289ـ صنعت خلاصا 15
حلقة الاثنين 13/11/2017م
(تقديم: مريم)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (289) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] سيدي ... آمين [3] كما أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: موضوع الحلقات السابقة كان عن: موضوع صنعت خلاصا، وابعاده هي:
1- كنيسة الخلاص: [التذكارات الكنسية للخلاص، كتب الصلوات الطقسية والخلاص، الأسرار الإلهية والخلاص].
2- جوهر الخلاص [مفهوم الخلاص، دوافع الخلاص، طريق الخلاص، عمل الخلاص].
3- قضية الخلاص: [فلسفة الخلقة، مشكلة الخطية، تدبير الخلاص].
4- نعمة الخلاص: [مفهوم النعمة، عمل النعمة، مجال النعمة، وسائط النعمة].
5- إتمام الخلاص: [خطورة الارتداد، حتمية الجهاد، ضرورة التدريبات].
(4) المضيف: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا:
اليوم سأتكلم عن: الجزء الثالث من قضية الخلاص وهو: تدبـير الخـلاص: وسيشمل الحديث عن:
1- إشـكال خطيـر.
2- حـل وحـيـد.
3- خطـة حكيـمة.
(5) المضيف: بداية أسأل هل من ضرورة للخلاص؟
أبونا:
(1) لو لم يكن الله محبا، ما كان هناك ضرورة للخلاص.
(2) إذ أن حكمه قد صدر على الإنسان بالموت: "يوم تأكل منها موتاً تموت".
(3) فكان من الممكن أن يخلق الله جنساً آخر عوض ذلك المائت تاركا إياه يقاسى حمم جهنم الأبدية.
(4) ولكن الله في محبته الفائقة للإنسان أشفق عليه، ولم يرتض أن يتركه يعانى أوجاع الموت، بل أراد أن ينقذه من لهيب الجحيم، فدبر له طريق الخلاص.
(5) وهذا هو التدبير الذي كشفه الروح القدس لبولس الرسول فقال (أف1 : 9- 11): "إذ عرفنا بسر مشيئته حسب مسرته التي قصدها في نفسه لتدبير ملء الأزمنة ليجمع كل شئ في المسيح ما في السموات وما على الأرض في ذاك الذي فيه أيضاً نلنا نصيباً معينين سابقاً حسب قصد الذي يعمل كل شئ حسب رأى مشيئته".
(6) والواقع أن تدبير الخلاص يصطدم بإشكال خطير، ويستلزم حلاً عادلاً فكانت خطة الله الحكيمة للخلاص.
(6) المضيف: ما هو إشكال خطير؟
أبونا:
1- ينشأ هذا الإشكال بسبب وجود صفتين متميزتين في ذات الله، هما صفة العدل وصفة الرحمة، والاحتياج إلى للتوفيق بينهما بشأن خلاص الإنسان.
2- فبخصوص صفة العدل في الله نجد أنه عندما خلق الله آدم أمره أن لا يأكل من شجرة معرفة الخير والشر قائلاً له (تك2: 17) "يوم تأكل منها موتا تموت".
3- ولكنه أكل فاستحق الموت وفقاً لعدل الله "فالله قاض عادل" (مز7: 11). ويشمل هذا الحكم:
[ا] موت جسدي:
فبعد أن سقط آدم في الخطية صار حكم الله عليه "وتعود إلى الأرض التي أخذت منها لأنك تراب وإلى التراب تعود" (تك19:3). ولهذا فقد طرد من الجنة حتى لا "يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضاً ويأكل ويحيا إلى الأبد" (تك22:3).
[ب] موت أدبي:
كان آدم في الجنة سيداً مكرماً "متسلطاً على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض" (تك28:1). ولكن بعد أن أخطأ انتزعت السلطة من يده وأصبح مساوياً لما كان قبلا صاحب سيادة عليهم. (تك15:3). وبعد الكرمة أصبح في هوان "يعمل الأرض وبالتعب يأكل عشب الحقل" (تك17:3،18،19،23). وهكذا ورثته الخطية العار والخزى "عار الشعوب الخطية" (أم34:14).
[ج] موت أبدي:
إن عقوبة الخطية لم تقتصر على الموت الجسدي والأدبي فحسب وإنما شملت أيضا الموت الأبدي في نار جهنم. وقد وضح رب المجد مصير الأشرار الأبدي بقوله "اذهبوا عنى يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته" (مت41:25).
(7) المضيف: هل كان هذا الحكم قاصراً على آدم فحسب أم امتد إلى جميع الجنس البشرى؟
أبونا:
1- لقد ورث الجنس البشري منه جرثومة الخطية التي سرت في دمائهم فأوجدت فيهم ميلا طبيعياً للخطية.
2- فقد جاء في (يشوع بن سيراخ3: 30) "لان جرثومة الشر قد تاصلت فيه"
3- وقد وضح هذه الحقيقة القديس بولس الرسول بقوله (رو12:5) "بإنسان واحد (وهو آدم) دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية (صار) الموت. وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ اخطأ الجميع".
4- هذا هو موقف الإنسان أمام عدل الله أنه محكوم عليه بالموت بسبب الخطية.
(8) المضيف: وماذا عن الصفة الأخرى من صفات الله وهي: الرحمة؟
أبونا:
1- قال الكتاب في (خر34: 6 و7) "الرب إله رحيم رؤوف … غافر الإثم والمعصية والخطيـة".
