113ـ رئيس الكهنة
حلقة الثلاثاء 28/1/2014م
(تقديم: ريتا)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (113) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب نمو للمشاهدين. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح
2ـ والثبات في الرب
3ـ النمو الروحي
4ـ النضوج الروحي
5ـ خدمة النفوس
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي
(4) هل يمكن أن تذكر المشاهدين بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: تكلمت عن روعة المسيح الأبرع جمالا:
1ـ فى ذاته أي فى شخصيته.
2ـ وفى صفاته أو ســماته.
3ـ وفى إمكانياته أو قدراتــه.
4ـ وفى نظر تابعيه.
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) واليوم سأتكلم عن المسيح رئيس كهنة أعظم.
وسنركز الحديث حول:
1ـ روعة مركزه كرئيس كهنة أعظم.
2ـ روعة صفاته كرئيس كهنة أعظم.
3ـ روعة دوره كرئـيس كهنة أعظم.
(6) المضيفة: هل يمكن أن تكلمنا عن روعة مركز المسيح كرئيس كهنة أعظم؟
أبونا: يقول معلمنا بولس الرسول مقارناً كهنوت المسيح بكهنوت رجال العهد القديم: "لأن أولئك بدون قسم قد صاروا كهنة، وأما هذا فبقسم من القائل له أقسم الرب ولن يندم أنت الكاهن إلى الأبد على رتبة ملكى صادق" (عب7: 21)
وهنا يتميز المسيح فى كهنوته عن كهنة العهد القديم بأنه:
أولا: معزز بقسم من الرب أنه الكاهن إلى الأبد، وليس لفترة محدودة، كبقية رؤساء الكهنة الذين يموتون. أما يسوع فهو حي إلى الأبد لم يقو عليه الموت.
ثانيا: أنه على رتبة أو طقس ملكي صادق:
وقد فسر ذلك المتنيح الأنبا شنودة الثالث في موقع كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت بالإسكندرية:
قائلا: (1) "أول مرة ذكر فيها اسم ملكي صادق، كانت في (سفر التكوين 18:14-20). وقيل عن ملكي صادق ما يأتي:
1- أنه ملك شاليم (ولعلها أورشليم). (وهي مدينة السلام، والمسيح هو رئيس السلام).
2- إنه كاهن الله العليّ، وقد قدم خبزًا وخمرًا. (وليس ذبائح حيوانية كالعهد القديم، بل خبزا وخمرا أي شركة جسد المسيح وشركة دمه).
3- إنه بارَك إبراهيم، وأبونا إبراهيم قدم له العشور. (والمسيح تتبارك فيه جميع قبائل الأرض)
(2) [ويضيف البابا شنودة قائلا]: قد قيل عن ملكي صادق إنه مشبه بابن الله.
حيث يقول عنه الرسول "بلا أب، بلا أم، بلا بداءة أيام له ولا نهاية، بل هو مشبه بابن الله" (عب3:7).
1ـ أي لم يأخذ الكهنوت عن طريق الوراثة عن أب أو أم أو نسب. وهكذا المسيح لم يأخذ الكهنوت بالوراثة.
2ـ و(بلا نسب) هنا معناها: بلا نسب من هرون، أي من سبط الكهنوت.
3ـ وأن الكتاب لم يذكر لنا شيئًا عن نسب ملكي صادق، ولا مَنْ هو أبوه ولا أمه. فكأنه يقول عنه: بلا أب نعرفه، وبلا أم نعرفها.
4ـ لا بداءة أيام له، ولا نهاية حياة: أي أنه دخل التاريخ فجأة، وخرج منه فجأة، دون أن نعرف له بداءة أيام، ولا نهاية حياة. إنما ظهر في وقت ليؤدي رسالة ما، وليكون رمزًا، دون أن نعرف له تاريخًا ولا نسبًا".
(7) المضيفة: وماذا قال الكتاب المقدس أيضا عن روعة مركز المسيح كرئيس كهنة أعظم؟
أبونا: (1) يوضح الكتاب المقدس في (عب8: 1) كرامة المسيح رئيس الكهنة الأعظم، بقوله: "وأما رأس الكلام فهو أن لنا رئيس كهنة مثل هذا قد جلس فى يمين عرش العظمة فى السموات"
(2) وقد علق على ذلك المتنيح لبابا شنودة الثالث في كتابه (قانون الإيمان) قائلا:
1ـ جاء في (مر16: 19) "ثم أن الرب بعدما كلمهم، ارتفع إلي السماء وجلس عن يمين الله".
2ـ وقيل عنه في رسالة العبرانيين ايضا "بعدما صنع بنفسه تطهيرًا لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي صائرا أعظم من الملائكة" (عب1: 3).
3ـ [وتساءل قداسته قائلا]: ما معني عبارة "جلس عن يمين أبيه"؟
[وأجاب]: أولًا نقول أن الله ليس فيه يمين ولا شمال. فالله غير محدود، [وأضاف قائلا]: إن كلمة يمين، في الاصطلاح الكتابي تعني القوة أو البر أو الكرامة. [وأضاف]: إذن عبارة (عن يمين الله) تعني في قوته وبره وكرامته أو مجده. وعبارة (جلس) تعني استقر".
