105ـ الله أبٌ لعائلة عريقة
(كيف أثبت في المسيح الجزء الثاني)
حلقة الثلاثاء 3/12/2013م
(تقديم: ريتا)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (105) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) أسألك يارب أن تبارك حلقة هذا اليوم لخير الجميع آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح
2ـ والثبات في الرب
3ـ النمو الروحي
4ـ النضوج الروحي
5ـ خدمة النفوس
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي
(4) المضيفة: هل يمكن أن تلخص موضوع الحلقة السابقة من مرحلة الثبات في المسيح؟
أبونا: تكلمت عن موضوع: الله أب وإبن وروح قدس
1ـ عقيدة الإيـمان بإلــه واحــد.
2ـ حقيقة الثــالوث القدوس.
3ـ حتمية التثليث فى الوحدانية.
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن الله أبٌ لعائلة عريقة هي الكنيسة جماعة المؤمنين.
هذه العائلة تمتد جذورها إلى آلاف السنين، إلى القرن الأول الميلادي.
وللثبات فى المسيح، ينبغي أن نتعرف على تاريخ عائلة المسيح، بالحديث عن الست مراحل التالية:
1ـ نشـــــأة الكنيســـة.
2ـ عصر إزدهــــار الكنيسة.
3ـ عصر الإضطهاد والإستشهاد.
4ـ عصر الهرطـقات والمجامع.
5ـ عصر الإنشـــــــقاق.
6ـ العصر المــرتقـــــب.
(6) المضيفة: حدثنا عن المرحلة الأولى وهي نشأة الكنيسة.
أبونا: (1) الكنيسة كعائلة الله، موجودة وكائنة فى ذهن الله منذ الأزل، كما قال معلمنا بولس الرسول: "اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة، إذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته" (أف1: 4 و5)، فالكنيسة لم يؤسسها بشر، بل هى كائنة بتدبير أزلى.
(2) وفى ملء الزمان وُلِدَت الكنيسة، وكان يوم ميلادها هو يوم الخمسين من الروح القدس، ومكان ولادتها هو فى علية صهيون بأورشليم، إذ يقول الكتاب: "ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معا بنفس واحدة، وإمتلا الجميع من الروح القدس" (أع2: 1 و4).
(7) المضيفة: وماذا تريد أن تقول عن عصر إزدهار الكنيسة؟
أبونا: (1) بمجرد ولادة الكنيسة، نراها قد إزدهت ونمت نمواً إلهياً معجزياً، ففى يوم نشأتها ولدت 3000 نفس، كما يسجل سفر الأعمال: "فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا وإنضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة الآف نفس" (أع2: 41 و47)، ثم صاروا 5000 نفس جاء في (اع4: 4) "وكثيرون من الذين سمعوا الكلمة امنوا وصار عدد الرجال نحو خمسة الاف"
(2) ثم إمتد إنتشار الكنيسة من أورشليم إلى أقصى الأرض، كما قال السيد المسيح للتلاميذ في (اع1: 8) "لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض"
(3) وقد تميز هذا العصر بوحدانية القلب التى للمحبة، كما قال الكتاب (أع2: 1): "كان الجميع معا بنفس واحدة"
(8) المضيفة: نأتي للعصر الثالث وهو عصر الإضطهاد والإستشهاد، فماذا تقول؟
أبونا: (1) لم يقف الشيطان مكتوف الأيدى، فراح يشن عليها موجات من الإضطهادات العنيفة. فحرك ملوك وأباطرة ضدها، كما يسجل سفر الأعمال ذلك بقوله: "وحدث في ذلك اليوم إضطهاد عظيم على الكنيسة التي في أورشليم فتشتت الجميع في كور اليهودية والسامرة" (أع8: 1)، ويضيف قائلاً: "وفي ذلك الوقت مد هيرودس الملك يديه ليسيء إلى أناس من الكنيسة، فقتل يعقوب أخا يوحنا بالسيف وعاد فقبض على بطرس أيضاً، ولما أمسكه وضعه في السجن" (أع12: 4)
(2) وتوالت الإضطهادات فى عصر الدولة الرومانية من القرن الأول إلى القرن الرابع، أيام الأباطرة: نيرون، ترجان، وكان أشدها هولاً هو دقلديانوس، وقيل أن عدد الذين أستشهدوا فى عصر دقلديانو بلغ 800 ألفاً من المسيحيين، وأعتبرت الكنيسة سنة إرتقائه العرش هى السنة الأولى للتقويم القبطى للشهداء.
(3) ولكن برغم كل هذه الإضطهادات ظلت الكنيسة تنمو وعدد التلاميذ يتكاثر (اع6: 7) "وكانت كلمة الله تنمو وعدد التلاميذ يتكاثر جدا في اورشليم وجمهور كثير من الكهنة يطيعون الايمان"
(4) واستمر إضطهاد الدولة الرومانية حتى جاء الإمبراطور قسطنطين الكبير الذى اعتنق المسيحية وأنهى عصر الإضطهاد عام 313 م وأعلن أن المسيحية هي الدين الرسمى للدولة الرومانية.
(9) المضيفة: وماذا حدث في عصر الهرطقات والمجامع؟
أبونا: (1) ما أن هدأت الإضطهادات الخارجية على الكنيسة بإعلان الإمبراطور قسطنطين، حتى قام الشيطان بحرب من نوع متطور، من داخل الكنيسة،
(2) فأخذ يزرع بذور الهرطقات بإثارة الجدل العقلانى فى العقائد اللاهوتية مثل لاهوت المسيح، ولاهوت الروح القدس.
