288ـ صنعت خلاصا 14
حلقة الاثنين 6/11/2017م
(تقديم: ناتالي)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (288) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] سيدي ... آمين [3] كما أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: موضوع الحلقة السابقة كان عن:
1- مفهوم الخطية،
2- ومظاهر الخطية.
(4) المضيف: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) اليوم سأتكلم عن:
1- عوامل الخطية
2- ثمار الخطية
(5) المضيف: ما هي عوامل الخطية؟
أبونا:
توجد عدة عوامل تسب السقوط في الخطية منها:
1- الطبيعة الموروثة.
2- البعد عن النعمة الإلهية.
3- القرب من مجال الخطية.
أولا: الطبيعة الموروثة:
1- هي الطبيعة الفاسدة التي ورثناها عن أبوينا الأولين آدم وحواء، الطبيعة الملوثة بجرثومة الخطية والإثم "هاأنذا بالإثم صورت وبالخطية حبلت بي أمي"(مز5:51).
2- قال عنها بولس الرسول: "أرى ناموسا آخر في أعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطية الكائن في أعضائي" (رو23:7).
3- ألا تشعر بتأثير هذا العامل في حياتك، فترى نفسك بالطبيعة ميالا للخطية؟
4- هذا العامل هو الذي دعي بولس الرسول أن يطلق صرخته المدوية (رو24:7) "ويحي أنا الإنسان الشقي. من ينقذني من جسد هذا الموت"
(6) المضيف: وما علاج هذا العامل؟
أبونا:
1- لقد وجد بولس الرسول القوة التي أعتقته من سلطانه وأعلنها لنا بقوله (رو2:8) "ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد اعتقني من ناموس الخطية والموت"
2- ويقصد بناموس روح الحياة "الروح القدس" فالروح القدس قوة تهيمن على ميول الطبيعة القديمة وتضبطها وتحرر من سلطانها.
3- فان كنت مهزوما من سلطان طبيعتك القديمة سلم قيادة حياتك للروح القدس، روح القوة. وكن دائم الخضوع لسلطته، والوجود في حضرته وتحت مظلته بروح الصلاة الدائمة والالتصاق به فكرياً وقلبياً وعملياً. فيعتقك من ناموس الخطية والموت.
(7) المضيف: وماذا عن العامل الثاني للسقوط في الخطية؟
أبونا:
العامل الثاني: هو البعد عن النعمة الإلهية:
1- ألا ترى يا أخي أنك كلما اقتربت من مصدر النعمة كلما شعرت بالراحة والسلام والغلبة؟
2- ففي اللحظة التي تبتعد فيها عن الله تسقط فريسة للخصم الزائر كأسد جائل ملتمسا من يبتلعه.
3- وما أجمل تصوير القديس أغسطينوس لهذا الأمر عندما قال: "لأنك إذا ما ابتعدت عن معرفة العلي بدون قوة تدعمك سقطت. لأن إبليس وملائكته ينصبون فخاخهم كما يفعل الصيادون. والذين يسلكون في المسيح تبتعد خطواتهم عن تلك الفخاخ، لأن إبليس لا يجرؤ على بسط شبكته في المسيح، فهو يقيمها على حافة الطريق لا في الطريق".
4- فإن أردت أن تنجو من فخاخ إبليس؟ اقترب إلى الله وامسك به فهو القائل (مز14:91-16) "تعلق بي أنجيه. أرفعه لأنه عرف اسمي يدعوني فأستجيب له. معه أنا في الضيق. أنقذه وأمجده. من طول الأيام أشبعه وأريه خلاصي".
(8) المضيف: حدثنا عن العمل الثالث للسقوط في الخطية.
أبونا:
العمل الثالث هو: القرب من مجال الخطية:
1- فمن ذا الذي يقترب من الحية وينجو من سمها؟ أو من يمشى إنسان على الجمر ولا تكتوي رجلاه"؟ (أم28:6).
2- تأمل سر سقوط أمنا حواء، يقول الكتاب (تك6:3) "فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل…"
3- وهذا يدل على أن حواء كانت قريبة من الشجرة فكان هذا سر سقوطها.
4- كن حذراً لأن الخطية لذيذة في بدايتها، وطريقها غامض في أوله تخدعك ثم تقتل فقد خدعت بولس الرسول من قبلك فقال (رو11:7) "لأن الخطية.. خدعتني بها وقتلتني".
(9) المضيف: وما هو العلاج؟
أبونا:
1- اسمع قول الكتاب (تك17:19) "اهرب لحياتك.. ولا تقف في كل الدائرة لئلا تهلك".
2- اقطع صلتك بالخطية، لا تذهب إلى الأماكن التي تعثرك، وبرامج الإنترنيت، ولا ترتبط بالصداقات الشريرة، وابتعد عن كل ما يؤدى بك إلى عبودية الخطية.
