285ـ صنعت خلاصا (11)
حلقة الاثنين 16/10/2017م
(تقديم: ريتا)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (285) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] سيدي ... آمين [3] كما أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: موضوع الحلقة السابقة كان عن: عمل الخلاص بخصوص تغيير أجسادنا بمجئ المسيح الثاني.
(4) المضيف: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) اليوم سأتكلم عن: قضيـة الخلاص
1- فلسفة الخلقـة
2- مشكلة الخطية
3- تدبير الخلاص
(5) المضيف: هل يمكن البدء بموضوع فلسفـة الخلقـة؟
أبونا: آمين، وسوف يشمل نجثي الجوانب التالية:
1- غاية الخلقـة
2- دوافع الخلقـة
3- موقفك من الله
4- غاية الخلقـة
5- غاية الخلقـة
(6) المضيف: لنبدأ بالحديث عن غاية الخلقة.
أبونا:
1- كان هذا الموضوع نقطة بحث الكثيرين من الفلاسفة والمفكرين،
2- كما أنه موضوع تساؤل كل إنسان "لماذا خلقني الله"؟.
3- وإذ فشل البعض في التعرف على الإجابة الصحيحة لهذا السؤال اعتبروا أن الحياة جناية ارتكبها الآباء في حق الأبناء، حتى قال أحدهم وهو الشاعر أبو العلاء المعري: هذا جناه أبى على وما جنيت على أحد. ولذلك امتنع عن الزواج!!.
4- وصرخ آخر في وجه أمه قائلا: (ويحك يا أمي فقد حكمت على بالإعدام) وقد اعتبر أن هذه الحياة إنما هي حكم إعدام!.
5- وأيوب في معمعة التجربة نراه يسب يومه قائلا (أيوب1:3،2): "ليته هلك اليوم الذي ولدت فيه والليل الذي قال قد حبل برجل، ليكن اليوم ظلاما .. أما ذلك اليوم فليمسكه الدجى ولا يفرح بين أيام السنة .. لأنه لم يغلق أبواب بطن أمي ولم يستر الشقاوة عن عيني. ثم يتساءل في تأفف: "لم لم أمت من الرحم؟" عندما خرجت من البطن، لم لم أسلم الروح؟ لم يعطى لشقي نور وحياة لمسرى النفس؟
6- لم يكن أيوب وحده من بين رجال الكتاب المقدس الذي قال هذا ولكننا نرى أرميا أيضاً بقول (أرميا14:20-18).: "ملعون اليوم الذي ولدت فيه. اليوم الذي ولدتني فيه أمي، لا يكن مباركاً ملعون الإنسان الذي بشر أبي قائلاً قد ولد لك ابن ... لأنه لم يقتلني من الرحم فكانت لي أمي قبرى ورحمها حبلى (بي) إلى الأبد. ثم يتساءل أيضاً في تأفف كأيوب قائلا: "لماذا خرجت من الرحم لأرى تعباً وحزناً فتفنى بالخزي أيامي".
7- أليست هذه الأسئلة هي ما يدور بفكرك وخاصة عندما تصادف أية تجربة فتتبرم متسائلا: لماذا خلقني الله؟
8- مسكين حقاً هو ذلك الذي لم يتعرف بعد على الغاية من وجوده في هذه الحياة.
9- فهل تعرف يا أخي لماذا أنت موجود؟ لماذا خلقك الله؟.
(7) المضيف: يقول البعض إن الله قد خلقهم لكي يعبدوه. فما هو رأيك؟
أبونا:
1- حسن أن نعبد الله، ولكن هل تظن أنه محتاج إلى عبوديتنا؟،
2- تأمل قول القديس إغريغوريوس في القداس الإلهي: "لست أنت محتاج إلى عبوديتي، بل أنا المحتاج إلى ربوبيتك"
3- هو ليس في حاجة إلى عباداتنا، فلم يخلقنا من أجل هذه الغاية.
(8) المضيف: هناك من يقول إنه خلق البشر لكي يمجدوه. فماذا تقول عن ذلك؟
أبونا:
1- حسن أن نمجد الله، ولكن هل تظن أنه محتاج إلى تمجيدات البشر؟.
2- إن الله ممجد في ذاته يا أخي، وإلا فهل كان غير ممجد قبلما خلق البشر؟.
3- يقول الكتاب المقدس في (1بط 5 : 10) "اله كل نعمة دعانا الى مجده الابدي"
4- وأيضا في الرب عال فوق كل الامم فوق السماوات مجده (مز 113 : 4)
5- و هذا نادى ذاك و قال قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الارض (اش 6 : 3)
(9) المضيف: فما هي إذن غاية الخلقة؟
أبونا: تتضح هذه الغاية عندما نفحص النقطة التالية وهي دوافع الخلقة.
(10) المضيف: وما هي دوافع الخلقة؟
أبونا:
إن الله لم يخلق الإنسان بدافع الأنانية حتى يعبده ويمجده إنما دوافع الخلقة تتركز في:
1- المحبة: ويوضح هذه الحقيقة القديس إغريغوريوس الناطق بالإلهيات في قداسه التأملى قائلا: "خلقتني إنساناً كمحب للبشر"
2- ويوحنا الحبيب يقول: "الله محبة" (1يو8:4). وكل ما يصدر عن الله هو عمل محبة، وعن المحبة تصدر إشعاعات النعمة المباركة التي عملت في الخلقة وهي:
3- الصلاح: والصلاح معناه البذل والكرم، فان كان الشخص الذي يمتلئ من روح الله تظهر فيه هذه الثمرة المباركة "أي الصلاح" كما جاء في رسالة بولس الرسول لأهل غلاطية.(22:5).