(3) فظهرت عدة هرطقات، وعُقدت لها عدة مجامع مسكونية لمحاربتها. نوجزها فى الجدول التالى:
م |
البيان |
المجمع المسكوني الأول |
المجمع المسكوني الثاني |
المجمع المسكوني الثالث |
المجمع المسكوني الرابع |
1 |
سبب الانعقاد |
هرطقة آريوس |
هرطقة مكدونيوس |
هرطقة نسطور |
التماس أوطاخي |
2 |
ملخص الهرطقة |
المسيح مخلوق |
الروح القدس مخلوق |
إنكار كون العذراء والدة الإله |
إنكار ناسوت المسيح |
3 |
رئيس المجمع |
البابا المصري الأنبا الكسندروس |
البابا المصري الأنبا تيموثاوس |
البابا المصري الأنبا كيرلس الكبير |
البابا المصري الأنبا ديسقوروس |
4 |
مكانه وتاريخه |
نيقية سنة 325م |
القسطنطينية سنة 381م |
أفسس سنة 431م |
أفسس سنة 449م |
5 |
الحاضرون |
318 أسقف |
150 أسقف |
200 أسقف |
150 أسقف |
6 |
قرارات المجمع |
1ـ حرم آريوس وتعاليمه. 2ـ وضع قانون الإيمان "بالحقيقة نؤمن بإله واحد..." |
1ـ حرم مقدونيوس وتعاليمه. 2ـ وضع تكملة قانون الإيمان "نعم نؤمن بالروح القدس..." |
1ـ حرم نسطور وتعاليمه. 2ـ وضع مقدمة قانون الإيمان "نعظمك يا أم النور..." |
1ـ براءة أوطاخي، لتوبته. 2ـ لا تعترف به الكنيسة اليونانية وروما. |
(10) المضيفة: كيف بدأ عصر الإنشقاق؟ وماذا حدث فيه؟
أبونا: (1) حدث ذلك في مجمع خلقيدونية سنة 451 م، وفيه حُرم البابا ديسقوروس بابا الإسكندرية وعُزل وتم نفيه.
(2) وسبب هذا الإنشقاق، هو إختلاف في تعبيرات لاهوتية عن طبيعة المسيح:
1ـ قال الخلقيدينيون أن المسيح له طبيعتان [اللاهوت والناسوت] متحدتان في طبيعة واحدة: الله المتجسد.
2ـ وكان تعبير البابا ديسقورس والكنائس غير الخلقيدونية هو أن المسيح له طبيعة واحدة [الإله المتجسد] مكونة من طبيعتين [اللاهوت والناسوت]
3ـ ونحن الآن لا نرى إختلافا بين التعبيرين إلا في التقديم والتأخير.
4ـ ولكن يومها كان الشك بسبب بدعة أوطاخي الذي قال أن المسيح طبيعة واحدة. ولكن أوطاخي لم يقل أن هذه الطبيعة مكونة من طبيعتي اللاهوت والناسوت.
(11) المضيفة: وماذا كانت نتيجة هذا الانشقاق؟
أبونا: (1) إنقسمت الكنيسة إلى معسكرين:
1ـ المعسكر الغربى: ويضم كنيسة روما والقسطنطينة.
2ـ المعسكر الشرقى: ويضم كنيسة الإسكندرية وكنائس سوريا وأرمينيا
(2) وفى المعسكر الغربى حدث إنقسام آخر بين كنيسة روما، التى سُميت بالكنيسة الكاثوليكية، وكنيسة القسطنطينية التى سُميت بالكنيسة اليونانية، وذلك فى القرن 11 الميلادي.
(3) ثم إنقسمت الكنيسة الكاثوليكية، عندما قامت الكنيسة البروتستانتية على يد مارتن لوثر عام 1517 م، والتى إنقسمت بدورها إلى عديد من المذاهب.
(4) وسؤال بكل حزن: أين الكنيسة التي أسسها المسيح؟ الكنيسة الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية؟
(12) المضيفة: لعل هذا يأتي بنا إلى المرحلة السادسة عن العصر المرتقب. فهل تكلمنا عنه؟
أبونا: (1) كل العيون ترقب فجراً جديداً تلتئم فيه جراح الكنيسة، وتزول فيه الإنشقاقات، وتعود الكنيسة "رعـية واحدة لراعٍ واحد" (يو10: 16)، لذا قال الرسول بولس: "مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام، .. إلى أن ننتـهي جميعـناً إلى وحدانية الإيمان" (أف4: 3 ـ 13)
** هذه لمحة موجزة عن كنيسة المسيح، عائلة الله عبر التاريخ. فإلى الأمام يا كنيسة العلى، فإن ابواب الجحيم لن تقوى عليك، وكل آلة صورت ضدك لن تنجح. وليتمجد إسم إلهنا فيكِ إلى الابد. آمين.
(14) المضيفة: ما هي تدريب هذا الأسبوع؟
** التدريب الروحى للأسبوع: (1) حفظ آية: (يو10: 16) "ولى خراف أُخر ليست من هذه الحظيرة ينبغى أن آتى بتلك أيضاً، لتكون رعية واحدة وراعٍ واحد" (يو10: 16)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (يو 22) .
(15) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(16) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) باسم الآب والابن والروح القدس (2) محبة الله الآب سلام.