264ـ آيات قرآنية من وحي الشيطان (2)
الجمعة 18/11/2016م
(تقديم: يوحنا)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (264) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيف: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: تكلمت عن: آيات قرآنية من وحي الجن.
(4) ففيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) سأتكلم عن: إستكمالا لنفس الموضوع: آيات قرآنية من وحي الجن.
(2) وقد سبق أن تكلمت عن هذا الموضوع في (برنامج حوار الحق حلقة 67 في عام 2008م)
(5) المضيف: هل يمكن أن تلخص لنا موضوع الحلقة السابقة؟
أبونا:
(1) كان موضوعنا الأسبوع الماضي عن )آيات قرآنية من وحي الجن. وبالتحديد في سورة الجن)
(2) العجيب أن هذه الآيات لازالت في القرآن ويرتلونها على أنها موحى بها من الله،
(6) المضيف: هل يمكن أن نصغي ثانية لهذه الآيات؟
أبونا:
(نستمع إليها من ترتيل الشيخ الحصري): (التسجيل)
(1) "بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم ِ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا: إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا.
(2) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ، فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا.
(3) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا
(4) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا.
(5) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الإنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا.
(6) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا [إثما]
(7) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا.
(8) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا.
(9) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا [راصد].
(10) وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا.
(11) وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا.
(12) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا.
(13) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا.
(14) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا" (صدق الله العظيم)
(7) المضيف: وماذا كان تعليقك على ذلك؟
القمص: قلت:
(1) لاحظنا أنه يبدأ سورة الجن بعبارة "بسم الله الرحمن الرحيم" ويختمها بعبارة "صدق الله العظيم"
(2) وهذه الافتتاحية وهذه الخاتمة تؤكد أن كلام الجن يعتبر من القرآن الموحى به.
(3) وقلت إني أتحدى إن كان أحد يستطيع أن يفرق بين كلام الجن هذا وبين بقية آيات القرآن التي يقولون أنها موحي بها من الله.
(4) وطرحت سؤالا جوهريا وهو: هل كان كلام الجن هذا مكتوبا في اللوح المحفوظ من الأزل؟
(8) المضيف: هل هناك كلام آخر نطق به الجن في القرآن غير سورة الجن؟
أبونا: نعم يوجد الكثير من الأيات منها (سورة الأحقاف: 29ـ 32):
(1) "وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا: أَنصِتُوا.
(2) فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ،
(3) قَالُوا: يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ،
(4) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ،
(5) وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ" (صدق الله العظيم)
(ولنسمعه مرتلا بصوت الحصري على أنه موحي به من الله).
** نعود فنقول: أليس معنى هذا أن الجن ألفوا آيات قرآنية لا فرق بينها وبين باقي آيات القرآن؟
(9) المضيف: وهل هناك دليل يثبت أن هذا كلام الجن نفسه؟
أبونا:
الدليل على ذلك موجود في النص ذاته، إذ يذكر لفظة: "قالوا" قبل الكلام، وأيضا نذكر أدلة من أقوال المفسرين:
(1) ففي (تفسير القرطبي ج19 ص7) [عن سور الجن آية 3] التي تقول: "فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قرآنا عجبا". علق القرطبي على ذلك قائلا: إَنَّهُ كُلّه مِنْ كَلَام الْجِنّ"
(2) وقال الإمام محمد الكلبي في (تفسير التسهيل لعلوم التنزيل ج4/ص152): على [سورة الجن آية 4] التي تقول: "وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا" قال: [هذا من كلام الجنوسفيههم أبوهم إبليس]
(3) وقال الإمام الرازي في (التفسير الكبير ج30/ص138) في تفسير [سورة الجن آية 6] التي تقول: "وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ" يقول: "اعلم أن حَمْلَ هذا الكلام على أنه كلام الجن أولى، لأن ما قبله وما بعده كلام الجن"
(10) المضيف: وما معنى عبارة "جدُّ ربِّنا" التي قالها الجن فيما ذكرته لنا سابقا في سور الجن؟
- الرد: تقول الآية: " اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا: إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا .. فَآمَنَّا بِهِ .. وَأَنَّهُ تَعَالَىجَدُّ رَبِّنَا"
- فقد جاء في (تفسير ابن كثير ج4 ص 429) لعبارة "جد ربنا" قوله: "عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ: الْجَدّأَب (وأضاف) وَلَوْ عَلِمَتْ الْجِنّ أَنَّ فِي الْإِنْس جَدًّا مَا قَالُوا "جَدّ رَبّنَا" فَهَذَا إِسْنَاد جَيِّد، [ويختم بقوله] لَسْت أَفْهَم مَا مَعْنَى هَذَا الْكَلَام وَلَعَلَّهُ قَدْ سَقَطَ شَيْء وَاَللَّه أَعْلَم".
