111ـ مرحلة النمو الروحي
حلقة الثلاثاء 14/1/2014م
(تقديم: هدى)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (111) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) إلهنا الحنون يا من في مثل هذه الأيام باركت كوكبنا الأرض بتنازلك الفائق للإدراك، فظهرت في صورة البشر وتجسدت في شخص يسوع المسيح، لتظهر لنا حبك وحنانك، واهتمامك الأبوي، بل أيضا لتبدأ خطة خلاصنا من عقوبة الخطية وسلطانها وجسدها، وتمتعنا بالحياة الجديدة معك في سلام أبدي. شكرا لجلالك من أجل تنازلك، وأسألك أن تكشف للعيون والقلوب عن هذا الامتياز العجيب حتى لا يحرموا من نعمتك وخلاصك المجاني ويقبلوك في قلوبهم ليسعدوا بالشركة معك. آمين (3) أسألك يارب أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب نعمة وتثبيت للمشاهدين في شخصك. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح
2ـ والثبات في الرب
3ـ النمو الروحي
4ـ النضوج الروحي
5ـ خدمة النفوس
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي
(4) المضيفة: فيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: اليوم وبعد أن انتهينا من شرح مرحلة قبول المسيح ومرحلة الثبات فيه، نتقدم فى الطريق الروحى، لندخل إلى النمو فى الحياة مع المسيح، وسأتكلم عن مقدمة مبسطة عن النمو الروحي في النقاط التالية:
1ـ أهمية النمو الروحى.
2ـ غاية النمو الروحى.
3ـ مصادر النمو الروحى.
(5) المضيفة: هل يمكن أن نبدأ بالحديث عن أهمية النمو الروحى؟
أبونا: (1) الواقع أنه ما لم يتقدم المؤمن فى حياته الروحية فإنه سيظل طفلاً وقزماً فى الإيمان، وتتركز أهمية النمو الروحى فى الأمور التالية:
1ـ على مثال المسيح
2ـ وهو صية إلهية
3ـ كما أنه دليل الحياة
(2) فيقول الكتاب المقدس عن المسيح في (لو2: 40) "وكان الصبى [يسوع] ينمو ويتقوى ممتلئاً حكمة وكانت نعمة الله عليه"، لذا كما كان المسيح ينمو، يجب علينا أيضاً أن ننمو لأنه ترك لنا مثالاً لنتبع خطواته، وبهذا يتضح لنا أهمية النمو الروحى لحياتنا على غرار لسيد المسيح.
(6) المضيفة: قلت أيضا أن النمو الروحي هو صية إلهية، كما أنه دليل الحياة، هل يمكن توضيح ذلك؟
أبونا: (1) نعم هناك وصية إلهية تأمرنا بالنمو الروحي، فالواقع النمو الروحى ليس هو أمراً إختيارياً للمؤمن، ينمو أو لا ينمو، فيفضل البعض أن يبقوا أطفالاً، ربما طمعاً فى مزيد من التدليل، أو هروباً من دفع ضريبة النمو الروحى بالتخلى عن أمور كثيرة فى حياتهم، لكن الكتاب يأمر قائلا: "انمو فى النعمة وفى معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح" (2بط 3 : 18)، فالنمو الروحى إذن حتمية للمؤمن المخلص الأمين الذى يريد أن يتمتع ببركات الرب واستخدامه له.
(2) والنمو الروحى هو دليل الحياة: [1] فكل كائن حى لا بد أن ينمو. والمؤمن كائن حى روحياً، إذن فلا بد أن ينمو، لذا قال السيد المسيح في (مر4 : 26 ،27) "هكذا ملكوت الله، كأن إنساناً يلقى البذار على الأرض، وينام ويقوم ليلاً ونهاراً، والبذار يطلع وينمو".
[2] ولهذا قال معلمنا بولس: "لما كنت طفلاً كطفلٍ كنت أتكلم وكطفل كنت أفطن وكطفل كنت أفتكر، ولكن لما صرت رجلاً أبطلت ما للطفل" (1كو13: 11)
[3] ونراه يوبخ أهل كورنثوس على طفولية إيمانهم وبقائهم كجسديين، وعدم نموهم ليصبحوا روحيين فيقول في (1كو3: 1): "وأنا أيها الأخوة لم أكلمـكم كروحيين بل كجسديين كأطفال فى المسيح".
* من هذا يتضح لنا أهمية النمو الروحى، لأنه على مثال المسيح، ولأنه وصية إلهية، وهو أيضا دليلٌ للحياة التى تكبر وتنمو باستمرار.
