171ـ النضوج الروحي والمجئ الثاني
حلقة الاثنين 15/6/2015م
(تقديم: بيتي)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (171) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] سيدي. [3] وأسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيف: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل.
أبونا: المراحل:
1ـ قبول المسيح.
2ـ والثبات في الرب.
3ـ النمو الروحي.
4ـ النضوج الروحي.
5ـ خدمة النفوس.
6ـ قيادة العمل الروحي.
(4) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: تكلمت عن: "النضوج الروحى وحـياة الألم" وناقشت:
1ـ حتمية الألم.
2ـ وأنـواع الآلام.
3ـ وبركات الألـم.
4ـ دور الله وقت الألم.
5ـ دور المؤمن فى احتمال الألم.
(5) المضيف: وماذا ستقدم لنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن المؤمن الناضج ومجئ المسيح الثاني. ويتركز في الآتي:
1ـ الغربة عن الوطن السماوى.
2ـ العـودة للوطن السماوى.
3ـ علامات المجــئ الثاني.
4ـ موعـــد المجــــئ الثاني.
5ـ استعداد المؤمن للمجئ الثاني.
6ـ بركات المجئ الثانى.
(6) المضيف: كيف حدثت الغربة عن الوطن السماوى.
أبونا: (1) نحن نعلم أن الله خلق الإنسان ووضعه فى جنة عدن ليتمتع بعشرة وحضور الرب الدائم.
(2) ولكن سريعاً ما عصى الإنسان وصية الله، وأكل من الشجرة، وطُرِدَ من حضرة الله، إذ يقول الكتاب: "فأخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الأرض التي أُخِذَ منها، فطُرِدَ الإنسان وأقام [الله] شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة" (تك3: 23 و24)،
(3) وهكذا بدأ الإنسان رحلة الغربة عن الوطن السماوى، وصار يتطلع إلى العودة.
(4) وهكذا انشغل جميع المؤمنين في كل الأجيال بموضوع العودة إلى الوطن السماوي، إذ نقرأ في(عب11: 13 و16) "في الايمان مات هؤلاء اجمعون وهم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها واقروا بانهم غرباء و نزلاء على الارض ولكن الان يبتغون وطنا افضل اي سماويا لذلك لا يستحي بهم الله ان يدعى الههم لانه أعد لهم مدينة".
(7) المضيف: وأيضا قال بولس الرسول في (2كو5: 6- 8) "فاذن نحن واثقون كل حين وعالمون اننا ونحن مستوطنون في الجسد فنحن متغربون عن الرب. فنثق ونسر بالاولى ان نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب".
أبونا: هذا صحيح (1) ومن أجل هذا قال داود النبي "غريب انا في الارض لا تخف عني وصاياك (مز119: 19)
(2) والواقع إن المؤمن الذى يمارس الوجود فى حضرة الله، تكون أشواقه هى الحنين إلى الانطلاق، ولسان حاله يقول مع معلمنا بولس الرسول: "لى اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، ذاك أفضل جداً" (فى1: 23).
(3) إنه يتذكر وطنه الأصلى في حضرة الرب، ويشتاق للعودة إليه ليكون "مع الرب كل حين" (1تى4: 17)
(4) ويشعر بثقل الإغتراب عن الرب، ولسان حاله يقول: "أمين تعال أيها الرب يسوع" (رؤ22: 20)
(5) ولقداسة البابا المتنيح الأنبا شنوده الثالث قصيدة رائعة بعنوان: "غريــبٌ" قال فيها:
غريباً عشت فى الدنــيا نزيلاً مثـــل آبائى
غريباً فى أســــاليبى وأفكارى وأهــوائى
غريباً لم أجد ســـمعاً أُفرغ فيـــه آرائى
أقـول لـكل شيــطانٍ يريــد الآن إغرائى
حذارك إننـــى أحيـا غريــباً مثل أبائـى
(6) وقال القديس باسليوس الكبير: [لو أنحصر رجاء المسيحيين فى حدود هذه الحياة لكان نصيباً مراً بحق. إذ ينحصر فى الجسد. أما إن كانت لهم محبة الله وتعتزل نفوسهم قيود الجسد، فإنهم يَحسبون ذلك بداية الحياة الحقيقية]
(8) المضيف: حدثنا عن موضوع العودة إلى الوطن السماوى.
أبونا: (1) بعد أن انفصل آدم وحواء عن الله وخرجا من حضرته، وتغربا في هذه الأرض التي لعنت بسبب خطيتهما، لم يقف الله المحب مكتوف الأيدي.
(2) بل كأب صالح دبر خطة لفداء البشر ليغفر خطاياهم ويعيدهم إلى أحضان محبته من جديد.
(3) فتجلى في السيد يسوع المسيح وأتى إلى عالمنا البشرى. وصلب المسيح فداء عن البشرية.
(4) فكل من يقبل كفارة المسيح تغفر له الخطية، لأنه على الصليب أصدر غفرانا عاما لكل من يؤمن قائلا: "يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو23:34).