(8) المضيفة: هل هناك جوانب أخرى لروعة كهنوت المسيح؟
أبونا: (1) قال بولس الرسول في (عب4: 14) أيضاً: "فإذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السموات يسوع ابن الله فلنتمسك بالإقرار"
(2) وتوضيحا لهذه الآية قال المتنيح القمص متى المسكين في كتابه (تأملات في عيد الصعود) "الفداء الذي صنعه المسيح بسَفْكِ دمه على الصليب كان تكفيراً عن خطايا البشرية. بهذا اعتُبر صليب المسيح ذبيحة كفَّارة. وذبيحة الكفَّارة في العهد القديم، كان يقدِّمها رئيس الكهنة المسمَّى ”الكاهن العظيم“ مرة واحدة في السنة، إذ يذبح ثوراً مع ذبائح أخرى، عن نفسه وعن كل الشعب، ويأخذ دمها ويدخل الحجاب الفاصل بين قدس الأقداس وبين القدس، هذا الحجاب الذي يُعبِّر عن الفاصل الخطير الذي يفصل الله عن الشعب. ثم يدخل رئيس الكهنة إلى تابوت العهد ثم ينضح من دم ذبيحة الكفَّارة أمام الله ليُكفِّر عن خطاياه وخطايا الشعب، وبعد أن قدَّم المسيح نفسه على الصليب ذبيحة كفَّارة كاملة لأجل كل الشعب، تحتَّم بحسب مفهوم التكفير عن الخطايا، أن يدخل المسيح بدمه ليُقدِّمه على عرش رحمة الله في السماء، وهذا هو الصعود!فالصعود هنا عبَّر عنه القديس بولس بأنه اجتياز للسموات"
(9) المضيفة: وما هي روعة صفات المسيح كرئيس كهنة أعظم؟
أبونا: ما أورع صفاته كرئيس كهنة أعظم، فهو:
1ـ قدوس بلا شر ولا دنس
2ـ رحيم وأمين
3ـ متواضع، لم يمجد نفسه
أولا: عن كونه قدوس بلا شر ولا دنس قال بولس الرسول في (عب7: 26) "لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا شر ولا دنس قد أنفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات"
وثانيا: عن كونه رحيم وأمين: قال أيضا بولس الرسول (عب2: 17): "من ثمَ كان ينبغى أن يشبه أخوته فى كل شئ لكى يكون رحيماً ورئيس كهنة أميناً فى ما لله، حتى يُكفر عن خطايا الشعب"
وثالثا: عن كونه متواضع، لم يمجد نفسه: جاء في (عب5: 5) "كذلك المسيح أيضاً لم يمجد نفسه ليصير رئيس كهنة، بل الذى قال له أنت ابنى أنا اليومَ ولدتك". وجاءت في ترجمة أخرى: "كَذَلِكَ الْمَسِيحُ لَمْ يُرَفِّعْ نَفْسَهُ حَتَّى يَصِيرَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ، بَلْ إِنَّ اللهَ هُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ: «أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ».
صفات لا تتوافر إلا فى شخص الإله المتجسد. هذا هو رئيس كهنتنا الأبرع جمالاً من بنى البشر
(10) المضيفة: نأتي إلى روعة رئيس الكهنة الأعظم فى إمكانياته أو قدراتــه. فحدثنا عن ذلك.
أبونا: المسيح ليس رئيس كهنة شرفى، بل قام ويقوم بدور رائع نحونا، فهو:
1ـ فداؤنا الأبدي
2ـ وهو الشفيع فى ضعفاتنا
3ـ وهو محام عنا لدى الآب
أولا: المسيح رئيس كهنتنا الذي فدانا فداء أبديا: قال بولس الرسول في (عب9: 11 ،12) "وأما المسيح وهو قد جاء رئيس كهنة للخيرات العتيدة ... بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداءً أبدياً" فمن يرفض ذبيحة المسيح وكفاية عمله على الصليب يضع نفسه تحت طائلة الدينونة "ويمكث عليه غضب الله" (يو3: 36)
ثانيا: المسيح رئيس الكهنة الأعظم هو شفيع دائم فى ضعفاتنا:
يقول بولس الارسول في (عب7: 24 ،25) "وأما هذا فمن أجل أنه يبقى إلى الأبد له كهنوت لا يزول، فمن ثمَ يقدر أن يخلص إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله، إذ هو حىٌ فى كل حين ليشفع فيهم"
ثالثا: وهو محام لدى الآب عنا:
كما جاء في (عب4: 15) "لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثى لضعفاتنا، بل مجرب فى كل شئ مثلنا بلا خطية" لاحظ أن نفي النفي إثبات فتكون الآية "لأن لنا رئيس كهنة قادر أن يرثى لضعفاتنا"
هذا هو يسوعنا رئيس الكهنة الأعظم فى السماء، الذى مات عنا، وهو الآن حىٌ يشفع فى ضعفنا أمام الآب، حيث يرثى لضعفنا ويترافع كمحام عنا.
(11) المضيفة: ما هي تدريبات الأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية: (عب7: 25) "فمن ثمَ يقدر أن يخلص أيضاً إلى التمام كل الذين يتقدمون به إلى الله، إذ هو حى فى كل حين ليشفع فيهم" (عب7: 25)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (أف 5)
(12) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(12) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) باسم الآب والابن والروح القدس (2) محبة الله الآب سلام.
