285ـ ألقاب ثالوث المسيحية
الجمعة 28/4/2017م
(تقديم: صباح)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (285) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيفة: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيفة: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: (1) بدأنا موضوع توضيح إيماننا في "أن الله واحد في ثالوث وليس ثلاثة".
(4) ففيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن: ألقاب الثالوث في الله الواحد:
1- الآب ذات الله.
2- الابن كلمة الله.
3- الـروح القـدس روح الله.
وتقوم في وجه هذه التسمية اعتراضات من غير الفاهمين، إذ يظنون أنها تعني التوالد التناسلي والعلاقات الجسدية. وحاشا للمسيحية من هذا المفهوم الهابط.
(5) المضيفة: هل يمكن أن تحدثنا عن الآب أو ذات الله؟
أبونا: لنوضح مفهوم كلمة الآب:
إننا نحن المسيحيين لا نقصد بهذا اللفظ المعنى الجسدي، بل هناك معان أخرى كثيرة منها:
أولاً: المعنى المجازي:
فالله هو مصدر كل الكائنات وخالقها فيسمى أبا المخلوقات جميعها لا سيما العاقلة:
1- في (تثنيه32: 6) "أليس هو أباك ومقتنيك. هو عملك وأنشأك"
2- وفي (اش64: 8) "يا رب أنت أبونا".
3- وفي (1كو8: 6) "لنا إله واحد، الآب الذي منه جميع الأشياء ونحن له".
** وبهذا المعنى، ترد لفظة (الآب) في اللغة مثل: أبو الخير، أبو البركات، وأبو الفضل … وغيرها، حيث لا يؤخذ بمعنى التوالد أو التناسل الجسدي، بل بالمعنى المجازى.
ثانياً: المعنى الشرعي:
1- ففي حالة التبني، لا تعنى لفظة "الأب" أنه قد أنجب الابن المتبني، بل انه قبله في محل ابن، ومنحه كامل الحقوق الشرعية. واعتبر نفسه مسؤولاً عنه، ملتزماً به كأب حقيقي.
2- في (غلاطية4: 5) "أخذتم روح التبني الذي به نصرخُ: يا أبَا الآب"
3- وفي (رومية8: 15) "لننال التبني"
4- فأبوة الله لنا مبنية على حقوق شرعية إلهية.
ثالثاً: المعنى الروحي:
1- بعد أن سكب الله روحه القدوس في قلوب جميع المؤمنين، ولدوا ثانية بالمعمودية ولادة روحية،
2- وبهذا يتم في المؤمنين القول أنهم مولودين من الله (يوحنا1: 13): "الذين ولدوا …. من الله"
3- ولهذا نصلي قائلين (مت6: 9): "أبانا الذي فى السموات، ليتقدس اسمك"
4- وبناء عليه لا يحق لأي إنسان عادي أن يدَّعي بأنه ابن لله، وأن الله أبوه، ما لم يحصل على التبني الروحي بالمعمودية.
رابعاً: المعنى الجوهري:
1- كعلاقة النار والنور، فالنار تلد النور الذي هو من طبيعتها ذاتها.
2- ولهذا نقول في قانون الإيمان المسيحي عن كلمة الله "أنه نور من نور".
3- ونقول أيضا أنه "واحد مع الآب في الجوهر".
4- وفي (الرسالة إلى العبرانيين1: 3): أنه"بهاء مجده ورسم جوهره".
5- وبهذا المعنى ينتفي ما يتهمنا به البعض بأن هناك علاقة جسدية أو مادية في تعبيرنا عن الآب والابن، وإنما هي علاقة لاهوتية جوهرية.
** مما سبق إيضاحه ترى إذن أننا لا نؤمن بأبوة الله بطريقة جسدية، أو تناسلية بل بطريقة أخرى مثل:
- أبوة مجازية: كأب للخليقة.
- أبوة شرعية: كأب للبشر.
- أبوة روحية : كأب للمؤمنين.
- أبوة جوهرية: علاقة الله بالكلمة المتجسد في المسيح.
(6) المضيفة: هل يمكن أن توضح لقب المسيح أنه إبن الله؟
أبونا:
1- في قولنا المسيح ابن الله لا نقصد أن المسيح جاء عن طريق تزاوج جسدي.
2- فقولنا "ابن" لا نقصد بها العلاقة الجسدية أو الولادة التناسلية.
3- وإنما نقول المسيح ابن الله أي أنه جاء من عند الله.
4- فالله هو روح، لذا تنبع بنوة المسيح من أبوه الله الجوهرية.
5- ولقد استخدمت كلمة "ابن" في اللغة العربية والقرآن والحديث ليس للدلالة على التوالد التناسلي.
