل تريد أت تعلق في نهاية هذا الطرح؟
أبونا:
(1) عزيزي الباحث عن الحق بجدية لعلك تابعتنا في توضيح عقيدتنا في الله الواحد وأنه ثالوث لا ثلاثة آلهة.
(2) وأن عقيدتنا هذه الله واحد في ثالوث هي بعينها التي ذكرت في سورة النساء: الله وكلمته وروحه.
(3) وبناء عليه فالمسيحي يقول في الشهادتين: "أشهد أن لا إله إلا الله، لا شريك له، وأشهد أن المسيح هو كلمة الله وروح منه"
(4) هل ترى في ذلك كفر أو شرك؟
(5) أنصحك يا عزيزي أن لا تكتفي بهذه البراهين على صحة العقيدة، بل أن تطلب من الله ليعلن لك الحق بروحه، وثق أنه سوف يعلن لك، وعندئذ تستطيع أن تقول: أقنعتني يا الله فاقتنعت. آمين.
** سنواصل في حلقاتنا القادمة كل يوم جمعة شرح إيماننا المسيحي، فانتظرونا.
المداخلات
(11) المضيفة: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. مع ملاحظة أن اليوم هو يوم الجمعة والأولوية في الاتصالات هي لأحبائنا المسلمين.
(1) والفئة الأولى: هي للعابرين ليشاركونا باختباراتهم.
(2) والفئة الثانية: هي للباحثني عن الحق بإخلاص. وباب الأسئلة مفتوح لهم في أي شئ.
(3) الفئة الثالثة: هي المعترضين على ما نقول، ونرحب بهم وباعتراضاتهم بشرطين:
1- الشرط الأول: الاعتراض على ما جاء في موضوع الحلقة.
2- والشرط الثاني: هو الالتزام بأدب الحوار،
3- ولكن إن تخطى أحد هذه الخطوط فنأسف له ونحن نقدم له الكارت الأحمر لانتهاء مشاركته.
الختام
(12) المضيفة: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.
