112ـ الأبرع جمالا
حلقة الثلاثاء 21/1/2014م
(تقديم: نتالي)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (112) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) أيها الأبرع جمالا من بني البشر، إكشف عن عيوننا لنرى روعتك، وغيرنا لنشابه صورتك. (3) وأسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب نمو للمشاهدين. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح
2ـ والثبات في الرب
3ـ النمو الروحي
4ـ النضوج الروحي
5ـ خدمة النفوس
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي
(4) هل يمكن أن تذكر المشاهدين بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: تكلمت عن مقدمة مبسطة عن النمو الروحي من حيث:
1ـ أهمية النمو الروحى.
2ـ غاية النمو الروحى.
3ـ مصادر النمو الروحى.
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) عرفنا قبلاً أن سر النمو الروحى يتمركز فى التشبع بروعة الرب يسوع المسيح.
(2) حتى نسعى للتشبه به.
(3) وسوف أركز الحديث فى هذا الموضوع حول:
1ـ المسيح الأبرع جمالاً فى ذاته أي فى شخصيته.
2ـ المسيح الأبرع جمالاً فى صفاته أو ســماته.
3ـ المسيح الأبرع جمالاً فى إمكانياته أو قدراتــه.
4ـ المسيح الأبرع جمالاً فى نظر تابعيه.
(6) المضيفة: هل يمكن أن نبدأ بالنقطة الأولى: المسيح الأبرع جمالاً فى ذاته أي فى شخصيته؟
أبونا: (1) يقول الرسول عن المسيح (عب 1 : 2) "هو بهاء مجده [مجد الله] ورسم جوهره"
(2) وقال أيضا في (كو 1 : 15 ، 2 كو 4 : 4 ، 1 كو 11 : 7) أنه " صورة الله غير المنظور"
(3) فالسيد المسيح هو كما وضح معلمنا بولس الرسول في (1تى 3 : 16) "عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد"
(4) وعندما طلب فيلبس من السيد المسيح قائلاً: "ياسيد أرنا الآب وكفانا"، فرد عليه السيد المسيح معاتباً: "أنا معكم زماناً هذه مدته، ولم تعرفنى يا فيلبس؟ الذى رآنى فقد رأى الآب" (يو14: 8 ، 9)
(5) فالسيد المسيح ليس مجرد إنسان عادي، بل لقد فاق كل البشر، فهو وحيد الجنس، كما قيل عنه في (1أخ 29 : 11) "قد ارتفعت رأساً على الجميع"
(6) لهذا فهو بكل يقين أبرع جمالاً من بنى البشر فى ذاته الإلهية.
(7) المضيفة: وماذا عن كون السيد المسيح الأبرع جمالاً فى صفاته أو ســماته؟
أبونا: هذه بعض صفاته، لندرك تفوقه وروعته عن كل البشر:
(1) المحبة الفائقة: فقد قال السيد المسيح نفسه في (يو15: 13) "ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه"، ففى محبته العجيبة المنقطعة النظير بذل نفسه على الصليب عوضاً عنا.
(2) التواضــع: لقد فاق تواضعه كل الحدود، حتى أنه يترك مجده ويظهر فى صورة العبد، وينحنى ليغسل أرجل تلاميذه. ألم يقل: " تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب" (مت11: 29)
(3) وفي هذه الآية توضيح أيضا لصفة أخرى من سمات المسيح وهي: الوداعــــة: فما أرق وداعته ولطفه ومعاملاته الرقيقة مع أولاده، بل ومع الخطاة أيضا. حتى مع يهوذا مسلمه (مت26: 50) "فقال له يسوع يا صاحب لماذا جئت؟ حينئذ تقدموا والقوا الايادي على يسوع وامسكوه"
(4) نعم إنه رائع فى صفاته التى لا يمكن حصرها، ويمكنك فى خلواتك الفردية أن تستخرج بنفسك هذه الصفات من الكتاب المقدس، حتى تتشبع بها، وتتخذه مثالاً أعلى لحياتك.
(8) المضيفة: نأتي إلى النقطة الثالثة، فحدثنا عن المسيح الأبرع جمالاً فى إمكانياته وقدراته.