2- وفي رحمته لا يرتضى موت الإنسان إذ قال (حز18: 23) "هل مسرة أسر بموت الشرير ألا برجوعه عن طرقه فيحيا".
3- من هنا نشأ المشكلة، فان نفذ الله حكمه في الإنسان بحسب عدله المطلق وعاقبه بالموت، فأين عمل الرحمة؟
4- وإن غفر له بحسب رحمته المطلقة فأين حكم العدل المطلق؟
5- حقيقة يا أخي إنها مشكلة، وليس لها سوى حل وحيد.
(9) المضيف: وما هو هذا الحل الوحيد؟
أبونا:
1- لكي يمكن للرحمة أن تسود لا بد للعدل أن يأخذ مجراه.
2- وهنا ينشأ الحل الوحيد لهذه المشكلة بتدبير (فدية) تتحمل حكم العدل عوضاً عن الإنسان فينعم بعمل الرحمة.
3- ولكن لا بد للفادى أن تتوفر فيه شروط معينة حتى يوفي مطالب العدل الإلهي.
(10) المضيف: ما هي الشروط التي يجب أن تتوفر في الفادي؟
أبونا:
ينبغي أن يكون الفادي:
1- غيرَ محدود.
2- إنسـاناً.
3- طاهراً.
(11) المضيف: ماذا عن الشرط الأول أن يكون الفادي غير محدود؟
أبونا:
1- الواقع أن الخطية تقدر وفقاً لشخصية المخطأ إليه،
2- وتقاس عقوبتها طبقاً لمركزه،
3- وتتناسب كفارتها مع قيمته.
4- فمثلا: إذا أخطأت في حق زميل لك، كانت خطيتك محدودة ولا تحتاج لأكثر من اعتذار.
5- أما إذا أخطأت في حق الحاكم فان خطيتك تستحق عقوبة شديدة، ولا يكفي الاعتذار عنها ليعفى عنك.
6- فخطية الإنسان ضد الله، هي خطية غير محـدودة. لأن الله غير محـدود. ولهذا فقد استحقت هذه الخطية عقـوبة غير محـدودة. فلابد للفادى الذي يكفـر عنها،أن يكون غير محدود.
(12) المضيف: وماذا عن الشرط الثاني للفادي وهو أن يكون إنسـاناً؟
أبونا:
1- الواقع أنه يجب أن يكون الفادى من جنس المفدى، ومساوياً له في القيمة.
2- فلا يجوز أن يفدى الإنسان ملاك لأنه ليس من جنسه.
3- وكذلك لا يجوز أن يفدي الإنسان حيوان إذ أنه ليس من جنسه أيضاً ولا من قيمته.
4- لذلك وجب أن يكون الفادي إنسانا من جنس الإنسان المفدي، ومساويا له في القيمة.
(13) المضيف: وماذا عن الشرط الثالث للفادي وهو أن يكون طـاهراً؟
أبونا:
1- فان كان الفادى خاطئاً فإنه يموت بخطية نفسه،
2- ولا يصلح لفداء غيره.
3- إذن يجب أن يكون الفادي طاهراً.
(14) المضيف: ومن ذا الذي تكتمل فيه هذه الشروط؟
أبونا:
دعنا نفحص الأمر معا.
1- هل ملاك يمكن أن تتوفر فيه هذه الشروط؟ كلا. فالملاك مخلوق محدود وليس إنساناً.
2- هل حيوان يمكن أن تتوفر فيه هذه الشروط؟ كلا. فالحيوان مخلوق محدود وليس إنساناً.
3- هل نبي يمكن أن تتوفر فيه هذه الشروط؟ كلا. فالنبي وإن كان إنساناً فهو محدود وغير طاهر.
4- لا يوجد سوى حل وحيد لفداء الإنسان،
5- وهو: أن يتجسد الله (غير المحدود) في جسد (إنسان) ويولد من عذراء ليكون (بلا خطية).
6- وهذا ما تم فعلا. فالله غير المحدود حل في الإنسان يسوع المسيح (1تي 3: 16) "عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد".
7- وهو الطاهر الوحيد لأنه "لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر" (1بط2: 22).
(15) المضيف: هل يمكن أن تلخص لنا موضوع هذه الحلقة؟
أبونا:
1- يسوع المسيح قد تجسد فيه الإله غير المحدود، وقدم نفسه فدية عن البشر، إذ تحمل هو حكم الموت نيابة عنا، ووفى عدل الله.
2- وبهذا استطاع أن يخلصنا نحن برحمته (رو3: 24-26) "متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله لإظهار بره في الزمن الحاضر ليكون باراً ويبرر من هو من الإيمان بيسوع".
3- عزيزي المشاهد الباحث عن الحق، أؤكد لك أن الله يحبك ودبر خطة خلاصك، ليخلصك من خطاياك ومن مصيرك الأبدي. ويعطيك حياة جديدة وحياة أبدية معه.
4- اطلب تأخذ: قل له شكرا لك لأجل خطة الخلاص، وأسألك أن تمتعني بخلاصك وتغفر كل خطاياي. من أجل كفارة المسيح. آمين.
المداخلات
(16) المضيف: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(17) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية: (1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.