* أخى المشاهد، هل تشتاق أن تنمو فى النعمة، وفى معرفة ربنا يسوع المسيح؟ قل له: نميني يارب في النعمة وفي معرفتك. آمين.
(7) المضيفة: نأتي الآن إلى النقطة الثانية في موضوعنا: ما هي غاية النمو الروحي؟
أبونا: ما من شك أنه إذا عرف المؤمن هدفه تحددت مسيرته فبدون معرفة الهدف قد يدور الانسان حول ذاته، لذلك حدد الكتاب هدف النمو الروحى في الآتي:
(1) تصور المسيح فينا: يقول معلمنا بولس الرسول (غل4: 19): "يا أولادى الذين أتمخض بهم، إلى أن يتصور المسيح فيهم" فينبغي أن يكون هذا هو هدفي أ يتصور المسيح فيَّ.
(2) وهذا يستلزم التغير إلى صورة المسيح: كما يقول معلمنا بولس الرسول أيضاً (2كو3: 18): "ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما فى مرآة نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح" والكتاب المقدس هو المرآة التى فيها أرى صورة المسيح فأتغير إليها وأتشبه به.
(3) وبهذا نكون مشابهين لصورة المسيح: وهذه هي غاية الله من الحياة الجديدة التى يعطيها للانسان، كما قال معلمنا بولس الرسول (رو8: 29): "الذين سبق فعرفهم، سبق فعينهم، ليكونوا مشابهين صورة ابنه، ليكون هو بكراً بين اخوة كثيرين"
* معنى هذا أن غاية النمو الروحى وهدفه ليس مجرد التحلى بالفضائل مهما بلغ سموها، وإنما الغاية المقدسة هى مشابهة صورة المسيح، أى أن تظهر صورة المسيح فى سلوكنا وتصرفاتنا وكلامنا وصمتنا وحركتنا وخدمتنا وكل شئ فينا.
* يقول القديس يوحنا ذهبى الفم: "انظر سمو هذه الكرامة، فما هو للابن الوحيد بالطبيعة يناله المؤمنون بالنعمة، إنه لم يكتف بهذه الدعوة أن يكونوا مشابهين له، بل يضيف نقطة أخرى وهي "ليكون بكراً بين اخوة كثيرين ". هكذا يستخدم كل وسيلة ليقيم العلاقة معنا بوضوح"
(8) نأتي إلى النقطة الثالثة، ما هي مصادر النمو الروحى، بمعنى كيف ينمو المؤمن روحيا؟
أبونا: هناك مصدران أساسيان للنمو الروحى، هما:
(1) الجانب الإلهى: فالله نفسه بروحه هو الذى ينمى المؤمن كما يقول الكتاب في (1كو3: 7)
"ليس الغارس شيئاً ولا الساقى بل الله الذى ينمى". ولقد قالها الرب يسوع بصريح العبارة في (يو15: 5): "بدونى لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً".
(2) الجانب البشرى: الواقع إن إمكانيات الله برغم قدرتها الفائقة لكنها لا يمكن أن تنطلق إلا إذا أتاح لها المؤمن المجال الكامل فى حياته، وذلك عن طريق وسائط النعمة المتعددة، مثل:
[1] المواظبة على الخلوة اليومية، [2] وحفظ كلمة الله وتطبيقها فى حياتى، حتى تتحول الكلمات إلى حياة وواقع عملى مُعاش. [3] ممارسة أسرار الكنيسة خاصة الاعتراف والتناول ليس كواجب أو روتين. [4] الجهاد الروحى ضد الخطية والعالم والجسد والشيطان ورفض عروضهم، ومقاومة حروبهم. [5] التشبع بروعة المسيح فى الاعماق وجماله الفائق، كما قال معلمنا داود (مز45: 2): "أنت أبرع جـمالاً من بنى البشر" [6] والوجود في حضرة الرب للإمتلاء بروحه الذي يعمل على نموي الروحي.
(9) المضيفة: بعد هذه المقدمة المبسطة عن النمو الروحي، نسأل: ما هي تدريبات هذا الأسبوع؟
** نعم هذه كما قلت في البداية مجرد مقدمة مبسطة عن النمو الروحي، وسوف نتابع في حلقات قادمة أسبوعية بمشيئة الله، موضوعات تفصيلية عن النمو الروحي. أرجو المواظبة على مشاهدتها ليعمل الله من خلالها في حياتنا.
** أما التدريب الروحى للأسبوع: (1) حفظ آية عن النمو الروحي: (2بط3: 18)"انمو فى النعمة وفى معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح" (2بط3: 18)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (أفسس 3).
(10) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(11) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) باسم الآب والابن والروح القدس (2) محبة الله الآب سلام.