أبونا: من هذه الإمكانيات والقدرات:
(1) الخَــلق: (يو1: 3) "كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان"
(2) السلطان المُطلق: (مت28: 18) "فتقدم يسوع وكلمهم قائلاً: دُفِعَ إلىَّ كل سلطان فى السماء وعلى الأرض"،
(3) كما كان له سلطاناً فى تعاليمه (مت7: 29) "لأنه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة"
(4) وكان له سلطان على الطبيعة والبحر والرياح (مت 8 : 27)
(5) إبطال الموت (2تى 1 : 10): "وإنما أُظهِرت الآن بظهور مخلصنا يسوع المسيح الذى أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل"
(6) الديــنونة (يو5: 27): "وأعطاه سلطاناً أن يُدين أيضاً لأنه ابن الإنسان"
** أخى، هل رأيت كائناً ما فى التاريخ بمثل هذه الإمكانيات الفائقة. إنه الرب يسوع الأبرع جمالاً فى إمكانياته وقدراته.
(9) المضيفة: النقطة الرابعة المسيح الأبرع جمالاً فى نظر تابعيه. ماذا تريد أن توضح لنا عن ذلك؟
أبونا: إن كل من تبع الرب يسوع، بلا إستثناء، قد اكتشف روعته وتفرده وسموه عن كل البشر وحتى عن الملائكة. من هؤلاء:
(1) داود النبى: يقول في (مز45: 2):" أنت أبـرع جمالاً من بنى البشر، إنسكبت النعمة على شفتيك، لذلك باركك الله إلى الأبد". لقد رأى روعة المسيح بعين النبوة فتغنى بها بهذا النشيد العذب.
(2) عروس النشيد (نش5: 16): تقول: "حلقة حلاوة وكله مشتهيات، هذا حبيبى وهذا خليلى يا بنات أورشليم"
(3) معلمنا بولس الرسول: يقول في رسالة (فى3: 8): عندما أشرق الرب فى قلبه وتمتع بروعة جمال المسيح قال: "إنى أحسب كل شئ أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربى الذى من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكى أربح المسيح "
ولعلك ترى دقة التعبير فى اختيار لفظة "نفاية"، فبعد أن ذكر أنه يحسب كل شئ خسارة، استدرك وقال أنه يحسبها نفاية، فالفرق كبير، فالخسارة مصحوبة بالحزن والأسى، أما النفاية أى الزبالة فيُسر الانسان بأن يتخلص منها.. نعم لقد وجد القديس بولس كل شئ زبالة فتركها وتعلقت نفسه بشخص المسيح الأبرع جمالاً ..
(4) القديس أغسطينوس: مثل كل آباء الكنيسة على مر العصور، سباهم المسيح بروعة جماله، فنراه يقول: "يا لسموك يا الله، ويا لعظمتك، أنت المتعالى بقدرتك، والغير متناهى برحمتك، أنت الحُسن والجمال، أنت القوى القدير، وليس للعقل البشرى أن يحيط علماً بصفاتك المتسامية، أنت الحامل الكل، والمالئ الكل والضابط الكل، وأنت الخالق والرازق. [ويضيف قائلا]: ولكن ما لى أعدد صفاتك يا رباه، يا حياتى ولذتى المقدسة. آه! متى أفوز بالاستراحة فى جنبك، وأى يوم يا ترى تجعل منزلك فى قلبى، وتسكره من خمر حبك، فألتصق بك بجملتي".
(5) الشيخ الروحانى: يقول: "طوبى لمن دخل إليك، ونظر منظرك العجيب، وتعجب بجمالك البهى الذى ينبع داخله. لقد احتد قلبى على القلم كدت أكسره، لأنه لا يقدر أن يصور الجمال العجيب الذى أنظره. [ويضيف قائلا]: "كل عقل كثير الكلام إن دخل إلى جمالك يلتزم السكوت لاندهاشه بالأسرار. [واستطرد قائلا]: ههنا يُظهر الله جماله لمحبيه، ههنا تبصر النفس ذاتها، والمسيح المشرق فيها ويبهجها منظره. [وختم كلامه قائلا]: احترق القلم من حدة نارك يا ربى يسوع. وقفت يمينى عن الكتابة، واستضاءت عيناى بشعاع جمالك، وذهَبت من قدامى الأرض وكل ما عليها. طوبى لمن سكروا بمحبتك، لأن بِسُكرهم بك استمتعوا بجمالك. أما أولئك الذين لم يجربوا لذة السُكر بك والتمتع بشخصك فهم مساكين تعساء"
** أخى العزيز، هل تطلب من الرب يسوع الأبرع جمالاً فى ذاته، وفى صفاته، وفى إمكانياته، وفى نظر تابعيه أن يكشف لك عن جماله لتُسبى فيه، فتتبعه متشبعاً بجماله، وتقول مع المرنم:
دا جــماله بارع بارع * أجمل من كل النــاس
نور وجــهه ساطع ساطع * كله محبة وإخــلاص
مش لاقى زى حبيبى يسوع * (دورت فى كل مكان)2
(10) المضيفة: ما هي تدريبات الأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية: (مز45: 2) "أنت أبرع جمالاً من بنى البشر، انسكبت النعمة على شفتيك، لذلك باركك الله إلى الأبد" (مز45: 2)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (أف 4)
(11) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(12) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) باسم الآب والابن والروح القدس (2) محبة الله الآب سلام.