(5) وإذ يقبل الإنسان المسيح ويعتمد، يولد من فوق ويحصل على الطبيعة الجديدة السماوية، التي تحن إلى هذا الوطن الجديد ملكوت السموات.
(6) هذا الوطن الذي قال عنه المسيح: "في بيت أبي منازل كثيرة وإلا فإني كنت قد قلت لكم أنا أمضي لأعد لكم مكاناً، وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً، وآخذكم إليَّ حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيـضاً" (يو14: 2 و3)
(7) لذا قال معلمنا بولس الرسول: "فإن سيرتنا نحن هي في السماوات التي منها أيضا ننتظر مخلصاً هو الرب يسوع المسيح الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده بحسب عمل استطاعته أن يخضع لنفسه كل شيء" (فى3: 20 و21)
(9) المضيف: وفي هذا قال أيضا بولس الرسول: "فإننا نقول لكم هذا بكلمة الرب أننا نحن الاحياء الباقين إلى مجيء الرب لا نسبق الراقدين، ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعاً معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء وهكذا نكون كل حين مع الرب" (1تس4: 15 - 17)
أبونا: نعم (1) وأضاف قائلاً: "في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير فإنه سيبوق فيقام الأموات عديمي فساد ونحن نتغير، لأن هذا الفاسد لا بد أن يلبس عدم فساد وهذا المائت يلبس عدم موت" (1كو 15: 52 و53)
(2) بل أن أروع شئ هو أننا سنشترك مع الرب يسوع فى جسد مجده لأننا سنراه فى مجده، كما قال معلمنا يوحنا الحبيب: "أيها الأحباء الآن نحن أولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون ولكن نعلم أنه إذا أُظهِرَ نكون مثله لأننا سنراه كما هو" (1يو3: 2)
(3) وقد عبّرَ أحد الأباء عن هذه الحقائق فقال: [قبل موت المسيح كان الموتُ مقراً، وبعد قيامته صار الموت ممراً].
(4) قصــة : أعتاد فلاح مؤمن مع إشراقة كل صباح أن ينظر إلى السماء مخاطباً الرب قائلاً: أبى السماوى، لم تأتِ لتأخذنى الليلة الماضية، وإني أرجو أن تأتى فى هذا الصباح، أنا منتظر عودتك. وكـذلك فى المساء قبل أن ينام يرفع وجهه إلى السماء ويقول: أبى السماوى، لم تأت أيضاً فى هذا اليوم، ولكني أرجو أن تأتى فى هذه الليلة، فاعطنى أن أكون مستعدا ومنتظراً مجيئك، وبهذه الطريقة عاش على الدوام فى روح الإنتظار وشوق اللقاء.
(5) أخى الحبيب، إن المؤمن الناضج هو المؤمن الذى يشتاق للعودة لوطنه السماوي ليحيا في حضرة الرب البهية إلى الأبد. وحينما يسمع عن موضوع المجئ الثانى هذا يتهلل قلبه، وتبتهج روحه. أما غير المستعد، فحينما يسمع عن هذا الموضوع تنقبض روحه، وتغتم حياته، ويقـول: لا أراكم الله مكروهاً فى عزيزٍ لديكم !!! فمن أى نوع أنت ؟؟
(6) عندما أرسل يوسف لأبيه يستدعيه للمجيئ إلى أرض مصر ليكون فى عنايته ويتمتع بخيره، قال له: "ولا تحزن عيونكم على أثاثكم لأن خيرات جميع أرض مصر لكم" (تك45: 20)، وما أبعد الفرق بين أثاث بيت يعقوب فى زمن المجاعة، وبين خيرات أرض مصر تحت قيادة يوسف. كذلك يا أخى لا يحزن قلبك على هيئة هذا العالم التى سوف تزول، فإن كل مجد الأب السماوى هو لكَ، وما أبعد الفارق بين ما نملك من تراب زائل، وبين ما سنأخذ مما لم تره عين، ولم تسمع به أذن، وما لم يخطر على قلب بشر. ما أعده الله للذين يحبونه،
(7) بل إن هذا المجد العتيد أن يعلن لا يساوي شيئا بمقارنته مع الرؤية البهية لشخص الله المحب والتمتع بجلاله وحبه وحنانه.
(10) المضيف: شكرا جزيلا، والآن ما هو تدريب هذا الأسبوع؟
أبونا: قبل التدريبات أحب أن أقول أننا سوف نستكمل بقية نقاط المجئ الثاني في الحلقات القادمة بمشيئة الرب.
تدريات الأسبوع: (1) حفظ آية: (عب11: 13 و16) "في الايمان مات هؤلاء اجمعون وهم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها واقروا بانهم غرباء و نزلاء على الارض ولكن الان يبتغون وطنا افضل اي سماويا لذلك لا يستحي بهم الله ان يدعى الههم لانه أعد لهم مدينة" (عب11: 13 و16).
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (2بط 1).
(11) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(12) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) آمين (2) باسم الآب والروح القدس ....... (3) امضوا بسلام.