- وفي (تفسير الطبري ج29 ص 104) "عن َعِكْرِمَة, فِي قَوْل اللَّه: "وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدّ رَبّنَا" .. عُنِيَ بِذَلِكَ الْجَدّ الَّذِي هُوَ أَبُو الْأَب, .. ذَلِكَ كَانَ مِنْ كَلَام جَهَلَة الْجِنّ.
(11) المضيف: ربما يعترض أحد الأحباء المسلمين أن في الكتاب المقدس كلام للشيطان في تجربته لأيوب وتجربته للمسيح فما هو ردك؟
أبونا:
(1) أول قضية نشير إليها هي اختلاف مفهوم الوحي في المسيحية عن مفهوم الوحي في الإسلام.
1- فالوحي في الإسلام هو تنزيل بالمعنى واللفظ لما هو في اللوح المحفوظ "قرآن مجيد في لوح محفوظ" (البروج 21)
2- وهذا ما أوقع القرآن في مشاكل كثيرة، فلا يوجد تفسير للأخطاء النحوية والعلمية والتاريخية واللاهوتية التي وردت في القرآن، فلا يمكن أن الله يخطئ في شيء، مما يدل على أن القرآن ليس من عند الله.
3- أما الوحي في الكتاب المقدس فقد قيل عنه "تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس (2بط1: 21)، فقد عبر الأنبياء والرسل بلغتهم عن المعنى الموحى به من الله.
(2) والقضية الثانية هي:
1- اعتقادهم بأن القرآن كله هو كلام الله (سورة النجم4) "إن هو إلا وحي يوحى".
2- فكيف يكون في كلام الله وحي من الجن الذين يشهدون فيه للقرآن ويعلنون إيمانهم بمحمد، ويبشرون به لبقية الجن؟
3- أما في المسيحية فالكتاب المقدس جاء حاويا لكلام الله، وسجلا مقدسا لحياة شعبه وسلوكهم بحسب وصاياه، ومواجهتهم مع العالم والشيطان ... الخ.
4- ولهذا فإن ما ذكر عن الشيطان في الكتاب المقدس هو عن أعمال الشيطان الشريرة تحذيرا منه، وإدانة له، وليس وحيامن الشيطان.
(12) المضيف: نعود إلى الآيات القرآنية التي من تأليف الجن في القرآن هل من إضافة؟
أبونا:
الواقع أنه توجد إضافات كثيرة ولكني أعتقد أن وقت البرنامج اليوم لا يتسع للحديث عنها، فأرجو أن نؤجل بقية الموضوع إلى الأسبوع القادم.
المداخلات
(13) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا:
(1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
(2) مع ملاحظة أن اليوم هو يوم الجمعة والأولوية في الاتصالات هي لأحبائنا المسلمين.
(3) والفئة الأولى هي للعابرين ليشاركونا باختباراتهم.
(4) والفئة الثانية هي للباحثني عن الحق بإخلاص. وباب الأسئلة مفتوح لهم في أي شئ.
(5) الفئة الثالثة هي المعترضين على ما نقول، نرحب بهم وباعتراضاتهم بشرط أن تكون اعتراضاتهم على ما جاء في موضوع الحلقة.
والشرط الثاني هو الالتزام بأدب الحوار، ولكن إن تخطى أحد هذه الخطوط فنأسف له ونحن نقدم له الكارت الأحمر لانتهاء مشاركته.
الختام
(14) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.