210ـ إعداد كارزين للمسلمين (5)
(الرد على تهمة: تحريف الكتاب المقدس)
حلقة الاثنين 11/4/2016م
(تقديم: ريتا)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (210) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] سيدي ... آمين [3] كما أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: موضوع الحلقة السابقة كان عن: الرد على "شبهة وما صلبوه"
(4) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) اليوم سأتكلم عن: الادعاء بتحريف الكتاب المقدس، ولإزالة هذا المعطل سوف نتناول عدة جوانب:
1ـ التعريف بالكتاب المقدس.
2ـ وحي الكتاب المقدس.
3ـ الرد على إدعاء التحريف.
(5) المضيفة: من المهم أن تحدثنا عن التعريف بالكتاب المقدس.
أبونا: الكتاب المقدس يحتوي على كلام الله للبشر، وسوف نوضح محتوياته، ثم وحيه.
أولا: محتويات الكتاب المقدس:
(1) يحتوى على:
1ـ العهد القديم: ويشمل: التوراة، والمزامير (الزبور)، وكتب الأنبياء.
2ـ والعهد الجديد: ويشتمل:
أـ البشائر: بشارة متى، وبشارة مرقس، وبشارة لوقا، وبشارة يوحنا.
ب ـ أعمال الرسل: وهو تاريخ كرازة تلاميذ المسيح (الحواريين).
ج ـ الرسائل: وهي رسائل: بولس الرسول، وبطرس الرسول، ويعقوب الرسول، ويوحنا الرسول، ويهوذا الرسول.
دـ وسفر الرؤيا: وهو سفر نبوي عن الأحداث المستقبلة حتى نهاية العالم.
(6) المضيفة: وماذا عن وحي الكتاب المقدس؟
أبونا: وحي الكتاب المقدس: (2تيموثاوس3: 16) "كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم، والتأديب الذي في البر".
(7) المضيفة: هل يشهد القرآن بأن الكتاب المقدس موحى به من الله؟
أبونا: نعم. وقد جاء ذلك في آيات قرآنية كثيرة، ولكني سأكتفي بآيتين عن التوراة والإنجيل.
(1) (سورة المائدة44): "إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون"
(2) (سورة المائدة46): "وقفينا على أثرهم بعيسى ابن مريم مصدقاً لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور"
(8) المضيفة: نأتي إلى إعتراضاتهم على الكتاب المقدس، فماذا يقولون؟
أبونا: يقولون أن الكتاب المقدس الموجود بين أيادينا الآن هو كتاب محرف، استنادا إلى أربعة آيات قرآنية.
وللرد على ذلك نوضح ما يلي:
1ـ هل تعني تلك الآيات أن التحريف حدث في كلمات الوحي أم في تفسيرها فقط؟
2ـ شهادة القرآن على عدم تحريف الكتاب المقدس.
3ـ شهادة علماء الإسلام على عدم تحريف الكتاب المقدس.
(9) المضيفة: لنبدأ بمناقشة الآيات التي تتحدث عن التحريف لتشرح لنا قصدها.
أبونا: سوف أعرض تلك الآيات القرآنية، وأوضح إن كانت تتكلم عن تحريف النصوص أو تحريف التفسير:
(1) (سورة البقرة75): "وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون"
* (تفسير السمرقندي المسمى بحر العلوم ج 1 ص 93، نشر: دار الفكر بيروت) "أي يغيرون تأويله أي تفسيره وهم يعلمون "
(2) (سورة النساء46): "من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه"
* (تفسير الطبري ج 5 ص 118) "أي يبدلون معناها"
ملاحظات: 1ـ جملة الآيات القرآنية التي تتكلم عن التحريف أربعة آيات,
2ـ ذَكَرْتُ منها إثنتين، والآيتين الأخريين في (المائدة13، والمائدة41) تكرار للآية الثانية التي أوردتها هنا.
3ـ يلاحظ أنه في هذه الآيات الأربعة يتهم اليهود فقط بالتحريف،
4ـ ولا توجد آية واحدة في القرآن تنسب إلى النصارى تهمة تحريف الإنجيل.
5ـ ورأينا أن تهمة التحريف المنسوبة لليهود هي تحريف في التفسير، وليس في نصوص التوراة المنزلة.
6ـ واستكمالا للرد على هذه التهمة أريد أن أسأل المسلمين سؤالا هاما.
(10) المضيفة: وما هو هذا السؤال؟
أبونا: سؤالي هو: متى حدث هذا التحريف بحسب رأيهم؟
(1) هل قبل زمن محمد؟
(2) أم بعد عصر محمد؟
دعنا نناقش ذلك.
الادعاء الأول: هل حدث التحريف قبل زمن محمد؟ وللرد أقول:
أولا: القرآن يشهد لصدق وصحة الكتاب المقدس الذي كان موجودا في زمن النبي محمد وما قبله:
1ـ سورة المائدة (48): "وأنزلنا إليك الكتاب بالحق، مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه".