4- فكم بالحرى الله نفسه، فكل أعماله صادرة عن صلاحه، ولذلك فالقديس إغريغوريوس يبرز أيضاً هذا الجانب في القداس فيقول: "الذي من أجل الصلاح وحده، مما لم يكن كونت الإنسان" وللصلاح خاصية عجيبة أسهمت هي الأخرى في خلقة الإنسان ألا وهي:
5- التعطفات: فبروح الحكمة الإلهية التي أوتيها القديس إغريغوريوس يقول في قداسه: " من أجل تعطفاتك الجزيله كونتنى إذ لم أكن". فصلاح الله وكرمه ظهرا في تعطفاته الجزيله التي بها كون الإنسان وخلقه لغاية سامية تمثل الحلقة الأخيرة في سلسلة دوافع الخلقة ألا وهي:
6- المشاركة: إن من خصائص المحبة الصادقة، المشاركة، ولنا في محبة الأب البَشَري لأبنائه الجسديين مثالا لمحبة الله للإنسان، فالأب يتعب كثيراً لكي يعطى أولاده ويمتعهم، وإذا سألت أحدَ الآباء عن دوافعه التي تحركه للإنفاق على أولاده لتيقنت أن المحبة الأبوية هي الدافع القوى لإشراك أولاده فيما له.
(11) المضيف: ما هي الأمور التي أشركنا الله فيها معه التي تمثل الغاية التي من أجلها خلقنا؟
أبونا:
شركة خواصه:
1- يكشف لنا الوحي الإلهي عما دار في عقل الله بخصوص خلقة الإنسان فنقرأ في سفر (تك26:1 ،27) "وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه".
2- أنت يا عزيزي مخلوق على صورة الله.
(12) المضيف: ولكن ماذا يقصد الوحي بقوله على صورة الله؟
أبونا:
1- يوضح الآباء ذلك في (صلاة الإكليل) بقولهم: "الله جل شأنه ليس له شبه ولا مثال، وإنما أشار بقوله هذا أن الإنسان ذو ثلاث خواص: أعنى ذا عقل ونطق وروح".
2- هذه هي الشركة في خواص الله، فميَّزه عن بقية المخلوقات بالعقل والنطق والروح،
3- وأصبحت يا عزيزي صاحب هذا الامتياز الإلهي!.
(13) المضيف: وماذا أيضا عن الأمور التي أشركنا الله فيها معه؟
أبونا:
شركة سلطانه:
1- هذا هو امتياز آخر أعطاه الله للإنسان عند خلقته، فيقول الكتاب في (تك26:1-28): "قال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الأرض .. فخلق الله الإنسان .. وباركهم الله وقال لهم .. املأوا الأرض وأخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض".
2- هذه هي محبة الله يا أخي التي تريد إسعاد الإنسان فيعطيه من سلطانه ليتسلط على كل الأرض.
3- تأمل هذا الامتياز يا أخي! فهل أنت متسلط فعلا على كل الأرض؟ أم أن كل ما في الأرض متسلط عليك؟
(14) المضيف: وهل هناك امتيازات أخرى؟
أبونا:
شركة مجده:
1- فبطرس الرسول يقول في (1بط10:5) "دعانا إلى مجده الأبدي".
2- ولهذا يكتب أيضاً في (1بط1:5) قائلا: "أنا الشيخ .. شريك المجد العتيد أن يعلن".
3- تأمل يا أخي فان الله لم يخلقك لتمجده، بل خلقك ليمجدك. (رو29:8،30) "لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم .. فهؤلاء مجدهم أيضاً".
4- فأنظر أي امتياز أعطاك الرب ؟
(15) المضيف: كلمتنا عن ثلاثة إمتيازات: شركة خواصه، شركة سلطانه، شركة مجده، هل هناك امتيازات أخرى؟
أبونا: نعم
شركة طبيعته:
1- معلمنا بطرس الرسول يقول في (2بط4:1) "قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية".
2- هذا هو اسمي امتياز يهبه الله للإنسان، إذ أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له، فقد تشارك في الجسد البشرى ليشركنا في الروح الإلهي
3- فيقول في (1كو16:3) "أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم".
(16) المضيف: هل لك تعليق في نهاية هذا الطرح؟
أبونا:
1- هل تبينت إذن يا أخي غاية خلقة الإنسان؟
2- أرأيت كيف أن الله المحب الصالح أراد لحفنة من التراب "وجبل الرب الإله آدم تراباً من الأرض ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار آدم نفساً حية".(تك7:2).
3- أراد لهذه الحفنة الترابية أن تتمتع بخيراته وأمجاده، فدبر لها كل عوامل سعادتها؟
4- أفلا يحق لكل واحد منا أن يسعد بهذه النعم الغنية؟
5- أفلا ينبغي أن نشكر الله من كل ذلك؟
المداخلات
(17) المضيف: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(18) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.