(7) المضيفة: هل تذكر لنا بعض الأمثلة على ذلك؟
أبونا:
أولا: كلمة ابن في اللغة:
1- في كثير من التعبيرات اللغوية تستخدم كلمة ابن لا للدلالة على التوالد التناسلي كقولنا عن الطلبة "أبناء العلم"
2- وعن المواطنين "أبناء الوطن"
3- وعن المصري "ابن النيل"
4- وعن الأعرابي "ابن البادية"
5- وعن الكلمة التي يتكلم بها الإنسان "بنت شفة" فنقول مثلا: "لم ينطق الرجل ببنت شفة"
ثانيا: كلمة ابن في القرآن :
جاءت في القرآن كلمة "ابن" لا لتفيد التوالد التناسلي كما يتضح لك مما يلي:
1- (سورة البقرة آية 215): "قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل" ويقول المفسرون كلمة "ابن السبيل" تشير إلى المسافر.
2- وقال الإمام النسفي والشيخ حسنين مخلوف "دعي ابن السبيل لملازمته للطريق" (تفسير النسفي جزء 1 ص 86،صفوة البيان القرآن الشيخ حسنين مخلوف جزء 1 ص 80).
3- إذاً فكلمة "ابن الله" لا تفيد التوالد التناسلي بالطريقة البشرية، وإنما قصد بهذا القول نسب المسيح إلى الله، وليس في ذلك كفر ولا إشراك! لأن بنوة المسيح تنبع من أبوة الله الجوهرية.
(8) المضيفة: هل يشهد القرآن للروح القدس أنه روح الله؟
أبونا: نعم.
يذكر القرآن في آيات عديدة الروح القدس أنه روح الله وأنه كان يؤيد السيد المسيح كما يتضح مما يلي:
1_ (سورة يوسف87) "وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ"
2ـ (سورة البقرة 87 أيضاً آية 253): "وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس"
3- وقال الإمام النسفي "بروح القدس أي الروح المقدسة … أو باسم الله الأعظم" (تفسير النسفى جزء1 ص 56).
4_ (سورة المائدة آية 110): "إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا"
5- وقال السيد عبد الكريم الجبلي عن الروح القدس أنه غير مخلوق وغير المخلوق أزلي والأزلي هو الله دون سواه. (مجلة كلية الآداب سنة 1934)
6- ويقول الشيخ محمد الحريري البيومي هذا العالم الفقيه: "روح القدس هو روح الله" (كتاب الروح وماهيتها صفحة 53)
** هذا هو الثالوث الأقدس فى الله الواحد الذى نؤمن به، وهذا هو سر تسميته بألقاب الآب، والابن، والروح القدس.
*فالآب لقب الأبوة الجوهرية لا التناسلية.
*الابن لقب كلمة الله الظاهر في الجسد.
*والروح القدس هو روح الله القدوس.
(9) المضيفة: هل لك تعليق في نهاية الطرح؟
أبونا:
1- الواقع أن ما ذكرته في هذا الطرح ما هو إلا مناقشة حوارية لإثبات عقيدة الله الواحد في ثالوث وليس ثلاثة آلهة.
2- ولكن المهم هو معرفة الفائدة الروحية التي أجنيها من هذه العقيدة.
3- فإيماني بعقيدة أن الله أب: تسعد قلبي لأنني أتعامل مع إله محب يحمل لي قلب الأبوة الحاني، يعطف علي، ويهتم بي، ويحميني، ويصفح عني .. وإلى كل نواحي الأبوة المحبة.
4- وإيماني بعقيدة كلمة الله: تسر عقلي، فهو يتحدث إليَّ بحكمة عقله، ويرشدني، ويدبر حياتي، وينصحني، ويجسد لي صورة الله غير المنظور عندما حل في جسد بشري مثل أجسادنا، فيكشف لي عن روعة الله فأتمتع بحلاوة العشرة معه.
5- وإيماني بروح الله القدوس: يبهج روحي، لأنه يجددني، ويغيرني، ويحررني، ويطهرني، ويقدسني، ويقويني، ويشددني، ويعزيني، ويملأني بروح القوة.
6- فهل تريد أن تتمتع بهذه الشركة المقدسة في ثالوث الله القدوس؟
7- اطلب من الله أن يدخلك في هذه الشركة الفائقة ويسعد حياتك. آمين.
المداخلات
(10) المضيفة: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. مع ملاحظة أن اليوم هو يوم الجمعة والأولوية في الاتصالات هي لأحبائنا المسلمين.
(1) والفئة الأولى: هي للعابرين ليشاركونا باختباراتهم.
(2) والفئة الثانية: هي للباحثني عن الحق بإخلاص. وباب الأسئلة مفتوح لهم في أي شئ.
(3) الفئة الثالثة: هي المعترضين على ما نقول، ونرحب بهم وباعتراضاتهم بشرطين:
1- الشرط الأول: الاعتراض على ما جاء في موضوع الحلقة.
2- والشرط الثاني: هو الالتزام بأدب الحوار،
3- ولكن إن تخطى أحد هذه الخطوط فنأسف له ونحن نقدم له الكارت الأحمر لانتهاء مشاركته.
الختام
(11) المضيفة: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.