2ـ (تفسير مقاتل بن سليمان ج 1 ص 304) " وذلك أن قرآن محمد شاهد بأن الكتب التي أنزلت قبله أنها من الله عز وجل"
3ـ فلو كان الكتاب المقدس محرفا لما قيل أن القرآن مصدقا له وشاهدا على صحته وإلا كان ذلك طعنا في القرآن واتهاما له بالتزوير.
ثانيا: القرآن يوضح أن الله يأمر النبي محمد والمسلمين بالرجوع إلى الكتاب المقدس:
(1) سورة يونس (94): "فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك"
(2) سورة القصص (49): "قل: فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما فأتَّبعُه"
(3) وفي (سنن أبى داود ج 4 ص 155) " وضعوا لرسول الله وسادة، فجلس عليها ثم قال: إئتوني بالتوراة. فأُتي بها، فنزع الوسادة من تحته فوضع التوراة عليها ثم قال آمنت بك وبمن أنزلك"
(4) ويضيف أبو الفضل العسقلاني في كتابه (فتح الباري شرح صحيح البخاري ج 12 ص 172) "استدل بذلك على أن التوراة كانت كلها صحيحة سالمة من التبديل"
** إذن هذا يشهد بصحة الكتاب المقدس حتى عصر محمد.
(11) المضيفة: وماذا عن الإدعاء الثاني وهو إدعاؤهم بحدوث التحريف بعد زمن محمد؟
أبونا: وللرد على هذا الادعاء أورد ما يشهد به القرآن عن بطلان هذا الادعاء أيضا:
أولا: القرآن يشهد أن الكتاب المقدس هو ذكر من عند الله ولذلك فهو يحفظه من التحريف:
(سورة الأنبياء7): "وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون"
(تفسير الجلالين ج1 ص351 نشر: دار الحديث القاهرة، الطبعة الأولى) "فاسألوا أهل الذكر: أي العلماء بالتوراة والإنجيل "
ثانيا: والقرآن يشهد أن الله يحفظ الذكر من التحريف: (سورة الحِجْر9): "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"
1ـ فحيث أن الكتاب المقدس هو ذكر،
2ـ وحيث أن الله يحفظ الذكر،
3ـ إذن فالله يحفظ الكتاب المقدس من التحريف.
(12) المضيفة: وماذا عن شهادة علماء الإسلام عن عدم تحريف الكتاب المقدس؟
أبونا: لقد افاض علماء الإسلام في الحديث عن صحة الكتاب المقدس وعدم تحريفه، نكتفي بأقوال بعضهم:
(1) كتاب (اللباب في علوم الكتاب ج 3 ص 184، المؤلف: أبو حفص بن علي، نشر: دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى) "إن التحريف ممتنعٌ؛ لأنَّ التوراة والإنجيل كتابانِ, وقد بلغا من الشهرة إلى حدِّ التواتر؛ بحيث يتعذّر ذلك فيهما, وإِنَّما كانوا يكتُمُونَ التأويلَ أي التفسير"
(2) قال الأستاذ علي أمين: في كتابه (ضحى الإسلام الجزء الأول ص 358) "ذهبت طائفة من أئمة الحديث والفقه والكلام إلى أن التبديل وقع في التأويل لا في التنزيل … ومن حجة هؤلاء أن التوراة قد طبقت مشارق الشمس ومغاربها (قبل ظهور محمد والقرآن) "ولا يعلم عدد نسخها إلا الله، ومن الممتنع أن يقع التواطؤ على التبديل والتغيير في جميع تلك النسخ، بحيث لا تبقى في الأرض نسخة إلا مبدلة ومغيرة والتغيير على منهاج واحد. وهذا ما يحيله العقل، ويشهد ببطلانه".
(13) المضيفة: هل لك تعليق أخير على هذه الحقائق؟
أبونا: (1) من كل هذه البراهين والأدلة ثبت لدى الجميع أن تهمة تحريف التوراة ليست حقيقية وإنما قصد بها محمد تغيير اليهود لتفسير الآيات، ولكن نص التوراة لم يتحرف أو يتغير.
(2) والحقيقة الثانية أن القرآن لم ينسب شبهة التحريف لإنجيل المسيحيين قط.
(3) إذن فتهمة تحريف الكتاب المقدس باطلة، ولا يقول بها إلا جاهل متعصب.
(4) والواقع أن ما قلته هنا، ما هو إلا قليل من كثير، ومن يريد الاستزادة فليذهب إلى موقعنا ويكتب في خانة البحث: "عدم تحريف الكتاب المقدس"
www.fatherzakaria,com
المداخلات
(14) المضيفة: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(15) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية: (بسم الآب والابن والروح القدس ...)
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخلاص النفوس.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين وكل المشاهدين أن تمتعهم بنعمتك.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: والفريق العامل فيها، أن تعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) واذكر المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتباركهم.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا.
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم [الأسماء المكتوبة] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.
(2) امضوا بسلام، سلام الرب يكون معكم، وإلى اللقاء في برامج قناة الفادي اليومية.
(3) والآن أترككم في سلام الله. آمين.