(10) المضيف: تكلمنا عن العنصر الأول وهو عوامل السقوط في الخطية، ونأتي للعنصر الثاني وهو ثمار الخطية فماذا تريد أن تقول؟
أبونا:
الخطية شجرة مرة ثمارها افسنتين، وربما تكون قد تذوقت مرارتها وإليك بعض ثمارها:
1- الخزي والعار.
2- عدم السلام.
3- الهلاك الأبدي.
أولا: الخزي والعار:
1- يقول سليمان الحكيم (أم34:14) "البر يرفع شأن الأمة وعار الشعوب الخطية".
2- وهوذا داود النبي الملك المكرم ينكس الرأس مخزياً أمام ناثان النبي الذي كشف له خطيته الشنعاء مع امرأة أوريا الحثى.
3- إن كانت الخطية قد كستك بالعار، تستطيع الآن أن تكتسي بثوب البر ورداء الخلاص فيغطي خزي عورتك.
4- اسمع قول الرب في (حز16: 8) "فمررت بك ورايتك واذا زمنك زمن الحب فبسطت ذيلي عليك وسترت عورتك وحلفت لك ودخلت معك في عهد يقول السيد الرب فصرت لي"
(11) المضيف: وما هي الثمرة الثانية؟
أبونا:
عدم السلام: يقول الكتاب في (اش22:48) "لا سلام قال إلهي للأشرار".
(1) لا سلام مع نفسك:
1- لهذا أنت في قلق داخلي، والأحزان والهموم تملا حياتك، لا سلام طالما أنت في ارض الخطية.. فان أردت أن تتمتع بالراحة والسلام اترك كورة الخنازير.
(2) لا سلام مع الناس:
1- لو بحثنا عن سبب الانشقاقات والتحزبات والمشاكل بينك وبين الآخرين لوجدت السر كامنا في الخطية.
2- فالسلام مفقود لأن الله في القلب غير موجود، إذ أنه لا يوجد في قلب ملئ بالخطية.
3- فان كنت يا أخي لا تشعر بالسلام مع المحيطين بك سواء في البيت أو العمل فأبحث عن السبب، ربما تكون محبا لذاتك، متكبرا فتصطدم مع الآخرين.
4- إن أردت أن يكون بينك وبين الناس سلام انزع الخطية من قلبك وأصغ إلى قول الوحي (أم7:16): "إذا أرضت الرب طرق إنسان جعل أعداءه أيضاً يسالمونه".
(3) لا سلام مع الله:
1- إن كنت تحب الخطية أكثر من الله فسوف تفصلك عن مصدر السلام.
2- عزيزي اقترب إلى الرب يقترب إليك واسمعه يقول لك (مت28:11) "تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثـقيلي الأحمال وأنا أريحكم".
3- هو مستعد أن يترك لك خطاياك ويبررك من كل إثم فيصير لك معه سلام (رو1:5) "إذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح".
(12) وما هي الثمرة الثالثة للخطية؟
أبونا:
الهلاك الأبدي:
1- يوضح لنا بولس الرسول هذه الثمرة التي يجنيها الأشرار من الخطية بقوله (رو23:6): "أجرة الخطية هي موت".
2- ويضيف قائلا (2تى8:1 و9): "معطياً نقمة للذين لا يعرفون الله والذين لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح. الذين سيعاقبون بهلاك أبدى من وجه الرب".
3- ربما تستهين يا أخي بهذه النهاية التعيسة، وفي موجة من الاستهتار تستسلم لهذا الشقاء الأبدي … ولكن من قلب مفعم بمحبتك أرجوك أن تقدر معنى الانفصال الأبدي عن مصدر الحب والسلام والسعاد.
4- صدقني يا أخي إن سكان الجحيم يحسدونك على هذه الفرصة المتاحة لك لتتوب. فلماذا يا مبارك "تستهين بغنى لطف الله وإمهاله وطول أناته غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة، ولكن من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك الغضب وإستعلان دينونة الله العادلة." (رو4:2 و5).
(13) المضيف: هل لك تعليق في نهاية هذا الطرح؟
أبونا:
1- هذه يا أخي الخطية في مفهومها كانفصال عن الله، وفي مظاهرها المتعددة من تلذذ بالشهوات وتمجيد للذات،
2- وها هي عواملها التي تؤدي للسقوط: من طبيعة فاسدة، وابتعاد عن الله، واقتراب من مجالات الشر.
3- أما ثمارها المرة فهي الخزي والعار، وعدم السلام، والهلاك الأبدي.
4- صلي معي يا عزيزي: إلهي لا تسمح أن أنفصل عنك وأسقط في الخطية وأحرم من نعمة الوجود معك. لا تسمح لنفسي أن تهلك بل خلص نفسي من أجل حبك، وما أطلبه لنفسي أطلبه للجميع. آمين.
المداخلات
(14) المضيف: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(15) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.